تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ..}

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران:26- 27].

يقول تبارك وتعالى: قُلْ يا محمد مُعظِّمًا لربك، وشاكرًا له، ومُفوِّضًا إليه، ومُتوكِّلًا عليه: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ أَيْ: أَنْتَ الْمُعْطِي، وَأَنْتَ الْمَانِعُ، وَأَنْتَ الَّذِي مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ تَنْبِيهٌ وَإِرْشَادٌ إِلَى شُكْرِ نِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ ﷺ وَهَذِهِ الْأُمَّةِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تعالى حَوَّلَ النُّبُوَّةَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى النَّبِيِّ العربي القرشي الأمّي المكي، خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَرَسُولِ اللَّهِ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ: الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، الَّذِي جَمَعَ اللَّهُ فِيهِ مَحَاسِنَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، وَخَصَّهُ بِخَصَائِصَ لَمْ يُعْطِهَا نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَا رَسُولًا مِنَ الرُّسُلِ فِي الْعِلْمِ بِاللَّهِ وَشَرِيعَتِهِ، وَإِطْلَاعِهِ على الغيوب الماضية والآتية.

الشيخ: يعني على بعض الغيوب، مراد المؤلف: على بعض الغيوب، ما هو معناه: على كل شيءٍ، يُطلعه على بعضٍ، العبارة فيها بعض التَّسامح، يقول: "إطلاعه" يُطلع نبيَّه ﷺ على بعض الغيوب: كأخبار مَن مضى من قوم نوح وهود وصالح، وقصة آدم، وغير ذلك.

وكشفه له عَنْ حَقَائِقِ الْآخِرَةِ، وَنَشْرِ أُمَّتِهِ فِي الْآفَاقِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، وَإِظْهَارِ دِينِهِ وَشَرْعِهِ عَلَى سَائِرِ الْأَدْيَانِ وَالشَّرَائِعِ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

الشيخ: المقصود من هذا ما هو أعمّ، الآية الكريمة مقصودها من ذلك ما هو أعمّ مما يتعلق بالنبيِّ محمدٍ ﷺ وبغيره؛ لأنَّه قال جلَّ وعلا: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ، وهذا يعمّ، يعني: فيما مضى، وفي المستقبل، هو المالك لكل شيءٍ، وهو القادر على كل شيءٍ: على نزع الملك ممن يشاء، وإعطائه مَن يشاء، وإعزاز مَن يشاء، وإذلال مَن يشاء، فيما مضى من الزمان، وفيما يأتي من الزمان.

ومن ذلك ما أعطاه نبيَّه ﷺ من العزّة من الملك ومن النّبوة، ورسالة عامّة، فإنَّه جلَّ وعلا جعله عبدًا رسولًا، ولكنه أعطاه من الملك والرِّياسة ما لم يُعْطِ غيره عليه الصلاة والسلام، فقد خيَّره الله أن يكون عبدًا رسولًا، أو ملكًا نبيًّا، فاختار أن يكون عبدًا رسولًا.

فالمقصود أنَّه عليه الصلاة والسلام أُعطي ما لم يُعطه الملوك من العلم بالله، ومن النَّصر لدينه، وتخصيصه بخصائص لم تكن لمن قبله، وصار له من الأجور العظيمة مثل ما لأمّته إلى يوم القيامة؛ لأنَّه الدَّال على الخير والمرشد إليه، ومَن دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله، فالله سبحانه هو المالك لكل شيءٍ، والقادر على كل شيءٍ، ومن ذلك ما أعطاه نبيَّه ﷺ، وما أعطاه غيره من الأنبياء والمرسلين والملوك وغيرهم.

