377 من حديث: (كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته برَكعتين خفيفتين)

 
21/1180- وَعَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْها، قالت: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذا قام مِن اللَّيْلِ ليصلي افتَتَحَ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَيْن خَفيفَتَيْنِ، رواه مسلم.
22/1181- وعَنْها، رضِي اللَّه عنْهَا، قالَتْ: كَانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إِذا فاتتْهُ الصَّلاةُ مِنَ اللَّيل مِنْ وجعٍ أَوْ غيرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهارِ ثِنَتي عشَرة ركْعَة. رواه مسلِم.
23/1182- وعنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، قَال: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ نَام عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شْيءٍ مِنهُ، فَقَرأهُ فِيما بينَ صَلاِةَ الفَجْرِ وصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِب لهُ كأَنَّما قَرَأَهُ منَ اللَّيْلِ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بصلاة الليل والقراءة في الليل، يستحب للمؤمن أن يكون له نصيب من الورد في الليل، قراءة وصلاة وذكرا وتسبيحًا وتهليلا واستغفارًا، كما قال الله جل وعلا في وصف عباد الرحمن وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، وقال في وصف المتقين كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17، 18]، ويقول : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ۝ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا  [المزمل:1-4]، وكان ﷺ يستفتح ورده من الليل بركعتين خفيفتين، وقد أمر بذلك كما تقدم، يستفتح ورده بركعتين خفيفتين ثم يصلي عادته بالتطويل، كان يطيل في صلاته عليه الصلاة والسلام في قيامه وفي ركوعه وفي سجوده، هكذا السنة لمن قدر أن يطيل قيام الليل والتهجد في الليل، وكان إذا مرت به آية رحمة سأل، وآية عذاب تعوذ، وآية تسبيح سبح عليه الصلاة والسلام، فالسنة للمؤمن أن يتحرى ما فعله النبي ﷺ في ذلك كله لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، وجاء عنها رضي الله عنها أنها قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله، من أوله وآخره، فانتهى وتره إلى السحر استقر وتره أخيرًا في آخر الليل عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل، وهو في الثلث الأخير تقول رضي الله عنها: «كان النبي ﷺ إذا شغله عن حزبه من الليل نوم أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة» السنة إذا كان الإنسان له ورده في الليل ثم نام عنه أو شغله عنه مرض أو شاغل آخر فيقضيه من النهار، وكانت عادته ﷺ إحدى عشرة ركعة، فإذا شغل عنها صلى من النهار ثنتي عشرة، زاد ركعة شفع، هكذا من كانت عادته خمس ركعات يصلي من النهار ست ركعات ثلاث تسليمات، وإذا كان عادته ثلاث يصلي أربع تسليمتين، وإذا كان عادته سبع يصلي أربع تسليمات يزيد ركعة، هذا هو الأفضل تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام فيما فعل عليه الصلاة والسلام، والمحافظة على التهجد بالليل من دأب الصالحين، ومن أعمال الصالحين، ومن أسباب صلاح القلوب ورقتها، ومن أسباب حسن الختام.
وفي حديث عمر عن النبي ﷺ أنه قال: من قرأ حزبه من الليل بين صلاة الفجر وبين صلاة الظهر فكأنما قرأه من الليل إذا كان له ورد من الليل جزء جزأين ثلاثة، وفاتته وقرأها من النهار قبل الظهر فكأنما قرأ في الليل في الفضل والأجر.

الأسئلة:
س: لماذا لم يصليها إحدى عشرة كما كان يصليها في الليل؟
الشيخ: شفعها يدل على أن صلاة النهار شفع، ما فيها وتر صلاة النهار.
س: من قال من الفقهاء أن لليل وتر وللنهار وتر؟
الشيخ: وتر النهار المغرب في نهاية النهار عند غروب الشمس، وفي النهار يشفع كما دلت عليه السنة.
س: من تمسك بالسنة كما ينبغي قصر ثوبه وعفا لحيته، كثير من المسلمين يقولون عنه هذا متشدد وهذا متزمت وهذا كذا وكذا ماذا يكون موقف الإنسان؟
الشيخ: لا يبالي بهم، يقول: هذه السنة والله يهديكم، يخاطبهم بالتي هي أحسن، هداكم الله هذه السنة وبس، يعلمهم بالدليل والحمد لله ولا يضرونه، ولا يبالي بهم مثلما فعل المنافقون مع أهل السنة وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ [المطففين:30].