454 من: (باب ذكر اللَّه تعالى قائما وقاعدا ومضطجعا ومحدثا وجنبا..)

 
245 - باب ذكر اللَّه تعالى قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومحدثًا وجُنبًا وحائضًا إِلاَّ القرآن فَلاَ يحل لجنب وَلاَ حائض
قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:190، 191].
1/1444- وعنْ عائشة رضيَ اللَّه عنْهَا قَالَت: كانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يذكُرُ اللَّه تَعالى عَلَى كُلِّ أَحيانِهِ. رواهُ مسلم.
2/1445- وعن ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهما عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَحَدكُمْ إِذا أَتَى أَهلَهُ قالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيطَانَ وَجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنَا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان متفقٌ عليه.
باب مَا يقوله عِنْدَ نومه واستيقاظِه
1/1446- عن حُذَيْفَةَ، وأَبي ذَرٍّ رضيَ اللَّه عَنْهُمَا قالا: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إِذا أَوَى إِلى فِراشِهِ قَالَ: بِاسمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا وإِذا اسْتيقَظَ قَالَ: الحمْدُ للَّهِ الذِي أَحْيَانَا بعد مَا أَماتَنَا وَإِليْهِ النُّشورُ رواه الترمذي.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه أحاديث وآية كريمة فيما يتعلق بالذكر دائمًا، وهكذا عند النوم وعند اليقظة، يقول الله جل وعلا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190، 191]، وفي الآية الأخرى فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء:103] فالله جل وعلا يحثنا على الذكر في جميع الحالات قائما وقاعدا وعلى جنبه لأن الذكر خفيف ميسر لا يشق على الإنسان سواء قائما أو قاعدًا؛ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، إلى غير هذا، في أي وقت كان لجميع المسلمين الرجل والمرأة والجنب والحائض وغير ذلك، كل ذلك مشروع في جميع الحالات، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: «كان النبي ﷺ يذكر الله في كل أحيانه» رواه مسلم وأصله في البخاري، وهو أسبق الناس إلى كل خير عليه الصلاة والسلام مع أنه أكملهم عبادة ومغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع هذا يسابق إلى الخيرات عليه الصلاة والسلام، فالمؤمن يتأسى برسول الله عليه الصلاة والسلام بالإكثار من الذكر قائما وقاعدا وعلى جنبه، وهكذا في الحديث الصحيح حديث عمران بن حصين: صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيا وهكذا كان إذا استيقظ من نومه ذكر الله، وإذا وضع جنبه ذكر الله عند وضع جنبه يقول: اللهم باسمك أحيا وأموت، اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وله أذكار معروفة في محلها، وهكذا عند اليقظة يقول: الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، الحمد لله الذي رد إلي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره ويقرأ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [آل عمران:190] كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام، فالسنة للمؤمن أن يلازم الذكر، أما الجنب فيمسك عن القرآن كما جاء في الحديث أنه عليه السلام كان لا يقرأ القرآن إذا كان جنبا، ولا يحبسه شيء عن القرآن إلا الجنابة، هذا هو الراجح من أقوال العلماء أن الجنب لا يقرأ القرآن، أما الحائض ففيها خلاف، بعض أهل العلم منعها قياسا على الجنب، وبعض أهل العلم قال: لا حرج لأن مدتها تطول، مدة الحيض تطول خمسة أيام سبعة أيام أكثر، والنفساء كذلك فهذا يضرها وقد تنسى ما حفظت، فالصواب أنه يجوز لها أن تقرأ عن ظهر قلب ليست كالجنب ولا يصح القياس، أما مس المصحف فلا الجنب ولا .. لا يمس المصحف لكن عند الحاجة تمسه من وراء حجاب، تمسه من وراء قفازين أو غيره عند الحاجة، أما حديث: لا يقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن فهو حديث ضعيف، وإنما العمدة على حديث علي «أن النبي ﷺ كان لا يحبسه شيء عن القرآن إلا الجنابة» وهو حديث لا بأس به سنده حسن، وهو المعتمد عند أهل العلم حديث علي .
