494 من: (باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية)

باب تحريم سَبّ الأموات بغير حقِّ ومصلحةٍ شرعية
وهو التَّحْذِيرُ مِنَ الاقْتِدَاء بِهِ في بِدْعَتِهِ, وَفِسْقِهِ, وَنَحْوِ ذَلِكَ, وَفِيهِ الآيةُ والأحاديثُ السَّابِقَةُ في البَابِ قَبْلَهُ.
1/1564- وعن عائِشةَ رَضِيَ اللَّه عنها قالتْ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فَإنَّهُمْ قَدْ أفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّموا رواه البخاري.
باب النهي عن الإيذاء
قَالَ الله تَعَالَى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58].
1/1565- وعنْ عبدِاللَّه بنِ عَمرو بن العاص رضي اللَّه عنْهُمَا قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:  المُسْلِمُ منْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويدِهِ، والمُهَاجِرُ منْ هَجَر مَا نَهَى اللَّه عنْهُ متفقٌ عليه.
2/1566- وعنهُ قالَ: قال رسولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أحبَّ أنْ يُزَحْزحَ عَنِ النَّارِ، ويَدْخَل الجنَّةَ، فلتَأتِهِ منِيَّتُهُ وهُوَ يُؤمِنُ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَي إليْهِ رواه مسلم.
وهُو بعْضُ حَديثٍ طويلٍ سبقَ في بابِ طاعةِ وُلاةِ الأمُورِ.
الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث الأول في تحريم سب الأموات إلا من حاجة ومصلحة، والثاني والثالث في تحريم إيذاء المؤمنين بسب أو غيره، يقول ﷺ: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا فلا يجوز سب الأموات بعيبهم وغيبتهم أو لعنهم، قد أفضوا إلى ما قدموا من خير وشر لكن إذا كان الرجل ممن يخشى شره وأن يقتدى به في بدعته فلا مانع أن يسب، يعني يذكر ما عنده من الباطل حتى يحذر، والمقصود هو تحريم شره وبدعته، وهو قد أفضى ما قدم، لكن إذا كان يخشى اتباعه فيما علم من بدعته وشره يحذر منه، والتحذير منه وبيان عيوبه هذا سب لكن للحاجة والمصلحة كما نبين شر فرعون ومن تابعه، وشر كفار قريش ومن جرى مجراهم، وشر من بعدهم وشر من قبلهم من قوم نوح وهود وصالح وغيرهم تبين شرورهم للتحذير منها والترغيب في تركها، وإيذاء المسلمين أمر لا يجوز لا أحياءهم ولا أمواتهم لأن الله يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58] والرسول ﷺ يقول: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه والله يقول جل وعلا: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]، وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36]، ويقول ﷺ: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده يعني المسلم الكامل من سلم المسلمون من لسانه ويده، من غيبته ونميمته وسبه ونحو ذلك، ويده من العدوان والظلم، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه يعني المهاجر الكامل من هجر ما نهى الله عنه من المعاصي، هذا مهاجر كامل هجر الشرك وهجر المعاصي، ومنهم المنتقل من بلد إلى بلد لحفظ دينه من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، أو من بلد ظهور المعاصي إلى بلد أحسن منها، هذا أيضا يسمى مهاجرا، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.
كذلك حديث عبدالله بن عمرو يقول النبي ﷺ: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه هذا حديث طويل أوله يقول ﷺ: ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تجيء الفتنة فيقول هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه يعني يعامل الناس بالخير وليستقم على الإيمان والطاعة لله جل وعلا وليعامل الناس كما يحب أن يعامل، يعاملهم باللطف والسلام والكف عن الأذى كما يحب أن يعامل، وفق الله الجميع.
س: بعض الناس إذا صار مثلا يعير الميت؟
الشيخ: ما يجوز، غيبة الميت أشد من غيبة الحي إذا كان الشيء مستورا، وأما الشيء الظاهر الذي يقصد التحذير منه لأن الناس قد يقتدون به يبين أن هذا لا يجوز ولا يجوز الاقتداء بفلان في بدعته أو في معصيته الظاهرة.
س: يكون داعية إلى الشر؟
الشيخ: نعم الشيء الذي يخشى أن يتبع في الشر شر ظاهر.
س: إذا كان شره قاصر على نفسه؟
الشيخ: أما إذا كان شره خفي ما هو ظاهر لا، لا يبحث فيه.
س: بعض الناس إذا قلت له لا تعيره قال ما يعرفونه الناس إلا بمعايرته؟
الشيخ: هذا إذا كان يعرف بها ما يضر مثل ما يقال الأعمش والأعرج مثل التابعين الأعمش والأعرج كلهم من التابعين ومن ثقاة الرواة عرفوا بهذا، كذلك الأعور عرف بهذا، ما تصير غيبة ما دام لقب له يعرف بها ما تصير غيبة.
س: بعض الناس من المعاصرين توفوا من قريب ولهم بدع عظيمة والناس تعظمهم ويوزعون كتبهم؟
الشيخ: يحذر منهم أنهم أهل بدع كما حذر الله من قوم هود وقوم صالح وقوم نوح وقوم شعيب وقوم لوط لخبثهم.
س: مفهوم الحديث الأخير أنه أيضا يكره للناس ما يكره لنفسه؟
الشيخ: نعم ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، لكن بعض الناس قد يكره أشياء ما ينبغي أن تكره، لكن من الشر ما يخالف، بعض الناس عنده نقص في دينه قد يكره التوحيد قد يكره الإيمان قد يكره المقصود يكره الشر إذا كره الشر يكرهه للناس كما يكرهه لنفسه، المؤمن يكره المعاصي كلها ويكرهها لإخوانه.
س: إذا رأى الرجل النبي ﷺ في المنام فأوصاه بشيء يعمل بهذه الوصية؟
الشيخ: إذا كانت طيبة إذا كانت ما تخالف الشرع طيب، أما إذا كانت تخالف الشرع فيعلم أنه ما هو بالرسول ما هي برؤيا صحيحة، إذا رآه في النوم يوصيه بوالديه، يوصيه بالمحافظة على الصلاة، يوصيه بالزكاة، يوصيه بالجهاد، كل هذه طيبة هذه علامة الخير.
س: إذا رآه بصفاته ﷺ ثم استفتاه في سؤال فأجابه؟
الشيخ: يعرض على الكتاب والسنة لأن الشرع كامل انتهى في حياته صلى الله عليه وسلم.
س: مثل بعض أئمة الحديث يسألون الرسول ﷺ عن الحديث؟
الشيخ: نعم، المقصود إذا رأى في النوم ما يخالف الشرع ما يعمل به، وإن كان يوافق الشرع ما يخالف، الشرع قد كمل في حياته ﷺ.