المقصود من هذا كلّه صرف القلوب إلى الله، وأن تعتمد عليه، وأن تعلم أنَّه هو الذي بيده تصريف الأمور، وهو المانع، المعطي، الضَّار، النَّافع، المالك لكل شيءٍ، القادر على كل شيءٍ، حتى توجّه القلوب إليه سبحانه، وتعتمد عليه، وتُخلص له العبادة، وتبتعد عن عبادة ما سواه؛ لأنَّه ليس بيد غيره ضرٌّ، ولا نفعٌ، ولا عطاءٌ، ولا منعٌ، ولا ملكٌ، ولا غيره، ولا عزٌّ، ولا ذلٌّ، إلى غير ذلك.

ففي هذا تحقيقٌ لتوحيد الربوبية، وتوحيد العبادة، والأسماء والصِّفات، يعني: في هذه الآية الكريمة تحقيقٌ لأنواع التوحيد الثلاثة، وأنَّ الربَّ هو المالك لكل شيءٍ، وأنَّه ذو الأسماء الحسنى، والصِّفات العُلَى الكاملة، وأنه المستحقّ للعبادة، وأنه بيده تصريف الأمور.

ومن ذلك ما أعطاه نبيَّه عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك ما أطلعه عليه من بعض المغيبات، وما فتح اللهُ عليه من كنوز الأرض، وما أعطاه أُمَّته، وما خصَّه به من الرسالة العامَّة للجنِّ والإنس، وهناك غيوبٌ لم يُطلعه عليها، هناك غيوبٌ لا يعلمها سواه ، إنما يُطلع أنبياءَه ورسلَه على ما يشاء ؛ ولهذا يقول جلَّ وعلا: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، ويقول لنبيه ﷺ: قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [الأنعام:50]، هذا قاله لنبيِّه ﷺ، وهكذا قال لأول الرسل نوح: وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ [هود:31]، ومحمد قال له: قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ.

فأمور الغيب إليه سبحانه على الإطلاق، ثم يخصّ بعض أنبيائه ورسله بما يشاء من ذلك، ولنبيّه محمدٍ ﷺ أكمل ذلك.

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ الآية، أَيْ: أَنْتَ الْمُتَصَرِّفُ فِي خَلْقِكَ، الْفَعَّالُ لِمَا تريد، كما ردَّ تعالى على مَن يحكم عَلَيْهِ فِي أَمْرِهِ، حَيْثُ قَالَ: وَقالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف:31]، قال الله ردًّا عليهم: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ [الزخرف:32]، أي: نحن نتصرف فيما خَلَقْنَا كَمَا نُرِيدُ بِلَا مُمَانِعٍ، وَلَا مُدَافِعٍ، ولنا الحكمة البالغة، والحجّة التَّامة في ذلك.

وهكذا يُعطي النّبوة لمن يريد، كَمَا قَالَ تَعَالَى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:142]، وَقَالَ تَعَالَى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [الإسراء:21].

وقد روى الحافظُ ابن عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ مِنْ تَارِيخِهِ: عَنِ الْمَأْمُونِ الْخَلِيفَةِ أَنَّهُ رَأَى فِي قَصْرٍ بِبِلَادِ الرُّومِ مَكْتُوبًا بِالْحِمْيَرِيَّةِ، فَعُرِّبَ لَهُ، فإذا هو: بسم اللَّهِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا دَارَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ فِي الْفَلَكِ إِلَّا بِنَقْلِ النَّعِيمِ عَنْ مَلِكٍ قَدْ زَالَ سُلْطَانُهُ إِلَى مَلِكٍ، وَمُلْكُ ذِي الْعَرْشِ دَائِمٌ أَبَدًا، لَيْسَ بِفَانٍ، ولا بمُشتركٍ.

وقوله تعالى: تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ أي: تأخذ من طول هذا فَتَزِيدُهُ فِي قِصَرِ هَذَا، فَيَعْتَدِلَانِ، ثُمَّ تَأْخُذُ مِنْ هَذَا فِي هَذَا فَيَتَفَاوَتَانِ، ثُمَّ يَعْتَدِلَانِ، وَهَكَذَا فِي فُصُولِ السَّنَةِ: رَبِيعًا، وَصَيْفًا، وَخَرِيفًا، وشتاءً.

وقوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ أي: تُخرج الزرعَ من الحبِّ، والحبَّ من الزرع، وَالنَّخْلَةَ مِنَ النَّوَاةِ، وَالنَّوَاةَ مِنَ النَّخْلَةِ، وَالْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ، وَالْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَالدَّجَاجَةَ مِنَ الْبَيْضَةِ، وَالْبَيْضَةَ مِنَ الدَّجَاجَةِ، وَمَا جَرَى هَذَا الْمَجْرَى مِنْ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ.

الشيخ: مُراده –يعني- أنَّ الحيَّ من الميت، والميت من الحيِّ، يعمّ هذا وهذا، يعمّ الحياة النَّامية: من إخراج الزرع من الحبِّ، والحبّ من الزرع، والشّجر من التراب، وغير ذلك. والحياة ذات الروح: كإخراج الدَّجاجة من البيضة، والبيضة من الدّجاجة، ونحو ذلك، فهو سبحانه مخرج الحيّ من الميت، وهكذا الحياة المعنوية: إخراج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، هذا كافر وولده مؤمن، وهذه كافرة وولدها مؤمن، والعكس: مؤمن وولده كافر، ومؤمنة وولدها كافر، كل هذا بقضائه وتقديره وحكمته البالغة .

وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ أَيْ: تُعْطِي مَنْ شِئْتَ من المال ما لا يُعدّ وَلَا يُقْدَرُ عَلَى إِحْصَائِهِ، وَتَقْتُرُ عَلَى آخَرِينَ؛ لِمَا لَكَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ وَالْعَدْلِ.

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا العَلَائي.

مداخلة: عندنا: الغلابي. وذكر في مخطوطةٍ: العلاتي. وأنها مُصحّفة من "المعجم الصغير" للطَّبراني، "ميزان الاعتدال" والمشتبه.

الشيخ: حدثنا؟

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا العَلَائي.

الشيخ: وعندك: الغلابي؟

الطالب: إيه نعم.

الشيخ: ذكر شيئًا في الحاشية؟

الطالب: نعم، قال: يُنظر "المعجم الصغير" المجلد الثاني، صفحة (35)، و"ميزان الاعتدال" المجلد التاسع، (550)، والمشتبه صفحة (478).

الشيخ: معناه نقل منه، طيب، الغلابي طيب، وإلا كأنَّه مُصحّف، وأيش عندكم أنتم؟

الطلاب: العلائي.

الشيخ: الغلابي، نعم.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الغلابي: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حسن بْنِ فَرْقَدٍ.

مُداخلة: عندنا جعفر بن جسر.

الشيخ: وعندكم: جعفر بن؟

الطالب: ابن حسن.

الشيخ: ابن فرقد؟

الطالب: إيه نعم.

الشيخ: انظر لعله في "التقريب": جعفر، لعله من شيوخ شيوخ الطبراني: جعفر بن حسن، وأنتم عندكم: ابن جسر؟

الطالب: ابن جسر، وقال أيضًا: يُنظر "ميزان الاعتدال"، المجلد الأول، صفحة (398).

الشيخ: زين، معناه نقل منه، ابن جسر بدل حسن، الحروف مُتقاربة.

.........

حدَّثنا جعفر بن جسر بن فرقد: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عمر بْنِ مَالِكٍ.

الشيخ: عن عمرو أو عمر؟

الطالب: قال هنا: عن عمرو.

طالب آخر: عمر أحسن اللهُ إليك.

الشيخ: انظر "التقريب"، هذا من رجال "التقريب": عمر بن مالك النّكري، عندك: عمرو بالواو؟ أظنّه بالواو، انظر "التقريب".

الطالب: أحال هنا "للتَّقريب".

عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:26].

