3/1162- وعَن سالمِ بنِ عبدِاللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، عَن أَبِيِه: أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ قالَ سالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُاللَّهِ بعْدَ ذلكَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلًا. متفقٌ عَلَيْهِ.
4/1163- وَعن عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضَيَ اللَّه عَنْهُمَا قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ: كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ متفقٌ عَلَيْهِ.
5/1164- وعن ابن مَسْعُودٍ ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتى أَصبحَ، قالَ: ذاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذنَيْهِ أَو قَالَ: في أُذنِه متفقٌ عليه.
6/1165- وعن أَبي هُريرَةَ، ، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلى قافِيةِ رَأْسِ أَحَدِكُم، إِذا هُوَ نَامَ، ثَلاثَ عُقدٍ، يَضرِب عَلى كلِّ عُقدَةٍ: عَلَيْكَ ليْلٌ طَويلٌ فَارقُدْ، فإِنْ اسْتَيْقظَ، فَذَكَرَ اللَّه تَعَالَى انحلَّت عُقْدَةٌ، فإِنْ توضَّأَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن صلَّى انحَلَّت عُقدُهُ كُلُّهَا، فأَصبَحَ نشِيطًا طَيِّب النَّفسِ، وَإِلاَّ أَصبح خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ متفقٌ عَلَيْهِ.
4/1163- وَعن عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضَيَ اللَّه عَنْهُمَا قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ: كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ متفقٌ عَلَيْهِ.
5/1164- وعن ابن مَسْعُودٍ ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتى أَصبحَ، قالَ: ذاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذنَيْهِ أَو قَالَ: في أُذنِه متفقٌ عليه.
6/1165- وعن أَبي هُريرَةَ، ، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلى قافِيةِ رَأْسِ أَحَدِكُم، إِذا هُوَ نَامَ، ثَلاثَ عُقدٍ، يَضرِب عَلى كلِّ عُقدَةٍ: عَلَيْكَ ليْلٌ طَويلٌ فَارقُدْ، فإِنْ اسْتَيْقظَ، فَذَكَرَ اللَّه تَعَالَى انحلَّت عُقْدَةٌ، فإِنْ توضَّأَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن صلَّى انحَلَّت عُقدُهُ كُلُّهَا، فأَصبَحَ نشِيطًا طَيِّب النَّفسِ، وَإِلاَّ أَصبح خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ متفقٌ عَلَيْهِ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تحث على قيام الليل، قيام الليل سنة مؤكدة، وفيه خير عظيم وفوائد جمة، وهو من صفة عباد الرحمن، ومن أخلاق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، قال الله جل وعلا في صفة عباد الرحمن وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، وفي صفة المتقين كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا المزمل النبي محمد ﷺ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:1-4] في آخرها يقول: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ [المزمل:20] المقصود أن الله جل وعلا حث نبيه والمؤمنين على قيام الليل، نصف ثلث ما تيسر منه، فَاقْرَءُوا يعني صلوا مَا تَيَسَّرَ من الليل، ومعلوم أن الصلاة فيها قراءة، ويقول جل وعلا فيهم تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16، 17] فقيام الليل من أفضل القربات ومن أفضل الطاعات، وسئل النبي ﷺ أي الصلاة أفضل قال: صلاة الليل لما فيها من تواطؤ القلب واللسان، والإقبال على الصلاة وخشوع القلب وانقطاع مشاغل الدنيا لأن مشاغله في النهار أغلب.
وفي هذه الأحاديث الأربعة حث على ذلك:
الحديث الأول: حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقول النبي ﷺ: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فلما سمع عبدالله هذا الكلام صار يتهجد من الليل حرصا على هذه الخصلة العظيمة، وقال لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ابن عمر قال: نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم -يصلي من- الليل، وعبدالله بن عمرو قال له: لا تكن مثل فلان، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل وكان عبدالله بن عمرو يسهر الليل تعبدًا فنهاه النبي ﷺ وقال: إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، ثم نم أمره أن يقوم بعض الشيء، وينام بعض الشيء، لا يسهر، ولما مر جماعة على بيوت النبي ﷺ وسألوا عن عمله، سألوا أزواج النبي ﷺ عن أعمال النبي في السر كأنهم تقالوه فقال أحدهم: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، وقال الآخر: أما أنا فلا أنام على فراش، والآخر يقول: لا آكل اللحم، فقال النبي ﷺ: لكني أصلي خطب الناس وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني لا ينبغي التشديد والتكلف، يصلي الإنسان ما تيسر، ويصوم ما تيسر من دون تشديد وتكلف.
