كتاب الدعوات
250 - باب فضل الدعاء
قَالَ الله تَعَالَى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]. وقال تَعَالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]. وقال تَعَالَى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ الآية [البقرة:186]. وقال تَعَالَى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ الآية [النمل:62].
1/1465- وَعن النُّعْمانِ بْنِ بشيرٍ رضِي اللَّه عنْهُما، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: الدُّعاءُ هوَ العِبَادةُ. رواه أَبُو داود والترمذي وقالا حديث حسن صحيح.
2/1466- وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كَان رسُول اللَّهِ ﷺ يَسْتَحِبُّ الجوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ، ويَدَعُ مَا سِوى ذلكَ. رَوَاه أَبو داود بإِسنادٍ جيِّد.
3/1467- وعَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: كانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النبيِّ ﷺ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرةِ حَسنَةً، وَقِنَا عَذابَ النَّارِ مُتَّفَقٌ عليهِ.
زاد مُسلِمٌ في رِوايتِهِ قَال: وكَانَ أَنَسٌ إِذا أَرَاد أَنْ يَدعُوَ بِدعوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذا أَرَادَ أَن يَدعُو بدُعَاءٍ دَعا بهَا فيه.
250 - باب فضل الدعاء
قَالَ الله تَعَالَى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]. وقال تَعَالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]. وقال تَعَالَى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ الآية [البقرة:186]. وقال تَعَالَى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ الآية [النمل:62].
1/1465- وَعن النُّعْمانِ بْنِ بشيرٍ رضِي اللَّه عنْهُما، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: الدُّعاءُ هوَ العِبَادةُ. رواه أَبُو داود والترمذي وقالا حديث حسن صحيح.
2/1466- وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كَان رسُول اللَّهِ ﷺ يَسْتَحِبُّ الجوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ، ويَدَعُ مَا سِوى ذلكَ. رَوَاه أَبو داود بإِسنادٍ جيِّد.
3/1467- وعَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: كانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النبيِّ ﷺ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرةِ حَسنَةً، وَقِنَا عَذابَ النَّارِ مُتَّفَقٌ عليهِ.
زاد مُسلِمٌ في رِوايتِهِ قَال: وكَانَ أَنَسٌ إِذا أَرَاد أَنْ يَدعُوَ بِدعوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذا أَرَادَ أَن يَدعُو بدُعَاءٍ دَعا بهَا فيه.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالدعاء، الدعاء من أفضل القربات لأن فيه الافتقار إلى الله والاعتراف بأنه سبحانه الغني وبأنه الرزاق وبأنه مجيب الدعاء وأنه مالك الضر والنفع، ففي ظل الدعاء إيمان بالله وشهادة بأنه الغني الحميد، بأنه الرحمن بأنه الرحيم بأنه القادر على كل شيء، بأنه الرؤوف الرحيم هكذا في ضمن الدعاء، فهو يدعى وهو القادر على الإجابة، فبيده كل شيء سبحانه وتعالى، وبيده الضر والنفع والعطاء والمنع والخير والشر كله بيده سبحانه وتعالى، وهو المتصرف في عباده كيف يشاء، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولهذا قال سبحانه ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60] سمى الدعاء عبادة والمستكبر عنها متوعد بجهنم، فمن استكبر عن عبادة الله وطاعته فهو موعود بالنار لكبره عن دعاء ربه واستغنائه عنه ، ويقول جل وعلا: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] هو الذي يجيب المضطر ويكشف السوء، وهو القادر على كل شيء جل وعلا، ويقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لكم [غافر:60]، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، ويقول سبحانه: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55] فالمؤمن هكذا يضرع إلى الله، يسأله يبتهل إليه يؤمن بأنه سبحانه الغني الحميد، القادر على كشف ضره وعلى جلب النفع إليه وعلى كف عدوه عنه بيده كل شيء ، بيده الملك لكل شيء.
