439 من: (كتاب حمد الله تعالى وشكره)

 
13 - كتابُ حمد الله تعالى وشكره
242 - باب وجوب الشكر

قَالَ الله تَعَالَى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وقال تَعَالَى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7]، وقال تَعَالَى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ [الإسراء:111]، وقال تَعَالَى: وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس:10].
1/1393- وعن أبي هُرَيْرة، ، أَنَّ النبيَّ ﷺ أُتِي لَيْلةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْن مِن خَمْر ولَبن، فنظَرَ إلَيْهِما فأَخذَ اللَّبنَ، فَقَالَ جبريلُ ﷺ: الحمْدُ للَّهِ الَّذي هَداكَ للفِطْرةِ، لوْ أخَذْتَ الخَمْرَ غَوتْ أُمَّتُكَ رواه مسلم.
2/1394- وعنْهُ عنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ قَالَ: كُلُّ أمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدأُ فِيهِ بالحمد للَّه فَهُوَ أقْطُع حديثٌ حسَنٌ، رواهُ أَبُو داود وغيرُهُ.
3/1395- وعَن أَبي مُوسى الأشعريَّ ، أنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا ماتَ ولَدُ العبْدِ قَالَ اللَّه تَعَالَى لملائِكَتِهِ: قَبضْتُمْ ولَدَ عبْدِي؟ فيقولُون: نَعمْ، فَيقولُ: قبضتُم ثَمرةَ فُؤَادِهِ؟ فيقولونَ: نَعَمْ، فيقولُ: فَمَاذَا قَالَ عَبْدي؟ فيقولونَ: حمِدكَ واسْتَرْجَع، فَيقُولُ اللَّه تَعالى: ابْنُوا لِعَبْدِي بيْتًا في الجنَّةِ، وسَمُّوهُ بَيْتَ الحمْدِ رواهُ الترمذي، وقالَ: حديثٌ حسنٌ.
4/1396- وعنّْ أنَسَ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: إنَّ اللَّه لَيرضي عنِ العبْدِ يَأْكُلُ الأكْلَةَ فَيَحْمَدُهُ عَليْهَا، وَيَشْرب الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا رواهُ مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث والآيات كلها في الحث على الحمد والشكر لله على إنعامه وإحسانه، فالله جل وعلا هو المنعم على عباده بأنواع النعم في دينهم ودنياهم، فالمشروع لهم والواجب عليهم أن يشكروه سبحانه، وأن يحمدوه ويثنوا عليه لما أسداه إليه وأحسن به إليهم من نعمه العظيمة من صحة وعافية، من نعمة الدين والإسلام، من نعمة المال، من نعمة الأولاد إلى غير ذلك، فالله جل وعلا: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7]، ويقول سبحانه: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، ويقول جل وعلا: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ [الإسراء:111]، وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس:10]، وفي الحديث يروى عنه ﷺ أنه قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم، وفي حديث: أبتر يعني ناقص البركة، كذلك ما يروى عند موت الجنين، وقول الله جل وعلا: ماذا قال عبدي؟ قال: حمدك واسترجع، فيقول الله جل وعلا: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد، ويقول النبي ﷺ: إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها والأحاديث في الحمد والثناء لله كثيرة، فيستحب للمؤمن والمؤمنة الإكثار من ذلك، ويقول عليه الصلاة والسلام: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خرجه مسلم في الصحيح، ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول ﷺ: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كانت كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، ويقول عليه الصلاة والسلام: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، فالمشروع لك أيها المؤمن الإكثار من حمد الله والثناء عليه وتسبيحه وتقديسه، وهكذا قول لا حول ولا قوة إلا بالله، في الحديث الصحيح يقول ﷺ لأبي موسى: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله وهذا اللسان سريع الحركة إن لم تشغله بالخير شغلك بالشر، فالحازم يحفظ هذا اللسان ويصونه أو يشغله بما يرضي الله، فهو سريع الحركة بالغبية بالنميمة، بالسب، بالكذب، إلى غير ذلك، لكن الحازم المؤمن يشغله بالخير، يشغله بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، قراءة القرآن، الدعوة إلى الله، إلى غير هذا، يشغله بما ينفعه، كذلك حديث القدحين وقول جبرائيل: الحمد لله الذي هداك للفطرة لما أخذ قدح اللبن قال جبرائيل: الحمد لله فيه أن الإنسان يحمد الله عند وجود نعمة، عند وجود التوفيق للخير يحمد الله، ومن رحمة الله أن الله جل وعلا هداه لقدح اللبن، نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:
س: ... فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة عند الطعام والشراب أحسن الله إليك؟
الشيخ: مستحب هذا.
