3/1449- وعن أَبي واقِدٍ الحارِثِ بن عَوْفٍ أَنَّ رسُولِ اللَّهِ ﷺ بيْنَما هُو جَالِسٌ في المسْجِدِ، والنَّاسُ معهُ، إِذ أَقْبلَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ، فأَقْبَل اثْنَانِ إِلى رسولِ اللَّهِ ﷺ وذَهَب واحدٌ، فَوقَفَا عَلَى رسولِ اللَّهِ ﷺ. فَأَمَّا أَحدُهُما فرأَى فُرْجَةً في الحلْقَةِ، فجَلَسَ فِيهَا، وأَمَّا الآخَرُ فَجَلَس خَلْفَهُمْ، وأَمَّا الثالثُ فَأَدبر ذاهِبًا. فَلمَّا فَرَغَ رسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَلا أُخبِرُكم عَنِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ، أَمَّا أَحدُهم، فَأَوى إِلى اللَّهِ فآواه اللَّه، وأَمَّا الآخرُ فَاسْتَحْيي فَاسْتَحْيَى اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخرُ فأَعْرضَ فأَعْرض اللَّهُ عنْهُ متفقٌ عَلَيْهِ.
4/1450-وعن أَبي سعيد الخُدْريِّ قَالَ: خَرج معاوِيَة عَنْهُ علَى حَلْقَةٍ في المسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟ قالُوا: جلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّه. قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُم إِلاَّ ذَاكَ؟ قالوا: مَا أَجْلَسنَا إِلاَّ ذَاكَ، قَالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُم تُهْمةً لَكُم وَمَا كانَ أَحدٌ بمنْزِلَتي مِنْ رسُولِ اللَّهِ ﷺ أقلَّ عنْهُ حَدِيثًا مِنِّي: إِنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ خرَج علَى حَلْقَةٍ مِن أَصحابِه فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟ قالوا: جلَسْنَا نَذكُرُ اللَّه، ونحْمدُهُ علَى ماهَدَانَا لِلإِسْلامِ، ومنَّ بِهِ عليْنا. قَال: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟ قالوا: واللَّه مَا أَجْلَسنا إِلاَّ ذَاكَ. قالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولِكنَّهُ أَتانِي جبرِيلُ فَأَخْبرني أَنَّ اللَّه يُباهِي بِكُمُ الملائكَةَ رواهُ مسلمٌ.
4/1450-وعن أَبي سعيد الخُدْريِّ قَالَ: خَرج معاوِيَة عَنْهُ علَى حَلْقَةٍ في المسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟ قالُوا: جلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّه. قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُم إِلاَّ ذَاكَ؟ قالوا: مَا أَجْلَسنَا إِلاَّ ذَاكَ، قَالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُم تُهْمةً لَكُم وَمَا كانَ أَحدٌ بمنْزِلَتي مِنْ رسُولِ اللَّهِ ﷺ أقلَّ عنْهُ حَدِيثًا مِنِّي: إِنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ خرَج علَى حَلْقَةٍ مِن أَصحابِه فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟ قالوا: جلَسْنَا نَذكُرُ اللَّه، ونحْمدُهُ علَى ماهَدَانَا لِلإِسْلامِ، ومنَّ بِهِ عليْنا. قَال: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟ قالوا: واللَّه مَا أَجْلَسنا إِلاَّ ذَاكَ. قالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولِكنَّهُ أَتانِي جبرِيلُ فَأَخْبرني أَنَّ اللَّه يُباهِي بِكُمُ الملائكَةَ رواهُ مسلمٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذان الحديثان يتعلقان بحلق الذكر ومجالس العلم والذكر، سبق ما يدل على أن مجالس الذكر يباهي الله بهم الملائكة، وأن الملائكة تحضرهم وتحفها بأجنحتها ثم تصعد إلى السماء ويسألها ربها عن ذلك، فتخبره أنها أتتهم يسبحون ويحمدون ويكبرون إلى آخره كما تقدم، تقدم حديث أبي سعيد: ما من قوم يجلسون في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده فمجالس الذكر لها شأن عظيم فيها التعليم والتوجيه والتذكير بالله.