الشيخ: أعد السَّند.

الطالب: قال الطَّبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الغلابي: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ جسر بْنِ فَرْقَدٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عمرو بْنِ مَالِكٍ.

الشيخ: عمرو بن مالك؟

الطالب: ذكر عمرو بن مالك.

الشيخ: النّكري، اقرأه. عمرو أيش؟

الطالب: قال: عمر بن مالك الشَّرعبي، بفتح المعجمة، وسكون الراء، وفتح المهملة، بعدها مُوحّدة، المصري، لا بأس به، فقيهٌ، من السَّابعة، (م، د، س).

الشيخ: انظر: عمرو -بالواو- النّكري بعد هذا، هو الذي يروي عن أبي الجوزاء.

الطالب: عمرو بن مالك النّكري -بضم النون- أبو يحيى، أو أبو مالك، البصري، صدوق له أوهام، من السابعة، مات سنة تسعٍ وعشرين. (عخ 4).

الشيخ: غير هذا؟

الطالب: هناك ثلاثة:

الأول: عمرو بن مالك الرَّاسبي -بمُهملة ومُوحّدة- أبو عثمان، البصري، ضعيف، من العاشرة، مات بعد الأربعين.

وبعد النّكري: عمرو بن مالك الهمداني، أبو علي الجنبي -بفتح الجيم، وسكون النّون، بعدها مُوحّدة- مصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثلاثٍ ومئة.

عمرو بن مالك الشَّرعبي، صوابه: عمر، تقدم.

الشيخ: الذي عندكم: عمرو بن مالك بالواو، نعم.

لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [آل عمران:28].

نَهَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُوَالُوا الْكَافِرِينَ، وَأَنْ يَتَّخِذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ يُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ تَوَعَّدَ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ أي: ومَن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ مِنَ اللَّهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ [الممتحنة:1]، وَقَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا [النساء:144]، وَقَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51]، وقال تعالى بعد ذكر مُوالاة المؤمنين مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالْأَعْرَابِ: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال:73].

وقوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً أَيْ: إِلَّا مَنْ خَافَ فِي بَعْضِ الْبُلْدَانِ أَوِ الْأَوْقَاتِ مِنْ شَرِّهِمْ، فَلَهُ أَنْ يَتَّقِيَهُمْ بِظَاهِرِهِ، لَا بباطنه ونيّته، كما قال الْبُخَارِيُّ رحمه الله تعالى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَقُلُوبُنَا تَلْعَنُهُمْ".

الشيخ: كشر يكشر، يعني: أظهر التَّبسُّم، ومن هذا قوله ﷺ: بئس أخو العشيرة، ثم سألته عائشةُ عن ذلك فقال: إنَّ شرَّ الناس مَن تركه الناسُ اتِّقاء شرِّه.

فالواجب محبّة المؤمنين، وبُغض الكافرين في نفس الأمر، واتِّخاذ الكافرين أعداء، والمؤمنين أولياء، كما قال جلَّ وعلا في كتابه العظيم: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].

فالواجب محبّة المؤمنين وتوليهم، وبُغض الكافرين وعدم تولّيهم، لكن لا مانعَ من المجاملة إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك: في التَّبسم، أو السؤال عن الأحوال، أو إكرام الضَّيف إذا نزل ضيفًا، أو في المعاملات التي تقع بين الناس في المعاهدات للحاجة إلى ذلك، من دون محبّة القلب.

أمَّا وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ معناه: ينصرهم، مَن نصرهم على المسلمين صار ردّةً، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إذا نصرهم على المسلمين، وأعانهم على المسلمين؛ صار ضدّ المسلمين، صارت ردةً، من نواقض الإسلام، كما في النَّواقض التي ذكرها العلماءُ، مُظاهرة المشركين على المسلمين ومُعاونتهم عليهم هذا من نواقض الإسلام.

