465 من حديث: (كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل..)

 
15/1479- وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَم ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ يقَولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، والبُخْلِ وَالهَرم، وعَذَاب الْقَبْر، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ ولِيُّهَا وَموْلاَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلمٍ لا يَنْفَعُ، ومِنْ قَلْبٍ لاَ يخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشبَعُ، ومِنْ دَعْوةٍ لا يُسْتجابُ لهَا رواهُ مُسْلِمٌ.
16/1480- وَعنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وعلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ، وإِلَيْكَ حَاكَمْتُ. فاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْررْتُ ومَا أَعلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
زادَ بعْضُ الرُّوَاةِ: وَلاَ حَولَ وَلاَ قوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ متفَقُ عليهِ.
17/1481- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَدعو بهؤُلاءِ الكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذُ بِكَ مِن فِتنةِ النَّارِ، وعَذَابِ النَّارِ، وَمِن شَرِّ الغِنَى وَالفَقْر.
رَوَاهُ أَبو داوَد، والترمذيُّ وقال: حديث حسن صحيح، وهذا لفظُ أَبي داود.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الدعوات التي دعا بها النبي ﷺ وهكذا غيرها مما سبق كلها تدل على فضل الدعاء والاستكثار منه، والعبد في أشد الحاجة إلى الضراعة إلى ربه والانكسار بين يديه وإظهار فاقته له سبحانه وتعالى، وهو الغني الحميد، وهو الجواد الكريم يحب أن يسأل ويحب أن يعطي ويجود سبحانه وتعالى، ولهذا يقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وقال سبحانه: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32]، وقال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] فالمؤمن يدعو ربه ويضرع إليه في جميع الأوقات ولاسيما عند الشدة وعند الحاجة وفي الأوقات المناسبة مثل آخر الليل وجوف الليل ومثل وقت السجود وآخر الصلاة قبل أن يسلم وآخر نهار الجمعة حين ينتظر صلاة المغرب، كل هذه أوقات ترجى فيها الإجابة فينبغي للمؤمن أن يدعو بها، ومن ذلك الدعوات النبوية: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، ومن العجز، ومن عذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها دعوات عظيمة اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس:9] أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وأفلح من زكاه الله ووفقه اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بك كل هذا من دعواته ﷺ اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الهرم ومن عذاب القبر، و اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها، تقدم اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم إني أسألك الهدى والسداد فالمؤمن يعمر أوقاته بالذكر والدعاء، ويختار من ذلك الأوقات المناسبة أيضًا التي يرجى فيها الإجابة، يفعل هذا وهذا، يكثر من الدعاء كل وقت ويتحرى أوقات الإجابة، أيضا وقت السجود، وكذلك في آخر الصلاة قبل أن يسلم، كذلك في جوف الليل في آخر الليل في الثلث الأخير، يوم الجمعة حينما يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وبعد العصر إلى أن تغيب الشمس يجلس ينتظر المغرب، هذه أوقات عظيمة، ثم يختار جوامع الدعاء، وإذا كان له حاجة خاصة دعا بها اللهم يسر لي زوجة صالحة، اللهم أصلح زوجتي إن كان بينه وبينها شقاق اللهم أصلح زوجتي، اللهم اهدها لأحسن الأخلاق، اللهم أصلح ذريتي، اللهم ارزقني الذرية الطيبة، اللهم اقض ديني إذا كان له دعوات خاصة حاجات خاصة يسأل ربه كل شيء حتى شسع النعل إذا انقطع يسأل الله أن ييسر له النعل الصالحة والخف الصالح، الإنسان لا يستحي، يسأل ربه كل شيء يحتاجه قليل أو كثير، نسأل الله أن يوفق الجميع.

الأسئلة:
س: حديث زيد بن أرقم ما ورد في بعض ألفاظه: ومن عين لا تدمع؟
الشيخ: بلى، في بعض الروايات «ومن عين لا تدمع» لأن دمع العين من خشية الله مثل ما في الحديث الصحيح: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله -وذكر منهم السابع- ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه وحديث آخر: عينان لا تسمهما النار عين بكت من خشية الله، وعين سهرت في سبيل الله.
س: قرن في الحديث العجز والكسل والبخل والهرم؟
الشيخ: كلها أدواء، العجز ما قد يكون عجزا نفسيا وقد يكون عجزا له أسباب وقد يكون عجزا بسبب الكسل، فهو يستعيذ بربه من هذا وهذا، ومن البخل كذلك من البخل والكسل كله.
س: العلم الذي لا ينفع هي علوم الدنيا؟
الشيخ: كل علم لا ينفع داخل فيه حتى علم الشرع إذا ما نفعه صار حجة عليه نسأل الله العافية، إذا لم يعمل به صار حجة عليه.
س: الذي عنده أموال غير مشروعة هل يحق له أن يوزعها في الفقراء ويطبع فيها الكتب والأشرطة؟
الشيخ: نعم إذا كان عنده أموال ما هي طيبة يصرفها في وجوه الخير، الصدقة على الفقراء، أو يطبع بها كتب ما في بأس.
س: تكون مقبولة؟
الشيخ: لا، يعني تبرأ ذمته، براءة ذمته بركة ويؤجر على قصده الطيب إن شاء الله.
س: علوم الدنيا ألا تدخل في العلم الذي لا ينفع؟
الشيخ: لا، علوم الدنيا قد تنفع، النجار ينفعه علمه، والحداد ينفعه علمه، والسواق ينفعه علمه، لكن بعض الناس عنده علوم شرعية مثل اليهود وعلوم السوء لا تنفعهم علومهم حجة عليهم يوم القيامة إلى النار نسأل الله العافية.
س: المقصود بالمنفعة في الدنيا والآخرة؟
الشيخ: يعم هذا وهذا.
س: المصر على معصيته إذا دعا الله تصيبه إحدى الثلاث ما يستجاب له؟
الشيخ: قد يستجاب له وقد يمنع بسبب معصيته، وقد يستجاب له فضلا من الله وهو في ساعة ضرورة أو في أوقات الإجابة يستجيب الله دعوته حتى الكافر قد تستجاب دعوته.
س: حديث عائشة فتنة النار قال بعض الشراح أن فتنة النار هي سؤال الخزنة لقوله تعالى: تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ [الملك:8]؟
الشيخ: الله أعلم، الله أعلم، النار فتنة، فتن الشيء إذا عذبه وزينه ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ [الذاريات:14] يعني عذابكم، الفتنة تطلق على العذاب، فتنة النار عذاب النار يعني.
س: يكون المعنى غير صحيح؟
الشيخ: أقول فتنة النار عذاب النار ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ [الذاريات:14] يعني عذابكم نسأل الله العافية.