408 من حديث: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)

 
4/1288- وعنْ أَنَسٍ، ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها. متفقٌ عليهِ.
5/1289- وَعَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، قَالَ: أَتى رَجُلٌ رسُول اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضلُ؟ قَال: مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ ومالِهِ في سبِيلِ اللَّهِ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعابِ يعْبُدُ اللَّه، ويَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ. متفقٌ عليهِ.
6/1290- وعنْ سهل بنِ سعْدٍ، ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ، قَالَ: رِباطٌ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها، ومَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها، والرَّوْحةُ يرُوحُها العبْدُ في سَبيلِ اللَّهِ تَعالى، أوِ الغَدْوَةُ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْياَ وَما عَليْهَا. متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالجهاد، والجهاد كما تقدم فضله عظيم ودرجة أهله عالية، وهو الجهاد في سبيل الله لإظهار دينه ودعوة الناس إلى سبيله وإلزامهم بالحق، فهو سبيل لإظهار الإسلام ونشره بين الناس وإلزام الناس بالحق وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فلهذا كان فضله عظيمًا ودرجات أهله عالية كما تقدم في الآيات الكريمات مثل قوله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۝ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [الصف:10-13] فالجهاد فيه فضل عظيم وخير كبير وعز للإسلام وإظهاره لشعائره ودعوة الناس إلى الحق وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا يقول ﷺ لما سئل أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن مجاهد في سبيل الله، قيل: ثم أي؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره. وتقدم الحديث قوله ﷺ لما قيل له أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله وفي اللفظ الآخر قال: إيمان بالله ورسوله قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله قيل: ثم أي؟ قال: حج مبرور وكون المؤمن في شعب من الشعاب يدع الناس من شره ويعبد الله، هذا عن أهل العلم محمول على ما دلت عليه الأحاديث الأخرى، يعني في حال الفتن وعدم ثبات الإسلام في المدن والقرى على الحق يخشى على دينه، فعند ذلك يكون اعتزاله أفضل في شعب من الشعاب، أما عند استقامة الأحوال وإمكان إظهار دينه في القرى والأمصار فذلك أفضل، ولهذا في الحديث الآخر: يأتي على الناس زمان يكون خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن فهذه عند الحاجة، عند حاجة الفرار من الفتن يكون في شعب من الشعاب، أما عند وجود الاستقامة وإمكانه نفع الناس... وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فهذا أفضل، وجوده بين الناس أفضل وعدم انتقاله إلى شعب من الشعاب.
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها، والغدوة يغدوها الرجل في سبيل الله والروحة خير من الدنيا وما عليها فالجهاد له شأن عظيم وفضله كبير ومن الجهاد جهاد النفس في طاعة الله وجهاد الأولاد وجهاد الأهل وجهاد الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من الجهاد أيضا، كون المؤمن يجاهد نفسه في طاعة الله ويجاهد أهل بيته ويجاهد جيرانه ويجاهد زملاءه يجاهد إخوانه المسلمين بالدعوة إلى الله والترغيب في الخير هذا من الجهاد كما في الحديث الصحيح يقول ﷺ: ما بعث الله من نبي في أمة قبلي إلا كان من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بهديه، ثم إنها تخلف من بعدي خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهده بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى الخير وتعليمهم ما ينفعهم هو من الجهاد أيضًا.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

الأسئلة:
س: ...؟
الشيخ: لا ما أدى الزكاة حتى يرسلها إلى أهلها، إذا سرقت هذا يعوضه الله خيرًا، لكن عليه الزكاة، عليه أن يؤدي الزكاة حتى يوصلها إلى أهلها ما دامت عنده ما أداها سواء سرقت أو أنفقها ما أدى الزكاة حتى يؤدي الزكاة.
س: السؤال الثاني رجل دخل في العمرة ولبى بها ظهرا ثلاثين رمضان ووصل مكة فجر العيد وأتم عمرته بعد صلاة العيد هل تعتبر عمرته في رمضان؟
الشيخ: نعم. العبرة بوقت الإحرام تعتبر في رمضان ما دام أحرم بها في رمضان فهي عمرة في رمضان.
...........