423 من حديث: (من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف)

 
54/1338- وعَن أَبي يحيى خُريم بن فاتِكٍ، هُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً في سبيلِ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ سبْعُمِائِة ضِعفٍ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حَسَنٌ.
55/1339- وعنْ أَبي سَعيدٍ، ، قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: مَا مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خَرِيفًا متفقٌ عليهِ.
56/1340- وعنْ أَبي أُمامةَ، ، عَنِ النبيِّ ﷺ، قَالَ: مَنْ صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّه بينَهُ وَبيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بيْن السَّماءِ والأرْضِ رواهُ الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
57/1341- وعنْ أبي هُريرة، ، قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ: مَنْ ماتَ ولَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَه بِغَزوٍ، ماتَ عَلى شُعْبَةٍ مَنَ النِّفَاقِ رواهُ مسلمٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة فيها بيان فضل الجهاد في سبيل الله والنفقة في سبيل الله، وتقدم في ذلك آيات وأحاديث عدة كلها دالة على فضل الجهاد في سبيل الله والإعداد له، وأنه ينبغي لأهل الإيمان أن يعدوا له وأن يحرصوا على إقامته حسب الطاقة؛ لأن به ينصر دين الله، وبه ينتشر الإسلام، وبه يقمع أهل الشرك والكفر، فهو طريق الجنة وطريق السعادة وطريق عز الإسلام وظهوره واندحار الشرك ولأهله، ولهذا قال سبحانه: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، وقال جل وعلا: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ [الأنفال:39]، فالمؤمن ينتهز الفرصة متى أمكن ذلك الجهاد بكل نشاط وقوة بماله ونفسه وببدنه وبلسانه وبالمال يرجو ما عند الله من المثوبة، والنفقة في ذلك بسبعمائة ضعف كما في حديث خريم بن فاتك، وأصل هذا قوله جل علا: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ [البقرة:261]، فالنفقة في سبيل الله مضاعفة بسبعمائة ضعف مع الإخلاص والصدق وكسب الحلال، وهكذا الصوم عبادة عظيمة تكفر بها السيئات، ولهذا في حديث أبي سعيد: من صام يوما في سبيل الله باعد الله عن وجهه النار سبعين خريفا يعني في طاعة الله، يعني إخلاصا لله ومحبة له، وليس المراد في الجهاد لأن الجهاد مطلوب فيه الفطر والقوة على العدو، وإذا صام في سبيل الله على وجه لا يضر الجهاد فلا بأس كأن يكون في حال مهادنة، في حال لا حاجة للفطر فيها، فلا بأس، المقصود: أن هذا الحديث المراد به في طاعة الله وابتغاء مرضاته يعني إخلاصا لله.
وهكذا حديث أبي أمامة في فضل الصوم: من صام يوما في سبيل الله أنه يجعل بينه وبين النار خندقا مثل ما بين السماء والأرض، هذه كلها من الترغيب والتوجيه إلى العناية بالجهاد وأن النفقة فيه مضاعفة بسبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وفي حديث أبي هريرة يقول ﷺ: من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق فيه أنه يجب على المؤمن أن يعد نفسه للجهاد، وأن يكون على باله الجهاد، فمن لم يغزو ولم يحدث نفسه بذلك مات على شعبة من النفاق، فالمعنى يكون على باله وعلى قصده حتى يعد له عدته، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: صحة حديث أبي أمامة؟
الشيخ: يحتاج مراجعة، الترمذي عندك عليه حاشية؟
الطالب: وله شاهد من حديث أبي الدرداء وآخر من حديث ... كلاهما في المعجم الأوسط للطبراني، وهو صحيح ....
الشيخ: بس؟ يعني بغيره لكن يحتاج مراجعة أسانيده، ولكن حديث: من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه من النار سبعين خريفا ...
س: مجرد النية يدخل في تحديث النفس؟
الشيخ: نعم هذا معناه.
س: ...؟
الشيخ: في سبيل الله، يعني في طاعة الله، يكون ما هو مثل الجهاد، قال بعض أهل العلم: الحج في سبيل الله لأنه يروى عن النبي ﷺ أن امرأ من الأنصار أوصى بجمل في سبيل الله، فقال لزوجته حجي عليه فإن الحج في سبيل الله يرجة له الخير العظيم.
س:كذلك يزوده ببعض الكتيبات أو الأشرطة النافعة يشمل هذا أحسن الله إليك؟
الشيخ: نعم يرجى فيه الخير لأنه من باب البلاغ، من باب التبليغ الشريط والخطبة والمكاتبة كلها تبليغ.