395 من حديث: (قلت: يا رسول الله أخبرني عن الوضوء؟..)

 
2/1243- وعن لَقِيطِ بنِ صَبِرةَ ، قالَ: قلتُ: يَا رسول اللَّه أَخْبِرْني عَنِ الْوُضوءِ؟ قَالَ: أَسْبِغِ الْوضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْن الأَصَابِعِ، وَبَالَغْ في الاسْتِنْشَاقِ، إِلاَّ أَنْ تكُونَ صَائمًا رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
3/1244- وعنْ عائشةَ رضي اللَّه عَنْها، قالَتْ: كانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يدْرِكُهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ ويَصُومُ. متفقٌ عليه.
4/1245- وعنْ عائشةَ وأُمِّ سَلَمَةَ، رَضيَ اللَّه عنْهُما، قَالَتَا: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يُصْبِح جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ، ثُمَّ يصُومُ" متفقٌ عليهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالصوم، والمؤمن إذا صام تقدم أنه يجب أن يصوم عن الطعام والشراب والمفطرات، ويجب أن يصوم أيضًا عما حرم الله لأن ما حرم الله في كل وقت يتأكد في رمضان تركه، فما حرمه الله دائمًا يجب الحذر منه في حال الصيام وغيره، فالذي أوجب عليك الصوم عن المفطرات أوجب عليك أيضًا الحذر من جميع المحرمات التي حرمها الله في الصوم وفي غيره من الغيبة والنميمة وقطيعة الرحم والعقوق للوالدين وأكل الربا وغير هذا من المعاملات المحرمة.
وهذه الأحاديث تتعلق بأحكام تتعلق الصوم منها: عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق في حق الصائم لقوله ﷺ للقيط: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا وهكذا المضمضة لأنه إذا بالغ يخشى أن يذهب الماء إلى جوفه في حال الصيام، لا يبالغ يتمضمض ولكن من غير مبالغة، يتحفظ.
كذلك حديث عائشة وأم سلمة فيما يتعلق بالجنب إذا أتى أهله ليلًا فإنه لا حرج أن يؤخر الغسل إلى الصباح، ولهذا أخبرته عائشة وأم سلمة أنه ﷺ كان يصبح جنبًا من جماع ثم يغتسل ويصوم ولا يقضي، فدل ذلك على أن المحرم الجماع في نهار الصيام، أما كونه يجامع في آخر الليل ويتأخر الغسل حتى يصبح ويغتسل بعد الأذان لا بأس، لا حرج عليه في ذلك لأنه قد يضيق الوقت عليه فيؤخر الغسل ويبدأ بالسحور ثم يغتسل بعد الأذان، لا حرج كما فعله أفضل الخلق وأورعهم عليه الصلاة والسلام.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: بعض شراح الحديث قالوا بأن الاحتلام لا يقع من الأنبياء؟
الشيخ: لا ما عليه دليل، ما الذي يمنع! ولهذا قال: من غير حلم، لولا أنه يمكن الحلم ما قال بغير حلم، الحلم قد يتراءى الإنسان في النوم أشياء فيفعل ما يفعله الإنسان مع أهله.
س: ...؟
الشيخ: النبي ﷺ لما جاءه أبو هريرة وحذيفة وانخنسا منه قال ﷺ: إن المسلم لا ينجس فالجنابة معنى من المعاني ما هي بنجاسة، معنى من المعاني توجب الغسل، وهكذا الحيض يوجب الغسل، والمرأة طاهرة عرقها طاهر وريقها طاهر وما مسته طاهر وشعرها طاهر، وهكذا الجنب عرقه طاهر وبدنه طاهر لكن عليه أن يغتسل كما أمره الله.
س: الزيادة التي رواها أبو داود أنه لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة أو جنب؟
الشيخ: هذا محل نظر، كان النبي ﷺ يبيت وهو جنب عليه الصلاة والسلام، يتوضأ وضوء الصلاة وينام وهو جنب عليه الصلاة والسلام، فلو كانت الملائكة تمتنع من الجنب ما بات وهو جنب عليه الصلاة والسلام قد يأتيه الوحي.
س: يعني لو صحت تكون شاذة؟
الشيخ: ما هو ظاهر أنها صحيحة الصورة والكلب صح.
س: بالنسبة للجلوس في المسجد إذا كان الإنسان جنبًا وما توضأ؟
الشيخ: الصواب أنه لا يجلس حتى يغتسل لقوله ﷺ: إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب ويروى عن بعض الصحابة أنه كان يجلس وهو جنب ولعله ما بلغهم الحديث، والله يقول سبحانه: وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ [النساء:43] يعني مارًا بالمسجد مرور.
س: بعض الناس يظن أنه ... بس بعد ما يفطر يطلق العنان للسانه؟
الشيخ: محرم دائمًا لكن يشتد التحريم في رمضان، يشتد في رمضان وفي الحرم الشريف في المدينة، في الزمن الفاضل والمكان الفاضل يشتد التحريم يكون الإثم أكبر.
س: .... يشاهد الأفلام؟
الشيخ: المقصود جميع المعاصي إثمها أكبر، إثمها في رمضان وفي مكة أكبر في المكان والزمان، الربا في مكة أعظم، الزنا في مكة أعظم، الغيبة في مكة أعظم، وهكذا العقوق، وهكذا في المدينة، وهكذا في رمضان، وهكذا في عشر ذي الحجة، يعني يتضاعف الإثم نسأل الله العافية.
س:من حيث الكثرة؟
الشيخ: من حيث الكيفية، السيئة بواحدة، سيئة بمكة أعظم من سيئة في الطائف أو غيرها، سيئة في رمضان أعظم من سيئة في شعبان من جهة الإثم يعني.
س: ...؟
الشيخ: الله جل وعلا قال: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا [الأنعام:160] السيئة بسيئة، لكن السيئة تختلف في العظم -عظم الإثم- كما أن الحسنة تختلف في عظم الثواب.
س: بالنسبة لقول الصحابي هل قوله حجة إذا لم يخالف الدليل والنص؟
الشيخ: عند كثير من أهل العلم أنه حجة إذا لم يخالفه غيره ولم يخالف نصًا من كتاب ولا من سنة ولم يخالفه غيره من الصحابة أيضًا فهو قول قوي أنه يحتج به لأنهم أعلم الناس بعد الأنبياء رضي الله عنهم وأرضاهم.
......