تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ..}

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ [آل عمران:166] أَيْ: فِرَارُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَدُوِّكُمْ وَقَتْلُهُمْ لِجَمَاعَةٍ مِنْكُمْ وَجِرَاحَتُهُمْ لِآخَرِينَ كَانَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، وَلَهُ الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ.

وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:166] أَيِ: الَّذِينَ صَبَرُوا وَثَبَتُوا وَلَمْ يَتَزَلْزَلُوا.

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ [آل عمران:167] يَعْنِي بِذَلِكَ أَصْحَابَ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُول الَّذِينَ رجعوا معه في أثناء الطريق، فاتَّبعهم رجالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يُحَرِّضُونَهُمْ عَلَى الْإِيَابِ وَالْقِتَالِ وَالْمُسَاعَدَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: أَوِ ادْفَعُوا.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكُ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَالْحَسَنُ، وَالسُّدِّيُّ: يَعْنِي: كَثِّرُوا سَوَادَ الْمُسْلِمِينَ.

وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: ادْفَعُوا بِالدُّعَاءِ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: رَابِطُوا.

فَتَعَلَّلُوا قَائِلِينَ: لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ، قَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنُونَ: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَلْقَوْنَ حَرْبًا لَجِئْنَاكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَلْقَوْنَ قِتَالًا.

الشيخ: والمقصود من هذا بيان حكم الرَّبِّ جلَّ وعلا فيما قضى يوم أُحُدٍ، الله يبتلي أولياءه من الرسل وأتباعهم بالسَّراء والضَّراء، والشّدة والرَّخاء، وله الحكمة البالغة في ذلك كلّه، ولو أنَّ الناس بإيمانهم ودخولهم في الإسلام لا يُصيبهم شيءٌ أبدًا من الضَّرر، ولا تُصيبهم شدائد، بل يكونون أبدًا في رغدٍ من العيش، وصحَّةٍ من البدن؛ لدخل الناسُ كلّهم في دين الله أفواجًا، ولكن لحكمةٍ بالغةٍ ابتلى وامتحن؛ حتى يتبيّن الصّادق في الرَّغبة بما عند الله والكاذب، والقويّ والضَّعيف، والمخلِص والمرائي، فله الحكمة البالغة جلَّ وعلا.

وفي قصَّة أُحُدٍ أصابهم ما أصابهم بسبب ما فعلوا: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:165]، وبيَّن أنه بسبب ما فعل الرّماة لما أخلّوا بالموقف، وما حصل من فرارٍ لبعضهم، ثم بيَّن أنَّه بإذن الله أيضًا لحكمةٍ، لم يقع صُدفةً، بل عن حكمةٍ بالغةٍ، فإنه سبحانه الحكيم العليم؛ ولهذا قال جلَّ وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ يعني: يوم أحدٍ في تقديره وقضائه، وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ يعني: ليظهر أمرهم ظاهرًا؛ ليعلمهم خارجيًّا، وإلا هو يعلم كلَّ شيءٍ سبحانه، يعلمهم علمًا ظاهريًّا موجودًا على وجه الأرض، الذين صبروا وقاتلوا ودافعوا، وليتَّضح أمرُ المنافقين الذين يقولون: لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ، وقع القتلُ، ووقع ما وقع من جراحٍ وقتلٍ، دلَّ على أنهم يظنّون ظنّ السوء، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، فافتضحوا.

