7/1212- وَعنْ أَبي هُرَيرَة ، أَنَّ أَعرابِيًّا أَتى النَّبِيَّ ﷺ فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ دُلَّني عَلَى عمَل إِذا عمِلْتُهُ، دخَلْتُ الجنَّةَ. قَالَ: تَعْبُدُ اللَّه وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكاَة المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ: وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَزيدُ عَلى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى، قالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا مُتفقٌ عَلَيْهِ.
8/1213- وَعَنْ جَريرِ بنِ عبدِاللَّهِ ، قَالَ: بَايعْت النَّبِيَّ ﷺ عَلى إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلمٍ. مُتفقٌ عَلَيهِ.
9/1214- وَعَنْ أَبي هُريرةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ، وَلا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفائِحُ مِنْ نَارِ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بهَا جنبُهُ، وجبِينُهُ، وظَهْرُهُ، كُلَّما برَدتْ أُعيدتْ لَهُ في يوْمٍ كَانَ مِقْدَارُه خمْسِينَ أَلْف سنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ فَيُرَى سبِيلُهُ، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِما إِلى النَّارِ. قيل: يَا رسُولَ اللَّهِ فالإِبِلُ؟ قالَ: وَلاَ صاحبِ إِبِلٍ لا يؤَدِّي مِنهَا حقَّهَا، ومِنْ حقِّهَا، حَلْبُهَا يومَ وِرْدِها، إِلا إِذَا كَانَ يَومُ القيامَة بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفر مَا كانتْ، لاَ يَفقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا واحِدًا، تَطؤُهُ بأَخْفَافِها، وتَعَضُّهُ بِأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليْهِ أَولاها، ردَّ عليْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقْداره خَمْسِينَ أَلْفَ سَنةٍ، حتَّى يُقْضَي بَيْنَ العِبَاد، فَيُرَى سبِيلُه، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِمَّا إِلى النارِ. قِيل: يَا رَسولَ اللَّهِ فَالْبقرُ وَالغَنَمُ؟ قالَ: وَلاَ صاحِبِ بقرٍ وَلاَ غَنمٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حقَّهَا إِلاَّ إِذا كَانَ يَوْمُ القيامَةِ، بُطِحَ لهَا بقَاعٍ قَرقَرٍ، لاَ يفْقِد مِنْهَا شَيْئًا لَيْس فِيها عَقْصاءُ، وَلا جَلْحاءُ، وَلا عَضباءُ، تَنْطحه بِقُرُونهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاها، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْف سنَةٍ حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فيُرَى سبِيلُهُ إِمَّا إِلى الجَنَّةِ وإِمَّا إِلى النَّارِ. قِيلَ: يَا رسُول اللَّهِ فالخيْلُ؟ قَالَ: الخَيْلُ ثلاثَةٌ: هِي لِرَجُلٍ وِزرٌ، وهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهِي لرجُلٍ أَجْرٌ، فأَمَّا الَّتي هي لهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ ربطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً عَلى أَهْلِ الإِسْلامِ، فَهِيَ لَهُ وِزرٌ، وأَمَّا الَّتي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُل ربَطَهَا في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ ينْسَ حقَّ اللَّهِ في ظُهُورِها، وَلاَ رِقابها، فَهِي لَهُ سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فرجُلٌ ربطَهَا في سبِيلِ اللَّهِ لأَهْل الإِسْلامِ في مَرْجٍ، أَو رَوضَةٍ، فَمَا أَكَلَت مِن ذَلِكَ المَرْجِ أَو الرَّوضَةِ مِن شَيءٍ إِلاَّ كُتِب لَهُ عَدَدَ مَا أَكَلَت حسنَاتٌ، وكُتِب لَه عَدَدَ أَرْوَاثِهَا وأَبْوَالِهَا حَسنَاتٌ، وَلا تَقْطَعُ طِوَلَهَا فاستَنَّت شَرَفًا أَو شَرفَيْنِ إِلاَّ كَتَب اللَّهُ لَهُ عددَ آثَارِهَا، وأَرْوَاثهَا حَسنَاتٍ، وَلاَ مرَّ بِهَا صاحِبُهَا عَلى نَهْرٍ فَشَرِبَت مِنْهُ، وَلا يُريدُ أَنْ يَسْقِيَهَا إِلاَّ كَتَبَ اللَّه لَهُ عدَدَ مَا شَرِبَت حَسنَاتٍ. قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ فالحُمُرُ؟ قالَ: مَا أُنْزِل علَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ إِلاَّ هذِهِ الآيةُ الْفَاذَّةُ الجَامِعَةُ: فَمَنْ يعْملْ مِثقَال ذرَّةٍ خَيْرًا يرهُ ومَن يعْملْ مثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّا يرهُ [الزلزلة:7، 8].
