تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أُصِيبَ النبيُّ ﷺ يوم أحدٍ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَفُرِقَ حَاجِبُهُ، فَوَقَعَ وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ وَالدَّمُ يَسِيلُ، فَمَرَّ بِهِ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَأَجْلَسَهُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ، فَأَفَاقَ وَهُوَ يَقُولُ: كَيْفَ بِقَوْمٍ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يدعوهم إلى الله ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ الآية [آل عمران:128].

وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُالرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِنَحْوِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: فَأَفَاقَ.

الشيخ: ما وقع في غزوة أحدٍ من الابتلاء والامتحان لأولياء الله دليلٌ على أنَّه لا بدَّ من الصبر، وأنَّ الدعوة إلى الله والإرشاد إليه ونصح الناس وإبلاغهم دين الله لا بدَّ له من صبرٍ، فلو أنَّ أحدًا يسلم من الأذى لكان الرسلُ عليهم الصلاة والسلام أولى بذلك، فهم السَّادة والصّفوة وخيرة الخلق، ومع هذا ابتُلوا، فمنهم مَن قُتِلَ، ومنهم مَن سُجِنَ، ومنهم مَن أُوذي كما جرى لنبينا ﷺ وهو أفضل الخلق، وهو خاتم الأنبياء: ما جرى عليه في مكّة من الأذى من قريشٍ، وما جرى عليه يوم أحدٍ، وما جرى عليه يوم الأحزاب من التهديد والحصار، إلى غير ذلك.

وهذا يدعو المؤمن إلى أن يصبر على دينه، ويثبت ويأخذ بالأسباب التي شرعها الله، ولا يتزعزع ويتزحزح عمَّا أوجب اللهُ عليه بسبب الابتلاء: فقد يُبتلى بالأعداء، قد يُبتلى بالأمراض، قد يُبتلى بالفقر والحاجة، قد يُبتلى بغير ذلك، كما في الحديث الصَّحيح من حديث سعد بن أبي وقاص : يقول النبيُّ ﷺ: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصَّالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى المرءُ على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شُدِّد عليه في الأذى، وحديث: مَن خاف أدلج، ومَن أدلج بلغ المنزل، ألا إنَّ سلعةَ الله غالية، ألا إنَّ سلعةَ الله الجنّة.

فلا بدَّ من الصبر على أداء الواجب، ولا بدَّ من الصبر عمَّا حرَّم الله، ولا بدَّ من الصبر على المصائب، الأنواع الثلاث لا بدَّ منها، أنواع الصبر ثلاثة لا بدَّ منها: الصبر على أداء الواجب، ومنها الجهاد في سبيل الله إذا تيسرت أسبابه، ومن الواجب العناية بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، وأداؤها في الجماعة، لا بدَّ من الصبر في الشتاء والصيف، في جميع الأحوال، النفس تميل إلى الكسل والبطالة والنوم والراحة في البيت، ومع العائلة، لا، لا بدَّ من الصبر لإيثار حقّ الله؛ لأداء ما أوجب الله، تقوم من هوى نفسك وشهواتك إلى أداء ما أوجب الله فرحًا مسرورًا، مُغتبطًا بطاعة ربك.

هكذا الزكاة: النفوس مجبولة على حبِّ المال، يشقّ عليها إخراج المال في غير هواها، لكن لا بدَّ من الصبر، فتخرج المال عن طيب نفسٍ؛ ابتغاء مرضات الله، مليون ريال زكاتها ربع العشر، ربع العشر: خمسة وعشرون ألفًا، قد تضعف بعض النفوس: خمسة وعشرون ألفًا، كيف أُخرج خمسةً وعشرين ألفًا للفُقراء؟! أعظم من هذا عشرة ملايين، مال عظيم، زكاته مئتان وخمسون ألفًا، ربع العشر، قد تقف النفس، لا بدَّ من صبرٍ، مَن الذي أعطاك هذا المال؟ مَن الذي أعطاك هذا المال ويسَّره لك ولم يطلب منك إلا ربع العشر في شيءٍ ينفعك في الدنيا والآخرة؟ ينفع إخوانك الفقراء، وينفعك عند الله.