والحافظ ابن كثير رحمه الله يُبين بهذا أنَّ الواجب على أهل الإيمان الامتثال والطَّاعة والصَّبر مهما جرى ما جرى من قتلٍ أو جراحٍ أو غير ذلك، يجب على أهل الإيمان الصَّبر والجهاد في سبيل الرَّب ، وتحمّل المشاقّ، وهكذا في جميع الأوامر والنَّواهي يجب الصَّبر في تنفيذ الأوامر وترك النَّواهي مهما كانت الشّدائد والمشاقّ، أما الرُّخَص فلا بأس، الرُّخَص التي رخَّصها اللهُ يأخذها المؤمنُ: فإذا مرض له الفطر، وإذا عجز عن القيام في الصّلاة صلَّى قاعدًا، وإذا عجز عن القعود صلَّى على جنبه، الرُّخَص الصَّحيح أنَّه يأخذ بها، وما سوى ذلك فعليه أن يلتزم بأمر الله ويصبر، كما قال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]، وقال في سورة الأنفال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:45- 46]، هذه هي الآداب الشَّرعية مع أهل الإيمان.

ويقول جلَّ وعلا: الم ۝ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا يعني: أظنّ الناسُ أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:1- 2] يعني: لا يُمتحنون .....؛ ولهذا قال سبحانه: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:3]، وقد فتن مَن قبلهم، قد اختُبِرُوا: قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وغيرهم، بل أبونا آدم امتُحِنَ، نفس آدم، أول شخصٍ آدم وزوجته امتُحِنَا وابتُلِيَا بالشَّجرة التي نُهي عن الأكل منها، ثم وقع ما وقع، فإنَّ ما عند الله من الخير العظيم والمنازل العالية والدّرجات العظيمة والفوز الكبير لا يُنال بالهوينا، ولا بالتَّسويف، ولا بالكسل، لكن يُنال بالله، ثم بالعمل الصَّالح والتَّقوى والصبر.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ عُلَمَائِنَا، كُلُّهُمْ قَدْ حدَّث، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ –يَعْنِي: حِينَ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ- فِي أَلْفِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّوْطِ بَيْنَ أُحُدٍ وَالْمَدِينَةِ انْحَازَ عَنْهُ عبدُالله بن أُبي بن سَلُولَ بِثُلُثِ النَّاسِ، وَقَالَ: أَطَاعَهُمْ فَخَرَجَ وَعَصَانِي، واللَّه مَا نَدْرِي عَلَامَ نَقْتُلُ أَنْفُسَنَا هَاهُنَا أَيُّهَا النَّاسُ؟! فَرَجَعَ بِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ النَّاسِ مِنْ قَوْمِهِ أَهْلِ النِّفَاقِ وَأَهْلِ الرَّيْبِ، وَاتَّبَعَهُمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ -أَخُو بَنِي سَلَمَةَ- يَقُولُ: يَا قَوْمِ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ لا تخذلوا نبيَّكم وقومَكم عند ما حَضَرَ مِنْ عَدُوِّكُمْ. قَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكُمْ تُقاتلون ما أسلمناكم، ولكن لَا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالٌ.

الشيخ: هذا من جُبنِهم، من العذر البارد، هذا من العذر البارد الباطل، عدو جاء يُحاصر المدينة، تقول: ما نظنّ أن يكون هناك قتالٌ! عدوّ حنق جاء من مكة بحدِّه وحديده للقتال، ويُقال فيه: لا نرى قتالًا! كيف يكون ذلك إلا بالجبن والخور والضَّعف والنِّفاق؟! نسأل الله العافية.

فَلَمَّا اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ وَأَبَوْا إِلَّا الِانْصِرَافَ عَنْهُمْ قَالَ: أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ أَعْدَاءَ اللَّهِ، فَسَيُغْنِي اللَّهُ عَنْكُمْ. وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.

الشيخ: ومعنى هذا أنَّهم في نحو سبعمئة مقاتل تقريبًا، جيش النبي ﷺ كان نحو سبعمئة، لما انخذل عبدالله بن أُبي ومَن معه بنحو ثلث الجيش، والجيش ألف، يعني: لم يبقَ إلا ما يُقارب سبعمئة إلا قليلًا، والعدو كانوا ثلاثة آلاف مُقاتل حاصروا المدينة، فجرى ما جرى، ثم أعان اللهُ على العدو وانخذلوا .....

