498 من: (باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم)

باب النهي عن إظهار الشماتة بِالمُسْلِم
قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، وقال تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [النور:19].
1/1577- وعنْ وَاثِلةَ بنِ الأسْقَعِ قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَة لأَخِيكَ فَيرْحمْهُ اللَّهُ وَيبتَلِيكَ رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ.
وفي الباب حديثُ أَبي هريرةَ السابقُ في باب التَّجَسُّسِ: كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حرَامٌ الحديث.
 باب تحريم الطَّعْن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع
قَالَ الله تَعَالَى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58].
1/1578- وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: اثْنَتَان في النَّاسِ هُمَا بِهِم كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ، والنِّيَاحةُ عَلَى المَّيت رواه مسلم.
الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الآيات والأحاديث فيها بيان التحذير من الشماتة بالإخوان، وأن ذلك خطر عظيم قد يفضي إلى أن يبتلى الشامت بما وصف به غيره، والمؤمن أخو المؤمن يسره ما يسره ويحزنه ما يحزنه، فلا يليق به أن يشمت بأخيه يعني يظهر الفرح بعيبه ونقصه، والشماتة بالإخوان يعني إظهار عيوبهم ونقصهم فرحا بذلك وتلذذا بذلك .. انتقام أو تبجح، فالحاصل أنه لا ينبغي على أي قصد إظهار الشماتة بأخيك، بل يسأل الله له العافية سواء كانت شماتة بنقص في دينه أو عيب في خلقه من عور أو عمى أو غير ذلك أو نقص في دينه من الفسق والمعاصي، بل ينصحه يظهر الشماتة به، ومن هذا الباب تحريم الغيبة والنميمة والسخرية واللمز كلها من هذا الباب، والله يقول جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10] فالأخ يفرح لأخيه بالخير ولا يشمت به الأعداء ولا يظهر عيوبه، ويقول جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ [النور:19] وفي الحديث: لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك، وفي اللفظ الآخر: فيعافيه الله ويبتليك ولكن يدعو له بالعافية، يدعو له بالستر إن كان مرضا، يدعو له بالعافية إن كان نقصا في دينه، يدعو له بالتوفيق والهداية، وهكذا، ولا يشمت به الأعداء، وهكذا الطعن في الأنساب تنقص أنساب الناس عيبهم يضرهم ويؤذيهم ويسبب البغضاء والعداوة كونه يقول أنهم كذا وأنهم كذا، يحط من نسبهم هذا لا كرامة إلا بالتقوى، كونه يقول أهل فلان قصابين نجارين حدادين كذا يلتمس العيوب هذا غلط، الواجب الكف عن هذا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتقَاكُمْ [الحجرات:13]، يقول جل وعلا: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58] والطعن في الأنساب إيذاء للمؤمنين إيذاء لهم فلا يجوز تعاطيه، وهكذا الحديث الصحيح: اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت سماها من خصال الكفر، أما إذا كان من باب البيان من باب آل فلان من قحطان من كذا من باب البيان لا من باب التنقص والعيب لكن يبين قبائلهم وجهاتهم وأنسابهم على سبيل البيان حتى يعلموا ويعرفوا هذا لا بأس به، لكن على سبيل الطعن والتنقص هذا هو الممنوع، ومن هذا الباب قوله ﷺ: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت كل هذه من أعمال الجاهلية فالواجب الحذر منها، وفق الله الجميع.
س: صحة حديث واثلة؟
الشيخ: لا بأس به ذكر في الحاشية أن رجاله ثقات.
الطالب: في الحاشية يقول فإن في عنعنته مكحول، المشكاة يقول: في تحسين الحديث نظر.
الشيخ: لا، في حاشية أخرى قد يحتاج لمراجعة السنن لكن المعنى صحيح.
الطالب: في تخريج عليه.
الشيخ: عندك تخريج؟ هاته، هو لو ما صح الحديث ما يجوز. حتى لو ما في حديث لأنه داخل في قوله: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا [النور: 19] وداخل في إيذاء المؤمن.
الطالب: قال ضعيف أخرجه الترمذي من طريق حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع به، قال الترمذي حديث حسن غريب، ومكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وأبي هند الداري، ويقال: لم يسمع من أحد من أصحاب النبي ﷺ إلا من هؤلاء الثلاثة، ومكحول الشامي يكنى أبا عبدالله وكنى عبدا فأعتق، ومكحول الأزدي سمع من عبدالله بن عمرو، ويروى عنه عمارة بن زاذان. قلت: إسنادهم ضعيف، وفيه مكحول الشامي وهو على ثقته مدلس وقد عنعنه، وفي سماعه من واثلة اختلاف، والراجح عندي ما قاله أبو حاتم في المراسيل: دخل على واثلة ولم يسمع منه لأنه يجمع طرفي الاختلاف والله أعلم، وأورد له بعض أهل العلم كما في أجوبة الحافظ عن حديث المصابيح شاهدا من حديث معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله قال أحمد: من ذنب قد تاب منه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل، وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل، وروي عن خالد بن معدان أنه أدرك سبعين من أصحاب النبي ﷺ. قلت: أخرجه الترمذي والخطيبي في تاريخه من طريق محمد بن الحسن ... الهمذاني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه به، وهذا الإسناد أنى له الحسن! فإن مع كونه منقطع ففيه محمد بن الحسن كذبه ابن معين وأبو داود كما في ميزان الاعتدال، ثم ساق الذهبي له هذا الحديث، ولهذا أورده الصاغاني في الموضوعات، ومن قبله ابن الجوزي في الموضوعات، قال: لا يصح، محمد بن الحسن كذاب، وتعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة في قوله: أخرجه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب وله شاهد. قلت: ثم ذكر الشاهد من طريق الحسن، قال: كانوا يقولون من رمى أخاه بذنب تاب إلى الله منه لم يمت حتى يبتليه الله به وهذا الحديث مع كونه ليس مرفوعا فإن في إسناده صالح بن بشير المري وهو ضعيف فلا يصلح شاهدا لضعفه وعدم رفعه، وبالجملة فالحديث ضعيف، ومن حسن الحديث بشواهده خفيت عليه العلة الحقيقية لحديث معاذ وهي وجود محمد بن الحسن وهو كذاب فلا يفرح به ولا كرامة، وفوق كل ذي علم عليم.
الشيخ: من صاحب الحاشية؟
الطالب: الشيخ سليم الهلالي.
الشيخ: المقصود حتى لو ما صح الحديث لا يجوز هذا لأنه إيذاء للمؤمن أشد من الغيبة، نسأل الله العافية ما يجوز.
س: الحديث ما هو معناه قوي؟
الشيخ: معناه صحيح، وحديث واثلة وشواهده قد تقوى على الحسن، لكن حتى لو ما صح فيه حديث هو داخل في إيذاء المؤمن.
س: التنقص لو كان مازحا؟
الشيخ: ولو مازحا، ما يصلح المزح بعيب أخيه.
س: هل يطلق على المعصية كفر؟
الشيخ: على حسب ما سماه الشارع هذا سماع.
س: ...؟
الشيخ: كفر دون كفر مثل الشرك الأصغر يعني.
س: إذا أتت منكرة ما تكون من ...؟
الشيخ: هذه قاعدة... فالغالب أن تكون من الكفر الأكبر.
س: دياركم دياركم تكتب آثاركم حتى في السيارة تكتب آثار الرجل؟
الشيخ: نعم وأيش المانع، الحديث رواه مسلم في الصحيح ومعناه عام.
س: ما فيه كلفة؟
الشيخ: ولو ما فيه كلفة ،الشاب اللي يمشي ما عليه كلفة.