هكذا الصّوم: صوم رمضان، شهرٌ في السنة، قد يُصادف شدّة الحرِّ، لا بدَّ من الصبر، الذي أباح لك الأكل والشرب أحد عشر شهرًا، اصبر على ترك ذلك بين طلوع الفجر وغروب الشمس شهرًا واحدًا: تسعة وعشرين يومًا، أو ثلاثين يومًا فقط، وباقي السنة أحد عشر شهرًا كُلْ فيها واشرب ليلًا ونهارًا.

هكذا الحجّ: مرة واحدة في العمر، لو يطول عمرك مئة عام، وقد تكون أقلّ أو أكثر، مرة واحدة في العمر، يجب أن تصبر، وأن تُؤدي هذه الفريضة.

وهكذا المحرَّمات: أباح لك الطَّعام والشَّراب والملابس الكثيرة والنكاح –الزواج- فاصبر عمَّا حرَّم الله، ارضَ بما قسم الله لك، وارضَ بالطيبات التي أباحها الله لك، وجاهد نفسَك في ترك ما حرَّم الله عليك.

هكذا ما أصاب النبيّ في يوم أحدٍ هو من هذا الباب، لا بدَّ من الصبر، كما تصبر على الفقر والأمراض، هكذا جهاد الأعداء، وجلاد الأعداء، قد يكون في قتلٍ، قد يكون في جراحات، قد يكون في مُضايقات وجوع وتعب، لا بدَّ من الصبر.

وهذه دار الابتلاء، يقول سبحانه: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]، قال بعضُ السَّلف: "بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدِّين"، إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]، وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]، إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].

فيكون طالبُ العلم والمسلم من حيث العموم يُوطِّن نفسَه في هذه الحياة، يُوطِّنها على فعل فرائض الله بنفسٍ طيبةٍ، ورغبةٍ صادقةٍ، ومحبَّةٍ، وترك المعاصي والمحرَّمات بنفسٍ طيبةٍ، ورغبةٍ فيما عند الله، والصبر على الشدائد والآلام من مرضٍ وغيره بنفسٍ مُطمئنةٍ، يرجو ما عند الله، لا بدَّ أن يُوطِّنها أينما كان: في بيته، وفي السفر، وفي الحضر، وفي جميع الأحوال، وبذلك تنشرح نفسُه، وتطيب نفسه، وينشرح صدره، وتكون الحياةُ طيبةً مُطمئنةً؛ لإيمانه بما عند الله، وصبره على ما قسم الله، ورغبته فيما عند الله من المثوبة، وهذه هي الحياة الطّيبة التي أعطاها اللهُ المؤمنين: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]، هو في حياةٍ طيبةٍ، ولو جاءته شدائد في جهادٍ أو في غيره، هو في حياةٍ طيبةٍ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَيْ: الجميع ملكٌ له، وأهلها عَبِيدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ أَيْ: هُوَ الْمُتَصَرِّفُ، فَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ: وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:129].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ۝ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ۝ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:130- 136].

يَقُولُ تَعَالَى نَاهِيًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ تَعَاطِي الرِّبا وأكله أضعافًا مُضاعفةً كما كانوا في الجاهلية يقولون: إذا حلَّ أجلُ الدَّيْنِ إِمَّا أَنْ تَقْضِيَ، وَإِمَّا أَنْ تُرْبِيَ. فَإِنْ قَضَاهُ وَإِلَّا زَادَهُ فِي الْمُدَّةِ، وَزَادَهُ الْآخَرُ فِي الْقَدْرِ، وَهَكَذَا كُلّ عَامٍ، فَرُبَّمَا تَضَاعَفَ الْقَلِيلُ حَتَّى يَصِيرَ كَثِيرًا مُضَاعَفًا، وَأَمَرَ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالتَّقْوَى لَعَلَّهُمْ يُفْلِحُونَ فِي الْأُولَى وَالْأُخْرَى.