قال اللهُ : هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ [آل عمران:167] اسْتَدَلُّوا به على أَنَّ الشَّخْصَ قَدْ تَتَقَلَّبُ بِهِ الْأَحْوَالُ؛ فَيَكُونُ فِي حَالٍ أَقْرَبَ إِلَى الْكُفْرِ، وَفِي حَالٍ أَقْرَبَ إِلَى الْإِيمَانِ؛ لِقَوْلِهِ: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ.

ثم قال تعالى: يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران:167] يَعْنِي: أَنَّهُمْ يَقُولُونَ الْقَوْلَ وَلَا يَعْتَقِدُونَ صِحَّتَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ هَذَا: لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ [آل عمران:167]، فَإِنَّهُمْ يَتَحَقَّقُونَ أَنَّ جُنْدًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ جَاءُوا مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ يَتَحَرَّقُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِسَبَبِ مَا أُصِيبَ مِنْ سَرَاتِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُمْ أَضْعَافُ الْمُسْلِمِينَ؛ أَنَّهُ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ لَا مَحَالَةَ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل عمران:167].

س: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يستدلّ بها على أنَّه كفرٌ دون كفرٍ؟

ج: هذا محل نظرٍ؛ لأنَّ أُبَيًّا ومَن معه قد يكون عندهم ذاك الوقت شيء مما يجعلهم ليسوا خارجين من الإسلام لأسبابٍ، أو لبعضهم كذلك، أما مَن كان يُظهر الإسلامَ وهو لا يعتقده، فهو كافرٌ كفرًا أكبر بإجماع المسلمين، لكن ..... هنا على العموم، عموم الجماعة الذين معه، قد يكون بعضُهم ليسوا على الكفر الصَّريح، بل هم حادوا عن القتال، فصاروا أقرب إلى الكفر، وليسوا على رأي عبدالله من جهة النِّفاق، لكن تابعوه في الرِّياسة.

س: .............؟

ج: هذا معروفٌ من أدلةٍ أخرى: كفرٌ دون كفرٍ من أدلةٍ أخرى.

س: بعض العلماء يقولون: وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا [آل عمران:166- 167]، هنا وصف المؤمنين بالصِّفة، ووصف المنافقين بالفعل؛ لأنَّ النِّفاقَ طارئٌ، كذلك كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا [النساء:137] .....؟

ج: ما أعرف وجهَ هذا الكلام، كله طارئ، النِّفاق طارئ، والإيمان طارئ، أصلهم كلّهم كفار صرحاء، هؤلاء طرأ عليهم الإيمان، ودخلوا في دين الله، والآخرون طرأ عليهم النِّفاق مجاملةً ليسلموا، فأظهروا الإسلامَ، وأبطنوا الكفر، كلهم طارئ، وإن كانوا جميعًا قد أدركهم الكفرُ كلّهم، وأظهروا ضدّ الإسلام، ثم هدى الله مَن هدى منهم عن صحة إيمانٍ وتقوى، وآخرون أظهروه تقيةً، لا عن صحةٍ، ولا عن عقيدةٍ، كله طارئٌ.

ثم قَالَ تَعَالَى: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا [آل عمران:168] أَيْ: لَوْ سَمِعُوا مِنْ مَشُورَتِنَا عَلَيْهِمْ فِي الْقُعُودِ وَعَدَمِ الْخُرُوجِ مَا قُتِلُوا مَعَ مَنْ قُتِلَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:168] أَيْ: إِنْ كَانَ الْقُعُودُ يَسْلَمُ بِهِ الشَّخْصُ مِنَ الْقَتْلِ وَالْمَوْتِ، فَيَنْبَغِي أَنَّكُمْ لَا تَمُوتُونَ، وَالْمَوْتُ لَا بُدَّ آتٍ إِلَيْكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ، فَادْفَعُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.

قَالَ مُجَاهِدٌ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَبْدِاللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُول وأصحابه.

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169].