س: من حمد الله عند مواقعة فعل محرم كشرب دخان أو شرب خمر أو مواقعة زنا استهزاء، هل يكفر؟
الشيخ: هذا يحتاج إلى تأمل، إذا كان قصده الاستهزاء بالدين والحمد عند المعاصي، لا فرق بين الحمد عند المعاصي والحمد عند النعم والدين، لا قيمة له، هذا كفر أكبر، الاستهزاء بالدين كفر قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ  [التوبة:65- 66] أما إذا قال الحمد لله على المصيبة وأنا أتوب إلى الله وأرجع إليه ولكنها مصيبة وأحمد الله عند المصائب كما أحمده عند النعم أسأله أن يعفو عني وأن يتوب علي ما هو استهزاء .
س: صحة حديث: كل أمر ذي بال؟
الشيخ: له طرق، وجماعة من العلماء حكموا عليه بأنه حسن، منهم ابن الصلاح لجمع طرقه إذا ضم بعضها إلى بعض.
س: الصحف التي فيها صور هل البيت لا يدخله الملائكة؟
الشيخ: يخشى، لكن الأحوط للمؤمن أن يقطع رؤوسها، يمسحها بشيء، الرؤوس يضع عليها صبغ حتى تزول أو يقطعها.
س: كل الصور التي في الصحيفة؟
الشيخ: رؤوسها يكون أبعد وإلا هي مصفوطة ومدفونة أسهل، لكن كونه يقطع رؤوسها بإزالتها أو صبغ بوضع حبر عليها أو صبغ عليها يزيلها.
س: إذا كان يقرأها ويرميها بعد أن ينتهي منها؟
الشيخ: إذا كان ما فيها فائدة يمزقها أو يدفنها.
س: من فقد والداه، هل يدخل في حديث من فقد ولده؟
الشيخ: إن شاء الله عام، الوالدان والأقارب كلهم إن شاء الله يرجى له الخير، إن حمد الله واسترجع إنا لله وإنا إليه راجعون.
س: إن كان الجهاد فرض عين هل يقدم على بر الوالدين؟
الشيخ: إذا كان فرض عين، قدم على الجميع، مثل هجم العدو على البلد أو كان بين الصفين أو استنفره الإمام هذا فرض عين في هذه الأحوال الثلاثة: إذا هجم العدو على البلد وجب على الجميع الجهاد لدفعه حسب الطاقة، أو استنفرهم الإمام وجب عليهم الجهاد أو حضر الصفين لا ينحرف لا يولي الأدبار.
س: جماعة التبليغ يقولون: بأن الخروج معهم بأنه جهاد في سبيل الله؟
الشيخ: الدعوة جهاد، الدعوة من الجهاد في سبيل الله، لكن قد تجب وقد لا تجب، يقول النبي ﷺ: ما بعث الله من نبي قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل فالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الجهاد حسب الطاقة، تارة يكون باليد، وتارة يكون باللسان، وتارة يكون بالقلب، والخروج في الدعوة إلى الله إلى القبائل والأعراب والهجر والقرى لتبليغ دعوة الله هذا من الجهاد، فقد يجب على المستطيع وقد لا يجب حسب الطاقة مع العلم، أيضا لا بد من علم عنده علم، وجماعة التبليغ فيهم الناس المتبصرين والعارفين، وفيهم ناسوا ليسوا من ذاك من إخواننا في باكستان والهند فيهم ناس من أهل البصيرة وناس ليسوا من أهل البصيرة، فالواجب أن يكون الاشتراك مع أهل البصيرة والعلم والعقيدة الطيبة الصالحة.
