349 من حديث: (أُقيمت الصلاة فأقبل عَلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بوجهه..)

 
7/1088- وعَن أنس قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فأَقبَل عَلينَا رسُولُ اللَّهِ ﷺ بِوَجْهِهِ فقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وتَراصُّوا، فَإنِّي أَراكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي رواهُ البُخَاريُّ بِلَفْظِهِ، ومُسْلِمٌ بمعْنَاهُ.
وفي رِوَايةٍ للبُخَارِيِّ: وكَانَ أَحدُنَا يَلْزَقُ مَنكِبَهُ بِمنْكِبِ صاحِبِهِ وقَدَمِه بِقَدمِهِ.
8/1089- وَعَنِ النُّعْمَانِ بنِ بشيرٍ، رضيَ اللَّه عنهما، قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: لَتُسوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ ليُخَالِفَنَّ اللَّه بَيْنَ وجُوهِكُمْ متفقٌ عَلَيهِ.
وفي روايةٍ لمسلمٍ: أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ كانَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا، حتَّى كأَنَّما يُسَوّي بهَا القِدَاحَ، حَتَّى رَأَى أنَّا قَد عَقَلْنَا عَنْهُ. ثُمَّ خَرَج يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأَى رجُلا بَادِيًا صدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فقالَ: عِبَادَ اللَّهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّه بيْنَ وجُوهكُمْ.
9/1090- وعنِ البرَاءِ بنِ عازبٍ، رضي اللَّه عنهما، قالَ: كانَ رسولُ اللَّه ﷺ، يَتخلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلى نَاحِيَةٍ، يَمسَحُ صُدُورَنَا، وَمَناكِبَنَا، ويقولُ: لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ وكَانَ يَقُولُ: إنَّ اللَّه وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ رواه أَبُو داود بإِسناد حَسَنٍ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث تتعلق بالصفوف وتقدم في ذلك أحاديث أيضًا، والرسول ﷺ أمر الناس بأن يسووا صفوفهم ويقيموها وأن يتراصوا فيها، وهذا يدل على وجوب أمره بهذا الأمر، يدل على الوجوب ولهذا قال: أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري هذه من خصائصه عليه الصلاة والسلام، كان يراهم من وراءه شيء خصه الله به من الخصائص أقيموا صفوفكم وتراصوا فإن أراكم من وراء ظهري، وقال ﷺ: لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وكان يمسح مناكبهم ويقول: لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم، وتقدم في حديث أبي مسعود أن النبي ﷺ قال: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ويقول ﷺ: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا: يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون فالمعنى هكذا أنتم الصف الأول ثم الصف الثاني ثم الثالث وهكذا، كلما كثرت الجماعة يكملوا الصف الأول ثم الذي يليه، وهكذا يسدون الخلل ويتراصون من غير إيذاء، يتراصون يعني يسدون الفرج، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: سدوا الفرج ولا تذروا فرجات للشيطان فالمؤمن مأمور بالعناية بتسوية الصف وسد الخلل، وقال أنس: وكان أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدم صاحبه، يعني حتى ما يخلي فرجه، يسدون الخلل بتراص أقدامهم ومناكبهم في الصف، وهذا من أسباب الخشوع في الصلاة والإقبال عليها، إذا اختلفوا اختلفت القلوب وصارت المشاحة والمشاحنة، فإذا استووا على نمط واحد صار ذلك أخشع للقلوب وأبعد عن الاختلاف، ولهذا قال: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وقال ﷺ: رصوا صفوفكم وتراصوا أقيموا الصفوف وتراصوا، ولما رأى رجلا باديًا صدره قال: عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم والمرأة إذا أمت النساء كذلك تأمرهن بسد الخلل وإقامة الصف وتقف في الصف، وهكذا إذا كانوا مع الرجال صاروا صفوفًا يسدون الخلل بينهم ويتراصون بينهم.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س:بعضهم يقول إن الحديث كان يلصق أحدنا قدمه بقدم صاحبه محمول على شدة المبالغة صحيح؟
الشيخ: على الحقيقة، القدم جنب القدم ملصقًا بها، لكن ما هو معناه أن يؤذيه بحكحكة، يؤذيه لا يحطه جنبه بس حتى لا يكون فرجه ويكفي هذا سد الخلل.
س: أحيانا إذا دخل الواحد المسجد ورأى الصلاة أقيمت ورأى فرجة هل يقول سدوا الخلل أو يتركه؟
الشيخ: يسد الخلل، إن كان فرجة يدخل فيها، الذي جاء أخيرا يقارب بينهم يراص بينهم حتى يتسع له الفرجة ....
س: راوية أبي داود حتى يؤخرهم في النار صحيحة؟
الشيخ: لا أعلم بها بأسًا من حديث عائشة رضي الله عنها لا يزال الرجل يتأخر عن الصف المقدم حتى يؤخره الله في النار إسناده لا بأس به، هذا من باب الوعيد.
س:بعض العلماء يقول في التعليق على بعض الكتب لما وضع النبي ﷺ يده مكان يد عثمان في بيعة الرضوان قال: فوضع النبي يده وهي أشرف يد في الوجود صحيح كلامه أشرف يد في الوجود؟
الشيخ: يد النبي ﷺ لا شك.
س: في الوجود؟
الشيخ: في الوجود، نعم يعني بين الناس.
س: بالنسبة لتسوية الصفوف كما جاء في الأحاديث، هل يلزم الإمام يعدل الصفوف قبل أن يدخل في الصلاة؟
الشيخ: يتكلم يقول مثل ما قال النبي ﷺ: رصوا صفوفكم: تقاربوا: سووا صفوفكم: ينبههم.