والحديث الآخر: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل: يا رسول الله ما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر وفي هذا الحديث يقول ﷺ لما كان جالسا في أصحابه ذات يوم دخل ثلاثة المسجد فجاء أحدهم إلى الحلقة فوجد فرجة فدخل والنبي ﷺ يذكر أصحابه، والثاني استحيا ما وجد فرجة جلس خلفهم ما أحب يزاحم، والثالث خرج أدبر وخرج، فلما فرغ النبي من حديثه ﷺ قال للصحابة: ألا أنبئكم بخبر الثلاثة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله هو الذي جلس في داخل الحلقة، والثاني استحيا فاستحيا الله منه، والثالث أعرض فأعرض الله عنه هذا فيه الحث على الدخول في الحلقة والحرص على أن يكون فيها وأن يلتمس فرجة لأن هذا أكمل في الرغبة وأكمل في الحرص على الفائدة، وإن لم يتيسر جلس خلفهم، وهكذا حلقة خلف حلقة لسماع الفائدة، سواء كانوا في المساجد أو في الصحراء أو في أي مكان، الإنسان يحرص على الفائدة، يجتهد في أن يكون في مقدم الحاضرين حتى يكون استماعه أكمل، والحرص على العلم له فضل عظيم لأن الإنسان خلق غير متعلم لا يعلم شيئا جاهلا كما قال جل وعلا: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [النحل:78]، فهو في حاجة إلى التعلم حتى يعلم ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، هو مخلوق للعبادة لا بدّ أن يتعلم هذه العبادة التي خلق لها، وكل من كان أعظم اجتهادا وأكثر حرصا صار أجره أعظم، وينبغي في هذا إخلاص النية وأن يكون القصد وجه الله والدار الآخرة ليتفقه في الدين ليتعلم، ولهذا في الحديث الذي بعده عن أبي سعيد فيه أن الرسول ﷺ خرج إلى أصحابه وهم يتذاكرون فسألهم قالوا: نتذاكر ما من الله علينا من الإسلام وما رزقنا فيه من العلم، نتذكر أمور الجاهلية ويحمدون الله على ما هداهم للإسلام وما يسر لهم من العلم، فقال: آلله ما أجلسكم إلا هذا؟ قالوا: ما جلسنا إلا لهذا، فقال ﷺ: لم أستحلفكم تهمة لكم يعني لا شك فيكم ولكن إن الله يباهي بكم الملائكة يعني بهذه الجلسة التي لأجله والمذاكرة في دينه والحرص على فهم الإسلام والتناصح والتعاون على الخير، هذه مجالس علم ومجالس خير يباهي الله بأهلها ملائكته لله ملائكة سياحون في الأرض يلتمسون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلس الذكر تنادوا هلموا إلى حاجتكم، وبعضهم يلتمس المصلين على النبي ﷺ فيحملون صلاتهم ويبلغونها للنبي ﷺ: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام اللهم صل عليه وسلم، فالمشروع لكل مؤمن ولكل مؤمنة الحرص على مجالس الذكر وعلى حلق الذكر، والسؤال عما أشكل عليه ليحظى بهذا الخير.
الأسئلة:
س: ... ذكر الإنسان لأحواله الماضية في المعاصي هل يصرح .. للاتعاظ والاعتبار؟
الشيخ: لا بينه وبين ربه، من ستره الله فليستر نفسه وليجتهد في التوبة إلى الله وطلبه العفو سبحانه وتعالى.
س: في الحديث ... كان عند النبي ﷺ فسمع نقيضا من فوقه فقال: هذا الملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط فقال: أبشر بنورين أتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة معنى هذا نزول خاص؟
الشيخ: نعم ملك خاص.
