575 من حديث: (بين النفختين أربعون" قالوا يا أبا هريرة، أربعون يوما؟..)

 
29/1836- وَعَنْ أبي هريرة عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبعُونَ قالُوا يَا أبَا هُريْرةَ، أرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أبَيْتُ، قالُوا: أرْبعُونَ سَنَةً؟ قَال: أبَيْتُ. قَالُوا: أرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَال: أبَيْتُ، وَيَبْلَى كُلُّ شَيءٍ مِنَ الإنْسَانِ إلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ، فِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ، ثُمَّ يُنَزِّلُ اللَّه مِنَ السَّمَآءِ مَاءً، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ" متفقٌ عليه.
30/1837- وَعَنْهُ قَالَ: بيْنَمَا النَّبيُّ ﷺ في مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جاءَهُ أعْرابِيُّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رسُولُ اللَّه ﷺ يُحَدِّثُ، فقَال بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِه مَا قَالَ، وقَالَ بَعْضُهمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: "أيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟" قَال: هَا أنَا يَا رسُولَ اللَّه، قَالَ: إذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانةُ فانْتَظِرِ السَّاعةَ قَالَ: كَيْفَ إضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إذَا وُسِّد الأمْرُ إلى غَيْرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعة رواهُ البُخاري.
31/1838- وعنْهُ أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ: يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإنْ أصَابُوا فَلَكُمْ، وإنْ أخْطئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ رواهُ البُخاريُّ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة في أحكام متعددة:
الحديث الأول: يخبر فيه النبي ﷺ عما بين النفختين: نفخة الصعق وهي الفزع، ونفخة البعث والنشور بينهما أربعون، سئل أبو هريرة –الراوي- هل هي يوم أو سنة أو شهر؟ قال: ما أدري، أربعون قد تكون يومًا، وقد تكون شهرًا، وقد تكون سنة، ثم يبعث الله الموتى، نفخة الفزع وهي الصعق يموت فيها الناس، ينفخ إسرافيل في الصور نفخة طويلة ويمدها حتى يموت الناس جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها، حتى إن الرجل يسمع الصوت فيصغي ليتًا ويرفع ليتًا هكذا، رقبته يتسمع وأيش هذا الصوت فلا يزال الصوت يرتفع ويعظم حتى يصعق الناس ويموتون، هذا يصعق الفسيلة بيده يبي يغرسها فيموت، والآخر بيده اللقمة ويسقط يموت، والآخر قد مثل الثوب أو نحوه بينه وبين صاحبه ليشتريه فيسقطان، والآخر يلوط حوض إبله فيموت معها من هذه الصعقة، ثم الصعقة الأخرى نفخة البعث والنشور فيها يحيا الناس، ينبتون كما ينبت البقل، ويفنى كل شيء من العبد إلا عجب الذنب، إلا عظم الذنب يبقى، يبني الله عليه خلقته وإعادته فهذا خلق جديد، لما قال الكافر مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس:78] قال: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79] فالذي خلقهم أولًا من ماء مهين، من ماء ضعيف، ثم نطفة، ثم علقة إلى آخره هو الذي يعيدهم يوم القيامة وينبتهم من هذه القبور، من البحار ومن كل مكان حتى يحشروا بين يدي الله جميعًا ويجزون بأعمالهم خيرها وشرها، فالواجب على العاقل أن يعد العدة لهذا اليوم اليوم العظيم، فإن من مات فقد قامت قيامته، كل من مات قامت قيامته وتم عمله وختم على عمله إلا ما يأتيه من صدقات وإحسان من ناس إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
