414 من حديث: (من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا)

 
22/1306- وعن زَيدِ بنِ خَالدٍ، ، أنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال: مَنْ جهَّزَ غَازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازيًا في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا. متفقٌ عليهِ.
23/1307- وَعَنْ أَبي أُمامة، قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: أفْضَلُ الصَّدَقات ظِلُّ فُسْطَاطٍ في سَبِيلِ اللَّه، ومَنِيحةُ خادمٍ في سَبِيلِ اللهِ، أَوْ طَروقهُ فحلٍ في سَبِيلِ اللَّه رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
24/1308- وعنْ أنسٍ، ، أنَّ فَتىً مِن أسْلَمَ قَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ إنِّي أُريد الغَزْو ولَيْس معِى مَا أتَجهَّزُ بِهِ، قَالَ: ائتِ فُلانًا، فَإنَّه قَد كانَ تَجهَّزَ فَمَرِضَ فَأتَاهُ فَقَال: إنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ يُقْرِئَكَ السَّلامَ ويقولُ: أعطِني الَّذِي تَجهَّزتَ بِهِ، قَالَ: يَا فُلانَةُ، أعْطِيهِ، الَّذِي كُنْتُ تَجهَّزْتُ بِهِ، وَلاَ تَحْبِسي عِنْهُ شَيْئًا، فوَاللَّهِ لاَ تَحْبِسي مِنْه شَيْئًا فَيُبارَكَ لَكِ فِيهِ. رواه مسلمٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاث كالتي قبلها في فضل الجهاد في سبيل الله، والأحاديث في فضل الجهاد كثيرة مع الآيات الكريمات القرآنية بالجهاد، كما قال جل وعلا: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا [التوبة:41] يعني شيبا وشبابا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111] نفوسهم لله وأموالهم لله قد اشتراها سبحانه بالجنة بإدخالهم الجنة ونجاتهم من النار، فالجهاد له شأن عظيم لما فيه من إظهار الإسلام وإعزاز أهله وتوسيع رقعته والدعوة إليه، وإدخال الناس إليه بالجهاد وإنجائهم من أسباب غضب الله وعقابه، ففيه خير عظيم ومصالح جمة للمسلمين ولغيرهم، ولهذا قال ﷺ: من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا من جهز غازيا بأن أعطاه حاجاته من الدابة السلاح وغير ذلك من المؤنة، وهكذا إذا يسر له الجهاد من طريق السيارات، من طريق الطائرات، مع بقية المؤنة له أجر الغازي، يكون له أجر الغازي، وهكذا من خلفه في أهله بخير، قام مقامه في الإنفاق على أهله والعناية بأهله يكون غازيا؛ لأن الغزاة يشترك المتخلف مع المتقدم، فإذا كانوا اثنين مثلا وغزا واحد والآخر تخلف في الأهل اشتركا في الأجر، فالذي يتخلف لمصلحة الغزاة والقيام على أهلهم شريك له في الأجر يعطى مثل أجورهم، فينبغي الجود والإحسان بالنفس والمال رجاء ما عند الله من المثوبة، وما يحصل من الخير للمسلمين ولغير المسلمين، وهكذا من الجهاد في سبيل الله كونه يعين أو يعطي الفسطاط والخيمة للغزاة يستظلون بها، كذلك طروقة الفحل المنيحة -منيحة الخادم- كل هذا كونه يعطيه خادما أو يستأجر له خادما يخدمه أو يساعده في طروقة الفحل لفرسه أو لناقته كله وإن قل كله جهاد مساعدة للمجاهدين، وهكذا كونه يعطي جهازا ليتجهز به غيره إذا عرض له عارض من مرض أو غيره فيعطي جهازه لشخص آخر يجاهد يكون له مثل أجره يكون مجاهدا، ولهذا لما جاء رجل إلى النبي ﷺ وقال إني أريد الجهاد وليس عندي شيء، قال: اذهب إلى فلان فإنه قد تجهز ثم عرض له عارض من مرض أو غيره ليعطيك جهازه، فذهب إليه فأعطاه جهازه، والمقصود من هذا أن الجهاد يكون بالمال ويكون بالنفس ويكون بهما جميعا، والمعول على صلاح النية وإخلاصها لله، فمن أخلص نيته لله في جهاده بنفسه أو بماله أو بهما صار مع المجاهدين، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: بالنسبة لجمع التبرعات للمجاهدين في البوسنة والهرسك أو في أي مكان المجاهدين في سبيل الله يعتبر من تجهيز الغزاة؟
الشيخ: نعم من الجهاد في سبيل الله بالمال، كونه يجمعهما ويحرص عليها شريك لهم في الأجر.
س: إذا كان الجهاد فرض عين يجزئ عن الإنسان القيام بأهل المجاهد أو تجهيز المجاهدين؟
الشيخ: إذا دعت الحاجة نعم، لكن إذا دعت الحاجة إلى أنه يباشر باشر لأنه قد تكون المسألة تدعو إلى جهاد بنفسه لهجوم العدو، لكن إذا تيسر أنه يقوم باللازم ويجاهد أخوه أو عمه أو غيره أو جاره ويكتفى بهذا لا بأس، أما إن دعت الضرورة إلى أنه يباشر هو لا يتخلف يجاهد حتى النساء يجاهدون.
س: كذلك خلافة العالم في قضاء أغراضه ومعاملاته؟
الشيخ: هذا يدخل في حديث: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
س: ليست من هذا الباب؟
الشيخ: لا. من باب التعاون على الخير.
س: من باب مساعدة العالم ...؟
الشيخ: على حسب حال المُساعِد والمُساعَد، كل ما كان المساعَد أحوج وأنفع للمسلمين، والمساعِد يكون أكمل في الإخلاص والنية الصالحة كان الأجر كذلك.
س هل ممكن أن يكون الجهاد فرض عين كالجهاد والصيام كما قال تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ [التوبة:122]؟
الشيخ: هذا فرض كفاية.
س: هل يمكن أن يقع الجهاد كالصلاة والصيام؟
الشيخ: كما بين العلماء، إذا كان في الصفين أو استنفرهم الإمام أو هجم عليهم العدو يكون فرض عين.
س: كالصلاة وكالصيام؟
الشيخ: أيه فرض عين مثل ما يهجم عليه العدو يدافع عن نفسه فرض عليه.
س: ...؟
الشيخ: شهيد على نية صالحة المجاهد و... إذا كان على نية صالحة.
س: يقول له زوجه له منها ابن بالرضاعة هل زوجة ابن الرضاعة تكون له محرم؟
الشيخ: محرم يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب.
س: في عندنا لبناني يقول إنه مسلم يصلي الظهر ومرة قاعد يتكلم مع المدير حقنا ويقول ليش تدرسون دين عندكم، المفروض أنكم تخلون الأطفال يدرسون بنين وبنات يدرسون مع بعض، وقال مرة: أنا أنام الساعة سبع وكانت الصلاة في تلك الأيام يؤذن ثمان وربع؟
الشيخ: يعلم إذا كان جاهلا.
س: فهل يجوز لي أهجره؟ كلمت واحدا قال: لا ما يجوز تهجره؟
الشيخ: إذا علم وأصر على باطله يهجر.