س: الخروج المعروف عند جماعة التبليغ هذا المحدد؟
الشيخ: هذا على حسب الطاقة، تارة شهر وتارة شهرين وتارة ثلاثة أشهر أربعة كله لأجل الزاد، يأخذون زاد يكفيه،م وإذا ما حددونه ما يعرفون كيف .... لا بدّ من زاد، أربعين يوما شهرين ثلاثة سنة حسب استطاعهم وحسب اتفاقهم لا بأس إذا اتفق الجميع، النبي ﷺ بعث الدعاة إلى القبائل والأمصار وأرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإذا خرج جماعة وعزموا على شهر أربعين يوما أو شهرين أو ثلاثين تزودوا لذلك طيب لا بأس وجزاهم الله خيرا، لكن يكون بس على علم على بصيرة قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108] أما إذا كانوا جهال أو أصحاب عقيدة منحرفة لا.
س: لا يبدؤون بالتوحيد بحجة أن التوحيد يفرق الناس؟
الشيخ: هذا من الجهل، بل الواجب البداءة به، إذا كان يدعو الكفار يدعو بالتوحيد مثلما بدأ النبي ﷺ الكفار بالتوحيد، وأمر معاذا أن يبدأ عليهم بالتوحيد إذا كانت الدعوة للكفرة، أما إذا كانت الدعوة لأهل الإسلام ينصحهم فيما فرطوا فيه من صلاة أو غيرها، لكن إذا كانوا يدعو الكفار ما دخلوا في الإسلام يبدأهم بالتوحيد قبل كل شيء.
س: هم يذهبون إلى عباد القبور في باكستان وفي الهند ويدعونهم إلى آداب الإسلام وأخلاقه، ويقولون: لا ندعوهم إلى التوحيد؟
الشيخ: هؤلاء جهال، بعض جماعة التبليغ جهال، ما عندهم بصيرة بل عباد قبور في باكستان وفي الهند فليسوا بشيء، فالمقصود جماعة التبليغ اللي عندهم بصيرة عندهم علم عندهم هدى هم القدوة، أما أولئك لا أهل قبور ومشركين.
س: أكثر وقتهم في المسجد وأيش لون يكون خروج؟
الشيخ: هذا في المسجد لحاجتهم، يجلسون يدعون أهل المسجد ... أهل المسجد قد يكونون يحتاجون له موعظة، لكن المقصود أن جماعة التبليغ قسمان: قسم تبصروا وعندهم بصيرة هؤلاء هم الذين يتعاون معهم، وقسم لا من عباد القبور لا ليسوا بشيء في الهند وباكستان ليسوا بشيء.
س: شخص ... جمعية يدفع منها زكاة ماله عن أرض في مصر، سرق منه مال الزكاة ومصروفه الشخصي في المدينة، هل يعتبر أنه أخرج مال الزكاة بنيته أم ماذا، وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ: لا ما أدى الزكاة حتى يوصلها إلى أهلها، إذا سرقت هذا يعوضه الله خيرًا، لكن عليه الزكاة، عليه أن يؤدي الزكاة حتى يوصلها إلى أهلها ما دامت عنده ما أداها، سواء سرقت أو أنفقها ما أدى الزكاة حتى يخرج الزكاة.
س: رجل دخل في العمرة ولبى بها ظهرا ثلاثين رمضان ووصل مكة فجر العيد وأتم عمرته بعد صلاة العيد، هل تعتبر عمرته في رمضان؟
الشيخ: العبرة بوقت الإحرام تعتبر في رمضان ما دام أحرم بها في رمضان، فهي عمرة في رمضان.
س: قول النبي ﷺ أفضل الجهاد جهاد المرء نفسه في طاعة الله حديث صحيح؟
الشيخ: ما أدري، والله المعروف المجاهد من جاهد نفسه لله، هذا يعني الجهاد العام غير الجهاد الخاص، وإن صح .. هو بمعنى اللفظ الآخر، المجاهد من جاهد نفسه لله يعني الجهاد الكامل الذي يجاهد نفسه دائما في الجهاد وفي غير الجهاد في الأوقات الأخرى هذا عام في الجهاد يجاهد، وفي الرخاء يجاهد نفسه.
