464 من حديث: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت..)

 
11/1475- وَعن أَبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّه قَالَ لِرَسولِ اللَّه ﷺ: عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي، قَالَ: قُلْ: اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كثِيرًا، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم متَّفَقٌ عليهِ.
وفي رِوايةٍ: وَفي بيْتي وَرُوِي: ظُلْمًا كَثِيرًا وروِيَ كَبِيرًا بِالثاءِ المثلثة وبِالباءِ الموحدة، فَيَنْبغِي أَن يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيُقَالُ: كَثيرًا كَبيرًا.
12/1476- وَعَن أَبي موسَى ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّه كَانَ يَدعُو بهَذا الدُّعَاءِ: اللَّهمَّ اغْفِر لِي خَطِيئَتي وجهْلي، وإِسْرَافي في أَمْري، وَمَا أَنْتَ أَعلَم بِهِ مِنِّي، اللَّهمَّ اغفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلي، وَخَطَئي وَعمْدِي، وَكلُّ ذلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَما أَسْررْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْت المقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ متفقٌ عَلَيْهِ.
13/1477- وعنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنهَا، أَنَّ النَّبي ﷺ كَانَ يقُولُ في دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عمِلْتُ ومِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ. رَوَاهُ مُسْلِم.
14/1478- وعَنِ ابنِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُما قَالَ: كانَ مِنْ دُعاءِ رسُولِ اللَّهِ ﷺ اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجميعِ سخَطِكَ روَاهُ مُسْلِمٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق بالدعوات التي كان يدعو بها النبي ﷺ، وسبق أنه يشرع للمؤمن الدعاء دائما وأن لا يمل الدعاء وأن لا ييأس، بل يكثر من الدعاء لأن الدعاء محبوب إلى الله جل وعلا، فهو يحب أن يسأل هو، سبحانه يحب أن يسأل ويحب أن يرجى، فيستحب للمؤمن أن يكثر من السؤال فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وقال ﷺ: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، ويقول جل وعلا: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 32] وكان من دعائه ﷺ: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئ وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير دعوات عظيمة، وقال له الصديق: يا رسول الله علمني أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وهذا الحديث من أصح الأحاديث، فيستحب للمؤمن أن يدعو بهذا الدعاء في سجوده وفي آخر التحيات قبل أن يسلم، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، وعلم النبي ﷺ معاذا فقال: يا معاذ إني لأحبك، لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كلمات قليلة عظيمة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وكان من دعاء النبي ﷺ: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل كلام مختصر لكنه عظيم: أعوذ بالله من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل يعم كل ما عمل من سائر السيئات ومن شر ما ترك منها، وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك كلمات جامعة: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك في أي وقت دعا به في الليل أو في النهار في الصباح والمساء وفي السجود وفي آخر الصلاة كله طيب، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ...؟
الشيخ: مستحب، من أسباب الإجابة رفع اليدين، من أسباب الإجابة إلا في المواضع التي ما رفع فيها النبي ﷺ وجدت أسبابها ولم يرفع فيها فلا يرفع؛ مثل: ما بين السجدتين ما يرفع لأن النبي ﷺ ما رفع، وفي آخر الصلاة قبل أن يسلم لا يرفع، وهكذا بعد الصلوات الخمس في الفرض لا يرفع لأن الرسول ﷺ ما رفع فيها، وخطبة الجمعة، وخطبة الاستسقاء، وخطبة العيد لا يرفع إلا إذا استسقى فيرفع، أما في خطبة العيد وخطبة الجمعة لا يرفع يديه لأن الرسول ﷺ ما رفع إلا إذا استسقى فإنه يرفع يديه، أو استسقى في خطبة الجمعة أو في خطبة العيد يستحب له رفع اليدين كما رفع النبي ﷺ.
س: يرفع يديه حذو منكبيه؟
الشيخ: أو حيال أذنيه كله واحد، حيال منكبيه هنا أو حيال أذنيه هكذا.
س: ...؟
الشيخ: بالدعاء هكذا قدام وجهه، أما في تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه هذا يكون هكذا حيال منكبيه أو حيال أذنيه، أو في الدعاء هكذا قدام يديه ويبالغ في الرفع إذا كان في الاستسقاء.
س: بعض الأئمة يرفع إلى الصدر؟
الشيخ: الأمر سهل إن شاء الله.
س: المسح على الوجه بعد الدعاء؟
الشيخ: ورد فيه أحاديث متعددة، قال الحافظ رحمه الله: أنها بمجموعها أحاديث حسنة فإذا مسح فلا بأس لكن الأفضل تارة وتارة لأن الرسول ﷺ لم يحفظ عنه المسح من جهة فعله، ولكن أرشد إلى ذلك في عدة أحاديث يشد بعضها بعضا.
س: ...؟
الشيخ: التعدي كونه يدعو بإثم يقول: اللهم يسر لي الزنا، أو يسر لي شرب الخمر، أو أعني على قطيعة رحمي، أو على عقوق والدي، أو أعني على ترك الصلاة، يعني يأتي بمنكر، يسأل ربه منكرا.
س: مسألة يعني لا يستحقها مثل أن يقول: اللهم اجعلني في منزلة الرسول ﷺ، هذا من أنواع الجرأة؟
الشيخ: في ضمنه أنه يسأل الهداية، في ضمن هذا يسأل الهداية حتى يعمل أعمال الصالحين.
س: لكن لو دعا اللهم اجعلني بمنزلة الرسول هذا يكون من الجرأة؟
الشيخ: الله أعلم.
س: قال النووي بعد حديث أبي بكر وروي ظلما كثيرا وروي كبيرا؟
الشيخ: واحدة تكفي، كثيرا تكفي هي الروايات كثيرا.
س: ما يجمع بينها؟
الشيخ: ما حاجة للجمع.
س: متى يبدأ دعاء السفر؟
الشيخ: من عند بيته أو مزرعته حين يركب.