7/1166- وَعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ.
رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
8/1167- وَعنْ أَبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل رواه مُسلِمٌ.
9/1168- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ متفقٌ عَلَيْهِ.
10/1169- وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصلِّي منَ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوترُ بِرَكعة. متفقٌ عَلَيْهِ.
رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
8/1167- وَعنْ أَبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل رواه مُسلِمٌ.
9/1168- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ متفقٌ عَلَيْهِ.
10/1169- وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصلِّي منَ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوترُ بِرَكعة. متفقٌ عَلَيْهِ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث أيضا الأربعة تتعلق بصلاة الليل، فضل صلاة الليل، وأن السنة تكون مثنى مثنى كما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام، فصلاة الليل قربة عظيمة، وهي من عمل الرسل والأخيار، من عمل عباد الرحمن، وهي مشروعة لكل مسلم ومسلمة، التهجد بالليل بما يسر الله في أوله، أو في وسطه، أو في آخره، حسب ما يتيسر، تقول عائشة رضي الله عنها: «من الليل قد أوتر رسول الله ﷺ من أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر» استقر وتره أخيرًا في الثلث الأخير عليه الصلاة والسلام وهو الأفضل، ومن خاف ألا يقوم من آخر الليل شرع له أن يوتر من أول الليل، وقد أوصى النبي ﷺ أبا هريرة وأبا الدرداء بالوتر أول الليل، والظاهر أنهما كانا يخشيان ألا يقوما في آخر الليل من أجل دراسة الحديث وحفظه، يقول النبي ﷺ في حديث عبدالله بن سلام: أيها الناس أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام فالمسلمون مشروع لهم هذه الخصال: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام، وصلاة الليل، كل هذا مشروع، فالمؤمن يفشي السلام في الطريق في بيته أينما كان يفشي السلام سنة وقربة، يطعم الطعام، يتصدق ويحسن على أقاربه وغيرهم على الفقراء والمساكين، قيل يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: أن تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، ويقول جل وعلا: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]، ويقول جل وعلا: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ الآية [النساء:36]، ويقول في آية البر وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ [البقرة:177] هكذا صلة الرحم، صلة الأقارب والإحسان إليهم من الإخوة والأخوال والأعمام وبني العم وبني الخال يصلهم ويحسن إليهم بما أعطاه الله، ولو بالسلام، ولو بالكلام الطيب.
وصلوا بالليل والناس نيام كذلك التهجد بالليل، الإنسان عند غفلة الناس يقوم يصلي بين يدي ربه يسأله ويضرع إليه، هذا من أفضل العبادات والقربات، ولما سئل أي الصلاة أفضل؟ ذكر ﷺ أن صلاة الليل أفضل بعد صلاة الفريضة صلاة الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، يعني عاشوراء، فأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، كونه يتهجد بالليل لأنه يتواطأ فيها القلب واللسان، يحصل فيها الخشوع عند غفلة الناس، وفي حديث ابن عمر: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة، وفي اللفظ الآخر: «كان النبي ﷺ يصلي من الليل مثنى مثنى» يعني ثنتين ثنتين، هذا هو السنة يصلي مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة، والسنة أن يكون آخر صلاته وترًا، يختم بالوتر واحدة، وإذا أوتر بخمس جميع، أو ثلاث جميع، أو سبع جميع فلا بأس، لكن الأفضل يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، هذا هو الغالب من فعله عليه الصلاة والسلام، مع الخشوع والطمأنينة وكثرة الدعاء والضراعة إلى الله ، في سجوده وبعد قراءته التحيات في آخر الصلاة قبل التسليم يكثر من الدعاء وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س:أيها الناس أفشوا السلام الأمر للوجوب؟
الشيخ: المعروف عند العلماء أنه سنة، والقول بالوجوب قول قوي، لكن المعروف عند العلماء أنه سنة والرد واجب وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] فالرد واجب والبدء سنة. وهكذا إطعام الطعام وصلاة الليل والناس نيام كلها سنة، الفريضة الخمس صلوات.
س: ترجيحكم؟
الشيخ: الظاهر قول الأئمة أنه سنة، أما الرد وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] الرد واجب.
س: من كثرة العمالة الكافرة أحيانا يتحرج الواحد من السلام هل يسلم؟
الشيخ: ما سمعت، وأيش النبي يقول لما سئل أي العمل أفضل؟ قال: أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف سلم وبس.
س: عموم الأدلة على السلام ألا تدل على الوجوب؟
الشيخ: إفشاء السلام مشروع، وأن تبدأ أفضل، وإن بدئت فالرد عليك واجب، والمؤمن يسارع إلى الخيرات، حتى ولو ما هو بواجب يسارع بأن يبدأ مثل لما سئل: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: أن تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف فالإنسان يبادر بالخيرات أفضل له.
س: ابتداء الرافضة بالسلام؟
الشيخ: إذا كنت تعلمهم أنهم رافضة يظهرون بدعتهم لا تبدأهم ولا ترد عليهم يهجرون، أما إذا ما أظهروها وستروها سلم عليهم.
س: لا يصلون في المسجد؟
الشيخ: لا يصلون مع الجماعة، هذا من البدع.
س: يعني لا يرد عليهم؟
الشيخ: ولا يبدؤون حتى يصلوا مع المسلمين، حتى ينصروا السنة ويبتعدوا عن البدعة.
س: وغلاة الصوفية؟
الشيخ: الصوفية إذا أظهروا بدعتهم وإلا سلم عليهم، إذا أظهروا بدعتهم المكفرة أو موجب للهجر فلا تسلم، وإذا ما أظهروا شيء مع المسلمين في صلاتهم وفي أعمالهم يسلم عليهم ليس لك إلا الظاهر.