س: مجرد المحبّة بدون مُظاهرة؟

ج: هذه تكون مُوالاةً، معصية.

س: .............؟

ج: يعني: ضعف في الإيمان، مثل الآية الكريمة: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ [المجادلة:22].

س: هل يجوز أن يُقال لنصراني مات: رحمه الله؟

ج: لا، ما يجوز، ما يُدعا للكافر، يقول الله جلَّ وعلا: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى [التوبة:113]، ولما قال: لأستغفرنَّ لك ما لم أُنْهَ عنك لعمِّه أبي طالب؛ أنزل اللهُ الآية في النَّهي عن ذلك، ولما أراد أن يستغفر لأمِّه -وهي ماتت في الجاهلية- نهاه الله أن يستغفر لأمِّه، فلا يُدعا لكافرٍ بالمغفرة، ولا بالرحمة، لكن في الحياة يقول: اللهم اهدِه، اللهم ردَّه إلى الإسلام، اللهم اشرح قلبَه للإسلام. مثلما قال النبيُّ ﷺ: اللهم اهدِ دوسًا وائْتِ بهم في حياته لا بأس.

س: محبّة الكافر؟

ج: محبّته قسمان: إن كانت محبّته لقرابةٍ أو للمال، أو إن كان أعطاه وأحسن إليه، وإلا فهو يبغضه في الله ..... هذا ما يضرّه، لكن لا ينبغي أن يحبّه بوجهٍ من الوجوه.

أمَّا إذا أحبَّه لدينه: يرضى دينه، ويُحبّ دينه؛ فهذا كفرٌ وردّةٌ عن الإسلام، ولو ما ناصره، إذا أحبَّ دينَ النَّصرانية ودين اليهودية هذا كفرٌ مُستقلٌّ، حتى ولو ما عرفه، ولو ما ناصره، ولو ما أكرمه، ولو ما اتَّصل به، ما يُحبّ دين النّصرانية إلا وهو كافر، أو اليهودية، أو الوثنيّة، أو الإلحاد والشّيوعية، إذا أحبَّ هذا أو رضيه، أو أقرَّه، أو رأى أنَّه حقٌّ كفى بكفره، نسأل الله العافية.

س: لا بدَّ من التَّفصيل في المحبّة؟

ج: ما في شكّ، غير التَّولي، زيادة تولي النّصر لهم، ومُعاونتهم على المسلمين، هذا أزيد، هذا أكفر، أشدّ.

س: مُشاركتهم في التَّهنئة في الأعياد؟

ج: هذا فيه خلافٌ، فيه أقوال ثلاثة للعلماء:

القول الأول: يجوز، من غير محبّة التَّهنئة بأعيادهم، ولا يكون هذا من الموالاة.

الثاني: لا يجوز مطلقًا؛ لأنَّه نوعٌ من الموالاة، ونوعٌ من إظهار المحبَّة.

الثالث: التَّفصيل، روايات عن أحمد ثلاث رحمه الله: إن كانت فيها مصلحة -في تهنئتهم مصلحة- ودفع لشرِّهم، ويراها وليّ الأمر جاز، وإلا فلا، وهذا التَّفصيل هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة.

س: وإن كانت أعيادًا بدعيَّةً وكذا؟

ج: إذا رأى المصلحةَ، رأى وليُّ الأمر فيه المصلحة للمسلمين، وكفّ شرِّهم، إذا رأى فيه مصلحةً ولي الأمر، هذا معنى اختيار شيخ الإسلام.

س: يعني تدخل في التَّقيّة؟

ج: يكون من إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [آل عمران:28]، نعم.

س: ما يُشبه قوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة:83]؟

ج: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا هذا في ردِّ السلام، والبداءة بالسلام، والكلمة الطيبة، غير الموالاة، مثلما قال النبي ﷺ: إذا سلَّم عليكم أهلُ الكتاب فقولوا: وعليكم، نردّ عليهم السلام، نسأل عن أحوالهم إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك، نُعاملهم بالحسنى في البيع والشِّراء، وفي غير ذلك من المعاملات.