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: حديث عائشة: كان يذكر الله على كل أحيانه في قول لمن استدل به على أن الجنب يقرأ القرآن؟
الشيخ: ما هو بدليل، هذا ذكر مستقل، والخلاف مشهور لكن ما هو بدليل حديث علي صريح.
س: قول بعض الناس عندما يتلاقون الصباح يقولون: صباح الخير؟
الشيخ: لا، الأفضل السلام عليكم، ثم إذا سلم عليه قال: صبحك الله بالخير، أو كيف حالك، يبدأ بالسلام هذه السنة، وذاك يقول: وعليكم السلام، ثم إذا أحب يقول له كيف حالك؟ كيف أولادك؟ فلا بأس.
س: استدلال ابن حزم على أنه يجوز لغير الطاهر أن يمس المصحف بإرسال النبي ﷺ الكتب؟
الشيخ: هذه آية كتبها في رسالة، وكتب الآية في الرسالة لا يمنع، والحديث فيه كلام لأهل العلم لأنه من رواية عبدالله بن سلمة، بعضهم قال إنه اختلط وأنه لا يعتمد على روايته، وجماعة آخرون حسنوا روايته رحمه الله، المقصود أن هذه مسألة خلاف والأحوط للمؤمن ألا يقرأ وهو جنب.
س: بالنسبة لمس المصحف من وراء الحجاب الغلاف يعتبر ...؟
الشيخ: تبع المصحف، أما إذا كان خارج منفصل مثل ... منفصلة أو ظرف منفصل لا بأس أما المتصل لا.
س: ما هي الحجاب مثلا خرقة؟
الشيخ: ظرف يدخل فيه المصحف سواء من قرطاس أو من خرق لا بأس يمس من خارج منفصل.
س: الدعاء بالنسبة: إذا أتى أحدكم أهله يقوله بينه وبين نفسه؟
الشيخ: ولو تسمع هي وتقوله هي بعد كلهم بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا والمرأة تقول ذلك أيضًا.
س: هل يأتي به إذا أراد أن يعزل؟
الشيخ: يأتي به ولو أراد أن يعزل، قد يسبقه المنية ولا يحصل له المطلوب.
س: لكن ما يقوله بينه وبين نفسه؟
الشيخ: لا، يتكلم.
س: ذكرت أنه كان يذكر الله على كل أحيانه يستثنى من ذلك أحوال مثلا لو كان ...؟
الشيخ: على حال حال الحمام معروفة، كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه من باب أولى بالنسبة لمحل قضاء الحاجة يكف عن ذلك إلا في قلبه ذكر الله في قلبه لا بأس.
س: المصحف إذا كان واحد وضعه على الأرض؟
الشيخ: عند الحاجة لا بأس من غير قصد الاستهانة، ما عنده كرسي ما عنده شيء ما في بأس.
س: أحيانا يصير الحامل حق القرآن أمام المصلين فيمدون رجليهم أمام المصحف فيه شيء؟
الشيخ: ما يضر ما يضر، ما هو المقصود الاستهانة، المقصود الاستراحة.
س: هل ورد دعاء للأمان من الحريق؟
الشيخ: ذكر بعضهم التكبير، لكن ما أعرف فيه أدلة واضحة، لكن ذكر ابن القيم وغيره أنه يشرع التكبير عند الحريق، وأنه من أسباب إطفاء الحريق، لكن ما يغني عن الأسباب الحسية من وجود المياه وغير المياه مما يستعان به على إطفاء الحريق، لكن إذا كبر فحسن، الله أكبر الله أكبر هذا استعانة بتعظيم الله، يعني الله أكبر من هذا الحريق ومن تسبب فيه.
س: ....؟
الشيخ: هذا يروى عن أبي الدرداء لكنه ضعيف، يروى عن أبي الدرداء أنه من أسباب العافية من كل شيء من حريق وغيره، لكن الحديث ضعيف.