394 من: (باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحِه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها)

 
223 - بابُ أمرِ الصَّائمِ بحِفْظِ لسانِهِ وَجَوَارِحِهِ عَنِ المُخَالفَاتِ والمُشَاتَمَةِ وَنَحْوهَا
1/1240- عنْ أَبي هُرَيرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِذا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحدِكُمْ، فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صائمٌ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1241- وعنهُ قَالَ: قَالَ النبيُّ ﷺ: مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ رواه البخاري.

224 - باب في مَسائل من الصوم
1/1242- عَنْ أَبي هُريرةَ ، عَن النبيِّ ﷺ قالَ: إِذا نَسِيَ أَحَدُكُم، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّه وَسَقَاهُ متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالصوم، الحديث الأول والثاني في الدلالة على أن الواجب على المؤمن أن يصون صومه عما حرم الله، فإن الصوم يقتضي أن يصون الإنسان لسانه وجوارحه عن كل ما حرم الله كما صام عن الطعام والشراب والمفطرات، يجب عليه أن يصوم عما حرم الله دائمًا في رمضان وفي غيره من قول الزور، من سائر المعاصي، من العقوق وقطيعة الرحم، من الغيبة والنميمة إلى غير هذا مما حرم الله، بل يجب أن يكون حذره منها في رمضان أشد وأكثر، فالصيام يقتضي أن يصون جوارحه عما حرم الله كما صان جوفه عن الأكل والشرب، يصون جوارحه عما حرم الله ولهذا يقول ﷺ: الصيام جنة يعني سترة من النار، حصن من النار لمن صانه وحفظه فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق وفي لفظ: ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم يعني يكون يومه متميز يوم الصوم متميز كما قال جابر : (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء). وفي الحديث: ما صام من ظل يأكل لحوم الناس. فالصائم يصون صومه، يصون بصره، يصون لسانه، يصون جوارحه عن كل ما حرم الله، ولهذا يقول ﷺ: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل الجهل يعني الظلم فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه يعني لا قيمة لصومه ولا يصلح أن يقدم إلى الله هذا الصوم المجروح بالرفث والفسوق والمعاصي، يجب أن يكون المؤمن محترما لصومه، يقدم لله صوما سليما بعيدا عما حرم الله، فهو سبحانه أهل لأن يتقرب إليه بكل خير.
والمقصود من العبادات الخضوع لله وأداؤها كما شرع رغبة فيما عنده وحذرا من عقابه وشوقا إليه وطلبا لمرضاته، ليس المقصود مجرد الصورة فقط لا، لا بد من الحقيقة تكون العبادة حقيقية يصونها ويحفظها، يقصد بها وجه الله عز وجل والدار الآخرة من صلاة وصوم وحج وعمرة وغير هذا، كل هذه العبادات يجب أن يصونها وأن يؤديها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وخشوع لله ، وأن يحذر ما ينقصها من المعاصي والسيئات.
وفي الحديث الثالث يقول ﷺ: من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه الصائم بشر يعتريه النسيان كما يعتري بقية البشر، فإذا أكل ناسيًا أو شرب ناسيًا أو أتى بمفطر آخر ناسيًا فلا شيء عليه صومه صحيح، وفي اللفظ الآخر: من أفطر في رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة. والله يقول: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] قال النبي ﷺ: يقول الله: قد فعلت يعني قد أجبت الدعوة، وأنه لا يؤاخذ عباده بالنسيان والخطأ الذي لم يتعمدوه، فالصوم عبادة عظيمة كما قال جل وعلا في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي يقوله الرب جل وعلا: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي هذا الصوم الذي هو اختص به جل وعلا لأنه سر بينه وبين العبد ينبغي بل يجب أن يصان عن الظلم والمعاصي كلها، وأن تكون حال الصائم متميزة في خشوعه وخضوعه لله وابتعاده عما حرم الله والتزامه بما شرع الله.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: المقصود بالجهل؟
ج: التعدي، يعني ظلم الناس، الجهل التعدي على الناس والظلم.
س: بالنسبة للغيبة هل تكون مباحة أن يتكلم على العلماء للإقلال منهم والدعاة والإقلال منهم؟
ج: الغيبة محرمة في حق الجميع، الغيبة محرمة لكل مسلم، وإذا كانت في أهل الخير والإيمان والعلم كانت أشد إثمًا. الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. قيل: يا رسول الله فإن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.
س: بالنسبة للرد عليهم الذين يدخلون في المجالس ويأكلون لحوم العلماء؟
ج: ينصحون ويوجهون أن هذا لا يجوز لكم، هذا حرام عليكم، اتقوا الله، احذروا شر الغيبة، وهكذا ينصحون.
س: من أكل ناسيا هل يذّكر؟
ج: نعم يذّكر، إذا رآه أخوه يأكل يذكره يقول له: أنت صائم.
س: يلزمه التذكير؟
ج: نعم، ما في شك هذا منكر ظاهره منكر لولا النسيان.