الشيخ: وليس ذكر المضاعفة قيد، بل المراد التَّحذير منها؛ لأنها أشدّ في الإثم، إذا تضاعف الرِّبا صار أشدّ، وإلا فالربا محرّم، قليله وكثيره، وقد فهم بعضُ الناس لسُوء قصده أو لجهله أنَّ قوله: أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً أنَّه يدل على جواز القليل والذي ليس بأضعاف مُضاعفة، وهذا جهلٌ كبيرٌ، نهاهم عن أكل الرِّبا أضعافًا مُضاعفةً؛ لأنه واقعٌ منهم مثلما قال المؤلف: كلما حلَّ الدَّين قال: إمَّا أن تُربي، وإما أن تقضي. فإن قضاه وإلا زاده هذا في الأجل، وزاده هذا في المال، حتى يربو الربا ويعظم، بعدما كان مئةً صار مئات، وبعدما كان ألفًا صار ألوفًا، هذا أشدّ في الربا ..... في الربا ولو مرة واحدة محرم، حتى ولو مرة واحدة، كما قال تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275]، ولو مرة واحدة، وقال تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:278- 279].

والنبي ﷺ لعن آكل الربا ومُوكله ولو مرة واحدة، لكن إذا كان أضعافًا مُضاعفةً صار أشدّ في الإثم، كذلك إذا كان معصيةً واحدةً أسهل، فإذا كان معاصٍ تتابعت صار أشدّ، فليس تحريم المعاصي والإصرار عليها معناه أنَّ المعصية الواحدة لا تحرم، الواحدة والثِّنتان والثلاث والأكثر، كل واحدةٍ محرَّمة، فإذا تكاثرت وتضاعفت صار الإثمُ أكبر، كلما زاد في المعاصي -كلما زاد الربا- صار الإثمُ أكبر.

ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ بِالنَّارِ وَحَذَّرَهُمْ مِنْهَا، فَقَالَ تعالى: وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ۝ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:131- 132].

الشيخ: ومعنى "لعلّ" يعني لتُرحمون، معناها التَّعليل: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يعني: مَن أطاع الله رُحِمَ، مثلما قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، مَن تاب أفلح، فالتَّعليل "لعلكم" معناه: افعلوا هذا لهذا، افعلوا هذا لتُفلحوا، لتُرحموا، لتنجوا من النار، لتفوزوا بالجنة.

ثُمَّ نَدَبَهُمْ إِلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى نَيْلِ الْقُرُبَاتِ، فقال تَعَالَى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133] أَيْ: كَمَا أُعِدَّتِ النَّارُ لِلْكَافِرِينَ.

وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ تَنْبِيهًا عَلَى اتِّسَاعِ طُولِهَا، كَمَا قَالَ فِي صِفَةِ فَرْشِ الْجَنَّةِ: بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ [الرحمن:54] أَيْ: فَمَا ظَنُّكَ بِالظَّهَائِرِ؟

وَقِيلَ: بَلْ عَرْضُهَا كَطُولِهَا؛ لِأَنَّهَا قُبَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَالشَّيْءُ الْمُقَبَّبُ وَالْمُسْتَدِيرُ عَرْضُهُ كَطُولِهِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ، وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، وَسَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ.

وَهَذِهِ الْآيَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْحَدِيدِ: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الحديد:21].

وَقَدْ رُوِّينَا فِي "مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ": أَنَّ هِرَقْلَ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ: "إنَّك دعوتني إلى جنةٍ عرضها السَّماوات وَالْأَرْضُ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَأَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ؟.

وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي خيثمة.

مداخلة: في نسخة الشّعب: عن أبي خثيم.

الشيخ: يُراجع ابن جرير، حطّ عليه إشارة.

عَنْ سَعِيدِ ابْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: لَقِيتُ التَّنُوخِيَّ رَسُولَ هِرَقْلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِحِمْصَ، شَيْخًا كبيرًا قد فسد.

الشيخ: يعني: هرم، تغيّر.

