تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ..}

قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ فِي "الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ": حَدَّثَنَا هَاشِمُ بن مرثد.

مُداخلة: أحسن الله إليك في نسخة ..... ابن مزيد.

الشيخ: مزيد؟

الطالب: إيه نعم.

الشيخ: حطّ نسخة: يُراجع "المعجم الكبير" ..... أبي مالك الأشعري.

............

الشيخ: يُراجع الطبراني، يُراجع في "الميزان".

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا ثَلَاثَ خِلَالٍ: أَنْ يَكْثُرَ لَهُمُ الْمَالُ فَيَتَحَاسَدُوا فَيَقْتَتِلُوا، وَأَنْ يُفْتَحَ لَهُمُ الْكِتَابُ فَيَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ يَبْتَغِي تأويلَه: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ الْآيَةَ [آل عمران:7]، وَأَنْ يَزْدَادَ عِلْمُهُمْ فَيُضَيِّعُوهُ وَلَا يُبالون عنه.

الشيخ: كذا عندكم: يُبالون؟

الطالب: يُبالون.

الشيخ: حطّ عليه إشارة: يُراجع الطَّبراني.

غريبٌ جدًّا، وَقَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم.

مُداخلة: في نسخة: محمد بن أحمد بن إبراهيم.

الشيخ: حطّ عليه نسخة: محمد بن أحمد بن إبراهيم.

حدَّثنا أحمد بن عمرو: حدَّثنا هشام بن عمَّار: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.

الشيخ: هشام بن عمّار لا يروي عن ابن أبي حاتم، ابن أبي حاتم مُتأخّر، وأبو حاتم ما يروي عن عمرو بن شعيب، بينه وبينه مسافة، كذا عندكم؟

الطالب: نعم.

الشيخ: حدَّثنا أيش؟

وَقَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم: حدَّثنا أحمد بن عمرو: حدَّثنا هشام بن عمَّار: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ لِيُكَذِّبَ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا تشابَه فَآمِنُوا بِهِ.

الشيخ: حطّ على ابن أبي حاتم وأبيه إشارة.

س: .............؟

ج: الظاهر أنَّه لا بأس به عن ابن عباسٍ، من فقهه رحمه الله، من كلامه هو.

وَقَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَيَقُولُ الرَّاسِخُونَ آمَنَّا بِهِ.

وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَلَا يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ.

وَحَكَى ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: "إِنْ تَأْوِيلُهُ إلا عند الله، الرَّاسخون فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ". وَكَذَا عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ هَذَا الْقَوْلَ.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقِفُ عَلَى قَوْلِهِ: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وَتَبِعَهُمْ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَأَهْلِ الْأُصُولِ، وَقَالُوا: الْخِطَابُ بِمَا لَا يُفْهَمُ بَعِيدٌ.

الشيخ: وهذا الأمر فيه تفصيلٌ؛ فإنَّ التَّأويل إذا أُريد به المعنى: "الراسخون"، يقول: يعرفون تأويله، وتكون الوقفةُ على: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.

وإذا أُريد بالتَّأويل النِّهاية والعاقبة والحقيقة التي في الآخرة هذه تكون الوقفةُ على: إِلَّا اللهُ، وهذا هو المشهور عند العلماء؛ الوقفة على: إِلَّا اللهُ، والمراد بذلك: حقيقته في الخارج ونهايته، هذا إلى الله ، كما قال تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ [الأعراف:53] يعني: معناه في الآخرة تأويل الجنة والنَّار والحساب والجزاء كل هذا يعلمه الله ، وسوف يأتي.

فالتَّأويل تأويلان:

تأويل المعنى، وشرح المعنى، فهذا يعلمه الرَّاسخون في العلم بما أعطاهم الله من العلم من اللغة العربية وكلام الله وكلام رسوله ﷺ، فعلى هذه تكون الوقفة على: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، وما يعلمه إلا الله والرَّاسخون في العلم.

وإذا أُريد بمعنى التَّأويل الحقائق التي في الخارج من أمور الجنَّة والنَّار والحساب والجزاء وغير ذلك، فهذا إلى الله، وعليه الوقف: إِلَّا اللهُ كما هو المشهور عند القُرَّاء، يعني: حقائق الخارج والنِّهاية، فهذا إلى الله ، ثم يكون الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مبتدأ، يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ هو الخبر الجملة.

وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا مِنَ الرَّاسِخِينَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: عَنْ مُجَاهِدٍ: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ. وَكَذَا قَالَ الرَّبِيعُ بن أنس.

الشيخ: على هذا القول تكون جملة "يقولون" حال، و"الرَّاسخون في العلم" يعني: يعلمونه قائلين جملةً تكون بمعنى الحال، يعني: يعلمون تأويله قائلين: آمنا به، نعم، تصير الجملة حالية.

