248 - باب الذكر عِنْدَ الصباح والمساء
قَالَ الله تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ [الأعراف:205]. وقال تَعَالَى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا [طه:130]. وقال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ [غافر:55]. وقال تَعَالَى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ الآية [النور:36، 37]. وقال تَعَالَى: إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالأِشْرَاقِ [ص:18].
1/1451- وعنْ أَبي هريرة قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وحينَ يُمسِي: سُبْحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ مِائَةَ مَرةٍ لَم يأْتِ أَحدٌ يوْم القِيامة بأَفضَل مِما جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحدٌ قَالَ مِثلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ رواهُ مسلم.
2/1452- وعَنهُ قَالَ: جاءَ رجُلٌ إِلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رسُول اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْربٍ لَدغَتني البارِحةَ، قَالَ: أَما لَو قُلتَ حِينَ أمْسيت: أعُوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ منْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّك رواه مسلم.
3/453- وعنْهُ عن النبيِّ ﷺ أَنَّه كَانَ يقولُ إِذَا أَصْبَحَ: اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبحْنَا وبِكَ أَمسَيْنَا وبِكَ نَحْيا، وبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ وإِذا أَمْسى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وبِكَ نَحْيا، وبِك نمُوتُ وإِلَيْكَ المصير رواه أَبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
قَالَ الله تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ [الأعراف:205]. وقال تَعَالَى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا [طه:130]. وقال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ [غافر:55]. وقال تَعَالَى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ الآية [النور:36، 37]. وقال تَعَالَى: إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالأِشْرَاقِ [ص:18].
1/1451- وعنْ أَبي هريرة قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وحينَ يُمسِي: سُبْحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ مِائَةَ مَرةٍ لَم يأْتِ أَحدٌ يوْم القِيامة بأَفضَل مِما جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحدٌ قَالَ مِثلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ رواهُ مسلم.
2/1452- وعَنهُ قَالَ: جاءَ رجُلٌ إِلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رسُول اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْربٍ لَدغَتني البارِحةَ، قَالَ: أَما لَو قُلتَ حِينَ أمْسيت: أعُوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ منْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّك رواه مسلم.
3/453- وعنْهُ عن النبيِّ ﷺ أَنَّه كَانَ يقولُ إِذَا أَصْبَحَ: اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبحْنَا وبِكَ أَمسَيْنَا وبِكَ نَحْيا، وبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ وإِذا أَمْسى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وبِكَ نَحْيا، وبِك نمُوتُ وإِلَيْكَ المصير رواه أَبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والحديثان الصحيحان والأحاديث الصحيحة كلها تدل على شرعية التسبيح والتحميد والتكبير والذكر صباحا ومساء البكرة والعشي، والعشي ما بعد الزوال إلى غروب الشمس، يقال له عشي وأصيل، وقبل الزوال يقال له بكرة، من طلوع الفجر إلى ما قبل الزوال كله بكرة، والعشي ما بعد الزوال إلى غروب الشمس، فالسنة للمؤمن الإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير صباحا ومساء كما أرشد الله إلى ذلك في البكرة والأصيل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42] فالإنسان مشروع له أن يعتني بالذكر والتسبيح والتحميد والتكبير في أوائل النهار وفي آخر النهار، وفي أول الليل تكون أوقاته معمورة بالذكر صباحا ومساء ليلا ونهارا، ومن ذلك أن يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، أو سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة صباحا ومساء في الصحيحين إذا قالها مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وفي رواية: لم يأت أحد يوم القيامة بمثل ما جاء به إلا رجل عمل مثل عمله أو أكثر أو زاد عليه هذه الفضائل في غفران الذنوب وحط الخطايا كلها مقيدة بالأحاديث الأخرى، والآيات الدالة على اجتناب الكبائر والحذر من الكبائر، والله جل وعلا يقول سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]، ويقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر وفي لفظ: ما لم تغش الكبائر والصلوات الخمس فيها من الأذكار والصيام فيه من الأذكار والجمعة كلها فيها أذكار، لكن لا بدّ للمؤمن أن يحذر الكبائر والإصرار عليها فإنها من أعظم العوائق لتكفير الذنوب وحط الخطايا، وإذا أصبح يقول: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، وإذا أمسى يقول: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير، يستحب هذا أيضا كل يوم، ويستحب أيضا أن يذكر الله مائة مرة كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في كل يوم، وإذا أتى به في الصباح كان ذلك أكمل وأفضل، أخبر النبي ﷺ أنها تكون كعدل عشر رقاب، عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سنة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق من أسباب السلامة من الشرور، يقول النبي ﷺ: من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.
