أنا لا أُحب زيارة بعض الأقارب؛ لأنَّ بناتهم يُكثرن الاختلاط مع الرجال، ويُكثرن الحكي معهم، ويجلسون معهم، وأنا لا أُحب هذه التَّصرفات، ويقولون: إني مُعقدة! فهل أنا مُذنبة والحال ما ذكرتُ، أم أنني مُعقدة، أو أنني على صوابٍ؟ وجِّهوني ووجِّهوا أمثال هؤلاء جزاكم الله خيرًا.
الشيخ: الواجب على كل امرأةٍ أن تتَّقي الله، وأن تحذر ما حرَّم الله عليها من الاختلاط بالرجال على وجهٍ يُسبب الفتنة: من كشفٍ، أو تغنجٍ وخضوعٍ بالقول، أو غير هذا من أسباب الفتنة. أما الاختلاط الذي لا يضرّ مثل: دخولها السُّوق لشراء حاجةٍ، مثل: صلاتها مع الناس خلف الجماعة، هذا ما يُسمى: اختلاطًا، ولا حرجَ فيه مع التَّستر والبُعد عن الفتنة.
أما اختلاطٌ بحيث تجلس مع الرجل، أو تكشف بعض محاسنها ومفاتنها حتى يراها الرجال، أو تُغازل الرجال، أو تخضع بالقول للرجل، هذا كله من المحرَّمات؛ لأنَّ الله قال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب: 32] يعني: لا تغنج، لا تزينه وتكسر القول.
فالمقصود أنها تبتعد عن كلِّ ما يُسبب الفتنة عن الرجال، سواء كان الرجالُ بني عمٍّ، أو أزواج أخوات، أو إخوان زوج، أو خُدَّام، أو غير ذلك، يجب الحذر، وأنت مأجورة في الحذر من هذه الأشياء، والحرص على السَّلامة، أنت مأجورة إن شاء الله بذلك.
نسأل الله للجميع الهداية والتَّوفيق.