وعلى القول بأنَّ الوقف على إِلَّا اللهُ تكون الجملةُ خبر المبتدأ، و"الرَّاسخون" هو المبتدأ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ الَّذِي أَرَادَ مَا أَرَادَ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ: آمَنَّا بِهِ، ثُمَّ رَدُّوا تَأْوِيلَ المتشابهات عَلَى مَا عَرَفُوا مِنْ تَأْوِيلِ الْمُحْكَمَةِ الَّتِي لَا تَأْوِيلَ لِأَحَدٍ فِيهَا إِلَّا تَأْوِيلٌ وَاحِدٌ، فَاتَّسَقَ بِقَوْلِهِمُ الْكِتَابُ، وَصَدَّقَ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَنَفَذَتِ الْحُجَّةُ، وَظَهَرَ بِهِ الْعُذْرُ، وَزَاحَ بِهِ الْبَاطِلُ، وَدُفِعَ بِهِ الْكُفْرُ.

وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَعَا لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ.

وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ فَصَّلَ فِي هَذَا المقام وقال: التَّأْوِيلُ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ فِي الْقُرْآنِ مَعْنَيَانِ:

أحدهما: التَّأويل بمعنى حقيقة الشَّيء وما يؤول أمره إليه، ومنه قوله تعالى: وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ [يوسف:100]، وَقَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ [الأعراف:53] أَيْ: حَقِيقَةُ مَا أُخْبَرُوا بِهِ مِن أَمْرِ الْمَعَادِ.

مداخلة: بالنسبة للتَّأويل قال: ومنه قوله تعالى: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ [يوسف:100].

الشيخ: يكفي المأثور تورد بعض الآية .....

فَإِنْ أُرِيدَ بِالتَّأْوِيلِ هَذَا فَالْوَقْفُ عَلَى الْجَلَالَةِ؛ لِأَنَّ حَقَائِقَ الْأُمُورِ وَكُنْهَهَا لَا يَعْلَمُهُ عَلَى الْجَلِيَّةِ إِلَّا اللَّهُ ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مبتدأ، ويَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ خَبَرَهُ.

وَأَمَّا إِنْ أُرِيدَ بِالتَّأْوِيلِ المعنى الآخر، وهو التَّفسير والبيان والتَّعبير عن الشَّيء، كقوله: نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ [يوسف:36] أَيْ: بِتَفْسِيرِهِ، فَإِنْ أُرِيدَ بِهِ هَذَا الْمَعْنَى فَالْوَقْفُ عَلَى: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ؛ لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ وَيَفْهَمُونَ مَا خُوطِبُوا بِهِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، وَإِنْ لَمْ يُحِيطُوا عِلْمًا بِحَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ عَلَى كُنْهِ ما هي عليه، وعلى هذا يكون قَوْلُهُ: يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ حَالًا مِنْهُمْ، وَسَاغَ هذَا؛ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمَعْطُوفِ دُونَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، كَقَوْلِهِ: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ إلى قوله: يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا [الحشر:8- 10]، وقوله تَعَالَى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر:22] أَيْ: وَجَاءَتِ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفًا صُفُوفًا.

وَقَوْلُهُ إِخْبَارًا عنهم أنَّهم يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ أي: المتشابه، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا أَي: الْجَمِيعُ مِنَ الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ حَقٌّ وَصِدْقٌ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُصَدِّقُ الْآخَرَ وَيَشْهَدُ لَهُ؛ لِأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمُخْتَلِفٍ وَلَا مُتَضَادٍّ، كقَوْلِهِ: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا [النساء:82]؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [البقرة:269] أَيْ: إِنَّمَا يَفْهَمُ وَيَعْقِلُ وَيَتَدَبَّرُ الْمَعَانِيَ على وجهها أولوا الْعُقُولِ السَّلِيمَةِ وَالْفُهُومِ الْمُسْتَقِيمَةِ.

وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا فَيَّاضٌ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا عُبيدُاللَّهِ بْنُ يَزِيدَ.

مداخلة: عبدالله.

الشيخ: أيش بعده؟

حَدَّثَنَا عُبَيدُاللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَسًا، وَأَبَا أُمَامَةَ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ.

الشيخ: حطّ عليه نسخة: عبدالله، انظر "التقريب": عبدالله بن يزيد، عبدالله وعبيدالله بن يزيد.

س: معنى قوله هنا: فَاتَّسَقَ بِقَوْلِهِمُ الْكِتَابُ؟

ج: يعني انتظم ولم يكن فيه اختلافٌ، اتَّضح المعنى.

وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَسًا، وَأَبَا أُمَامَةَ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئل عن الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ.

مداخلة: في نسخة ..... قال: حدَّثنا أبو الدَّرداء أنَّ رسول الله ﷺ.

الشيخ: وكان قد أدرك؟

وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَسًا، وَأَبَا أُمَامَةَ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ.

الشيخ: فقط؟ وأيش عندك أنت؟

الطالب: وَأَبَا الدَّرْدَاءِ ، قال: حدَّثنا أبو الدَّرداء أنَّ رسول الله ﷺ.

الشيخ: حطّ نسخة: وقال أبو الدَّرداء.

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ عن الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ: مَنْ بَرَّتْ يَمِينُهُ، وَصَدَقَ لِسَانُهُ، وَاسْتَقَامَ قَلْبُهُ، وَمَنْ أَعَفَّ بَطْنَهُ وَفَرْجَهُ، فَذَلِكَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ.

