تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}

وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ۝ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ۝ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران:42- 44].

هَذَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَا خَاطَبَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ لَهُمْ بِذَلِكَ: أَنَّ اللَّهَ قَدِ اصْطَفَاهَا، أَيِ: اخْتَارَهَا؛ لِكَثْرَةِ عِبَادَتِهَا وَزَهَادَتِهَا وَشَرَفِهَا وطهارتها من الأكدار والأوساخ، وَاصْطَفَاهَا ثَانِيًا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ لِجَلَالَتِهَا عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.

قَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: خيرُ نساءٍ ركبن الإبل نساء قريشٍ؛ أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ، وَلَمْ تَرْكَبْ مريمُ بنت عمران بعيرًا قطّ. ولم يخرجه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ سِوَى مُسْلِمٍ، فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِالرَّزَّاقِ بِهِ.

الشيخ: ومُراد أبي هريرة أنَّ هذا المدح لنساء قريش قد ركبن الإبل، فلسن مُفضّلين على مريم؛ لأنها لم تركب الإبل، فضلها باقٍ على حاله، يعني: فوق فضل نساء قريش .....: خير نساءٍ ركبن الإبل نساء قريشٍ يعني: فلا يظنّ أحدٌ أنهن يفضلن مريم؛ لأنها لم تركب الإبل، وإنما فُضِّلن على مَن ركب الإبل.

والصواب جوابٌ آخر: وهو أنَّ مريم اصطُفيت على نساء العالمين، عالمي زمانها، مثلما اصطفى بني إسرائيل على العالمين، يعني: على عالمي زمانهم ووقتهم، وليس بنو إسرائيل أفضل من هذه الأمّة، هذه الأمّة خير الأمم، وأفضل الأمم، وهكذا مريم اصطُفيت في زمانها، وعلى نساء زمانها، وليست أفضل من خديجة، ولا من عائشة رضي الله عن الجميع.

والحاصل أنَّ مُراد أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنَّ قول النبي: خير نساءٍ ركبن الإبل لا يدخل فيه مريم؛ لأنها لم تركب الإبل، بل فضلها باقٍ على حاله على غيرها من النِّساء.

وفي الحديث الآخر: كمل من الرِّجال كثيرٌ، ولم يكمل من النِّساء إلا آسيا بنت مُزاحم، ومريم بنت عمران، وفي اللَّفظ الآخر: وخديجة بنت خويلد.

وفي الحديث الآخر: إنَّ الله جلَّ وعلا اصطفى فاطمةَ على نساء العالمين، وأنها سيدة نساء الجنة.

فلا منافاة بين هذه النصوص؛ خير النساء وأفضلهن خمس: عائشة، وخديجة، وفاطمة، وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم، أمَّا أيّهن أفضل؟ هذا محل نزاعٍ، وظاهر النّصوص أنَّ عائشة أفضلهن، ظاهر الأحاديث أنَّ عائشة أفضلهن جميعًا؛ لقول النبي ﷺ: فضل عائشة على النِّساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام.

والمقصود لما أعطاهنَّ الله من العلم والحكمة والفضل والثَّبات وقوة الإيمان، هؤلاء الخمس لهن ميزة على نساء العالمين: فضلًا، وعلمًا، وقوةَ إيمانٍ، وصبرًا على المكاره، إلى غير ذلك من وجوه التَّفضيل، رحمة الله عليهنَّ جميعًا.

وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِالله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ  قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. أَخْرَجَاهُ فِي "الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ بِهِ مِثْلَهُ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ زَنْجَوَيْهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مريم بنت عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. تَفَرَّدَ بِهِ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

قال عَبْدُاللَّهِ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أربعٌ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رسول الله. رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ.

وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا ثَلَاثٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا آدَمُ الْعَسْقَلَانِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بن مرّة قال: سمعتُ مرّة الهمداني يُحدِّث عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.

وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّا أَبَا دَاوُدَ مِنْ طُرُقٍ عَنْ شُعْبَةَ بِهِ، وَلَفْظُ الْبُخَارِيِّ: كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.

الشيخ: والكمال هنا الكمال الإنساني، يعني: الكمال الحقيقي لله جلَّ وعلا في كل الصِّفات: كمل من الرجال يعني: الكمال الإنساني الذي يليق بالإنسان: العلم والفضل والحلم والجود والكرم، الفضل الذي يليق بالإنسان، أمَّا الكمال الحقيقي فلله وحده ، والثَّريد هو الخبز مع اللَّحم، مثل قول الشَّاعر: ..........

