تفسير قوله تعالى: {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

هِيَ مَدَنِيَّةٌ؛ لِأَنَّ صَدْرَهَا إِلَى ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ آيَةً مِنْهَا نَزَلَتْ فِي وَفْدِ نَجْرَانَ، وَكَانَ قُدُومُهُمْ فِي سَنَةِ تِسْعٍ من الهجرة، كما سيأتي بيانُ ذلك عند تفسير آية المباهلة منها إن شاء الله تعالى، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا وَرَدَ فِي فَضْلِهَا مَعَ سورة البقرة أول البقرة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم ۝ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۝ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۝ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [آل عمران:1- 4].

قد ذَكَرْنَا الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِي أَنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] و الم ۝ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ عند تفسير آية الكرسي.

وقد تقدم الكلامُ على قوله: الم في أول سورة البقرة بما يُغني عن إعادته.

وتقدم الْكَلَامُ عَلَى قَوْلِهِ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ يَعْنِي: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحَقِّ، أَيْ: لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا رَيْبَ، بَلْ هُوَ مُنزَّلٌ من عند الله: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166].

وَقَوْلُهُ: مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ أَيْ: مِنَ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ قَبْلَهُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الْأَنْبِيَاءِ، فَهِيَ تُصَدِّقُهُ بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَبَشَّرَتْ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، وَهُوَ يُصَدِّقُهَا؛ لِأَنَّهُ طَابَقَ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَبَشَّرَتْ مِنَ الْوَعْدِ مِنَ اللَّهِ بِإِرْسَالِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَإِنْزَالِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ عَلَيْهِ.

وَقَوْلُهُ: وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ أي: على موسى بن عمران، وَالْإِنْجِيلَ أي: على عيسى ابن مريم عليهما السَّلام، مِنْ قَبْلُ أَيْ: مِنْ قَبْلِ هَذَا الْقُرْآنِ، هُدًى لِلنَّاسِ أَيْ: فِي زَمَانِهِمَا، وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ وَهُوَ الْفَارِقُ بَيْنَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْغَيِّ وَالرَّشَادِ بِمَا يَذْكُرُهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحُجَجِ وَالْبَيِّنَاتِ وَالدَّلَائِلِ الْوَاضِحَاتِ، وَالْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَاتِ.

الشيخ: الفرقان هذا عامّ: وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عامٌّ في جميع كتبه ، وعلى جميع رسله؛ لأنَّ الله أنزلهم بالفُرقان الذي يُفرّق بين الحقِّ والباطل: كالتّوراة والإنجيل والزَّبور، وجميع الكتب المنزلة من السَّماء، وهكذا خاتمها القرآن العظيم، كلها فيها الفرقان، يعني: التَّمييز بين الحقِّ والباطل، والهدى والضَّلال، والغيّ والرشاد، فمَن استقام عليها وفهمها عرف هذا الفرقان، وصار من أهله، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].

فمَن اتَّقى الله، واستقام على أمره، وتفقّه في دينه؛ أعطاه اللهُ الفرقان الذي يُميز به بين الحقِّ والباطل، والغيّ والرَّشاد.

فجديرٌ بأهل الإيمان وبأهل العلم أن يُعنوا بكتاب الله تدبُّرًا وتعقُّلًا، فهمًا وحفظًا؛ حتى يحصلوا على هذا الفرقان العظيم الذي به هدايتهم، وفيه إخراجهم من الظّلمات إلى النّور، وفيه تبصيرهم بما يُرضي الله ويُقرّب لديه من الحقِّ، وما يُغضبه من الباطل.

وهذا الكتاب العظيم أشرف كتابٍ، وأصدق كتابٍ، وهو المهيمن على ما قبله من الكتب، فينبغي لكل مؤمنٍ، ولكل طالب علمٍ، ولكل مَن أعطاه الله علمًا أن يُعنى بما دلَّ عليه الكتاب العظيم من القرآن، ففيه الهدى والنور، وفيه الدّلالة على كل خيرٍ، والتَّحذير من كل شرٍّ، ولكن بحسب إقبال العبد على هذا الكتاب العظيم، وتدبّره، والعناية بأسباب الفهم، والأخذ بأسباب الفهم، مع العناية بالتقوى والاستقامة، على حسب هذه الأمور يزداد علمًا بالفرقان، كلما زاد أخذه بوسائل العلم، وتأدّبه بالآداب الشَّرعية، وتقواه لله .

س: حفظ كتاب الله يلزم طالبَ العلم؟

ج: لا، ما هو بلازمٍ، مُستحبٌّ، حفظ الكتاب مُستحبّ، ذكر بعضُهم أنَّه فرض كفايةٍ، لكن على الأفراد لا، لكن يُستحبّ حفظه، أمَّا ما يلزمه منه فالفاتحة فقط، هي التي تلزم؛ لأنها هي ركن الصَّلاة، ويتأكّد حفظ ما تيسر معها؛ حتى يقرأ به مع الفاتحة.

س: ما المقصود .....؟

ج: عام، الفرقان كلّه: القرآن وغير القرآن من الكتب، كلها فرقان.

س: ما هو خاصًّا بالقرآن؟

ج: ما هو خاصًّا بالقرآن، لا، وهو يُسمّى: فرقانًا، لكن ما هو خاصًّا به، التوراة فيها فرقان، والإنجيل، والزبور، وكتب الأنبياء كلها فيها فرقان، يقول تبارك وتعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ [الفرقان:1] سمّى القرآن: فرقانًا.

وَيُبَيِّنُهُ وَيُوَضِّحُهُ وَيُفَسِّرُهُ وَيُقَرِّرُهُ وَيُرْشِدُ إِلَيْهِ وَيُنَبِّهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ.