الشيخ: إذا صحَّ فالمعنى: أنَّ هذه الخصال إنما تتوفر في أهل العلم، هذه الخصال: برّ اليمين، وصدق اللِّسان، واستقامة القلب على الهدى، وكفّ الفرج والبطن إنما تستقيم هذه على أهل العلم والإيمان والتَّقوى الذين أعطاهم الله بصيرةً حتى حماهم بها من هذه الأمور التي يقع فيها الآخرون. السَّند حدَّثنا؟

وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا فَيَّاضٌ الرَّقِّيُّ: حَدَّثَنَا عبيدُاللَّهِ بْنُ يَزِيدَ.

............

الطالب: عبيدالله اثنان فقط.

الشيخ: أيش؟

الطالب: يقول الأول: عبيدالله بن يزيد بن إبراهيم، الحرَّاني، القُرْداني -بضم القاف والدَّال، بينهما راء ساكنة- مجهول، من العاشرة، النَّسائي.

الشيخ: هذا مُتأخّر، القرداني أيش بعده؟

الطالب: عبيدالله بن يزيد الطَّائفي، مقبول، من الرابعة، النَّسائي.

الشيخ: هذا محتمل، محتمل. انظر: عبدالله بن يزيد.

الطالب: عبدالله بن يزيد بن ربيعة مضى في ابن ربيعة.

عبدالله بن يزيد بن ركانة مضى في ابن عليّ.

عبدالله بن يزيد بن زيد بن حصين، الأنصاري، الخطمي -بفتح المعجمة وسكون المهملة- صحابيّ صغير.

الشيخ: هذا معروفٌ، غيره.

الطالب: عبدالله بن يزيد بن الصّلت الشَّيباني، ضعيف، من العاشرة، تم (س).

عبدالله بن يزيد بن مقسم الثَّقفي، ابن ضبّة، البصريّ، أصله من الطائف، صدوق، من التاسعة (د).

عبدالله بن يزيد بن وديعة الأنصاري، مقبول، من الثالثة، أغفله المزي (س).

الشيخ: محتمل، هذا محتمل.

الطالب: عبدالله بن يزيد رضيع عائشة، بصري، وثَّقه العجلي، من الثالثة (م 4).

عبدالله بن يزيد النَّخعي الكوفي.

الشيخ: هذا يُراجع سند أبي الدَّرداء، وشيوخ فياض، انظر: فياض الرّقي.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.

مداخلة: في نسخة: حدَّثنا عبدُالرَّزاق: حدَّثنا معمر.

الشيخ: وقال أحمد أيش؟

حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.

الشيخ: كذا عندك؟

الطالب: قال الإمامُ أحمد: حدَّثنا عبدالرَّزاق: حدَّثنا معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شُعيب.

الشيخ: هذا الصّواب، صلّحه؛ لأنَّ معمر ما أدركه أحمد، شيخه عبدالرزاق يكون ساقطًا، صلّحوها على نسخة ..... حطّ: عبدالرزاق، حدَّثنا معمر.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حدَّثنا عبدالرزاق: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَوْمًا يَتَدَارَؤُونَ، فَقَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا؛ ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ كتابُ الله ليُصدّق بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ فَكِلُوهُ إِلَى عالمه.

وتقدم رِوَايَةُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بِهِ.

مداخلة: في نسخة .....، وقد تقدّم هذا الحديث من طريق هشام بن عمّار، عن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب. وهو الإشكال الذي مرَّ علينا قبل قليل: ابن أبي حازم؟

الشيخ: لا يمكن، عن أبي حازم أفضل، وقد تقدم أيش؟

وتقدم رِوَايَةُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بِهِ.

...........

وَقَالَ الحافظُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم: حدَّثنا أحمد بن عمرو: حدَّثنا هشام بن عمَّار: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن ابن العاص، عن رسول الله ﷺ قال: إنَّ القرآنَ لم ينزل ليُكذِّب بعضُه بعضًا، فما عرفتُم منه فاعملوا به، وما تشابَه فآمنوا به.

الشيخ: نعم، نعم، الله أعلم، أنَّه ابن أبي حازم، عن أبيه، ما هو بحاتم، تصحّفت عليه ..... بدل "حاتم" حطّها "حازم"، يعني: ابن أبي حازم، عن أبيه.

الطالب: في هذا السَّند ما ذكر: عن أبيه؟

الشيخ: هذا سقط: ابن أبي حازم قال، وقد تقدم أيش؟

وتقدّم رِوَايَةُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بِهِ.

الشيخ: .......

الطالب: بلى.

الشيخ: أيش قال؟

الطالب: عن ابن أبي حازم، عن أبيه.

الشيخ: صلّحها: عن ابن أبي حازم، عن أبيه. استقام الكلامُ، وذاك الذي تقدّم: "ابن أبي حاتم" غلط، حازم؛ لأنَّ هذا فسَّر ذاك.

وقد قال أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، وَالْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كفرٌ -قالها ثَلَاثًا- مَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فردُّوه إلى عالمه . وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَكِنْ فِيهِ عِلَّةٌ بِسَبَبِ قَوْلِ الرَّاوِي: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هريرة.