تفسير قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة: أخبرنا الحريري، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ: أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وعُذ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: يَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ.

وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي بَكْرِ ابْنِ أبي شيبة، عَنْ عَفَّانَ بِهِ.

وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، وَاسْمُهُ: قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. وَهُوَ إِسْنَادٌ حَسَنٌ لَا بَأْسَ بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الشيخ: مراد عبدالله بن مغفل و..... مُراده أنَّه ينبغي للمؤمن في الدُّعاء عدم التَّكلف، ولكن يدعو بما يهمّه من غير تكلُّفٍ، فيسأل الله الجنَّة، ويعوذ به من النار، يسأل الله الرزقَ الحلالَ، الزوجةَ الصَّالحة، الذُّريةَ الطَّيبة، من غير حاجةٍ إلى أن يقول: القصر الفلاني، والقصر الفلاني، والمحلّ الفلاني. هذا اجتهادٌ من عبدالله ومن سعد ..... كما تقدَّم؛ لأنَّه متى دخل الجنةَ فله فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلب بشرٍ، يكون فيها ما تشتهي الأنفس، وتلذّ الأعين، وهم فيها خالدون، فلهم فيها كل نعيمٍ؛ ولهذا نصح عبدُالله ابنَه بعدم التَّكلف في هذا.

وأمَّا ما ورد في الأحاديث الكثيرة من تنويع الدُّعاء: لا بأس بتنويع الدّعاء؛ يسأل الله الجنة، يسأل الله رضاه والجنة، يسأل الله العفو، يسأل الله المغفرة، يسأل الله النَّجاة من النار، يسأل الله صلاح القلب، وصلاح العمل، كل هذه وسائل.

س: حديث: ليسأل أحدُكم كلَّ شيءٍ حتى شسع النَّعْلِ؟

ج: هذا عامٌّ، لكن هذا ما يُنافي عدم التَّكلُّف.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا [الأعراف:56] يَنْهَى تَعَالَى عَنِ الْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ، وَمَا أَضَرَّهُ بَعْدَ الْإِصْلَاحِ.

الشيخ: يعني: وما أضرَّ الإفساد بعد الإصلاح، يعني: ضرره عظيمٌ.

فَإِنَّهُ إِذَا كَانَتِ الْأُمُورُ مَاشِيَةً عَلَى السَّدَادِ، ثُمَّ وَقَعَ الْإِفْسَادُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ كَانَ أَضَرَّ مَا يَكُونُ على العباد، فنهى تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ، وَأَمَرَ بِعِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ وَالتَّذَلُّلِ لَدَيْهِ، فَقَالَ: وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا [الأعراف:56] أَيْ: خَوْفًا مِمَّا عِنْدَهُ مِنْ وَبِيلِ الْعِقَابِ، وَطَمَعًا فِيمَا عِنْدَهُ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ.

ثُمَّ قال: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56] أَيْ: إِنَّ رَحْمَتَهُ مُرْصَدَةٌ لِلْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ أَوَامِرَهُ، وَيَتْرُكُونَ زَوَاجِرَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الآية [الأعراف:156].

وَقَالَ: قَرِيبٌ، وَلَمْ يَقُلْ: قَرِيبَةٌ؛ لِأَنَّهُ ضَمَّنَ الرَّحْمَةَ مَعْنَى الثَّوَابِ، أَوْ لِأَنَّهَا مُضَافَةٌ إِلَى اللَّهِ؛ فَلِهَذَا قَالَ: قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.

وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: استَنْجِزُوا مَوْعُودَ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ، فَإِنَّهُ قَضَى أَنَّ رَحْمَتَهُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. رَوَاهُ ابنُ أبي حاتم.

وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۝ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ [الأعراف:57- 58].

لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أنَّه خالق السَّماوات وَالْأَرْضِ، وَأَنَّهُ الْمُتَصَرِّفُ الْحَاكِمُ الْمُدَبِّرُ الْمُسَخِّرُ، وَأَرْشَدَ إِلَى دُعَائِهِ؛ لِأَنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَادِرٌ، نَبَّهَ تَعَالَى عَلَى أَنَّهُ الرَّزَّاقُ، وَأَنَّهُ يُعِيدُ الْمَوْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نشرًا، أي: مُنتشرة بَيْنَ يَدَيِ السَّحَابِ الْحَامِلِ لِلْمَطَرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ: "بُشْرًا"، كَقَوْلِهِ: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ [الروم:46].

وقوله: بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ [الأعراف:57] أي: بين الْمَطَرِ، كَمَا قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28].

س: قول المؤلف: لأنَّه على ما يشاء قادرٌ؟

ج: لا حرج في ذلك مثلما قال جلَّ وعلا: وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ في سورة الشُّورى [الشورى:29]، لا يمنع قُدرته الكاملة؛ ولهذا في غالب النُّصوص: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:20]، وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب:27]، هذا أكمل، فإذا قال: إنَّه على ما يشاء قادر، أو أنَّه على جمع الناس قادر، لا بأس؛ لأنَّه ما دام كلّ ما شاءه فهو قادرٌ عليه ما بقي شيءٌ.

وقال: فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الروم:50].