س: إذا قدَّم لك الكافرُ خدمةً، فهل يجوز أن تُثني عليه وتدعو له؟

ج: لك أن تُكافئه: مَن صنع إليكم معروفًا فكافئوه ولو بالدُّعاء، مع عدم المحبَّة، نعم.

وَقَالَ الثَّوري: قال ابنُ عباسٍ: لَيْسَ التَّقِيَّةُ بِالْعَمَلِ، إِنَّمَا التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ.

وَكَذَا رَوَاهُ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ.

وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ وَأَبُو الشَّعْثَاءِ وَالضَّحَّاكُ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ.

وَيُؤَيِّدُ مَا قَالُوهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ [النحل:106].

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ الْحَسَنُ: التَّقِيَّةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28] أي: يُحذِّركم نقمتَه في مُخالفته وسطوته وعذابه لِمَنْ وَالَى أَعْدَاءَهُ، وَعَادَى أَوْلِيَاءَهُ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [آل عمران:28] أَيْ: إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ والمنقلب؛ ليُجازي كُلَّ عَامِلٍ بِعَمَلِهِ.

الشيخ: وفي هذا تحذيرٌ من المعاصي والموالاة للكفّار وسائر المعاصي، وتحذيرٌ من الكفر أيضًا من باب أولى؛ ولهذا قال: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ يعني: احذروا نقمته، احذروا غضبَه.

وفيه إثبات النَّفس لله، وأنه سبحانه يُوصف بأنَّ له نفسًا تليق به جلَّ وعلا، ولا يعلم كيفيَّتها إلا هو ، كما قال عن عيسى عليه الصلاة والسلام أنَّه قال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة:116]، وفي الآية التي بعدها: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:30]، فهو سبحانه موصوفٌ بأنَّ له نفسًا ليست كأنفسنا، لا يعلم كيفيتها ولا حقيقتها إلا هو .

س: قوله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ هل يُوصف الله بالنَّفس؟

ج: نعم، مثلما وصف نفسَه جلَّ وعلا، يُوصف بالنَّفس مثلما وصف اللهُ نفسَه، لكن على الوجه الذي يليق بالله، لا تُشابه أنفس المخلوقين، كما أنَّ علمه وغضبه ورضاه ويده وقدمه وأصابعه ووجهه وغير ذلك كلها حقّ، لا تُشابه صفات المخلوقين، هذا قول أهل السُّنة والجماعة، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1- 4]، فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:74] عند أهل السّنة والجماعة قاطبةً الواجب تلقّي ما جاء في الكتاب والسّنة الصَّحيحة بالقبول والإيمان والتَّصديق، وإثبات ذلك على الوجه اللَّائق بالله، من غير تحريفٍ، ولا تأويلٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيلٍ، ولا زيادةٍ، ولا نقصٍ، خلافًا للمُعطّلة من الجهميّة والمعتزلة ومَن سار في ركابهم.

س: معنى كلمة الحسن: التُّقيا إلى يوم القيامة؟

ج: يعني: ما هي خاصّة بوقت النبي ﷺ، فكل مَن أُكره فله التُّقيا، كل مَن خاف له التُّقيا إلى يوم القيامة.

س: وما يقول به الشِّيعة في معنى الآية؟

ج: تقية الشِّيعة النِّفاق، مراد الحسن: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [آل عمران:28] الآية الكريمة بمعنى الإكراه، مثلما قال أبو الدَّرداء: إنا نكشر في وجوه أقوامٍ وقلوبنا تلعنهم. يعني: أنَّ التَّقية إذا خاف شرّه إلى يوم القيامة: من أميرٍ فاسقٍ، أو كافرٍ، من لصٍّ، من غيره إلى يوم القيامة، والإكراه كذلك إلى يوم القيامة، غير تقيّة الرَّافضة، الرَّافضة تقيَّتهم النِّفاق.

