باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12].
1/1573- وعنْ أَبي هُرَيرةَ أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَدِيثِ متفقٌ عَلَيْهِ.
باب تحريم احتقار المسلمين
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11]، وقال تَعَالَى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة:1].
1/1574- وعنْ أبي هُرَيرة أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ بِحَسْبِ امْرِيءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ رواه مسلم، وقد سبق قرِيبًا بطوله.
2/1575- وعَن ابْنِ مسعُودٍ ، عن النَّبيّ ﷺ قالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ منْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسنًا، ونَعْلُهُ حَسَنَةً، فَقَالَ: إنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَال، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ رواه مسلم.
3/1576- وعن جُنْدُبِ بن عبدِاللَّه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: قالَ رَجُلٌ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّه لفُلانٍ، فَقَالَ اللَّه : مَنْ ذا الَّذِي يَتَأَلَّى عليَّ أنْ لا أغفِرَ لفُلانٍ إنِّي قَد غَفَرْتُ لَهُ، وَأَحْبَطْتُ عمَلَكَ رواه مسلم.
الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12].
1/1573- وعنْ أَبي هُرَيرةَ أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَدِيثِ متفقٌ عَلَيْهِ.
باب تحريم احتقار المسلمين
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11]، وقال تَعَالَى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة:1].
1/1574- وعنْ أبي هُرَيرة أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ بِحَسْبِ امْرِيءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ رواه مسلم، وقد سبق قرِيبًا بطوله.
2/1575- وعَن ابْنِ مسعُودٍ ، عن النَّبيّ ﷺ قالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ منْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسنًا، ونَعْلُهُ حَسَنَةً، فَقَالَ: إنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَال، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ رواه مسلم.
3/1576- وعن جُنْدُبِ بن عبدِاللَّه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: قالَ رَجُلٌ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّه لفُلانٍ، فَقَالَ اللَّه : مَنْ ذا الَّذِي يَتَأَلَّى عليَّ أنْ لا أغفِرَ لفُلانٍ إنِّي قَد غَفَرْتُ لَهُ، وَأَحْبَطْتُ عمَلَكَ رواه مسلم.
أما بعد: فهذه الآية الكريمة مع الأحاديث تدل على تحريم سوء الظن بالمسلمين والسخرية واللمز والهمز والاحتقار، كما يحرم التجسس والغيبة والنميمة والكذب والظلم، هكذا يحرم احتقار المسلم لأخيه وسوء الظن به لمزه وهمزه، نبزه باللقب إلى غير هذا مما يسبب الشحناء والعداوة والبغضاء بين المسلمين، فالواجب على المؤمن حسن الظن بأخيه إلا إذا تبين منه خلاف ذلك، فالله جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ [الحجرات:12] ما قال كل الظن، قال كثيرا من الظن لأن بعض الظن قد يصيب، قد يكون له علامات، شهود يشهدون عليه بالشيء، أو مواقف التهم التي يقفها ويجالس أهلها توجب سوء الظن به، لكن ما دام مبتعدا عن مجالس السوء بعيدا عن مواقف التهم فلا يجوز سوء الظن به، بل يجب حسن الظن به، يقول ﷺ: إياكم والظن يعني الذي ليس عليه دليل إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث أما الظن الذي عليه دليل من بينة فهذا يعتبر، ولهذا قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ [الحجرات:12] الشاهد إذا شهد بالحق مع اليمين غلب على الظن صدقه، وهكذا الشاهدان قد يفيدان اليقين وقد يفيدان الظن، وهكذا وجود التهم والعلامات والله جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ [الحجرات:11] السخرية أصلها الاحتقار يحتقره يسخر منه وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [الحجرات:11] اللمز العيب لأنه يسبب