ويقول النبي ﷺ: الدعاء هو العبادة لما في ضمنه من الإيمان بالله والإيمان بأنه الغني الحميد القادر على كل شيء، ولهذا سماه العبادة، قال هو العبادة بصفة الحصر ليبين أنه من أهم العبادات ومن أعظم العبادات، والحديث صحيح كما قال المؤلف وفي لفظ آخر فيه ضعفه: الدعاء مخ العبادة فالمؤمن يجتهد في الدعاء ويحرص على الدعاء ولا يمل بل يجتهد في الدعاء، وكان ﷺ يستحب جوامع الدعاء كما قالت عائشة رضي الله عنها يستحب جوامع الدعاء ويدع ما سوى ذلك، يعني يستحب الدعوات الجامعة التي تغني عن دعوات كثيرة مثل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، هذا من جوامع الدعاء، وكان هذا أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام كما قال أنس ، ومثل قوله ﷺ لعائشة قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، ومثل سؤاله الجنة والتعوذ به من النار اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ولما قال رجل: يا رسول الله إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، ولكني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، قال: حولها ندندن فهو ﷺ يعتني بجوامع الدعاء التي تجمع الخير كله، فالمؤمن يتحرى ذلك يتحرى جوامع الدعاء فيدعو بها: اللهم إني أسألك رضاءك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أنجني من النار، اللهم اغفر لي وارحمني، ومن هذا دعاء النبي ﷺ: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره فهذا من الدعوات الجامعة، نسأل الله للجميع التوفيق وصلاح النية والعمل.
الأسئلة:
س: استقبال القبلة في السفر؟
الشيخ: إذا كان في سفر له أن يصلي على الدابة في النافلة والفريضة إذا دعت الحاجة، أما في النافلة فيصلي في السفر فقط، أما الفريضة لا، لا بدّ يقف ويستقبل القبلة إلا عند الضرورة مثل سيل حدره ومطر فوقه يصلي على الدابة ويستقبل القبلة بالإيماء كما فعل النبي ﷺ.
س: استقبالها واجب؟
الشيخ: واجب في الفريضة، أما في النافلة فيصلي جهة سيره، في النافلة على دابته أو سيارته في جهة السير، وإذا أحرم للقبلة يكون أفضل ثم يستقبل جهة السير، قال أنس رضي اله عنه: «كان النبي ﷺ إذا حضرت النافلة استقبل القبلة ثم توجه إلى جهة سيره» هذا أفضل، وإن صلى إلى جهة سيره مطلقا ولو في أول الإحرام فلا بأس كما أخبر عامر بن ربيعة وغيره، وأنس وغيره أخبروا أنه ﷺ كان في السفر يصلي إلى جهة سيره عليه الصلاة والسلام، يعني في النافلة، أما في الفريضة ينزل في الأرض ويستقبل القبلة ويركع ويسجد لكن عند الضرورة في الفريضة لا بأس أن يصلي على الراحلة ويستقبل القبلة ويوقف الإبل إذا لم يستطع أن ينزل مثل مطر وأرض تحته تسيل ومثل مريض مربوط على الدابة ما يستطيع ينزل مريض أو خائف لو نزل يخشى يصلي على الدابة إلى جهة القبلة.
س: أفضل الدعاء والإنسان ساجد؟
الشيخ: مثل ما قال ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء رواه مسلم في الصحيح، وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن يعني حري أن يستجاب لكم رواه مسلم أيضا، وفي آخر الصلاة قبل أن يسلم محل دعاء أيضا، وبين السجدتين: ربي اغفر لي، ربي اغفر لي، فإذا دعا مع المغفرة فلا بأس.
س: سواء كان في الفريضة أو في النفل؟
الشيخ: في الفرض والنفل نعم.
س: ...؟
الشيخ: المعتدي الذي يدعو بالإثم وقطعية الرحم، وقال بعض السلف: إذا رفع صوته من غير حاجة لكن الحقيقة أن الاعتداء هو الذي يدعو بإثم مثل أن يدعو الله أن يعينه على الزنا أو على السرقة هذا اعتداء، أو يدعو على الناس بغير حق، يدعو على غيره بغير حق، هذا إثم أو على أرحامه بغير حق، هذا قطيعة رحم، يقول ﷺ: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث والجهر بالدعاء من غير سبب تركه أولى أحوط، لأن بعض السلف جعله من الاعتداء إذا رفع صوته، أما إذا كان إماما يرفع صوته مثل في القنوت: قنوت النوازل وقنوت الوتر للإمام يرفع صوته، وبالخطبة يدعو حتى يؤمن عليه، لكن دعاءه وحده إذا كان وحده السنة السر، في سجوده أو في آخر الصلاة أو في غير ذلك الإسرار أفضل كما قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [الأعراف:55].
س: قوله: ولا كان يدعو بدعاء إلا دعا بها؟
الشيخ: يعني أنس؟
س: ...
الشيخ: المعنى واحد، الدعوة والدعاء المراد يدعو.