389 من حديث: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار..)

 
6/1220- وعن أبي هريرة ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ متفقٌ عَلَيْهِ.
7/1221- وعنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ، فإِن غمي عَليكم، فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثَلاثينَ متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ البخاري.
وفي رواية مسلم: فَإِن غُمَّ عَليكم فَصُوموا ثَلاثِينَ يَوْمًا.

218 - باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان والزيادة من ذَلِكَ في العشر الأواخر منه
1/1222- وعن ابنِ عباسٍ، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ" متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1223- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَى اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ المِئْزَرَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق برمضان وصومه وقيامه، يقول عليه الصلاة والسلام: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وصفدت الشياطين فهذا يدل على فضل هذا الشهر العظيم، وأن الله جل وعلا يوفق العباد فيه للأعمال الصالحة الكثيرة التي تفتح لها أبواب الجنة وتفتح لها أبواب السماء كما في الرواية الأخرى فتحت أبواب السماء وفيه الحث على التوسع في الخير من صلاة وصدقات والتسبيح والتهليل وغير ذلك اغتنامًا لهذه الفرصة، فرصة هذا الشهر العظيم وما فيه من جود الله وكرمه وسعة إحسانه، وما فيه من تصفيد الشياطين وعدم وصولهم إلى ما كانوا يصلون إليه في الشهور الأخرى، وأن شرهم يضعف.
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة وفي اللفظ الآخر: عدة شعبان وهذا هو الواجب أن يصوم المسلمون لرؤية الشهر ويفطرون لرؤيته، فإن غم فالواجب إكمال العدة عدة شعبان عند الدخول وعدة رمضان عند الخروج، إذا غم شوال وجب إكمال رمضان، وإذا غم رمضان وجب إكمال شعبان، فالصوم بأحد أمرين إما بالرؤية وإكمال بإكمال العدة، والفطر كذلك إما بالرؤية وإما بإكمال العدة، أما الحساب لا الحساب، لا محل له عند أهل العلم جميعًا، لا محل له، إنما يصام ويفطر بالرؤية أو بإكمال العدة كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وفي الحديث الثاني «أنه ﷺ إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيى الليل وأيقظ أهله» فيه الحث على العناية بالعشر الأواخر من رمضان، وأنها أيام عظيمة وليالي مباركة، فينبغي للمؤمن أن يعتني بها وأن يكثر فيها من العمل ولاسيما الليل لأن فيها ليلة القدر، فينبغي للمؤمن أن يكون له نشاط في هذه الليالي وفي أيامها اغتنامًا للزمان وفضله، واغتنامًا لهذه الليلة لعله يدركها، فمن قام العشر أدركها ولا بدّ لأنها لا تخرج عن العشر، ومعنى شد المئزر يعني شمر عن ساعد الجد وشمر في العبادة والإكثار منها عليه الصلاة والسلام.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ما يكون شد المئزر كناية عن ترك الجماع؟
الشيخ: بعض أهل العلم فسره بذلك، لكنه أعم لأن المعتكف ما يجامع وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187]. جاء في الرواية الأخرى شد المئزر واعتزل النساء.
س: بالنسبة لموظف يأخذ إجازة ... ويذهب لأداء العمرة في رمضان؟
الشيخ: على حسب ما عندهم، إذا صار عندهم عند الحاجات الضرورية على حسب ما يفسرونها هم إجازة ضرورية، العمرة ما هي بضرورية لا بدّ يصرح لهم يقول بآخذ عمرة ويبين، أما إن كان مقصوده الحاجة فالعمرة حاجة مصلحة.
س: أكثر العمال يأخذون إجازة في رمضان وكأن رمضان مدعاة للكسل وكذا؟
الشيخ: لا، ليتفرغوا للعبادة الذي نيته صالحة الله يعينه.
س: بالنسبة لوجه الجمع بين الحديثين فإن غم عليكم فأكملوا العدة وهل صمت من سرر هذا الشهر؟
الشيخ: لا، لكن له معنى آخر، ذاك محمول على معنى آخر إن كان له عادة في وسط الشهر أو في آخره وأخل بها.
س: بالنسبة لفضل الصيام في مكة هل يفرق بين الصيام في مكة وفي غيره؟
الشيخ: نعم كل الأعمال في مكة لها فضل، كل الأعمال الصالحة إلا الصلاة فإنها تضاعف بمائة ألف وما سواها له فضل وله مزية، لكن ما في حصر محدود، والمدينة لها نصيبها من ذلك، لكن مكة بنص الرسول ﷺ فيها مضاعفة فيها الأعمال، لكن الصلاة بين النبي ﷺ بأنها بمائة ألف صلاة، وفي مسجد النبي ﷺ خير من ألف صلاة فيما سواه، أما ما سوى ذلك فيه فضل ولكن لم يحدد بشيء، تضاعف الأجور من صوم من صدقة تسبيح والتهليل وقراءة قرآن وطواف فيه خير كثير.
س: المرأة إذا كانت موجودة في مكة مع أهلها هل تصلي في البيت أو في الحرم أفضل لها؟
الشيخ: في مكة والمدينة الأفضل في البيت، في كل مكان إلا إذا كان لداعي إما لسماع مواعظ وتذكير ومحاضرات أو لأنها تكسل في البيت وتنشط هناك فلا بأس أن تخرج للمسجد وإلا البيت أفضل. يقول النبي ﷺ: وبيوتهن خير لهن ومع هذا قال ﷺ: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.
س: شخص رأى الهلال في بلد لم تعمل بالرؤية هل يتبعهم وإلا يصوم؟
الشيخ: يصوم، إذا كان في بلد ما يعملون بالرؤية يصوم، أما إذا كانوا يعملون بالرؤية لا يصوم، أما إذا كان يعملون بالحساب يعمل بالشرع.