مُتَّفَقٌ عليهِ. وهذا لفظُ مُسْلمٍ.
8/1213- وَعَنْ جَريرِ بنِ عبدِاللَّهِ ، قَالَ: بَايعْت النَّبِيَّ ﷺ عَلى إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلمٍ. مُتفقٌ عَلَيهِ.
9/1214- وَعَنْ أَبي هُريرةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ، وَلا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفائِحُ مِنْ نَارِ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بهَا جنبُهُ، وجبِينُهُ، وظَهْرُهُ، كُلَّما برَدتْ أُعيدتْ لَهُ في يوْمٍ كَانَ مِقْدَارُه خمْسِينَ أَلْف سنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ فَيُرَى سبِيلُهُ، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِما إِلى النَّارِ. قيل: يَا رسُولَ اللَّهِ فالإِبِلُ؟ قالَ: وَلاَ صاحبِ إِبِلٍ لا يؤَدِّي مِنهَا حقَّهَا، ومِنْ حقِّهَا، حَلْبُهَا يومَ وِرْدِها، إِلا إِذَا كَانَ يَومُ القيامَة بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفر مَا كانتْ، لاَ يَفقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا واحِدًا، تَطؤُهُ بأَخْفَافِها، وتَعَضُّهُ بِأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليْهِ أَولاها، ردَّ عليْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقْداره خَمْسِينَ أَلْفَ سَنةٍ، حتَّى يُقْضَي بَيْنَ العِبَاد، فَيُرَى سبِيلُه، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِمَّا إِلى النارِ. قِيل: يَا رَسولَ اللَّهِ فَالْبقرُ وَالغَنَمُ؟ قالَ: وَلاَ صاحِبِ بقرٍ وَلاَ غَنمٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حقَّهَا إِلاَّ إِذا كَانَ يَوْمُ القيامَةِ، بُطِحَ لهَا بقَاعٍ قَرقَرٍ، لاَ يفْقِد مِنْهَا شَيْئًا لَيْس فِيها عَقْصاءُ، وَلا جَلْحاءُ، وَلا عَضباءُ، تَنْطحه بِقُرُونهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاها، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْف سنَةٍ حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فيُرَى سبِيلُهُ إِمَّا إِلى الجَنَّةِ وإِمَّا إِلى النَّارِ. قِيلَ: يَا رسُول اللَّهِ فالخيْلُ؟ قَالَ: الخَيْلُ ثلاثَةٌ: هِي لِرَجُلٍ وِزرٌ، وهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهِي لرجُلٍ أَجْرٌ، فأَمَّا الَّتي هي لهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ ربطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً عَلى أَهْلِ الإِسْلامِ، فَهِيَ لَهُ وِزرٌ، وأَمَّا الَّتي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُل ربَطَهَا في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ ينْسَ حقَّ اللَّهِ في ظُهُورِها، وَلاَ رِقابها، فَهِي لَهُ سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فرجُلٌ ربطَهَا في سبِيلِ اللَّهِ لأَهْل الإِسْلامِ في مَرْجٍ، أَو رَوضَةٍ، فَمَا أَكَلَت مِن ذَلِكَ المَرْجِ أَو الرَّوضَةِ مِن شَيءٍ إِلاَّ كُتِب لَهُ عَدَدَ مَا أَكَلَت حسنَاتٌ، وكُتِب لَه عَدَدَ أَرْوَاثِهَا وأَبْوَالِهَا حَسنَاتٌ، وَلا تَقْطَعُ طِوَلَهَا فاستَنَّت شَرَفًا أَو شَرفَيْنِ إِلاَّ كَتَب اللَّهُ لَهُ عددَ آثَارِهَا، وأَرْوَاثهَا حَسنَاتٍ، وَلاَ مرَّ بِهَا صاحِبُهَا عَلى نَهْرٍ فَشَرِبَت مِنْهُ، وَلا يُريدُ أَنْ يَسْقِيَهَا إِلاَّ كَتَبَ اللَّه لَهُ عدَدَ مَا شَرِبَت حَسنَاتٍ. قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ فالحُمُرُ؟ قالَ: مَا أُنْزِل علَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ إِلاَّ هذِهِ الآيةُ الْفَاذَّةُ الجَامِعَةُ: فَمَنْ يعْملْ مِثقَال ذرَّةٍ خَيْرًا يرهُ ومَن يعْملْ مثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّا يرهُ [الزلزلة:7، 8].
