431 من: (باب فضل العبادة في الهرج وهو الاختلاط والفتن ونحوها)

 
239 - باب فضل العبادةِ في الهرج وَهُوَ الاختلاط والفتن ونحوها
1/1366- عنْ مَعقِلِ بن يسارٍ، ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: العِبَادَةُ في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إلَيَّ رواهُ مُسْلمٌ.

240 - باب فضل السَّماحةِ في البيع والشراء والأخذ والعطاء، وحسن القضاء والتقاضي، وإرجاح المكيال والميزان، والنَّهي عن التطفيف، وفضل إنظار الموسِر المُعْسر والوضع عَنْهُ
قَالَ الله تَعَالَى: وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [البقرة:215]، وقال تَعَالَى: وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ  [هود:85]، وقال تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ۝ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ۝ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ۝ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ۝ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  [المطففين:1-6].
1/1367- وعَنْ أبي هُريرة، ، أَنَّ رجُلًا أَتَى النَّبيَّ ﷺ يتَقاضَاهُ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحابُهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: دعُوهُ فَإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مقَالًا ثُمَّ قَالَ: أَعْطُوه سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ لا نَجِدُ إلاَّ أَمْثَل مِنْ سِنِّهِ، قَالَ: أَعْطُوهُ فَإنَّ خَيْرَكُم أَحْسنُكُمْ قَضَاءً متفقٌ عليه.
2/1368- وعَنْ جابرٍ، ، أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: رَحِم اللَّه رجُلا سَمْحًا إِذَا بَاع، وَإذا اشْتَرى، وَإذا اقْتَضىَ. رواه البخاريُّ.
3/1369- وعَنْ أَبي قَتَادَةَ، ، قَالَ: سمِعْتُ رسُول اللَّهِ ﷺ يقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللَّه مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أوْ يَضَعْ عَنْهُ رواهُ مسلمٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالحديث الأول يدل على فضل العبادة لله والاجتهاد في الخير عند وجود الهرج، عند وجود الفتن والاختلاف وشغل الناس بأموالهم وأهوائهم، فينبغي للمؤمن أن يكون عند اختلاف الناس وعند تهاونهم بأمر الله أو وجود الفتن بين الناس بالقتال أن يكون مشغولًا بطاعة الله، وألا يشغله عن ذلك هذه الفتن التي تقع بين الناس والاختلاف والأهواء، بل ينبغي له أن يهتم بأمر دينه، وأن يتحرز من الدخول في الفتن التي لا يعرف لدخوله وجها، فاعتصامه بطاعة الله واستقامته على دين الله عند وجود الفتن كثيرة إلى النبي ﷺ في حياته عليه الصلاة والسلام، فالمقصود من هذا أنه ما ينبغي للمؤمن أن يتدخل في أشياء تصده عن الحق من قيل وقال أو اختلاف بين أهل بلد أو أهل قبيلة أو قتال بينهم، ينبغي له إن استطاع أن يحل المشكلة فليفعل وإلا فليستقم على دين الله وليعتزل الفتنة ولا يدخل فيها إذا لم يكن لدخوله وجه شرعي، والأحاديث الأخيرة والآيات تدل على وجوب وفاء الكيل والميزان وأن الواجب على أهل الإيمان الوفاء بالكيل والميزان وعدم ظلم الناس، فالله أمر بالوفاء بالكيل والميزان وذم المطففين الذين يبخسون الناس حقوقهم، فالواجب على من يتعاطى البيع والشراء أن يتقي الله، وأن يوفي بيعه إن كان بالكيل بالكيل، إن كان بالوزن بالوزن، إن كان بالعد بالعد، وإن كان بالذراع بالذراع، لا بد يتقي الله في ذلك، لا يخن أخاه المسلم في بيعه وشرائه لا في المبيع ولا في الثمن، يتحرى العدل ويتحرى القسط في بيعه وشرائه بكيل أو وزن أو ذرع