فقال: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِكِتَابِ هِرَقْلَ، فَنَاوَلَ الصَّحِيفَةَ رَجُلًا عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ صَاحِبُكُمُ الَّذِي يَقْرَأُ؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ. فَإِذَا كِتَابُ صَاحِبِي: إِنَّكَ كَتَبْتَ تدعوني إلى جنةٍ عرضها السَّماوات وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَأَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ؟.

الشيخ: هذا الحديث في سنده نظر، فمسلم بن خالد ليس بذاك في الرِّواية، ووجود الجنّة عرضها السَّماوات لا يُنافي وجود النار، فالجنة في السَّماء، فوق السَّماء السابعة، تحت العرش، وهذا عرضها، والله أعلم بطولها، ومثلما قال ..... قد يكون العرضُ كالطول؛ لأنها مُقبقبة، والنار في أسفل سافلين تحت ذلك، فليس بين هذا وهذا مُنافاة؛ هذا له مكان، وهذا له مكان، فالجنة فوق السَّماوات السَّبع في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين تحت الناس، النبي ﷺ أخبر أنَّ قعرها سبعون خريفًا أسفل، في جلسةٍ من مجالسه سمع وجبةً فقال: هذا حجرٌ رُمِيَ به منذ سبعين عامًا، الآن وصل إلى قعرها، المقصود أنَّ النار في أسفل سافلين، ولا يعلم سعتها وما فيها من البلاء على التَّفصيل إلا هو ، لكنّها واسعة وعظيمة، نسأل الله العافية، وقعرها بعيدٌ، ولها مكان، والجنة لها مكان، الجنة في أعلى، والنار في أسفل، فليس بينهما تضادٌّ.

س: المقصود بعرضها السَّماوات والأرض قياس المسافة؟

ج: على ظاهر القرآن، يعني: عرضها عظيم جدًّا، الله أكبر.

وَقَالَ الْأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ: عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْيَهُودِ سَأَلُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ جنةٍ عرضها السَّماوات والأرض، فأين النَّار؟ فقال لهم عمر: أرأيتُم إذا جاء النَّهارُ؟ أين الليل؟ وإذا جاء الليلُ، أين النَّهار؟ فَقَالُوا: لَقَدْ نَزَعْتَ مِثْلَهَا مِنَ التَّوْرَاةِ.

رَوَاهُ ابنُ جريرٍ من ثلاثة طرقٍ: ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الكتابِ قال: يقولون: جَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاواتُ وَالْأَرْضُ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ فَقَالَ ابنُ عباسٍ : أَيْنَ يَكُونُ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ؟ وَأَيْنَ يَكُونُ النَّهَارُ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ؟

وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا؛ فَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ -أَبُو هِشَامٍ- حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ اللَّيْلَ إِذَا جَاءَ لَبِسَ كُلَّ شَيْءٍ، فَأَيْنَ النَّهَارُ؟ قَالَ: حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّارُ تَكُونُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ .

وَهَذَا يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ: أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ عدم مُشاهدتنا الليل إذا جاء النَّهارُ ألا يَكُونَ فِي مَكَانٍ، وَإِنْ كُنَّا لَا نَعْلَمُهُ، وَكَذَلِكَ النَّارُ تَكُونُ حَيْثُ يَشَاءُ اللَّهُ . وَهَذَا أَظْهَرُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ الْبَزَّارِ.

الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: أَنَّ النَّهَارَ إِذَا تَغَشَّى وَجْهَ الْعَالَمِ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ اللَّيْلَ يَكُونُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَكَذَلِكَ الْجَنَّةُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ فوق السَّماوات، تَحْتَ الْعَرْشِ، وَعَرْضُهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ : كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالنَّارُ فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ، فَلَا تَنَافِيَ بَيْنَ كَوْنِهَا كَعَرْضِ السَّماوات وَالْأَرْضِ، وَبَيْنَ وُجُودِ النَّارِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الشيخ: يعني المقصود .....، الظاهر أنَّ هذا أمرٌ إسرائيلي، من كلام بعض بني إسرائيل، وإلا فليس بين وجود الليل والنهار تلازم، وبين وجود الجنة والنار؛ لأنَّ الجنة والنار مخلوقان عظيمان، الجنة مخلوق عظيم، أعدَّه الله للمُتقين في أعلى عليين، والنار مخلوقٌ عظيمٌ في أسفل سافلين، أعدَّه اللهُ للكافرين، أما الليل فأسبابه طلوع الشمس وغروبها، فإذا طلعت الشمسُ على أي أفقٍ ذهب الليلُ، وإذا ذهبت وغربت جاء الليلُ إلى ذلك المكان، وهذا يختلف: فليلٌ في المشرق، ونهارٌ في المغرب، وعكسه، كذلك يختلف بحسب الأقاليم وتباعدها، فليس بين هذا وبين هذا تلازم، فالجنة في مكانٍ مُستقرٍّ، والنار في مكانٍ مُستقرٍّ، وليس مثل الليل والنّهار، الليل عندنا في وقتنا مثلًا ليل، وعند غيرنا في جهةٍ أخرى نهار، كالجهات الغربية، والجهات الشرقية البعيدة.

فالحاصل أنَّ هذا تلبيسٌ ممن يقوله ممن خفي عليه هذا الأمر، أو أراد أن يُلبّس في هذا الأمر، لكن إذا تأمّل المؤمنُ، وتأمّل طالبُ العلم فليس هناك ..... بين الليل والنّهار، وبين الجنة والنار، فالليل والنهار نسبي، والجنة أمرٌ واقعي في مكانٍ معلوم، ليس مثل الليل والنهار، فالأقرب والله أعلم أنَّه من أخبار بني إسرائيل التي لا خطام لها ولا زمام، وليست مُطابقةً للمقام؛ ولهذا ليس فيها سندٌ صحيحٌ، فهي مرويّات لا خطام لها ولا زمام.

ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى صِفَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ [آل عمران:134] أَيْ: فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَالصِّحَّةِ وَالْمَرَضِ، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، كَمَا قَالَ: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً [البقرة:274]، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَا يَشْغَلُهُمْ أَمْرٌ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِنْفَاقِ فِي مَرَاضِيهِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى خَلْقِهِ مِنْ قَرَابَاتِهِمْ وغيرهم بأنواع البرِّ.

الشيخ: هذا حال المتّقين، المتقون هم المؤمنون، وهم أولياء الله، ومن شأنهم المسارعة إلى أسباب النَّجاة، ومنها الإنفاق في السَّراء والضَّراء، يقول: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد:21]، وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [آل عمران:133]، معناه: سابقوا إلى الأسباب؛ أسباب المغفرة والأعمال التي تحصل بها المغفرة والجنّة، فالمسارعة إلى الأعمال والأقوال والصِّفات التي بها الجنة والنَّجاة من النار بها حصول المغفرة التي رتَّب اللهُ عليها المغفرة، ورتَّب عليها دخول الجنة، المطلوب المسارعة إليها: من صلاةٍ، وصومٍ، وصدقات، وجهادٍ، وحجٍّ، وغير هذا، ومن جملة ذلك الإنفاق في السَّراء والضَّراء، في الشّدة والرّخاء.

وقوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران:134] أَيْ: إِذَا ثَارَ بِهِمُ الْغَيْظُ كَظَمُوهُ، بِمَعْنَى: كَتَمُوهُ فَلَمْ يَعْمَلُوهُ.

الشيخ: فلم يُعْمِلوه: يُنفذوه يعني.

أَيْ: إِذَا ثَارَ بِهِمُ الْغَيْظُ كَظَمُوهُ، بِمَعْنَى: كَتَمُوهُ فَلَمْ يُعْملُوهُ، وَعَفَوْا مَعَ ذَلِكَ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ.

وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ: يَقُولُ اللَّهُ تعالى: يا ابْنَ آدَمَ، اذْكُرْنِي إِذَا غَضِبْتَ، أَذْكُرُكَ إِذَا غَضِبْتُ؛ فَلَا أُهْلِكُكَ فِيمَنْ أُهْلِكُ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

وَقَدْ قَالَ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الزَّمِنُ: حَدَّثَنَا عِيسَى بن شعيب الضَّرير -أبو الفضل- حدَّثني الربيعُ بن سليمان النّميري.

