460 من حديث: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة..)

 
5/1462- وَعنِ البرَاءِ بنِ عازِبٍ، رَضِيَ اللَّه عنْهمَا، قَالَ: قَالَ لي رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذَا أَتَيتَ مَضْجَعَكَ فَتَوضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلى شِقِّكَ الأَيمَنِ، وقلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نفِسي إِلَيكَ، وَفَوَّضتُ أَمري إِلَيْكَ، وَأَلَجَأْتُ ظَهرِي إِلَيْكَ، رغبةً ورهْبَةً إِلَيْكَ، لامَلجأَ ولا مَنجى مِنْكَ إِلاَّ إِليكَ، آمنتُ بِكِتَابِكَ الذِي أَنزَلْت، وَبِنَبِيِّكَ الذِي أَرسَلتَ، فإِنْ مِتَّ. مِتَّ عَلَى الفِطرةِ، واجْعَلهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ مُتَّفقٌ عليهِ.
6/1463- وَعَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ قَال: الحمْدُ للَّهِ الَّذي أَطْعَمنَا وسقَانا، وكفَانَا وآوانَا، فكمْ مِمَّنْ لا كافيَ لَهُ وَلاَ مُؤْوِيَ رواهُ مسلمٌ.
7/1464- وعنْ حُذيْفَةَ، ، أَنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذا أَرَاد أَنْ يرْقُدَ، وضَع يَدهُ اليُمنَى تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يقُولُ: اللَّهمَّ قِني عَذَابكَ يوْمَ تَبْعثُ عِبادَكَ رواهُ الترمِذيُّ وقال: حديثٌ حَسنٌ.
وَرَواهُ أَبو داودَ مِنْ رِوايةِ حفْصةَ، رَضِي اللَّه عنْهُا، وَفيهِ أَنَّهُ كَانَ يقُولهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في بيان ما يشرع للمؤمن عند النوم، في الحديث الأول الدلالة على أن السنة له أن ينام على طهارة، يستحب للمؤمن أن ينام على طهارة ويقول إذا اضطجع على شقه الأيمن يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت والمستحب أن يكون هذا آخر شيء بعد الأذكار الأخرى، ويستحب له عند النوم أن يقرأ آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، ويقرأ أيضا: قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات ثم يختم بهذا: اللهم أسلمت نفسي إليك، وإن دعا بغير ذلك: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك كما في حديث حذيفة وحفصة يقول ثلاث مرات يستحب أيضًا، وإن دعا بدعوات أخرى فلا بأس فإنه جاء دعوات أخرى، ثم يكون آخر شيء: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ويكون على طهارة، ويبدأ يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن أول ما ينام، هذا هو الأفضل كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام وهذا سنة، كون الإنسان يستعمل ما فعله النبي ﷺ هذا سنة، كذلك كونه يسبح الله ويحمد الله ويكبر الله ثلاثا وثلاثين مرة ويختم المائة بالله أكبر عند النوم كل هذا مستحب لأن الرسول ﷺ كان يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام، ويرغب المسلمين في ذلك عليه الصلاة والسلام، وكذلك السنة عند النوم: الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي هذا الثناء العظيم يقوله إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا: فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي، كم من ناس ما يستطيع يجد المحل الذي ينام فيه، يأمن فيه، وهذا رزقه الله مبيتا وراحة وطمأنينة عند أهله، وفي محل آمن نعمة عظيمة، فيقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، ثلاث مرات، ويأتي ببقية ما يقال.

الأسئلة:
س: يقول إلى آخر الحديث «فكم ممن لا كافي له ...» إلى آخره؟
الشيخ: نعم الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي يعني أمة كثيرة ليس لها كافي ولا مؤوي بل مطردة في كل مكان، نسأل الله العافية.
س: بالنسبة للحديث قال رسول الله ﷺ لعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة رضي الله عنهما قال ﷺ: إذا أتيتما مضجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا الله ثلاثا وثلاثين وكبرا الله أربعا وثلاثين هل مثلا إذا كان الشخص مرهقا يقوله على أساس أنه أوصاهم أن هذا خير لهم من خادم، هل يقول وهو مرهق؟
الشيخ: يستحب أن يقوله، ويأتي الحديث في هذا وبيناه الآن يقول: سبحان الله والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة لكن التكبير يكون أربعا وثلاثين، الجمع مائة، يستحب عند النوم ويستحب بعد كل صلاة، لكن بعد كل صلاة يختم بالتكبير أو بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كله سنة عند النوم وبعد كل صلاة من الصلوات الخمس.
س: ولكن ما يستخدمه بعد التعب من العمل؟
الشيخ: يستحب له أن يسبح كثيرا ولو آلاف، يحمد الله ويكبر ما في حصر، يسبح الله ويحمد الله ويكبره ولو آلاف المرة، كل مرة بعشر حسنات، الحسنة بعشر أمثالها، إذا قالها ألف مرة صار له عشرة آلاف حسنة، وإذا قالها عشرة آلاف مرة صارت له مائة ألف حسنة، وهكذا.
س: بالنسبة للطهارة إذا أراد شخص أن ينام يتطهر في نوم الليل والنهار؟
الشيخ: لا، هذا ورد في نوم الليل إذا أراد أن يبيت.
س: قراءة تبارك والسجدة قبل النوم؟
الشيخ: ما أحفظ فيها شيء، لكن إذا قرأها دائما القرآن كله خير، يقرأه دائما.