462 من حديث: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)

 
4/1468-وعَن ابنِ مسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى رواهُ مُسْلِمٌ.
5/1469- وعَنْ طارِقِ بنِ أَشْيَمَ، ، قالَ: كَانَ الرَّجلُ إِذا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبيُّ ﷺ، الصَّلاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدعُوَ بهَؤُلاءِ الكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي، وَارْحمْني، واهْدِني، وعافِني، وارْزُقني رواهُ مسلمٌ.
وفي رِوايَةٍ لَهُ عَنْ طارقٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ وَأَتاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْني، وَعَافِني، وَارْزُقني، فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ.
6/1470- وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ عمرو بن العاصِ رضيَ اللَّه عنْهُمَا، قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صرِّفْ قُلوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيما يتعلق بالدعاء، تقدم أن النبي ﷺ كان يستحب جوامع الدعاء كما قالت عائشة رضي الله عنها، وتقدم الآيات الكثيرات في الأمر بالدعاء ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال جل وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، وقال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62]، وقال جل وعلا: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ۝ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56] فهو سبحانه يحب أن يدعى ويحب أن يسأل جل وعلا تضرعا وخفية، خوفا وطمعا يرجو رحمة ربه ويخشى عقابه، وفي الدعاء اعتراف بأنه سبحانه سميع قريب مجيب للدعاء، غني كريم يحب أن يدعى ويحب أن يسأل ويحب أن يجود على عباده ، ولهذا كان الدعاء له شأن عظيم، وكان يستحب جوامع الدعاء عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى هذا من جوامع الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وكان يكثر من الدعاء: يا مقلب القلوب، ويحلف بذلك: لا، ومقلب القلوب، فالدعاء بهذا الدعاء من جوامع الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، ومن جوامع الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ومن جوامع الدعاء ما كان يعلمه من أسلم بعد أن يعلمه الصلاة اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني هذه دعوات عظيمة يدعو بها بين السجدتين أيضا مع رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني، دعوات عظيمة، ومن ذلك: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار كانت هذه الدعوات هي أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام، فالمؤمن يتحرى الدعوات الطيبة الجامعة ويدعو بها في سجوده وفي التحيات وفي غير ذلك سواء في الصلاة أو في خارجها لكن عن خوف وطمع، وعن رغبة ورهبة، عن انكسار، عن ذل، عن إيمان بأن الله هو الغني الحميد وهو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى، نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:
س: لو صلى الرجل مع النصارى مجاملة أو دخل كنيسة مجاملة لهم؟
الشيخ: لا يصلِّ معهم ولا يجاملهم، ولا يدخل كنائسهم إلا للحاجة، للدعوة إلى الله، للتوجيه أو للضرورة مثل برد أو مطر أو شبه ذلك من تشبه بقوم فهو منهم.
س: ما حكم من فعل هذا؟
الشيخ: يعلم، يقال له: لا يجوز هذا، إذا كان أراد التعليم والتوجيه فيكون بغير هذا، يعلمهم من غير أن يصلي معهم، وإن صلى لعيسى كفر نسأل الله العافية، أما إن صلى لله يكون بدعة، يكون غلطا.
س: إذا كان عنده علم شرعي هل هناك داعي لقيام الحجة عليه؟
الشيخ: يعلم بس، يعلم هذا جهل منه، يكون علمه ناقص لأن الرسول ﷺ نهى عن التشبه بالمشركين، وقال: من تشبه بقوم فهو منهم فإذا أراد الدعوة يدعوهم بغير تشبه، بغير أن يصلي معهم، بغير أن يحضر اجتماعاتهم في عيد لهم أو غيره، لا يحضر اجتماعاتهم ولا يصل معهم ولا يشاركهم في الشيء الذي هو من شعائرهم.
س: رب اغفر لي وارحمني وعافني في حديث حذيفة أن الرسول ﷺ قالها في صلاة الليل من فعله، هل يفهم من فعله على الاستحباب؟
الشيخ: نعم، الذي يدعو به النبي ﷺ دعاء طيب.
س: بين السجدتين؟
الشيخ: الذي يدعو به النبي عليه الصلاة والسلام دعاء طيب، والسنة تكون من فعله وقوله وتقريره عليه الصلاة والسلام.
س: في معية الله ؟
الشيخ: كل الناس في معية الله وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] يعني في علمه وإحاطته جل وعلا وهو فوق العرش وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] بعلمه واطلاعه ورؤيته لنا وإحاطته لنا وقدرته علينا سبحانه وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] يعني بالعلم والقدرة وهو فوق العرش فوق جميع الخلق .