مداخلة: في نسخة الشُّعب: الربيع بن سليمان الجيزي. يقول في الحاشية: في المخطوطة: النميري، والمثبت من كتاب "الجرح والتَّعديل". ذكر الجزء والصَّفحة.

الشيخ: انظر "التقريب".

عَنْ أَبِي عَمْرِو ابْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ.

الشيخ: هذا شيخ الشَّافعي رحمه الله.

الطالب: الربيع بن سليمان.

الشيخ: من تلاميذ الشَّافعي، نعم.

الطالب: الربيع بن سليمان بن داود الجيزي، أبو محمد، الأزدي، المصري، الأعرج، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ستٍّ وخمسين. (أبو داود والنَّسائي).

الشيخ: حطّ نسخة عندك، صحح عندك: الجيزي.

قَالَ: حدَّثنا الربيع بن سليمان الجيزي، عن أبي عمرو ابن أنس بن مالك، عن أبيه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.

الشيخ: هذا مُتقدّم، الذي عندك: الحادي عشر، ما عندك: الربيع بن سليمان آخر؟

الطالب: هو فقط.

الشيخ: حطّ نسخة لأجل أن ننظره؛ لأنَّه مرتفع، طبقته مرتفعة، غير سليمان الذي يروي عن الشافعي المذكور في "التقريب"، يُراجع متن "الجرح والتعديل"، يراجع ابن أبي حاتم، و"الميزان"، وغيره، حطّ عليه نسخة، عندك "النّميري" حطّ نسخة.

مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ قَبِلَ اللهُ عذرَه. وهذا حديثٌ غريبٌ، وفي إسناده نظر.

الشيخ: أعد سندَه.

الطالب: وَقَدْ قَالَ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الزَّمِنُ: حَدَّثَنَا عِيسَى بن شُعيب الضَّرير -أبو الفضل- حدَّثني الربيع بن سليمان النّميري، عن أبي عمرو ابن أنس بن مالك، عن أبيه .

الشيخ: انظر "التقريب": عيسى بن شعيب.

قال: قال رسولُ الله ﷺ: مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ قَبِلَ اللهُ عذرَه. وهذا حديثٌ غريبٌ، وفي إسناده نظر.

الشيخ: لكن المعنى صحيح؛ فإنَّ مَن اعتذر إلى الله -يعني بالتوبة- قبل اللهُ عذرَه، اعتذر إلى الله بالتوبة النّصوح، وحفظ لسانه، ستر اللهُ عورته؛ لأنَّ اللسانَ خطيرٌ، قد يفضح الإنسانُ نفسَه، قد يفضحه الناسُ بسبب لسانه القبيح: مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، اللسان خطره عظيم، وحديث معاذ: وهل يكُبّ الناسَ في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم.

وفي الحديث الصَّحيح: إنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها -وفي لفظٍ: ما يُلقي لها بالًا- يكتب اللهُ له بها سخطه إلى يوم يلقاه.

فاللسان خطيرٌ، وكظم الغيظ له شأنٌ عظيمٌ، ينبغي للمؤمن أن يجتهد في كظم غيظه، لعلَّ الله يُنجيه من شرِّه؛ لأنه إذا غضب قد يضرب ويلعن ويقتل، وإذا جاهد نفسَه عند الغيظ وكظم وصبر فهو على خيرٍ عظيمٍ.

مداخلة: عيسى بن شعيب بن إبراهيم النّهوي، البصري، الضرير، أبو الفضل، صدوق له أوهام، من التاسعة. (النسائي).

الشيخ: غيره أحد؟

الطالب: عيسى بن شعيب بن ثوبان الدّيلي -بكسر الدال، بعدها تحتانية- المدني، فيه لين، من الخامسة. (التَّمييز).

الشيخ: غير هذا، نعم، ماشٍ، نعم.