أو عد أو غير ذلك، قال الله تعالى: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ [الإسراء:35]، وقال تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ۝ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ  [المطففين:1-3] وأخبر عن أمة شعيب أنهم عذبوا بسبب بخسهم للكيل والميزان فالواجب الحذر من ذلك لأنه ظلم وعدوان وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير [الشورى:8]، ويقول عليه الصلاة والسلام: رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى، ولما جاءه رجل يطلبه دينا عليه الصلاة والسلام أغلظ له فهم به الصحابة يعني أن يضربوه فقال: دعوه فإن لصاحب الحق مقالا صاحب الدين له مقال فينبغي الرفق به، وإعانة الذي عليه الحق على الوفاء، ثم قال: أعطوه سنا مثل سنه كان يطلب النبي ﷺ قعود من الإبل بكرا فقالوا: ما وجدنا إلا سن أعلى، وجدنا رباعي، قال: أعطوه رباعي أعلى من سنه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء، هذا فيه الرفق بصاحب الحق، قد يتكلم الذي له دين على زيد قد يتكلم يقول: ماطلتني أو أخرت حقي أو ظلمتني، قد يتكلم بأشياء لكن يرفق الذي عليه الدين ويقول: إن شاء الله أبشر بالخير، إن شاء الله أوفيك، يتيسر الأمر، وإن كان معسرا يقول: أنا الآن معسر، سامحني يا أخي، ارفق بي، المقصود يرفق بالكلام سواء معسر أو موسر لا يقابل بالكلام السيئ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا وكان قد أغلظ للنبي ﷺ ومع هذا قابله بالكلام الطيب عليه الصلاة والسلام، وقال: أعطوه سنا خيرا من سنه ففي هذا الجود والكرم، وأن من عليه الدين إذا قضى أكثر قد أحسن أو أطيب يكون قد أحسن.
رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى في جميع شؤونه يرفق، ويقول ﷺ: إن خيار الناس أحسنهم قضاء فإذا كان يطلبك عشرة وأعطيته إحدى عشر أو خمسة عشر فضلا منك من دون مشارطة بينك وبينه لما عند القضاء، قلت له: أحسنت جزاك الله خيرًا أنت أقرضتني وأمهلتني، هذه زيادة في مقابلك معروفك وإحسانك، هذا من شيم الأوفياء والأخيار، الإحسان والزيادة والفضل عند وجود الإحسان من أخيهم.
ويقول ﷺ: من سره أن ينفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة أو ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه، وفي الحديث الصحيح: من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة يعني في التنفيس عن المعسرين بإمهالهم وإنظارهم أو الوضع عنهم أو مسامحتهم وإبراءهم هذا من أفضل الأعمال، والله يقول سبحانه: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:280] إنظاره واجب وإن عفا عنه وتصدق عليه وسامحه هذا أفضل، المقصود أنه ينبغي أن يكون المسلم بأخلاق كريمة في معاملاته للناس، في بيعه وشرائه وقضائه واستقضاءه.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: حديث معقل ما يكون خاصا بوقوع القتل؟
الشيخ: الفتن الخلاف، فتنة بين قبيلة أو بين الشعب أو بين القرية.
س: ضابط الفتنة التي تجتنب؟
الشيخ: اللي ما يظهر فيها الحق، أما إذا عرفت الحق مع فلان تساعد صاحب الحق وينصر انصر أخاك ظالما أو مظلوما، المظلوم ينصر بإعطائه حقه والظالم يمنع.
س: لو قضى ما عليه من دين ولكن أعطاه زيادة من عير جنس الدين؟
الشيخ: ما في بأس محسن جزاه الله خيرا.
س:يقول السائل إذا كان قرأ صيغة ... بهذه الكيفية، هل يغير المعنى ألا وهي أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بدل قيوم قرأ بالفتحة قيام؟
الشيخ: ما يضر، الرواية قيوم، ولو قال قيام وقيم المعنى صحيح.
س: ...؟
الشيخ: تسمى السفتجة، ما في بأس، أجرة التحويل أجر لهم عن تحويلهم وعملهم.