الثاني: واحد يسأل النبي ﷺ يقول: يا رسول الله متى الساعة؟ والنبي ﷺ يحدث الناس، فلما أتم حديثه -يعني موعظته ﷺ- قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: متى ضيعت الأمانة فانتظر الساعة يعني فقد قربت الساعة، قيل يا رسول الله وما إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله إذا وليت الأمور غير أهلها، إذا تولاها الخونة وعدم الثقات فهذا قرب الساعة، إذا تولاها الخونة وعدم الموثوقين ويتولاها من لا يتقنها من لا يؤدي حقها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكذلك يقول ﷺ: يصلون لكم يعني الأمراء، أمراء الناس، وأئمتهم هم القادة فإذا أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساؤوا فلكم وعليهم إسائهم عليهم يصلوا بالناس الجمعة والجماعة وإن كانوا فساقًا يصلي معهم الرعية، فإن أحسنوا في عملهم فللجميع وإن أساؤوا فالإثم عليهم والرعية يسلمون من ذلك، الإثم إذا أدوا الحق الذي عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق والتناصح، وهذا فيه الحث على السمع والطاعة لولاة الأمور وعدم الخروج عليهم بمجرد الفسق، ولكن يسمع لهم ويطاع في المعروف ويصلى وراءهم، فإن أحسنوا فللجميع، وإن أساؤوا فالإثم عليهم، والرعية لا إثم عليها إذا أدت الواجب، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س:...؟
الشيخ: الصواب أنها نفختان، نفخة الفزع هي نفخة الصعق، أما ما في حديث الصور أنها ثلاث، فحديث الصور ضعيف، حديث الصور الذي فيه النفخات الثلاث ضعيف، والصواب الذي دل عليه القرآن نفختان.
س:...؟
الشيخ: نفختان في الزمر وغيرها صريحة في الزمر، الأولى: نفخة الصعق، وهي نفخة الفزع التي في سورة النمل، والثانية: نفخة البعث والنشور، نسأل الله حسن الختام، نسأل الله السلامة، اللهم سلم سلم.
س:...؟
الشيخ: أجل وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا [الحجرات:9] تعان المحقة والباغية لا تعان، أو المنحرفة التي قد خرجت عن الدين من شوعية أو وثنية.
س: حديث: خيركم من طال عمره وحسن عمله حديث صحيح؟
الشيخ: لا بأس به، نعم.
س:...؟
الشيخ: هذا الرافضة.
س:...؟
الشيخ: لا تصل معهم، صل مع أهل السنة، هؤلاء يسمون الشيعة، يسمون الرافضة، يصلون على حصاة يأخذونها من النجف من قبر الحسين، نسأل الله العافية.
س: من أدرك الركعة أدرك تكبيرة الإحرام؟
الشيخ: لا ما يدركها إلا بحضورها، الصواب لا يدرك فضلها إلا بحضورها.
س: طيب إذا كان يؤدي تحية المسجد؟
الشيخ: يقطعها.
س: وعلم أنه سوف تفوته التكبيرة؟
الشيخ: إذا أقيمت الصلاة يقطعها، يقطع التحية ويكبر مع الإمام، ولو أنه قد صلى ركعة إلا إذا كان في آخرها قد صلى الركوع الثاني يكمل، ما بقي إلا يسير ويكون مدركًا إن شاء الله.
س: المال الربوي الصواب فيه الزكاة؟
الشيخ: الربا لا، يتصدق به كلها ... كله يروح للفقراء ومشاريع الخير ولا يأخذ منه شيء، يتصدق بالأصل ...،
الربا كله يخرجه في وجوه الخير لا يزكيه، كله يروح بوجوه الخير، يزكي الأصل بس الذي هو السليم.
س:...؟
الشيخ: يعرفه...  أصل المال يزكيه، وإلا ملايين من الربا ينفقها في وجوه الخير، نسأل الله العافية والسلامة.
س: هل يجوز للإنسان أن يتأفف من الدنيا ويتمنى الموت إذا كثرت المعاصي؟
الشيخ: يسأل ربه أن يختار له الأصلح كما أمر النبي ﷺ: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي.
س: أنا -أحسن الله إليك- أخذت لي بحرينية تصلي على الحصى وأنا ما دريت؟
الشيخ: طلقها إلا أن يهديها الله.
س:...؟
الشيخ: طلقها ودور من أهل السنة، دور غيرها الله يبعدها.