س: معلوم أن جبريل عليه الصلاة والسلام؟
الشيخ: كأنه يعني تكرار لها، نزول مكرر للتأكيد، وإلا قد نزل بها جبرائيل مع بقية القرآن، وهي الفاتحة مكية والبقرة مدنية، ولكن هذا نزول تأكيد لما تقدم، تأكيد لما مضى.
س: في الحديث أن النبي ﷺ وجد على صفية في نفسه شيئا فقالت صفية رضي الله عنها لعائشة رضي الله عنها: هل لك أن ترضي النبي ﷺ عني وأهب لك يومي، والحديث طويل، فالحديث يرد عليه إشكال أنه هل تقبل الهدية في الشفاعة؟
الشيخ: لا، إلا إذا سمح بها الزوج، إذا سمح بها الزوج فلا بأس.
س: عائشة رضي الله عنه قبلت يوم صفية رضي الله عنها؟
الشيخ: يوم سودة، سودة لما أراد طلاقها، قالت: يا رسول الله أمسكني في حبالك ويومي لعائشة، فقبل النبي ﷺ. فإذا قبل النبي من الزوجة لا بأس.
س: ما يعتبر من قبول الهدية في الشفاعة؟
الشيخ: لا ما في شيء لأن هذا إسقاط حق.
س: تبليغ الملائكة صلاة النبي ﷺ إلى النبي ﷺ بعضهم يستدل على أن النبي ﷺ حي في قبره؟
الشيخ: روحه في الجنة، يبلغ روحه في الجنة في أعلى عليين عليه الصلاة والسلام يبلغونه روحه حية، الأرواح ما تموت، تموت الأبدان موت الأرواح خروجها من البدن هذا الموت مثل ما جاء في الحديث الصحيح إن أرواح المؤمنين طائر يعلق في شجر الجنة، وأرواح الشهداء في أجوفة طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تعود إلى قناديل معلقة تحت العرش الأبدان هي التي تفنى إلا عجب الذنب، والأرواح باقية، أرواح أهل الإيمان في الجنة وأرواح الكافرين في النار، نسأل الله العافية، وإذا أراد الله ردها إلى جسدها بعض الأحيان فلا مانع.
س: حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ربما نام النبي ﷺ من جنابة ولم يمس ماء» صحيح؟
الشيخ: أعلوه، فيه علة لأنه من رواية أبي إسحاق السبيعي وقد عنعن، والمعروف عنه ﷺ أنه كان إذا أتى أهله توضأ وغسل فرجه وتوضأ ونام، وربما قدم الغسل ما كان ينام إلا على وضوء مثلما قال لعمر: توضأ ثم نم لما قال يا رسول الله أينام وهو جنب؟ قال: «لا، توضأ ثم نم»، وفي اللفظ الآخر: «يتوضأ وينام».
س: إذا لم يتوضأ؟
الشيخ: يكره.
س: الذي يحضر حلقات العلم والمحاضرات والندوات هل يطلق عليه طالب علم؟
الشيخ: ما في شك، لا شك أنه طالب علم.
س: هل خضب النبي ﷺ لحيته؟
الشيخ: يروى أنه كان فيها شعرات وأنه خضبها بالحناء والكتم، وخضب الصديق وعمر رضي الله عنهما جاء في البخاري عن أنس أن الصديق خضب بالحناء والكتم، والنبي ﷺ حين توفي ما فيه إلا شعرات قليلة من الشيب.
س: يقال أن هذا من أثر الطيب؟
الشيخ: بعضهم يقول هكذا لكن فيه نظر.
س: تخضيب اللحية يعتبر سنة؟
الشيخ: ما شك سنة ما بين الوجوب والسنة، النبي عليه السلام قال: غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد يقول: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم.
س: لبس الأحمر القاني؟
الشيخ: تركه أولى، تركه أحوط.