تفسير قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ..} (2)

وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ يُنَاسِبُ ذِكْرُهَا هَاهُنَا:

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي فزادني مع كل واحدٍ سبعين ألفًا. قال أَبُو بَكْرٍ : فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ آتٍ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى، وَمُصِيبٌ مِنْ حَافَاتِ الْبَوَادِي.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ.

الشيخ: المعروف: موسى بن عبيدة، حطّ عليه إشارة، لعله ابن عبيدة، يُراجع "المسند".

عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ فَقَالَ: اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ ألفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: قد اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قال: قَدِ اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِي هَكَذَا، وَفَرَّجَ عبدُالله بنُ بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ عَبْدُاللَّهِ: وَبَسَطَ باعيه. وحثا عبدالله، وقال هشام: وَهَذَا مِنَ اللَّهِ لَا يُدْرَى مَا عَدَدُهُ.

الشيخ: السَّندان كلاهما ضعيف، لكن الآيات الكريمات والأحاديث الصَّحيحة كلها تدل على أنَّ الله جلَّ وعلا وعد كلَّ مؤمنٍ وكلَّ مؤمنةٍ الجنة والكرامة بغير حسابٍ ولا عذابٍ إذا مات على الاستقامة، ولا حصر لهؤلاء، لا حصر لذلك، بآلاف الملايين، ولا بآلاف آلاف الملايين، مَن لا يُحصيهم إلا الله ، فكل مَن مات على الإيمان والهدى والتَّقوى دخل الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ، بفضل الله جلَّ وعلا وجوده وكرمه، إنما المهم العمل، المهم أن يجتهد العبدُ في طاعة الله، ويستقيم ويحذر شرَّ السَّيئات، ويجتهد في لزوم التوبة؛ لأنَّه خطَّاء: كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون، ولهم البشرى بعد ذلك بالجنة والكرامة والفوز بالسَّعادة.

أما السَّندان هذان فكلاهما ضعيف ..... مبهم ..... موسى بن عبيد هذا، لكن المعنى صحيحٌ: أنَّ الله جلَّ وعلا وعد نبيَّه كل خيرٍ، وعده لأمّته الفوز بالسّعادة والنَّجاة، إذا استقاموا على دين الله وتركوا معصيته فلهم الجنة والكرامة، يقول جلَّ وعلا: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر:45] عامٌّ، إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ [القلم:34]، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ [الطور:17]، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ [لقمان:8].

فالواجب على المكلَّف أن يلزم الحقَّ ويستقيم عليه، ويحذر الشَّر، ويسأل ربَّه العون على ذلك، يضرع إليه دائمًا، ويلجأ إليه أن يُعينه، وأن يُعيذه من شرِّ نفسه وهواه، ومن شياطين الإنس والجنّ، وله البُشرى، له البشرى بكل سعادةٍ: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ۝ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ۝ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30- 32]، وفي الآية الأخرى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأحقاف:13- 14].

..........

مداخلة: في نسخة الشّعب: البسط مرتين، والاستزادة "استزدته" مرتين، وليس ثلاث مرات؟

الشيخ: وقال عمر أيش؟

عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ فَقَالَ: اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ ألفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا.

مداخلة: مع كل رجلٍ سبعين ألفًا.

الشيخ: حطّ نسخة: مع كل رجلٍ. وراجع الأصل، حطّ عليه إشارة نسخة: مع كل رجلٍ. وراجع الأصل.

مداخلة: في "تعجيل المنفعة": موسى بن عبيدة.

الشيخ: هو المعروف، موسى بن عبيدة هو المعروف، لكن يُراجع الأصل.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ قَالَ: قَالَ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَرِضَ ثَوْبَانُ بِحِمْصَ، وَعَلَيْهَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ، فَلَمْ يَعُدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى ثَوْبَانَ رجلٌ من الكلاعيين عَائِدًا، فَقَالَ لَهُ ثَوْبَانُ: أَتَكْتُبُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال: اكْتُبْ. فَكَتَبَ لِلْأَمِيرِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قُرْطٍ: "مِنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لِمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِحَضْرَتِكَ خَادِمٌ لَعُدْتَهُ". ثم طوى الكتاب وقال له: أتبلغه إيَّاه؟ قال: نَعَمْ.

فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِكِتَابِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِ قُرْطٍ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ فَزِعًا، فَقَالَ النَّاسُ: مَا شَأْنُهُ؟! أَحَدَثَ أَمْرٌ؟ فَأَتَى ثَوْبَانَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَعَادَهُ، وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَ، فَأَخَذَ ثَوْبَانُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا. تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَإِسْنَادُ رِجَالِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، شَامِيُّونَ، حمصيّون، فهو حديثٌ صحيحٌ، ولله الحمد والمنَّة.

الشيخ: لأنَّ إسماعيل هنا إذا روى عن الشَّاميين فهو جيدٌ، إسماعيل بن عيَّاش، نعم.

طريقٌ آخر: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زريق الْحِمْصِيُّ.

مداخلة: عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي.

الشيخ: انظره، موجود في "التقريب" أو في "التَّعجيل"؟

الغالب على شيوخ الطَّبراني أنهم غير موجودين في "التقريب" و"التهذيب" وأشباهها؛ لأنه مُتأخّر، حطّ نسخة: زريق.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -يَعْنِي ابن عياش- حدَّثني أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثوبان قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا.

هَذَا لَعَلَّهُ هُوَ الْمَحْفُوظُ بِزِيَادَةِ: أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ بَيْنَ شُرَيْحٍ وَبَيْنَ ثَوْبَانَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فجعل النبيُّ يمرّ ومعه الثَّلَاثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، والنبيُّ وليس مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فقلتُ: مَن هؤلاء؟ فقيل: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى ومَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ. قَالَ: فقلتُ: فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ فَقِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أرضيتَ؟ فقلتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ. قَالَ: فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

..........

فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ أُنَاسًا يتهاوشون، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ -أَيْ: مِنَ السَّبْعِينَ- فَدَعَا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا فَقُلْنَا: مَن تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ الْأَلْفَ؟ قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.

هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بِهَذَا السَّنَدِ وَهَذَا السِّيَاقِ.

وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ عَبْدِالصَّمَدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ. قَالَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقَالَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: رَضِيتُ. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ.

الشيخ: يقول الله سبحانه: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى:5]، قد وعده الله ذلك.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُالْمَلِكِ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأممُ بالموسم، فعُرضت عليَّ أمّتي، ثم رأيتُهم فأعجبتني كثرتُهم وهيئتهم، قد ملؤوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، فَقَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتطيَّرون، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنْهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

رَوَاهُ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ المقدسيّ، وقال: هَذَا عِنْدِي عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

مداخلة: في بداية الحديث في النّسخة التي عنده: قال أحمد. وفي النّسخة التي عندنا: حديثٌ آخر: قال أحمد بن منيع: حدَّثنا عبدالملك بن عبدالعزيز. قال في الأخير: رواه الحافظ الضياء المقدسي. وقال: هذا عندي على شرط مسلمٍ.

الشيخ: يُراجع "المسند"، حطّ عليه إشارة.

مداخلة: الحديث السابق الإسناد الذي فيه: قال الإمامُ أحمد: حدَّثنا أبو العلاء الحسن بن سواء: حدَّثنا ليث، عن معاوية، عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة قال: سمعتُ أمَّ الدَّرداء رضي الله عنها تقول: سمعتُ أبا الدَّرداء. هذا في "المسند" هكذا.

الشيخ: هذا في "المسند"، والذي عندكم؟

الطالب: في ترجمة ليزيد في "التعجيل" قال فيها: يزيد بن ميسرة بن حلبس، الجوبيري، الدمشقي، يكنى: أبا ميسرة، ويُقال له: أبو حلبس.

..........

الشيخ: عن أبي حلبس، صلّحها: عن أبي حلبس.