مُتَّفَقٌ عليهِ. وهذا لفظُ مُسْلمٍ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالزكاة، وتقدم آيات وأحاديث في الزكاة، والزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام كما في قوله ﷺ: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت فالواجب على أهل الإسلام أداؤها، كل من كان عنده مال يجب عليه أن يؤدي الزكاة على حسب الأنصبة الشرعية التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس له التأخر عن ذلك أو البخل أو الشح، بل يجب أن يخرج الزكاة طيبة بها نفسه وأن يصرفها في أهلها رجاء ثواب الله وحذر عقاب الله ، وقد جاء في ذلك نصوص كثيرة في الوعيد في حق من تساهل بها، وجاء الوعد العظيم والخير الكثير لمن أداها، فمن ذلك حديث الأعرابي الذي سأل: يا رسول الله أخبرني بعمل أدخل به الجنة؟ قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وفي اللفظ الآخر علمه شرائع الإسلام قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد ولا أنقص، فقال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا وفي اللفظ السابق أفلح إن صدق فالإنسان إذا صدق في أداء فرائض الله وترك محارم الله فقد أفلح، والرسول ﷺ علمه الفرائض، ولعله ذلك الوقت لم يفرض الحج، سأله قبل فرض الحج، فإذا التزم الإنسان بشرائع الإسلام وابتعد عن مناهيه فقد أفلح وله الجنة، وإن انتقص شيئا مما أوجب الله عليه أو شيء مما حرم الله عليه على وجه لا يكفر به صار تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه على قدر انتقاصه مما أوجب الله عليه، كما قال سبحانه في سورة النساء إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48، 116] في آيتين من هذه السورة بين سبحانه أن الشرك لا يغفر، وأن من مات على ما دونه من المعاصي فهو تحت المشيئة، فالواجب على المكلف من الرجال والنساء الحذر، وأن يؤدوا فرائض الله عن إخلاص وصدق، وأن يبتعدوا عن محارم الله عن إخلاص وصدق، وأن يحذروا التساهل في ذلك.
وفي الحديث الثاني: حديث جرير بن عبدالله البجلي يقول: بايعت النبي ﷺ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، فهذا يدل على عظم شأن الصلاة والزكاة، فهما الركنان العظيمان من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولهذا ذكرهما الله مع التوحيد في مواضع كثيرة، من حافظ عليهما مع التوحيد حافظ على ما سواهما لأنهما أصول الإسلام الشهادتان والصلاة والزكاة، ولهذا قال : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5] فهذا هو دين الملة القيمة، من استقام على الثلاث أدى ما سواها صام وحج، وأدى بقية أمور الإسلام لأن إيمانه بهذه الثلاث يدعوه إلى تنفيذ ما آمن به من بقية أمور الدين وترك ما حرم الله ، ومن هذا قوله سبحانه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]، فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11]، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]، وهكذا النصح لكل مسلم يجب على كل مسلم أن ينصح لإخوانه المسلمين أينما كانوا في بر أو بحر في شدة أو رخاء، يجب أن ينصح ولا يغش في معاملة ولا في شهادة ولا في غير ذلك، والمسلم أخو المسلم ليس له أن يغشه، ولهذا بايع النبي ﷺ -بايعه جرير- يعني عاهده على أن ينصح لكل مسلم، ويقول ﷺ: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة يعني المعاملة للمسلم في غاية النصح، في غاية الصدق والأمانة وعدم الغش، وهذا لازم لكل المسلمين ليس خاصا بأحد دون أحد، بل يجب على جميع المسلمين أن ينصحوا وألا يغشوا ولا يخونوا، عليهم أن ينفذوا أمر الله كما أوجب الله عليهم.
