447 من حديث: (كان يقول دبر كل صلاة، حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له..)

 
10/1417- وعَنْ عبدِاللَّه بن الزُّبَيْرِ رضي اللَّه تَعَالَى عنْهُما أَنَّهُ كَانَ يقُول دُبُرَ كَلِّ صلاةٍ، حينَ يُسَلِّمُ: لاَ إلَه إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لاَ شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، لاَ حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه، لاَ إلهَ إلاَّ اللَّه، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لهُ النعمةُ، ولَهُ الفضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسنُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولوْ كَرِه الكَافرُون. قالَ ابْنُ الزُّبَيْر: وكَان رسولُ اللَّه ﷺ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مكتوبة. رواه مسلم.
11/1418- وعنْ أبي هُريرةَ أنَّ فُقَرَاءَ المُهاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّه ﷺ فقالُوا: ذَهب أهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرجَاتِ العُلى، وَالنِّعِيمِ المُقيمِ: يُصَلُّونَ كَما نُصلِّي، وَيصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، ولهمُ فَضْلٌ مِنْ أمْوالٍ: يحجُّونَ، ويَعْتَمِرُونَ، وَيُجاهِدُونَ، ويتَصَدَّقُون. فقالَ: ألاَ أُعلمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سبَقَكُمْ، وتَسبِقُونَ بِهِ منْ بَعْدكُمْ، وَلاَ يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضلَ مِنْكُمْ إلاَّ مَنْ صَنَعِ مِثلَ مَا صَنَعْتُم؟ قالُوا: بَلَى يَا رسول اللَّه، قَالَ: تُسبِّحُونَ، وتَحْمدُونَ وتُكَبِّرُونَ، خلْفَ كُلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثينَ قَالَ أبُو صالحٍ الرَّاوي عنْ أَبي هُرَيْرةَ، لمَّ سئِل عنْ كيْفِيةِ ذِكْرِهنَّ، قَالَ: يقول: سُبْحان اللَّه، والحمْدُ للَّه، واللَّه أكْبرُ، حتَّى يكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ. متفقٌ عليهِ
وزاد مُسْلمٌ في روايتِهِ: فَرجع فُقَراءُ المُهَاجِرِينَ إِلَى رسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فقالوا: سمِع إخْوانُنا أهلُ الأمْوال بِما فعَلْنَا، ففعَلُوا مِثْلهُ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "ذلكَ فَضْلُ اللَّه يُؤْتِيهِ منْ يشاءُ".
12/1419- وعنْهُ عنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ قالَ: مَنْ سَبَّحَ اللَّه في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثينَ، وَحمِدَ اللَّه ثَلاثًا وثَلاثين، وكَبَّرَ اللَّه ثَلاثًا وَثَلاثينَ، وقال تَمامَ المِائَةِ: لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْد، وهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، غُفِرتْ خطَاياهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبدِ الْبَحْرَ رواهُ مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالذكر عقب الصلوات الخمس، وقد بين النبي ﷺ في الأحاديث الكثيرة صفة الأذكار التي تقال بعد السلام من الفريضة، وتقدم في حديث ثوبان أنه يقول أول ما يسلم: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، هذا أول ما يسلم من الفرائض الخمس قبل أن ينصرف إلى الناس، يقوله الإمام قبل أن ينصرف إلى الناس، ويقوله المأموم، ويقوله المنفرد، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لحديث ابن الزبير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك بعد الصلاة، وهكذا يقول: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لما تقدم من حديث المغيرة بن شعبة، هذه الأذكار بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر يستغفر ثلاثًا أولًا، ثم يقول: اللهم أنت السلام، ومنك والسلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ثم يأتي أيضًا بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين كما علم النبي ﷺ فقراء المهاجرين يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة بعد كل فريضة، ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ومن ثواب ذلك أن تغفر خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر إذا كان لم يصر على كبيرة، إذا كان لم يصر على كبيرة كما في الأحاديث الأخرى غفر الله له ذنوبه وإن كثرت بالصغائر، كما قال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ يعني الصغائر وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31] أما الكبائر كالزنا وشرب الخمر والعقوق هذه تحتاج إلى توبة، لا بدّ من توبة، نسأل الله السلامة والعافية.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: رد النبي ﷺ المنديل وجعل ينفض يده بالماء؟
الشيخ: يدل على الأفضلية أنه أفضل من المسح.
س: حديث أبي هريرة أن الأغنياء أفضل من الفقراء؟
الشيخ: إذا عملوا عمل الفقراء وزادوا عليهم بالصدقات، على حسب أعمالهم كلما زادت الأعمال الصالحة زاد الفضل، فالغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر لأن عنده القدرة على المعاصي وعافاه الله منها واستعمل الطاعات.
س: متى يؤجر الرجل على نيته فيعطى فضل ما لم يدرك؟
الشيخ: دائمًا يؤجر على نيته الصالحة، ما هو بس متى دائمًا يؤجر على نيته الصالحة.
س: في بعض الأحاديث أنه يدرك مثل ما يدرك من له أعمال؟
الشيخ: الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فإذا كان من نيته أن يعمل لو قدر كتب الله له أجر ذلك، يقول ﷺ: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم، وقال: إن في المدينة أقوام ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا وهم معكم حبسهم العذر وهو المرض إذا كان له نية صالحة لولا العذر.
س: أليس في الحديث دليل على أن بعض الأعمال لا تدخل في هذا؟
الشيخ: ظاهر الأحاديث العموم لكن إذا فعله يكون أفضل، إذا استطاع وفعله يكون أفضل لأن الفقراء يستطيعون أن يعملوا فلا يقطعون الأجر وهم يستطيعون أن يعملوا، لكن العاجز الذي ما يستطيع مثل أخرس ما يستطيع يتكلم يعطى أجره ولو ما فعل.
س: صيغة سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر كل منهما خمسة وعشرون ما ثبت؟
الشيخ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لكن هذه أصح سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين أصح في الأحاديث الصحيحة، وتلك نوع نوع خمس وعشرين.
س: بعض أهل العلم يستدل فرجع فقراء المهاجرين أن الأصل عدم رفع الذكر بعد الصلاة؟
الشيخ: لا ما عليه.
س: الأصل في الذكر أنه ...؟
الشيخ: لا، هذا غلط، هذا من سواليف الصوفية، الأحاديث صريحة في رفع الصوت.
س: رجل من قريش برجلين حديث؟
الشيخ: لا، ما له أصل هذا خرافة موضوع.