352 من: (باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما)

 
بابُ فَضْلِ السنَنِ الراتِبِة مَعَ الفَرَائِضِ وبيانِ أَقَلِّهَا وأَكْمَلِها وما بينَهُما
1/1097- عنْ أُمِّ المؤمِنِينَ أُمِّ حبِيبَةَ رَمْلةَ بِنتِ أَبي سُفيانَ رضيَ اللَّه عَنهما، قَالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَا مِنْ عبْدٍ مُسْلِم يُصَلِّي للَّهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعًا غَيْرَ الفرِيضَةِ، إِلاَّ بَنَى اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ: إِلاَّ بُنِي لَهُ بيتٌ فِي الجنَّةِ رواه مسلم.
2/1098- وعَنِ ابنِ عُمَر رَضيَ اللَّه عنْهُما، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رسُول اللَّهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتيْنِ بَعْدَ الجُمُعةِ، ورَكْعتيْنِ بَعْد المغرِبِ، وركْعتيْنِ بعْد العِشَاءِ. متفقٌ عَلَيهِ.
3/1099- وعنْ عبدِاللَّهِ بن مُغَفَّلٍ ، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كلِّ أَذَانيْنِ صَلاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ وقالَ في الثَالثَة: لمَنْ شَاءَ متفقٌ عَلَيهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة وما يأتي بعدها كلها تتعلق بصلاة التطوع مع الفرائض، وفي غير ذلك صلاة التطوع فيها فضل عظيم وتكمل بها الفرائض، وقد وعد الله عليها خيرًا كثيرًا، فينبغي للمؤمن الإكثار منها ليلًا ونهارًا، ومن ذلك صلاة ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة.
في حديث أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها سمعت النبي يقول ﷺ: ما من عبد مسلم يصلي لله اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعًا إلا بني له بهن بيت في الجنة وهذه الثنتا عشر جاء في الرواية الأخرى تفسيرها وأنها أربع قبل الظهر، ثنتين ثنتين، هذه راتبة كان النبي ﷺ يحافظ عليها، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي ﷺ لا يدع أربعا قبل الظهر، وربما صلى ثنتين قبل الظهر كما قال ابن عمر، لكن حديث عائشة وحديث أم حبيبة يبين أنه ﷺ في الغالب يصلي أربعا قبل الظهر فهي سنة، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح، هذه يقال لها الرواتب، وهي ثنتا عشرة ركعة فيها هذا الفضل العظيم أن الله جل وعلا يبني لصاحبها بيتًا في الجنة -إذا فعلها لله - وهذه يقال لها الرواتب، يستحب أن يأتي بها المؤمن والمؤمنة مع الفرائض، أربع قبل الظهر وثنتين بعدها هذه ست، وثنتين بعد المغرب ثمان، ثنتين بعد العشاء عشر، وثنتين قبل صلاة الصبح الجميع ثنتا عشرة ركعة، وإن صلى قبل العصر أربع فهو أيضًا خير، يقول النبي ﷺ: رحم الله امرأ صلى أربعًا قبل العصر سنة مستحبة قبل العصر، كذلك بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة كما في حديث ابن مغفل، إذا صلى بعد الأذان ركعتين، بعد أذان العشاء ركعتين، كله طيب مستحب قبل الفريضة إذا أذن صلى ركعتين بعد أذان المغرب، وبعد أذان العشاء، وإن صلى أكثر فلا بأس، كذلك سنة الضحى كما يأتي سنة مؤكدة، سنة الضحى، التهجد بالليل، التطوع في الليل من أفضل السنن ومن آكد العبادات كما قال جل وعلا في المتقين كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، وقال في عباد الرحمن: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، وقال فيهم وأشباههم تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16-17] هذه جزاء أهل الخير والتهجد بالليل من المؤمنين.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: سنة الجمعة البعدية الأفضل في البيت؟
الشيخ: أفضل في البيت، وإن صلاها في المسجد فلا بأس، لكن الأفضل أربع كما في الحديث الآتي: من كان مصليًا بعد الجمعة فليصل بعدها أربعًا إن صلاها في البيت فلا بأس، وإن صلاها في المسجد فلا بأس، وفي البيت أفضل، وإن صلاها في المسجد فالحمد لله الأمر واسع.
س:...؟
الشيخ: الوقت واسع يا ولدي بعد أذان الظهر الوقت واسع.
س:...؟
الشيخ: يصلي ما تيسر وإن كان باقي يصلي بعد الصلاة، يكملها بعد الصلاة، يصلي ثنتين قبل الصلاة وأربعًا بعد الصلاة حتى يصير الجميع ستا، وإن صلى قبلها أربع وبعدها أربع فهو أفضل وأفضل، والنبي ﷺ قال: من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار.
س:...؟
الشيخ: التخفيف لا بأس به، التخفيف لا يضر مع الطمأنينة، وإذا قرأ بالقصار مثل: قل هو الله أحد، والعصر فكله طيب والحمد لله.
س: سنة الضحى هل يستمر عليها كل يوم؟
الشيخ: دائمًا سنة، دائمة كل يوم، أقلها ركعتان ولا حد لأكثرها: أربع، ثمان، عشر، مائة، ما يخالف أقلها ركعتان.
س: الأفضل للإنسان أن يصلي قبل الظهر أربعًا أم ثنتين؟
الشيخ: أربعًا قبل الظهر راتبة تسليمتين هذا هو الأفضل، هذا هو الكمال كما قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي ﷺ لا يدع أربعًا قبل الظهر.
س: إذا صلى ثنتين أحيانًا؟
الشيخ: لا بأس، لكن أربع أفضل، داوم على أربع.
س: قبل صلاة الجمعة إذا دخل المسجد؟
الشيخ: يصلي ما تيسر ثنتين، أربع، عشر، مائة، يصلي ما تيسر ما في حد محدود، أقلها ثنتان، يصلي ما قدر الله، أقلها ثنتان تسليمة واحدة، ويصلي ما تيسر إلا أن يدخل الخطيب.
س: بالنسبة لمن جلس في مصلاه ثم صلى ركعتين كتبت له حجة وعمرة هل يصلي بعدها ثنتين سنة الضحى وإلا تكفي؟
الشيخ: إن صلاها زيادة فلا بأس، وإن أقلها ركعتان، وإن صلى أربعا وإلا ثمان كله طيب.
س:...؟
الشيخ: كله طيب كله طيب.
س:...؟
الشيخ: يصلي الضحى في بيته، إذا اشتد الضحى أفضل زيادة، إذا اشتد الضحى الساعة عشر وما حولها يعني قبل الظهر بساعة ساعتين أفضل، وذيك سنة الضحى أقلها ركعتان إن صلاها الشروق تسمى سنة الضحى ويسميها العامة سنة الإشراق.
س: سؤال خارج الموضوع في أحد الأخوة جاء من السودان، وعندما جاء من البلاد أعطته جارته حقيبة قالت أرسلها لأحد أقربائي في جدة، ولما جاء الجمارك في جدة سألوه ماذا تحمل في هذه الحقيبة؟ قال: رسالة لواحد في جدة فعندما فتحوا هذه الحقيبة وجدوا فيها صورة مصورة على جلد باليد -صورة بنت- يقول هل يحرقها أم يردها أم يسلمها إلى الموصى إليه؟
الشيخ: يحرقها لا يردها ولا يسلمها، يقول النبي ﷺ: لا تدع صورة إلا طمستها يحرقها ويؤجر.