س: الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر يعتبرون من المجاهدين؟
الشيخ: ما في شك جهاد عظيم.
س: يحصل له هذا الأجر العظيم الذي يحافظ على الصلاة؟
الشيخ: يرجى له لأن النبي ﷺ سماها رباط فذلكم الرباط، فذلكم الرباط يرجى له فضل المرابطة.
س: وبالنسبة الذين على الحدود الذين يحفظون الحدود من الجنود هل يكون هذا رباط؟
الشيخ: كل من كان في الثغور يسمى رباط إذا أصلح الله نيته، نعم.
س: بالنسبة للرباط يكون بجلوسه في المسجد أو أنه ينتظر الصلاة بعد الصلاة؟
الشيخ: ما هو معناه يبقى في المسجد لا، معناه أنها على باله، لا يضيعها ولو ذهب في حاجاته لكنها على باله، إذا انتهى من صلاة على باله الأخرى حتى يؤديها.
س: رجل كان مسافرا هو وزوجته في شهر رمضان المبارك ثم عادا إلى البلد وأمسكا عن الفطر، ثم بعد ذلك جامع الرجل زوجته فهل عليه الكفارة؟
الشيخ: عليه الكفارة لأنه لما وصل البلد لزمه الإمساك هو وإياها، فإذا جامعها فقد جامعها في رمضان في حرمة رمضان وهما غير مسافرين في بلد فعليهما القضاء وعليهما الكفارة، قضاء اليوم الذي حصل فيه الجماع والكفارة.
س: جزاك الله خيرا أنت قلت أن أفضل أعمال الجهاد في سبيل الله هو اعتزال الناس في شعب من الشعاب؟
الشيخ: هذا عند الفتن.
س: اعتزل سعد بن أبي وقاص الصحابة في عهده وهو كان في خير القرون؟
الشيخ: فعل سعد مرجوح، اجتهاد منه مرجوح رضي الله عنه.
س: يكفي المرء المسلم أن يقرأ أحاديث الجهاد والغزو حتى يسلم من هذا؟
الشيخ: يقرأ حتى يستفيد، حتى يكون له نية صالحة لو قام الجهاد.
س: حتى يسلم مما ورد؟
الشيخ: نعم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق نسأل الله العافية.
س: الآن يطلقون يقولون الشهيد فلان أو المرحوم فلان أو المغفور له؟
الشيخ: الشهيد أطلقه النبي ﷺ، إذا قتل في سبيل الله فهو شهيد إن كان له نية داخلية الله أعلم بها، لكنه شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة يسمى شهيدا، فإن كان صادقا مخلصا فله الجنة، وإن كان مرائيا فإثمه عليه نسأل الله العافية، وأما المرحوم والمغفور لا، يقال: رحمه الله، غفر الله له، أهل السنة والجماعة لا يشهدون لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له الرسول ﷺ، لكن يقال: رحمه الله، غفر الله له، عفا الله عنه، أيش يدريك أنه مرحوم؟ أيش يدريك أنه مغفور له؟ لكن تقول: فلان رحمه الله، فلان غفر الله له.
س: ما تلحق بها كلمة شهيد؟
الشيخ: لا ما تلحق بها لأن الرسول ﷺ أطلق عليهم الشهداء، المقتول في سبيل الله يطلق عليه شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه، شهيد في الحكم الشرعي، أما فيما يتعلق بالجنة والنار فهذا إلى الله .
س: ولا يقال يرحمه الله؟
الشيخ: من باب الدعاء ما يخالف، يرحمه الله أو يغفر الله له على قصد الدعاء.