الشحناء، وهكذا التنابز بالألقاب: يا حمار، يا كلب، يا عفريت، يا خبيث، هذه الألقاب تسبب الشر، كونه ينبزه بلقب يكرهه ويؤذيه هذا يسبب البغضاء والعداوة، ولكن تكلمه بالأسماء التي يحبها والألقاب التي يحبها ولا تلمزه ولا تسخر بها، كلها تفيد الشحناء والعداوة، ولكن المسلم يرفق بأخيه ويحسن به الظن ويخاطبه بالألقاب والأسماء التي يحبها جمعا للقلوب ودفعا للشحناء والعداوة، ومن عادات الكفرة اتباع الظن والهوى، فالمسلم يحذر ذلك، يحذر ظنه وهواه، قال تعالى في الكفرة إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ [النجم:23] هذه مستنداتهم اتباع الظن والهوى، فالواجب الحذر من مشابهة الكفار في ذلك، قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص:26] إذا كان له هوى أساء الظن بأخيه وتكلم فيه بغير حق، والرسول ﷺ يقول: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
وقال رجل يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلة حسنة أفذلك من الكبر؟ فقال ﷺ: الكبر بطر الحق وغمط الناس هذا الكبر بطر الحق يعني رده، يعني دفع الحق إذا خالف هواه، وغمط الناس يعني احتقار الناس، هذا الكبر، أما كون الإنسان يلبس ثوبا حسنا أو نعلا حسنا أو بشتا حسنا ليس هذا من الكبر إن الله جميل يحب الجمال، ويقول ﷺ: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر هذا وعيد يفيد الحذر من الكبر وهو غمط الناس واحتقار الناس، يرى نفسه فوقهم، هكذا همزهم ولمزهم وعيبهم، والله يقول: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة:1]، ويقول جل وعلا: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ[القلم:10-11] فالمسلم لا يكون عيابا للناس همازا لمازا ساخرا من الناس، أو يسيء الظن بهم على غير دليل، كل هذا مما يسبب الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس، فالواجب الحذر، وكذلك لا يعجب بعمله يحتقر الناس ويرى أن عمله فوقهم، قال رجل لشخص: والله لا يغفر الله لك في بعض الروايات أنه كان ينصحه فلم ينتصح فغضب عليه وقال: والله لا يغفر الله لك فغضب الله عليه وقال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك هذا أعجب بعمله وظن أنه يئس من هذا الرجل فقال هذا الكلام، لا يجوز ولو وجدته على المعصية تدعو له ولا تقول: والله لا يغفر الله لك، عندك من الله كتاب؟ عندك من الله أمر؟ قد يتوب ويغفر الله له، فلا يجوز التعدي والجرأة على الله، والله لا يغفر الله لك، والله لا تدخل الجنة هذا غلط، ولكن يقول: اتق الله، راقب الله، اعمل كذا، دع كذا، يا أخي اتق الله، هذا يجوز، هذا لا يجوز، هذا واجب، هذا محرم، ينصح، أما أنه يتألى على الله يقسم على الله ويتحجر على الله أنه ما يغفر لفلان أو لا يدخله الجنة هذا لا يجوز، فإن الأمر بيد الله، قد يهديه الله ويتوب الله عليه ويدخل الجنة ويغفر له، وفق الله الجميع.
س: كيف الجمع بين حديث: إن الله جميل يحب الجمال والحديث الآخر: البذاذة من الإيمان؟
الشيخ: إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان بنية غمط الناس واحتقار النفس حتى لا يتكبر لا بأس يفعله بعض الأحيان.
س: قول: يا خبيث للفاسق؟
الشيخ: لا يخاطبه بهذا، يقول: اتق الله يا عبد الله، يا فلان اتق الله لأن كلمة يا خبيث تسبب الشحناء، تسبب عدم قبول الفائدة.
س: إثبات اسم الجميل لله ؟
الشيخ: ثابت في الحديث الصحيح: إن الله جميل يحب الجمال، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله.
س: قوله: إلا غفرت له وأحبطت عملك؟
الشيخ: هذا من باب الوعيد لما أعجب بعمله جاء الوعيد في حقه.
س: هل يكون فيه غفران بلا توبة؟
الشيخ: قد يغفر الله بلا توبة، قال تعالى: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] قد يغفر الله له فضلا منه أو لأعمال صالحة فعلها أو لمعروف بذله أو لتفريج كربة لمسلم أو لصدقة فعلها أو لأسباب أخرى.
س: قول بعض السلف: ما أظن أن الله يغفر للمأمون إدخاله كتب اليونان؟
الشيخ: كل هذا ما يجوز ...
س: شخص فاتته صلاة المغرب وقد جمعوا وقت المطر المغرب والعشاء؟
الشيخ: يصلي المغرب ثم يصلي العشاء.
س: ما يبحث عن جماعة؟
الشيخ: ما هو بلزوم.