س: التَّقية تقتصر على اللِّسان؟

ج: اللِّسان نعم، لكن الإكراه يعمّ اللِّسان والفعل، الإكراه غير الإكراه، أخصّ، أما المجاملة فتكون باللِّسان.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا سويد بن سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ ميمون بن مهران.

مُداخلة: في الإسناد: عن عبدالرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون، في حاشية: قال في المخطوطة: عن عمرو بن ميمون بن مهران، قال الشيخ أحمد شاكر في "عمدة التفسير": وهو تخليطٌ بين ميمون بن مهران، ليس من بني أود، ثم هو لم يُدرك معاذًا، وابنه عمرو بن ميمون بن مهران أبعد ذلك، والصّواب ما أثبتنا عن عمرو بن ميمون، وهو الأودي، وهو تابعي مُخضرم، أدرك الجاهلية، ولم يلقَ النبيّ ﷺ، وروى عن كبار الصَّحابة.

الشيخ: لا، ما هو بصحيحٍ، عمرو بن ميمون بن مهران ما أدرك معاذًا، وهذا يقول: قام فينا معاذٌ.

الشيخ: عندكم: عمرو بن ميمون.

الطالب: عن ميمون بن مهران.

الشيخ: وعندك؟

الطالب: عندي: عن عمر بن ميمون، لكن قال: في المخطوطة: عن عمرو بن ميمون بن مهران .....

الشيخ: حدَّثنا؟

حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا سويدُ بن سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ ميمون بن مهران.

الشيخ: صلّحها: عن عمرو بن ميمون. صلِّحوها كلكم: عن عمرو بن ميمون.

الطالب: عمرو بن ميمون الأودي، أبو عبدالله، ويقال: أبو يحيى، مخضرم، مشهور، ثقة، عابد، نزل الكوفة، مات سنة أربعٍ وسبعين، وقيل بعدها. (ع).

وفي قبله: عمرو بن ميمون بن مهران الجزري، أبو عبدالله، وأبو عبدالرحمن، سبط سعيد بن جبير، ثقة، فاضل، من السادسة، مات سنة سبعٍ وأربعين، وقيل غير ذلك. (ع).

الشيخ: انظر عمر بن ميمون قبل هذا، المقصود: عمرو بن ميمون، نعم، ما في مهران، عمرو بن ميمون فقط.

الطالب: في واحد: عمر بن ميمون بن بحر بن سعد الرّماح، البلخي، أبو علي، القاضي، وسعد هو الرماح، ثقة، وعمي في آخر عمره، من السابعة، مات سنة إحدى وسبعين.

الشيخ: طيب، نعم.

س: .............؟

ج: هذا غير الجزري، هذا عمرو بن ميمون بن مهران، هو الجزري، وهذا الأودي، من قبيلة من اليمن: أود، وهو مُخضرم، وهو من أصحاب ابن مسعودٍ أيضًا، ومن أصحاب مُعاذٍ.

عن عمرو بن ميمون قَالَ: قَامَ فِينَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَقَالَ: يَا بَنِي أَوْدٍ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَعَادَ إِلَى الجنَّة، أو إلى النار.

قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:29].

س: هو متّصل السَّند: عمرو بن ميمون أدرك مُعاذًا؟

ج: نعم، مخضرم، هو أدرك الجاهلية والإسلام، أدرك معاذًا، نعم.

س: معاذ متى مات؟

ج: مات سنة ثمانية عشر في طاعون عمواس، كان في الشَّام، يقول: فلما مات معاذ تحوّلتُ إلى الكوفة، إلى ابن مسعودٍ. كان معه في الشَّام، فلما تُوفي في الشَّام قال: تحوّلتُ من الشام إلى الكوفة لابن مسعودٍ. ذكروه في ترجمته.

..........