.............
تابعه عثمان بن عمر، عن يونس.
1886- حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميدٍ، عن أنسٍ : أن النبي ﷺ كان إذا قدم من سفرٍ فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابَّةٍ حرَّكها من حبِّها.
باب كراهية النبي ﷺ أن تعرى المدينة
1887- حدثنا ابن سلامٍ: أخبرنا الفزاري، عن حميدٍ الطويل، عن أنسٍ قال: أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قُرب المسجد، فكره رسولُ الله ﷺ أن تعرى المدينة، وقال: يا بني سلمة، ألا تحتسبون آثاركم، فأقاموا.
1888- حدثنا مسدد، عن يحيى، عن عبيدالله بن عمر قال: حدثني خبيب بن عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال: ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة، ومنبري على حوضي.
الشيخ: يعني: يوم القيامة يكون الحوض هناك، حوضه الذي يرده الناس، اللهم صلِّ عليه وسلم.
س: .............؟
ج: في محل الحوض يصب فيه ميزابان من الجنة، من الكوثر، يوم القيامة يرده المؤمنون، مسيرته شهر، يكون من جملته محل المسجد؛ لأنه حوضٌ عظيمٌ: طوله شهر، وعرضه شهر.
س: .............؟
ج: على ظاهر الآية، نعم.
س: ..............؟
ج: صلِّ في الصفوف وقت الفريضة، صلِّ في الصفوف، الصف الأول، ثم الصف الثاني، ثم الثالث، وهكذا، لا يخصّ الروضة، الروضة إنما يُصلي فيها النوافل، إذا صلَّى فيها النوافل لا بأس.
1889- حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكرٍ إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئٍ مُصبِّحٌ في أهله | والموت أدنى من شِراك نعله |
وكان بلالٌ إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً | بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليلُ |
وهل أردنَّ يومًا مياه مجنَّةٍ | وهل يبدونَّ لي شامةٌ وطفيلُ |
وقال: اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء، ثم قال رسول الله ﷺ: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ، اللهم بارك لنا في صاعنا، وفي مُدِّنا، وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجُحفة، قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله. قالت: فكان بطحان يجري نجلًا. تعني: ماءً آجنًا.
1890- حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: اللهم ارزقني شهادةً في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك ﷺ.
وقال ابن زريع: عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت: سمعتُ عمر .. نحوه.
وقال هشام: عن زيدٍ، عن أبيه، عن حفصة: سمعت عمر .
الشيخ: يعني: أجاب الله دعوته: قُتل شهيدًا، ومات في المدينة .
انظر كلامه على ..... الدجال أرأيت إن قتلته؟
الشيخ: الحمد لله.
ولا يُعارض هذا ما في حديث أبي بكرة الماضي: أنه لا يدخل المدينة رعبُ الدجال؛ لأن المراد بالرعب ما يحدث من الفزع من ذكره، والخوف من عتوه، لا الرجفة التي تقع بالزلزلة لإخراج مَن ليس بمخلصٍ.
وحمل بعض العلماء الحديث الذي فيه أنها تنفي الخبثَ على هذه الحالة دون غيرها، وقد تقدم أن الصحيح في معناه: أنه خاصٌّ بناسٍ وبزمانٍ، فلا مانع أن يكون هذا الزمان هو المراد، ولا يلزم من كونه مرادًا نفي غيره.
الشيخ: قد تنفي قبل يوم القيامة، ولكن النفي الحقيقي في آخر الزمان، يعني: نفي الكافر، إخراج الخبث. تم؟
القارئ: قوله: "بعض السباخ".
الشيخ: لا، كلامه على: أرأيتم إن قتلته، الذي قال: أشهد أنك الدَّجال.
الطالب: أحسن الله إليك، .....: قوله: أقتله فلا أُسلط عليه.
قارئ المتن: قبل هذا في .....: قوله: ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال هو على ظاهره وعمومه عند الجمهور، وشذَّ ابن حزم فقال: المراد: إلا يدخله بعثه وجنوده، وكأنه استبعد إمكان دخول الدجال جميع البلاد؛ لقصر مدته، وغفل عمَّا ثبت في "صحيح مسلم": أن بعض أيامه يكون قدر السنة.
قوله: ثم ترجف المدينة.
الشيخ: لا، بعده الذي يقول: أشهد أنك الدجال، فقال: أرأيتم إن قتلته أتشكون؟ إن قتلته ثم أحييته! ما تكلم عليه؟
الطالب: العيني تكلم.
الشيخ: العيني أيش قال؟
قوله: أرأيت؟ أي: أخبرني.
قوله: فيقولون القائلون به إما اليهود ومُصدِّقوه من أهل الشقاوة، وإما أعمّ منهم وقالوه خوفًا منه لا تصديقًا، أو قصدوا به عدم الشك في كفره وكونه دجالًا.
قوله: أشدّ بصيرةً مني اليوم لأن رسول الله ﷺ أخبرني بأن علامة الدجال أنه يُحيي المقتول، فزادت بصيرته بحصول تلك العلامة، ويُروى: أشد مني بصيرةً اليوم، فالمفضل والمفضل عليه كلاهما هو نفس المتكلم، لكنه مفضل باعتبار غيره.
الشيخ: لأن هذه فتنةٌ للمفتونين، وأخبر النبي ﷺ أنه لا يُسلط عليه بعد ذلك، لو كان إلهًا يتصرف كيف شاء.
قوله: أقتله فلا أُسلط عليه أي: أقتله فلا أُسلط على قتله، و"أُسلط" على صيغة المجهول، ولا بد من تقدير الهمزة الإنكارية.
ويُروى بظهور الهمزة لفظًا، وكأنه يُنكر على إرادته القتل وعدم تسلطه عليه.
ويُروى: فلا يُسلط عليه أي: لا يقدر على قتله بأن يجعل الله بدنه كالنحاس لا يجري عليه السيف، أو بأمرٍ آخر نحوه.
وروى مسلمٌ في "صحيحه" عن أبي سعيدٍ الخدري قال: قال رسولُ الله ﷺ: يخرج الدجال فيتوجه قِبَله رجلٌ من المؤمنين، فتلقاه المسالح -مسالح الدجال- فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أوما تؤمن بربنا؟! فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضُهم لبعضٍ: أليس قد نهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحدًا دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمنُ قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسولُ الله ﷺ. قال: فيأمر الدجال به فيُشجّ، فيقول: خذوه. فيُوسع ظهره وبطنه ضربًا. قال: فيقول: أوما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذَّاب. قال: فيُنشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائمًا، ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددتُ فيك إلا بصيرةً.
الشيخ: فتنةٌ عظيمةٌ، الله أكبر.