عاقبة الاستقامة للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

أيها المستمعون الكرام، يقول الله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ۝ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ۝ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت: 30- 32].

يُبين سبحانه أنَّ الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا على طاعته؛ تُبَشِّرهم الملائكة عند الموت بالجنة والكرامة والسَّعادة، ويا لها من نعمةٍ عظيمةٍ، وفضلٍ كبيرٍ.

ومعنى قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ يعني قالوا: إلهنا وخالقنا ورازقنا ومُدبر أمورنا هو الله وحده. ثم استقاموا على طاعة الله، يعني: قالوا وعملوا: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ يعني: عند الموت تُبشرهم بالرحمة والرِّضوان.

أما الكافر فعند الموت يُبَشَّر بالعذاب والنَّار وغضب الله، نعوذ بالله من ذلك.

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا تقول لهم: لا تخافوا، ولا تحزنوا. المعنى: لا تخافوا مما أمامكم، فأنتم على خيرٍ، وعلى هدى، وأنتم إلى الجنة والسَّعادة، وَلَا تَحْزَنُوا يعني: على ما خلفتم في الدنيا، فما عند الله خيرٌ وأبقى، ما عند الله للمؤمن من الجنَّات والكرامات. ثم قال بعده جلَّ وعلا: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ يعني تقول لهم الملائكة: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت: 30].