ثم ذكر المؤلف حديث تعذيب مانعي الزكاة، وأن مانع الزكاة كما أنه أتى جريمة عظيمة في الدنيا يستحق أن يقاتل عليها إذا قاتل ويستحق أن يجازى بها ويعزر ويؤدب إذا تخلف يوم القيامة، وهو على خطر من دخول النار، ويعذب بأمواله يوم القيامة، التي بخل بالزكاة هذا المال الذي بخل به وترك إخراج الزكاة منه يعذب به يوم القيامة نسأل الله العافية، كما قال جل وعلا: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:35] فكل شيء لا يؤدى زكاته يسمى كنز ولو كان على وجه الأرض، كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه، نسأل الله العافية، وفي هذه الأحاديث بيان أنه إذا كان ذهب أو فضة تحمى به في نار جهنم ثم يكوى به جنبه وجبينه وظهره يكوى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، نعوذ بالله، دل على أنه لا يكفر بل هو على خطر من دخول النار، لكن إذا جحد وجوبها أو قاتل دونها دل على جحده وجوبها فيكفر ويقاتل، وإن كانت إبل بطح لها بقاع قرقر، قرقر يعني خال فسيح ليس له جبل ولا شيء يمنع فتطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها الإبل في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، يوم عظيم طويل كلما مضت عليه أخراها عادت عليه أولاها، هذا يعذب يوم القيامة غير عذاب النار، نسأل الله العافية، يعذب بنفس المال الذي بخل به وحامى دونه، وإن كان المال بقر أو غنم بطح له أيضًا بقاع قرقر فسيح ليس فيه مانع تطؤه الغنم والبقر بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيه جلحاء ولا عضباء، يعني قرون تامة كاملة ليس فيها نقص، الجلحاء الجماء يعني قرون تامة ليس فيها نقص ولا كسر ولا شيء تنطحه بالقرون وتطؤه بالأظلاف، كلما مرت أخراها عادت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، هذا وعيد عظيم يدل على وجوب الحذر من البخل بالزكاة والتساهل بها، وأن على المسلم أن يحذر ذلك وأن يؤدي الزكاة طيبة بها نفسه يؤديها لمستحقيها من قال فيهم إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ الآية [التوبة:60] ثم هذه الزكاة تزيده خيرا لا تنقصه، قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103] فهي نماء لماله وزيادة يبارك الله له في المال ويزيده بهذه الصدقة، وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: هل الأفضل دفع الزكاة للفقراء أو الذين عليهم دين أو للمجاهدين في سبيل الله؟
الشيخ: كلهم من أهل الزكاة، إن دفعها للفقراء فهم مستحقون، وإن دفعها للغرماء العاجزين فهم مستحقون، في سبيل الله فيهم مستحقون، كلهم على حسب الحاجة، إن كان أهل الجهاد محتاجون فأهل الجهاد أفضل، وإن كان الفقراء اشتد حاجتهم أنقذوا بالزكاة لا يموتوا، يختلف الحال يجتهد.
س: ولو قسمها بينهم؟
الشيخ: كله جائز، مخير إن شاء أخرجها في هؤلاء أو هؤلاء، أي جهة أخرجها فيها أجزأت فقراء أو في سبيل الله أو في الغارمين في أو في عتق الرقاب أو في المؤلف قلوبهم مثل ما بين الله سبحانه، الأمر واسع.
س: ...؟
الشيخ: إذا كان عاجزا ما يستطيع الوفاء ولو راتبأ إذا كان راتب بقدر حاجته يعطى ما يعينه على تسديد الدين.
س: ما معنى قوله: ومن حقها حلبها يوم وردها؟
الشيخ: يعني يحلبها ويعطي الفقراء الذين حوله، هذا من الحق عليها.
س: نصاب الورق؟
الشيخ: النصاب ستة وخمسين ريالا عربيا سعوديا، وإن أخرج من الورق أجزأ ستة وخمسين فما زاد يعني.
س: الألف خمسة وعشرين ريالا؟
الشيخ: نعم، ربع العشر المائة اثنين ونصف، والألف خمسة وعشرون، والأربعون ألف ألف واحد ربع العشر. إذا أخرج منها كالفضة أبرأ للذمة وأحوط، كل مائة من الورق اثنين ونصف.
س: مانع الزكاة يعذب قبل أن يحاسب؟
الشيخ: يعذب قبل النار، هذا عذاب يوم القيامة نسأل الله العافية.
س: يقول بعضهم أقل النصاب أربعمائة وخمسين ريال.
الشيخ: لا لا، نصاب الفضة ستة وخمسين ريالا. قيمتها من الدولار أو الورق الموجود. لكن لو أخرج من ستة وخمسين فأكثر اعتبرها كالفضة طيب.
س: اللي ما يطلع زكاته كاملة يستحق نفس العذاب؟
الشيخ: على قدر ما بخل به ناله نصيبه، على قدر ما بخل به.
س: بعضهم يخرج زكاة رمضان السابق واللاحق.
الشيخ: إذا عجل التي ما بعدت حلت.
س: لكنه يؤخرها.
الشيخ: لا يجوز له التأخير، يجب عليه إذا كانت حلت يخرجها لا يؤخر.
س: يقول هذه عادتي؟
الشيخ: ولو عادته، عادته السيئة تترك.