وفي الحديث الثاني: أن رجلا قال يا رسول الله ما رأيت الليلة من عقرب لدغتني، يعني من أذاها، قال: أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك وفي حديث عثمان رضي الله عنه يقول النبي ﷺ: من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم صباحا لم يضره شيء حتى يمسي، وإذا قالها مساء لم يضره شيء حتى يصبح إذا قالها ثلاث مرات فالخير كثير، ولكن المؤمن ينبغي له أن يحرص وأن يجتهد في فعل الفضائل وفعل الخيرات والتحرز من السوء بما أرشد إليه النبي ﷺ من الدعوات والأذكار، يرجو ما عند الله ويحسن الظن بالله، ويرجو ما عند الله من الخير ويفعل الأسباب من التعوذات والأذكار والاستغفار والتوبة والندم والإكثار من كل خير والبعد من كل شر، مع حسن الظن بالله ومع الرجاء وعدم الإتكال على العمل، بل يفعل الأسباب ويرجو ربه، يفعل ويرجو ويحذر السيئات ويخاف ربه جل وعلا، يكون معه الخوف والرجاء لا يأمن مكر الله ولا يقنط من رحمة الله قال تعالى: إنَّهُمْ كَانُوا يعني الرسل مثل زكريا وغيره يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] رغبا رجاء ورهبا خوفا، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:57-60] مع الخوف أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:61] هكذا المؤمنون لا يدلون بأعمالهم ولا يأمنون ولكن يحسنون ظنهم بالله رجاء وخوفا، رجاء لفضله وإحسانه وخوفا من نقمته وغضبه جل وعلا.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
الأسئلة
س: ...؟
الشيخ: جاء عن ابن عباس أن الإصرار على الصغائر يجعلها كبائر، يقول: لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار، فيجب الحذر من الإصرار، يعود نفسه التوبة والاستغفار.
س: قول بعض أهل العلم أن الأذكار الواردة في التحرز من الحيات والعقارب والشياطين كالسيف في يد المقاتل فإن كان قويا نفعت وإن كان ضعيف الإيمان لم تنفع؟
الشيخ: تقريب، هذا من باب التقريب، الإنسان يفعلها ويرجو ربه يعني لا يكون آمنا ولا يكون ضعيف الإخلاص ولا ضعيف الرجاء بل يأتي بها، ويعلم أنها أسباب مع الصدق وحسن الظن بالله ورجاءه وتصديق نبيه عليه الصلاة والسلام.
س: ما ورد أن النبي ﷺ لما نزلت المعوذتين ترك كل ما كان عليه من التعويذات؟
الشيخ: ما أذكر هذا، لكنه قال ﷺ: ما تعوذ متعوذ بمثلهما يستحب أن يأتي بهما المؤمن بعد كل صلاة، قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة وعند النوم ثلاث مرات هذا كله من باب التحرزات مثل ما إن الإنسان يأخذ بالأسباب الأخرى .. ويفعل الأسباب الأخرى ويسمي ويذكر الله ويأكل ويشرب، هذا السبب لا يمنع السبب الآخر مثل ما أنه يسمي ويتعوذ يأكل أيضًا، الأكل العادة ويشرب لا يخلي الأكل والشرب حتى يموت، يفعل الأسباب الأخرى.
س: بالنسبة لأذكار المساء تبدأ بعد صلاة العصر مباشرة أو بعد صلاة المغرب مباشرة؟
الشيخ: بعد الزوال مباشرة إلى الليل كله، لكن إذا ختم بها نهاره قبل الغروب يكون أحسن، إذا ختم بها النهار أو قبل الغروب يكون طيبا وإلا كلها كل العشي محل دعاء، والآصال كلها بكرة وأصيلا، ما قبل الزوال بكرة، وما بعد الزوال عشي لأن النهار قسمان عشي وبكرة.
س: ورد عن الرسول ﷺ صلاة التسابيح؟
الشيخ: لا، ما هي بصحيحة ضعيفة.