وَقَالَ قَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: الْفُرْقَانُ هَاهُنَا الْقُرْآنُ.

وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهُ مَصْدَرٌ هَاهُنَا؛ لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ [آل عمران:3]، وَهُوَ الْقُرْآنُ.

الشيخ: هذا أظهر؛ لأنَّ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ هذا هو القرآن، وأما الفُرقان فهو عامّ، يعمّ القرآن وجميع الكتب، وما جاءت به السّنة أيضًا؛ لأنها فرقان، كل ما أنزله الله من إيضاح الحقِّ فهو فرقان، الفرقان وصفٌ أعمّ، يُطلق على القرآن، ويُطلق على التّوراة، ويُطلق على غيرهما من كتب الله، ويُطلق على العموم، كلّ ما جاءت به الأدلة هو يُسمّى: فرقانًا؛ ولهذا قال: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].

وَأَمَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم، عن أبي صالح: أنَّ المراد بالفرقان هاهنا التّوراة.

الشيخ: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ [الأنبياء:48].

وَأَمَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم، عن أبي صالح: أنَّ المراد بالفُرقان هاهنا التّوراة، فضعيفٌ أيضًا؛ لتقدّم ذكر التّوراة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أَيْ: جَحَدُوا بِهَا، وَأَنْكَرُوهَا، وَرَدُّوهَا بِالْبَاطِلِ، لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ أَيْ: مَنِيعُ الْجَنَابِ، عَظِيمُ السُّلْطَانِ، ذُو انْتِقَامٍ [آل عمران:4] أَيْ: مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ، وَخَالَفَ رسلَه الكرام، وأنبياءَه العِظام.

إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۝ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:5- 6].

يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ يَعْلَمُ غيبَ السَّماء والأرض، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ أَيْ: يخلقكم في الأرحام كما يشاء من ذكرٍ وأنثى، وحسنٍ وَقَبِيحٍ، وَشَقِيٍّ وَسَعِيدٍ.

لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَيْ: هُوَ الَّذِي خَلَقَ، وَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْإِلَهِيَّةِ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَهُ الْعِزَّةُ الَّتِي لَا تُرَامُ، وَالْحِكْمَةُ وَالْإِحْكَامُ.

وَهَذِهِ الْآيَةُ فِيهَا تَعْرِيضٌ، بَلْ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ، كَمَا خَلَقَ اللَّهُ سائرَ البشر؛ لأنَّ الله صَوَّرَهُ فِي الرَّحِمِ وَخَلَقَهُ كَمَا يَشَاءُ، فَكَيْفَ يَكُونُ إِلَهًا كَمَا زَعَمَتْهُ النَّصَارَى عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللَّهِ، وَقَدْ تَقَلَّبَ فِي الْأَحْشَاءِ، وَتَنَقَّلَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ؟! كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ [الزمر:6].

الشيخ: وهذا مما يُوضّح للنَّصارى بطلان ما هم عليه لمن عقل؛ لأنَّ الآيات التي ..... المتقدم في أول السّورة إلى ثلاثٍ وثمانين، كلها نزلت في شأن عيسى، فالذي يُصوّر في الأرحام وخرج ضعيفًا من غيره من بني آدم لا يكون إلهًا، ولا ربًّا، ولا معبودًا لو عقل النَّصارى، ولكنَّهم لا يعقلون، فهو سبحانه لا يخفى عليه شيء: لا في الأرض، ولا في السماء، عالم بكل شيءٍ، وهو القادر على كل شيءٍ، وهو ربّ كل شيءٍ، وهو المصوّر للعباد في الأرحام، فهو المستحقّ لأن يُعبد ويُعظّم.

ويتَّضح بذلك لكل ذي عقلٍ أنَّ غيره لا يصلحون للعبادة: لا من جنٍّ، ولا من إنسٍ، إذا كان الأنبياءُ وهم أفضل الخلق لا يصلحون للعبادة، فغيرهم من باب أولى؛ ولهذا قال جلَّ وعلا لما ذكر .....: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12]، وقال سبحانه: أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:231]، وهنا قال: إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ [آل عمران:5]، هذا يُوجب للمؤمن الاطمئنان والثَّبات، وأنَّ كلَّ ما أصابه فهو عن علمٍ من الله، ولم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه، فيحصل له بذلك الطّمأنينة، والثّقة بالله، والتّوكل عليه، وسؤاله من فضله ما ينفعه، وأن يدفع عنه ما يضرّه؛ ولهذا قال جلَّ وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22]، ثم قال: لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:23].

فإذا علم أنَّ الأمور مُقدّرة، سبق بها علمُ الله وكتابته؛ لم ييأس ويحزن على ما أصابه، ولم يفرح بما آتاه فرح المتكبّرين أو البطّارين، بل يفرح بفضل الله: أنَّ الله أنعم عليه، وأحسن إليه، فرح الشَّاكرين، فرح العباد ..... إليه، المعترفين بفضله وجوده وإحسانه، لا فرح البطّارين المتكبّرين، كما قال في حقِّ قارون: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] يعني: أصحاب البطر والتَّكبر، أمَّا الفرحين بفضله ورحمته وإحسانه فهم مأمورون بذلك: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].

والمقصود أنَّه سبحانه يحثّ عباده على التَّدبر لهذا الكتاب، وما فيه من العلم والهدى؛ حتى يعبدوه على بصيرةٍ، وحتى يطمئنّوا إليه، ويتوكّلوا عليه، وحتى يأخذوا بأسباب النَّجاة، ويبتعدوا عن أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة، فمَن أعرضَ أو غفل فاتته أسبابُ السَّعادة والرّبح، ووقع في أسباب الهلاك والدّمار والخيبة من حيث لا يشعر.

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ [آل عمران:7].