خبز الحنطة واللّحم هو أفضل الطّعام وأنفعه.

وَقَدِ اسْتَقْصَيْتُ طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ وألفاظه في قصّة عيسى ابن مريم عليه السَّلَامُ فِي كِتَابِنَا "الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة"، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنِ الْمَلَائِكَةِ أَنَّهُمْ أمروها بكثرة العبادة والخشوع والركوع والسّجود والدَّأب في العمل؛ لما يريد اللهُ بها من الأمر الذي قدّره الله وَقَضَاهُ مِمَّا فِيهِ مِحْنَةٌ لَهَا، وَرِفْعَةٌ فِي الدَّارين بما أظهر الله فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ، حَيْثُ خَلَقَ مِنْهَا ولدًا من غير أبٍ، فقال تعالى: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ [آل عمران:43]، أَمَّا الْقُنُوتُ فَهُوَ الطَّاعَةُ فِي خُشُوعٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ [البقرة:116].

الشيخ: ويُقال للقنوت أنَّه دوام الطَّاعة والاستقامة عليها والاستمرار: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ [الزمر:9] يعني: مستمرٌّ في الطاعة، ما هو تارة وتارة، القانت: المستمر الثابت في الطاعة، وهذا معنى قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ، ومثل قوله تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ [الأحزاب:35] يعني: المستقيمين على الطاعة، المستمرين فيها، الثابتين عليها.

.............

وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِالْأَعْلَى: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قال: كُلُّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهِ الْقُنُوتُ فهو الطَّاعة. ورواه ابنُ جريرٍ من طريق ابن لهيعة عن درَّاجٍ به، وفيه نَكَارَةٌ.

الشيخ: درَّاج عن أبي الهيثم ضعيفٌ، لكن المعنى معروفٌ من جهة اللُّغة ..... القنوت هو الاستقامة على الطَّاعة، وهو ظاهر القرآن الكريم.

س: ............؟

ج: ...........

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَتْ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَقُومُ حَتَّى تَتَوَرَّمَ كَعْبَاهَا، وَالْقُنُوتُ: هُوَ طُولُ الركوع في الصَّلاة، يعني امتثالًا لقول الله تعالى: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ، قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي: اعْبُدِي لِرَبِّكِ، وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ [آل عمران:43] أَيْ: كُونِي مِنْهُمْ.

وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: رَكَدَتْ فِي مِحْرَابِهَا رَاكِعَةً وَسَاجِدَةً وَقَائِمَةً، حَتَّى نَزَلَ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ فِي قَدَمَيْهَا رَضِيَ اللَّهُ عنها وأرضاها.

الشيخ: هذا من أخبار بني إسرائيل، المقصود أنها تعبّدت رضي الله عنها واستقامت على الطاعة، أما كيفية التَّعبد وطول القيام فهذا لا يعلمه إلا الله؛ لأنَّ أخبار بني إسرائيل فيها الغثّ والسَّمين والموضوع.

وقد ذكر الحافظُ ابنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَتِهَا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْكُدَيْمِيِّ، وَفِيهِ مَقَالٌ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي قَالَ: سَجَدَتْ حَتَّى نَزَلَ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ فِي عَيْنَيْهَا.

وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ.

الشيخ: المعروف: ابن شوذب، انظر "التقريب" إن كان بأبي ..... يقال: ابن وأبو، انظر: عبدالله بن شوذب، المعروف: ابن شوذب.

قَالَ: كَانَتْ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَغْتَسِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى لِرَسُولِهِ بعدما أَطْلَعَهُ عَلَى جَلِيَّةِ الْأَمْرِ: ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ أَيْ: نَقُصُّهُ عَلَيْكَ، وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ [آل عمران:44] أَيْ: مَا كُنْتَ عِنْدَهُمْ يَا مُحَمَّدُ فَتُخْبِرَهُمْ عَنْهُمْ مُعَايَنَةً.

الشيخ: فتُخبرهم يعني: فتعلم أحوالهم، إنما جاءك الخبرُ من الله ، وما كنت عندهم تُشاهدهم.

..........

عَمَّا جَرَى، بَلْ أَطْلَعَكَ اللَّهُ عَلَى ذلك كأنَّك حاضرٌ وشاهدٌ لِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ حِينَ اقْتَرَعُوا فِي شَأْنِ مَرْيَمَ: أَيُّهُمْ يَكْفُلُهَا؟ وَذَلِكَ لِرَغْبَتِهِمْ فِي الْأَجْرِ.