470 (باب في مسائل من الدعاء)

 
252 - باب في مسائل من الدعاء
1/1496- عنْ أُسامَةَ بْنِ زيْدٍ رضِيَ اللَّه عنْهُما قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ صُنِعَ إَلَيْهِ معْرُوفٌ، فقالَ لِفَاعِلِهِ: جزَاك اللَّه خَيْرًا، فَقَد أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ.
رواه الترمذي وقَالَ: حَدِيثٌ حسنٌ صَحِيحٌ.
2/1497- وَعَن جَابرٍ قال: قَال رسُولُ اللَّهِ ﷺ: لا تَدعُوا عَلى أَنْفُسِكُم، وَلا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُم، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسأَلُ فِيهَا عَطاءً، فيَسْتَجيبَ لَكُم رواه مسلم.
3/1498- وعن أَبي هُريرةَ أَنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِن ربِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة لها تعلق بالدعاء والمكافأة على المعروف، وتقدم في الأحاديث والآيات الكريمات ما يدل على شرعية الدعاء وتأكيده وأنه ينبغي للمؤمن أن يرفع إلى الله حاجاته فإنه يحب أن يسأل ، قال تعالى: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32]، وقال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] فالمؤمن يرفع حاجاته إلى ربه يسأله من فضله التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل والثبات على الحق وسعة الرزق والكسب الحلال والزوجة الصالحة الذرية الطيبة إلى غير هذا، يسأل ربه كل ما أهمه فهو يحب أن يسأل ، يقول جل وعلا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، ويقول: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32] فأنت في حاجة إلى ربك بل في ضرورة إلى ربك هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فسل ربك كل ما تحتاج إليه مع فعل الأسباب ومع الأخذ بالأسباب، سل ربك الزوجة الصالحة تتحرى تسأل عن الزوجة الصالحة حتى تخطبها، تسأل ربك الذرية الصالحة ومع ذلك تجتهد في أسباب التربية في التربية الصالحة توجيه الأولاد والعناية بهم وتأديبهم إذا قصروا إلى غير ذلك، تسأل ربك الرزق الحلال تجتهد في كسب الحلال البيع الشرعي والزراعة الشرعية إلى غير ذلك، يعني تسأل ربك وتأخذ بالأسباب التي شرعها ، وإذا صنع إليك معروف من بعض إخوانك تكافئه إما بالمال وإلا بالكلام الطيب. حديث أسامة: من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء، وحديث ابن عمر: من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه فإذا صنع إليك معروف أحسن إليك بمواساة عند الحاجة، قضى دينك، فرج كربتك، أرشدك إلى الطريق المطلوب، دافع عنك العدو، إلى غير هذا تشكره على ذلك، تكافؤه على ذلك بما تستطيع من العلم الطيب والكلام الطيب والفعل الطيب، وتدعو له: جزاك الله خيرًا، فرج الله كربتك، يسر الله أمرك، أحسن الله إليك، كل هذا من الثناء الحسن، كل هذا من المكافأة، ولهذا في الحديث: من صنع إليكم معروفا فكافئوه هذا يدل على الوجوب فإن لم تجدوا ما تكافئوه به فادعوا له حتى تروا يعني حتى تعلموا وروي حتى تروا يعني حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه هكذا المؤمن يكافئ ما يكون، كريم متى صنع إليه معروف كافأ بالمال، إن كان المعروف المال بالثناء الحسن، والدعاء إن كان المعروف شيئا آخر، ومن الدعاء: جزاك الله خيرًا، أحسن الله إليك، فرج الله كربتك، شكر الله سعيك، غفر الله لك، من الدعاء الطيب هكذا المؤمن.
ويقول النبي ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء الدعاء في حال السجود من أسباب الإجابة، وفي الحديث الآخر أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن يعني حري أن يستجاب لكم فيستحب الإكثار من الدعاء في السجود ولاسيما مهمات الدعاء، يسأل ربه خيري الدنيا والآخرة، وكذلك حديث جابر يقول ﷺ: لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم لئلا تصادفكم من الله ساعة يجيب فيها السائلين فالإنسان يحذر شر لسانه فلا يدعو على نفسه، يقول: اللهم أهلكني، اللهم افعل بي، عند الغضب يقع من الإنسان أشياء كثيرة فليحذر ويتقي الله ولا يدعُ على نفسه إلا بخير، أو أولاده أو زوجته أو أمواله سياراته غنمه غير ذلك لا يدعو إلا بخير، يجاهد يحفظ لسانه، إذا تعود الدعاء فليجعله خيرا اللهم بارك لي في أهلي، اللهم أصلح ذريتي، اللهم بارك لي في مالي، اللهم اكفني شره، لا يدع عليه، هكذا الآداب الشرعية.

الأسئلة:
وفق الله الجميع.
س: إذا كان فاعل المعروف كافرا؟
الشيخ: ولو كافر، تدعو له بالهداية، إن كان مالا تعطيه مكافأة مثل ما أعطاك، تكافؤه إن دلك على الطريق أو أرشدك إلى شيء ينفعك، تقول: جزاه الله خيرا، هداه الله، نسأل الله له الهداية.
س: هداك الله؟
الشيخ: هداه الله، أسأل الله لك الهداية، أو جزاه الله خيرا، الخير يكون من خير الدنيا ومن خير الآخرة.
س: ...؟
الشيخ: إذا كان مالي يكافئه بالمال، كان النبي ﷺ يقبل الهدية ويكافئ عليها.
س: الذي يدعو على نفسه دائما ويخشى أولاده أن الله يستجيب دعاءه؟
الشيخ: ينصحونه يقولون: اللهم لا تؤاخذ آباءنا، اللهم لا تستجيب دعاءه فيما يضرنا وما أشبه ذلك، اللهم احفظه من كل سوء، اللهم سدد دعوته، اللهم سدد لسانه، يدعون له وينصحونه والحمد لله، النصيحة تقبل حتى من الولد ومن البعيد.
س: اللي يقولون: ... جزاك الله خيرًا هل يعتبر من الاستهزاء؟
الشيخ: لا، ما هو باستهزاء، هذا ما فيه بأس، يعني جزاء ما هو بمالي.
س: ...؟
الشيخ: يقول أرشد النبي ﷺ إلى هذا أحسن ...
س: لأنهم دائما يقولونها؟
الشيخ: الرسول ﷺ أرشد إلى الدعاء بدل ...