355 من حديث: (أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلَّم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما..)

 
4/1107- وعَنِ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَي الْفَجْرِ في الأُولَى مِنْهُمَا: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ ومَا أُنْزِلَ إِليْنَا [البقرة:136] الآيةُ الَّتي في البقرة، وفي الآخِرَةِ مِنهما: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسلمُونَ [آل عمران:52] .
وفي روايةٍ: في الآخرةِ الآية الَّتي في آلِ عِمرانَ: تَعَالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنا وَبَيْنُكُمْ} [آل عمران:64]. رواهما مسلم.
5/1108- وعنْ أَبي هُريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قرَأَ ف رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ رواه مسلم.
6/1109- وعنِ ابنِ عمر رضِيَ اللَّه عنهُما، قَالَ: رمقْتُ النَّبِيَّ ﷺ شَهْرًا يقْرَأُ في الرَّكْعَتيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ و قل هُوَ اللَّه أَحَدٌ رواهُ الترمذي، وقال: حديثٌ حَسَنٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة التي ذكرها الإمام النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما يتعلق بالقراءة في ركعتي الفجر، وتقدم أن ركعتي الفجر سنة مؤكدة سفرًا وحضرًا، وأن السنة للرجل والمرأة الإتيان بهذه السنة، ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر في السفر والحضر، وكان ﷺ يقرأ فيهما كما في حديث أبي هريرة وابن عمر، يقرأ فيهما بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في الركعتين، في الأولى قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الثانية قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يعني بعد الفاتحة، وهاتان السورتان يقال لهما سورة الإخلاص؛ لأن في الأولى البراءة من جميع ما يعبده المشركون من دون الله، وأنهم أيضًا ليسوا بعبيد لله لأن شركهم يحبط أعمالهم، ولهذا قال فيها جل وعلا:  وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [الكافرون:3] لأنهم مشركون وعملهم حابط، فلو عبدوا الله فلا عبادة لهم لأن الشرك يحبطها قال: وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ [الكافرون:4] يتبرأ النبي ﷺ من عبادتهم التي يعبدونها الأصنام والأوثان وإنما يعبد الله وحده، ففيها البراءة من الشرك وبيان أن الله سبحانه هو المستحق العبادة ولهذا قال: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6] لكم دينكم الكفر والضلال ولي ديني وهو عبادة الله وحده والإخلاص له والبراءة من عبادة ما سواه ، وهكذا السورة الثانية قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ هي أيضًا سورة الإخلاص، تعدل ثلث القرآن وهي محضة لتوحيد الله والإخلاص له وبيان صفاته : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ  [الإخلاص:1-4] ثبت عنه ﷺ أنه قال: إنها تعدل ثلث القرآن لأن القرآن أمر ونهي وخبر وإنشاء، خبر قسمان: خبر عن الله وعن أسمائه وصفاته، وخبر عن الدار الآخرة والجنة والنار وغير ذلك، وقل هو الله أحد محضت للخبر عن الله وعن صفاته وأسمائه فكانت تعدل ثلث القرآن لأنها كلها في بيان توحيد الله وصفاته جل وعلا .
وفي حديث ابن عباس أنه ربما قرأ فيهما بآيتي البقرة وآل عمران، وهما أيضًا آيتان في الإخلاص، الأولى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136] هذه آية البقرة في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وفي الثانية بعد الفاتحة آية آل عمران قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كلمة عدل بيننا وبينكم أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا يعني عن الحق وعن توحيد الله فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64].
فهاتان الآيتان أيضا كلتاهما تتعلق بالإخلاص لله والإيمان بتوحيده، والبراءة من عبادة ما سواه ، هذا هو السنة أن تقرأ هاتين الآيتين في سنة الفجر أو هاتين السورتين، وإذا قرأ تارة كذا وتارة كذا هذا هو السنة حتى يجمع بين السنتين، تارة يقرأ فيهما بالآيتين وتارة يقرأ بالسورتين حتى يعمل بالنصوص كلها.
وثبت أيضا أنه ﷺ كان يقرأ بالسورتين في سنة المغرب وفي صلاة الطواف -ركعتي الطواف- قرأ بهما في ركعتي الطواف قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقرأ بهما في سنة المغرب، وإن قرأ بغير ذلك فلا بأس، أو قرأ في الفجر -سنة الفجر- أو في سنة المغرب أو في سنة الطواف غير ذلك لا بأس، لكن السنة أن يتحرى ما فعله النبي ﷺ، وأن يقرأ مثل قراءته عليه الصلاة والسلام.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س:بالنسبة لمن لم يتمكن من السنة قبل الصلاة؟
الشيخ: يصليها بعد، إذا لم يتمكن قبل الصلاة الركعتين يصليهما بعد الصلاة أو بعد طلوع الشمس، والأفضل بعد ارتفاع الشمس.
س: هل يأتي بالأذكار قبل؟
الشيخ: يأتي بالأذكار قبل، الأذكار كلها قبل، لكن الأفضل أن يؤديها بعد ارتفاع الشمس.
س: الرجل إذا كان مسافرًا وسمع النداء هل يصلي مع الجماعة؟
الشيخ: إن تيسر فلا بأس وإن له السفر إذا كان يخاف رفقته أو يخاف شيء يفوته يسافر يصلي ويسافر.
س: إذا فاتته صلاة الجماعة ورجع إلى البيت هل يصليها قصرا؟
الشيخ: وهو مسافر يصليها قصرًا ثنتين الظهر والعصر والعشاء، وإذا صلى مع الناس يصلون أربع صلاها أربع.
س: تلزمه صلاة الجماعة إذا لم يسمع النداء؟
الشيخ: إذا كان وحده يلزمه نعم، أما إذا كانوا جماعة مخيرين إن شاءوا صلوا وحدهم قصرًا وإن شاءوا حضروا مع الجماعة وصلوا أربعا.
س: السلام حكمه؟
الشيخ:.. والرد واجب.
س: بالنسبة للجماعة كم أقلها؟
الشيخ: اثنان.