الحديث الثالث
وفي الحديث -حديث ابن مسعود- سئل عن رجل نام حتى الصباح -ما قام في الليل- قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنه أو قال: في أذنيه هذا فيه أن الشيطان قد يكسله عن قيام الليل بالبول في أذنه أو أذنيه، وهذا يشجع على قيام الليل، يدل على فضله، فللمؤمن أن يقوم ما تيسر، يصلي ثلاث، يصلي خمس، يصلي سبع، يصلي ما تيسر، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، في أوله، في وسطه، في آخره حسب التيسير، وآخره أفضل إذا تيسر، آخر الليل فهو أفضل لقوله ﷺ: ينزل ربنا يعني نزولا يليق بجلاله ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة -حين يبقى ثلث الليل الآخر- فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر هذا نزول يليق بالله لا يشابه خلقه، نزول لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في نزوله ولا في استوائه ولا في سائر صفاته ، ويدلنا على أن هذا الوقت -وقت عظيم- يستجاب فيه الدعاء، تقبل فيه التوبة، فإذا تيسر للمؤمن أن يكون له نصيب من ثلث الليل فهو خير عظيم.
الحديث الرابع
وفي الحديث الرابع: يقول ﷺ: إن الشيطان يعقد على قافية الإنسان ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة يقول: نم فإن عليك ليل طويل يعني يشجعه على النوم حتى يفوته قيام الليل فإذا قام وذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت العقدة الثانية، فإذا صلى ما تيسر انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان هذا يفيد على أن المؤمن على خطر من هذا الشيطان وهذا العدو، فإذا قام من الليل يذكر الله ويتوضأ الوضوء الشرعي ويصلي ما يسر الله له فهو بذلك يسلم من عقدة الخبيث وتثبيطه، وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: قول الرسول ﷺ: نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل ألا يدل على أن القيام شرط في العدالة؟
الشيخ: لا ما هو بشرط، بس مدح، مزيد مدح وإلا هو تطوع نافلة ليس بفريضة، لكن يدل على أن أهل الليل يمدحون بهذا، يثنى عليهم كما أثنى الله عليهم، هذا الأسلوب فيه حث وتحريض.
س: إذا أوتر الإنسان بعد العشاء ونام إلى الفجر؟
الشيخ: لا حرج، ما دام صلى ما يسر الله له.
س:إذا أوتر قبل أن ينام؟
الشيخ: نعم حصل، المطلوب يصلي ما تيسر، إذا استيقظ في آخر الليل يصلي ثنتين أربع.
س: ...؟
الشيخ: يكفيه وتره الأول، لا يعيد الوتر، النبي عليه السلام يقول: لا وتران في ليلة يصلي شفع: ثنتين أربع ست ثمان، يسلم من كل ثنتين.
س: بالنسبة للشيطان الذي بال في أذنيه نام عن صلاة الفجر أو عن قيام الليل؟
الشيخ: عن قيام الليل.
س: بالنسبة للبرنامج اليومي للمسلم هل يبدأ من قيام الليل أو من صلاة الفجر؟
الشيخ: من طلوع الفجر، الأذكار من طلوع الفجر، والليل من غروب الشمس، وآخر النهار تبع الليل، وأول النهار تبع النهار، لو فعله بعد الصبح أو بعد طلوع الشمس كله طيب، يكون أول النهار يصدق عليه إلى وقوف الشمس إلى زوال الشمس وبعد الزوال، كله تبع المساء إلى أول الليل أثناء الليل.
س: لو صلى العشاء ونام إلى الفجر إلى الأذان هذا معناه يبول الشيطان؟
الشيخ: ظاهر الحديث هذا، ظاهر الحديث إذا نام وما صلى شيء.
س: لو نوى القيام ولم يقم هل يصدق عليه أن الشيطان بال في أذنيه؟
الشيخ: الله أعلم، قد يكون إذا كان عازم ولكن غلب قد يسلم بنيته الطيبة، غلبه النوم، لكن ينبغي للمؤمن أن يكون له نية وعناية، يبكر ويركز الساعة ويتخذ الأسباب، ما هو يسهر ولا يوقت الساعة، هذا مفرط، لكن الإنسان الحريص الصادق إذا كان عنده ساعة ركز الساعة وبكر بالنوم حتى يتيسر له النشاط، يأخذ بالأسباب.