25/1309- وعن أَبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ، ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعثَ إِلَى بَني لِحيانَ، فَقَالَ: لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رجُلَيْنِ أحدَهُما، والأَجْرُ بينَهُما رواهُ مسلمٌ.
وفي روايةٍ لهُ: لِيخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رجُلٌ ثُمَّ قَالَ لِلقاعِدِ: أَيُّكُمْ خَلَفَ الخَارِجَ في أَهْلِهِ ومالِهِ بخَيْرٍ كَانَ لهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجرِ الخارِجِ.
26/1310- وعنِ البراءِ، ، قَالَ: أتَى النبيَّ ﷺ، رجلٌ مقنَّعٌ بِالحدِيدِ، فَقال: يَا رَسُول اللَّهِ أُقَاتِلُ أوْ أُسْلِمُ؟ فقَال: أسْلِمْ، ثُمَّ قاتِلْ فَأسْلَم، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فقَال رَسُول اللَّه ﷺ: عمِل قَلِيلًا وَأُجِر كَثيرًا. متفقٌ عليهِ، وهذا لفظُ البخاري.
27/1311- وعَنْ أنَسٍ، ، أنَّ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا أَحدٌ يدْخُلُ الجنَّة يُحِبُّ أنْ يرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ولَه مَا عَلَى الأرْضِ منْ شَيءٍ إلاَّ الشَّهيدُ، يتمَنَّى أنْ يَرْجِع إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكرامةِ.
وفي روايةٍ: لِمَا يرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ . مُتفقٌ عليهِ.
وفي روايةٍ لهُ: لِيخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رجُلٌ ثُمَّ قَالَ لِلقاعِدِ: أَيُّكُمْ خَلَفَ الخَارِجَ في أَهْلِهِ ومالِهِ بخَيْرٍ كَانَ لهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجرِ الخارِجِ.
26/1310- وعنِ البراءِ، ، قَالَ: أتَى النبيَّ ﷺ، رجلٌ مقنَّعٌ بِالحدِيدِ، فَقال: يَا رَسُول اللَّهِ أُقَاتِلُ أوْ أُسْلِمُ؟ فقَال: أسْلِمْ، ثُمَّ قاتِلْ فَأسْلَم، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فقَال رَسُول اللَّه ﷺ: عمِل قَلِيلًا وَأُجِر كَثيرًا. متفقٌ عليهِ، وهذا لفظُ البخاري.
27/1311- وعَنْ أنَسٍ، ، أنَّ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا أَحدٌ يدْخُلُ الجنَّة يُحِبُّ أنْ يرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ولَه مَا عَلَى الأرْضِ منْ شَيءٍ إلاَّ الشَّهيدُ، يتمَنَّى أنْ يَرْجِع إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكرامةِ.
وفي روايةٍ: لِمَا يرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ . مُتفقٌ عليهِ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث والتي قبلها الأحاديث الثلاث كلها تدل على فضل الجهاد وفضل الشهادة في سبيل الله، وأن الشهداء قد وعدهم الله خيرا كثيرا وأجرا عظيما كما قال جل وعلا: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:169-171] فلهم عند الله أجر عظيم، وأخبر فيما تقدم أن الله جل وعلا أعد مائة درجة في الجنة للمجاهدين ما بين كل درجتين مثل ما بين السماء والأرض، وفي هذا غزوة بني لحيان أمر رسول الله ﷺ أن يخرج من كل اثنين أحدهما والأجر بينهما من جهز غازيا فقد غزا فإذا كانوا اثنين فخرج أحدهما في الجهاد والباقي خلفه في الأهل وحاجات الأهل فالأجر بينهما، وتقدم قوله ﷺ: من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا، فالغازي له أجر، والذي يخلفه في أهله ويقوم بحاجاتهم له أجره، الأجر بينهما، وهذا من فضل الله جل وعلا.
وجاءه رجل مقنع بالسلاح قال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال ﷺ: عمل قليلا وأجر كثيرا، يعني أسلم مدة يسيرة ثم قتل شهيدا فصار الأجر عظيما، والعمل إنما هو الشهادة في سبيل الله لأنه بعد إسلامه قاتل فقتل، هذا من فضل الله جل وعلا أن الإسلام يجب ما قبله، ويهدم ما قبله من الذنوب، ثم جاءت الشهادة خيرا على خير وفضلا على فضل، ويقول ﷺ: ما من ميت يموت له خير عند الله يتمنى أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة، وتقدم قوله ﷺ: لوددت أني أغزو ثم أقتل، ثم أغزو ثم أقتل، ثم أغزو ثم أقتل من أجل فضل الشهادة في سبيل الله، والجهاد يعني جهاد المشركين لإعلاء كلمة الله ونصر دينه لا للرياء والسمعة، ولكن يجاهد لله كما في الحديث الصحيح قيل يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله فالمؤمن يقاتل مخلصا لله يريد وجهه الكريم يريد إعزاز دينه، وهكذا الداعي إلى الله والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في جهاد مع الإخلاص لله والصدق، فصاحبه في جهاد عظيم، فالمؤمن يحتسب عند الله أجره في دعوته إلى الله، في تعليمه الجاهل، في نصيحته، في أمره بالمعروف، في نهيه عن المنكر، في جهاده أعداء الله يحتسب الأجر عند الله ويخلص، وله عند الله الأجر العظيم والخير الكثير، وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: فضل الشهيد هل يدخل فيه الغريق؟
الشيخ: صاحب الغرق شهيد، صاحب الهدم والغرق شهادة.
س: ...؟
الشيخ: الله أعلم، أمرهم إلى الله هم شهداء، الذي يموت بالغرق أو بالحرق أو بالهدم أو بذات الجنب مثل ما قال ﷺ: الشهداء عند الله خمسة ذكر منهم الشهيد في سبيل الله، وجاء في رواية أخرى زيادة على ذلك.
س: يشترط أن يكون مقاتل؟
الشيخ: ولو ما قاتل، إذا خرج في الجهاد ومات في سبيل الله يرجى له الشهادة فضل الشهادة لأنه قد عزم على الجهاد وأعد نفسه للجهاد.
س: الغريق والمهدوم يصلى عليهم؟
الشيخ: نعم كل الشهداء يصلى عليهم إلا شهيد المعركة خاصة، من مات في المعركة مثل ما غسل عمر وغيره وعثمان وصلي عليهم.
س: يغسلون؟
الشيخ: يغسلون ويصلى عليهم ويكفنون إلا شهيد المعركة الذي يموت في المعركة، يقتل في المعركة.
س: من عزم على الجهاد ثم مات والجيش في الطريق مرض ومات؟
الشيخ: يرجى له على نيته إن شاء الله.
س: ...؟
الشيخ: قد يفرق بينهما في المعنى وإلا الحكم واحد، الكافر والمشرك كلهم خرجوا عن الإسلام كلهم في النار، لكن من كان يدعو غير الله ويشرك في عبادة الله ألصق باسم الشرك، وإذا كان كفره بالتكبر عن دين الله أو بجحد ما أوجب الله أو تحليل ما حرم الله ألصق باسم الكفر، ويسمى كل واحد مشرك، يجمعهم وجود ناقض من نواقض الإسلام، إذا وجد ناقض من نواقض الإسلام يسمى كافرا ويسمى مشركا.