وَقَوْلُهُ: حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا [الأعراف:57] أَيْ: حَمَلَتِ الرِّيَاحُ سَحَابًا ثِقَالًا، أَيْ: مِنْ كَثْرَةِ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ تَكُونُ ثَقِيلَةً قَرِيبَةً مِنَ الْأَرْضِ مُدْلَهِمَّةً، كَمَا قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رحمه الله:

وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ الْمُزْنُ تَحْمِلُ عَذْبًا زُلَالًا
وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ الْأَرْضُ تَحْمِلُ صَخْرًا ثِقَالًا

وَقَوْلُهُ: سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ [الأعراف:57] أَيْ: إِلَى أَرْضٍ مَيِّتَةٍ مُجْدِبَةٍ لَا نباتَ فيها، كقوله: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا الآية [يس:33]؛ وَلِهَذَا قَالَ: فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى [الأعراف:57] أَيْ: كَمَا أَحْيَيْنَا هَذِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ نُحْيِيَ الْأَجْسَادَ بَعْدَ صَيْرُورَتِهَا رَمِيمًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُنَزِّلُ اللَّهُ مَاءً مِنَ السَّمَاءِ فَتُمْطِرُ الْأَرْضَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَتَنْبُتُ مِنْهُ الْأَجْسَادُ فِي قُبُورِهَا كَمَا يَنْبُتُ الْحَبُّ فِي الْأَرْضِ، وَهَذَا الْمَعْنَى كَثِيرٌ في القرآنِ، يضرب الله مثلًا ليوم القيامة بِإِحْيَاءِ الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا؛ وَلِهَذَا قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأعراف:57].

وَقَوْلُهُ: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ [الأعراف:58] أَيْ: وَالْأَرْضُ الطَّيِّبَةُ يَخْرُجُ نَبَاتُهَا سَرِيعًا حسنًا، كقوله: وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا [آل عمران:37]، وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا [الأعراف:58].

قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ: كَالسِّبَاخِ وَنَحْوِهَا.

وَقَالَ عَلِيُّ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن أسامة، عَن ابن يَزِيدَ ابْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ أَبِي بردة، عَنْ أَبِي مُوسَى.

الشيخ: عن بُريد بن عبدالله ابن أبي بردة، حفيد أبي موسى.

مُداخلة: في نسخة الشّعب: عن بُريد بن عبدالله، عن أبي بُردة، عن أبي موسى.

الشيخ: نعم، هذا هو، بُريد بن عبدالله هو حفيد أبي بردة، تارةً يُقال له: أبو بردة، وتارةً عن جدّه، نعم.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن أسامة، عَنْ بُريد بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ أَبِي بردة، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ به من العلم والهدى كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَتْ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ؛ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.

الشيخ: يعني مع البخاري، وتقدَّم، رواه البخاري، وهو من أحاديث "الصَّحيحين" ..... حديثٌ عظيمٌ يدل على فضل العلم والتَّعليم، وأنَّ الأمةَ ثلاثة أقسام: قسمٌ علموا وتفقَّهوا وعملوا ونقلوا العلمَ. وقسمٌ نقلوا العلمَ، حفظوه ونقلوه، وصار فقهُهم فيه أقلّ. وقسمٌ ثالثٌ لم ينقلوا، ولم يتفقَّهوا، ولم يعملوا، كالقيعان التي لا تُمسِك ماءً، ولا تُنبت كلأً.

هذا مثلٌ عظيمٌ بما بعث اللهُ به نبيَّه ﷺ من الهدى: مثل ما بعثني اللهُ به من العلم والهدى كمثل غيثٍ أصاب أرضًا، كانت منها طائفةٌ طيبةٌ نقيَّةٌ قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وهذه صفة العلماء العاملين، الفقهاء بدين الله، المتبصّرين فيه، وأصاب منها: وكانت منها أجادبُ أمسكت الماء يعني: أراضٍ مُطمئنة مُنخفضة أمسكت الماء فنفع اللهُ به الناس؛ فشربوا وسقوا وزرعوا، وهم الحُفَّاظ، حُفَّاظ الحديث، أئمّة الحديث، أئمّة النَّقل، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ؛ لا تُمسِك ماءً، الماء يزلّ عليها، يمشي، ولا تُنبت كلأً، فذلك مثل أكثر الخلق.

مِنْ طُرُقٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ بِهِ.

الشيخ: الحاصل من هذه الأمثلة التي ضربها رسولُ الله للوعظ والتَّذكير والتَّنبيه، وأنَّ على المكلَّفين العناية بأسباب السَّعادة، وأسباب الرحمة، وأسباب التوفيق، فرحمة الله قريبةٌ من المحسنين، وفضله قريبٌ من المتَّقين، فليتعرَّض لرحمة الله وإحسانه للأسباب الطَّيبة، ولا يتساهل، ولا يُعرض، ولا يغفل، ورحمة الله واسعةٌ، وجوده عظيمٌ، ولكن لذلك أسباب، فليحرص على الأسباب: من تقوى الله، وطاعته، والإحسان إلى عباده، والضَّراعة إليه، وطلب العون والغوث والمغفرة والرَّحمة.