س: من قتل في معركة هل يسمى شهيدا؟
الشيخ: سواء قتل في معركة وإلا خارج معركة يسمى شهيدا إذا قتل في سبيل الله ولو خارج المعركة ولو عاش يومين ثلاثة أربعة ثم مات فهو شهيد، لكن إذا كان قتل في المعركة لا يغسل ولا يصلى عليه، أما إذا عاش تأخر ثم مات يغسل ويصلى عليه.
س: لكن يقال الشهيد فلان؟
الشيخ: نعم الشهيد فلان، شهداء بالحكم الشرعي، أما في الآخرة أمرهم إلى الله، لكن في الحكم الشرعي شهداء لا يغسلون ولا يصلى عليهم، وهكذا المقتول ظلما يسمى شهيدا وأمرهم إلى الله .
س: أفضل العبادات البدنية الصلاة أو الجهاد؟
الشيخ: الجهاد أفضل، في التطوع الجهاد لما فيه من تعريض النفس والمال.
س: والعلم؟
الشيخ: العلم من الجهاد ما هو تطوع واجب العلم التعلم واجب.
س: العلم الكفائي؟
الشيخ: تعلم العلم الذي يعرف دينه ويعرف ما أوجب الله عليه وما حرم عليه هذا واجب، أما الزيادة فالجهاد أفضل.
س: حديث أنس: جاهدوا المشركين بأموالكم وبألسنتكم الترتيب على الأفضلية هنا؟
الشيخ: الواجب الجميع كلها واجبة بالمال والنفس واللسان.
س: لكن تقديم المال؟
الشيخ: المال قدمه الله في غالب الآيات لأنه أعم نفعا، يشترى منه السلاح ويجهز به الجيش وينفق على أهل المجاهدين إلى غير هذا، فيه مصالح كثيرة ولهذا قدمه الله على النفس في مواضع كثيرة إلا في آية التوبة إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ [التوبة:111] قدم النفس، فالمقصود أن الجهاد بالمال أعم وأنفع، فقد يحتاج إلى المال ولا يحتاج إلى الشخص.
س: الإنسان إذا خاف على نفسه من شيء يقول دعاء الرسول ﷺ: اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم؟
الشيخ: نعم مطلقا يقوله، ولو أنه أشجع الناس.
س: كيف يكون جهاد الأعداء باللسان؟
الشيخ: بالذم والهجاء. إذا لم تنفع الدعوة وتشجيع المقاتلين تجرأتهم على القتال وذكر ما لهم من الخير العظيم والأجر الكبير يشجع المجاهدين، ويهجو المشركين، ويخذلهم إلى غير هذا من أنواع الجهاد والدعوة إذا كان يرجو إسلامهم من جهادهم باللسان الدعوة إذا رجي إسلامهم.
س: بالنسبة للتورية ما يستطيع أن يقابل أحد، ويقول: قولوا في المكتب وهو في البيت هل تستخدم؟
الشيخ: هذا كذب.
س: في ناس يستخدمها الآن عنده غرفة مكتبة ويقولون ذهب إلى المكتبة أو كذا هل تعتبر كذبا؟
الشيخ: إذا كان في مكتبه.
س: لا يخصها، وكذا بدل ما يقولون له: ما هو في، يقولون: ذهب إلى المكتبة.
الشيخ: إذا كان خلاف الحقيقة لا، أما إذا كان ما هو فيها يعني ما هو في المحل هذا.
س: يقولون من التورية؟
الشيخ: إن في المعاريض مندوحة عن الكذب، إذا عرض لشيء لا يتعمد فيه الكذب.
س: ورد عن بعض السلف أنه كان له غرفة يسميها دمشق أو حلب فإذا خرج أو إذا أراد ألا يزوره أحد وسألوا عنه قال: قولوا إنه في دمشق؟
الشيخ: ما أعرفه، ما أعرفه، المقصود التورية في الشيء الذي ليس فيه تعمد الكذب، مثل أن يقول ما هو هنا، يعني ما هو في المجلس، ما هو في مكان آخر وينوي المجلس، ليس هنا يعني في المجلس، يعني فليس هنا في المجلس يروى أن أحمد سئل عن المروذي هل هو موجود؟ قال: ليس هاهنا.