تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ..}(2)

حديث آخر: قال عبدالرحمن بن قتادة النّضري.

الشيخ: "النَّضري" كذا عندكم؟

طالب: النَّصري.

مداخلة: في تعليق على أحد النُّسخ يقول: قال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة": عبدالرحمن بن قتادة السلمي، صحابي، نزل الشام .....

الشيخ: انظر "التقريب".

طالب: عندنا عبدالرحمن بن قتادة النّصري.

الشيخ: "التقريب" عندك أو "الخلاصة"؟

طالب: موجود، موجود.

الشيخ: نعم، قال عبدالرحمن بن قتادة.

قال عبدالرحمن بن قتادة النّضري: عن أبيه، عن هشام بن حكيم : أنَّ رجلًا سأل النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أتبدأ الأعمال أم قد قُضي القضاء؟ قال: فقال رسول الله ﷺ: إنَّ الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفّيه، ثم قال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة مُيسّرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار مُيسّرون لعمل أهل النار. رواه ابن جرير وابن مردويه من طرقٍ عنه.

الشيخ: وفي هذا الباب حديث عليٍّ في "الصحيحين": أنَّ النبي ﷺ لما أخبر أنَّه ما من أحدٍ إلا وقد علم مقعده من الجنة، ومقعده من النار. وفي اللفظ الآخر: كُتب مقعده من الجنة، ومقعده من النار. فقيل: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟! قال: اعملوا، فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له، أمَّا أهل السَّعادة فيُيسّرون لعمل أهل السَّعادة، وأما أهل الشَّقاوة فيُيسّرون لعمل أهل الشَّقاوة، ثم تلا قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10]، فالله -جلَّ وعلا- قدّر المقادير، وكتب أعمال العباد، وعرف شقيّهم من سعيدهم، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له، وكل جنينٍ يُكتب له ذلك في بطن أُمِّه؛ يُكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فمَن كتب الله له السَّعادة يسَّر له أعمال السَّعادة، وشرح صدره لها، ومَن كان من أهل الشَّقاوة يُسّر لعمل أهل الشَّقاوة، قال -جلَّ وعلا: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125]، نسأل الله العافية.

طالب: ما هو بموجود في "التقريب": عبدالرحمن.

الشيخ: نعم، لا بأس.

حديثٌ آخر: روى جعفر بن الزبير -وهو ضعيف- عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ﷺ: لما خلق اللهُ الخلقَ، وقضى القضية، أخذ أهل اليمين بيمينه، وأهل الشمال بشماله، فقال: يا أصحاب اليمين، فقالوا: لبيك وسعديك، قال: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، قال: يا أصحاب الشمال، قالوا: لبيك وسعديك، قال: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، ثم خلط بينهم، فقال قائلٌ له: يا ربّ، لم خلطت بينهم؟ قال: لهم أعمالٌ من دون ذلك هم لها عاملون، أن يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، ثم ردّهم في صلب آدم. رواه ابن مردويه.

أثرٌ آخر: قال أبو جعفر الرازي: عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ الآيات [الأعراف:172]، قال: فجمعهم له يومئذٍ جميعًا، ما هو كائنٌ منه إلى يوم القيامة، فجعلهم في صورهم، ثم استنطقهم، فتكلّموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق: وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى الآية [الأعراف:172]، قال: فإني أُشهد عليكم السَّماوات السَّبع والأرضين السَّبع، وأُشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا. اعلموا أنَّه لا إله غيري، ولا ربَّ غيري، ولا تُشركوا بي شيئًا، وإني سأرسل إليكم رسلًا يُذكّرونكم عهدي وميثاقي، وأُنزل عليكم كتبي. قالوا: نشهد أنَّك ربنا وإلهنا، لا ربَّ لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك. فأقرّوا له يومئذٍ بالطاعة، ورفع أباهم آدم، فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني والفقير، وحسن الصورة ودون ذلك، فقال: يا ربّ، لو سوّيتَ بين عبادك؟ قال: إني أحببتُ أن أُشكر، ورأى فيهم الأنبياء مثل السّرج، عليهم النور، وخصّوا بميثاقٍ آخر من الرسالة والنّبوة، فهو الذي يقول تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ الآية [الأحزاب:7]، وهو الذي يقول: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الآية [الروم:30]، ومن ذلك قال: هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى [النجم:56]، ومن ذلك قال: وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ الآية [الأعراف:102].

رواه عبدالله ابن الإمام أحمد في "مسند أبيه"، ورواه ابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن مردويه في تفاسيرهم من رواية أبي جعفر الرازي، به.

الشيخ: وهذا قد يكون تلقّاه أبي عن بني إسرائيل، وأبو جعفر الرازي يضعف في الحديث، المقصود أنَّ الله -جلَّ وعلا- مثلما أخبر أخذ: مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، كما في الحديث الصَّحيح في "الصحيحين" قال: قد أردتُ منك ما هو أيسر من ذلك وأنت في صلب أبيك: ألا تُشرك بي شيئًا، فأبيت إلا الشّرك، والله المستعان.

ورُوي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، والسدي، وغير واحدٍ من علماء السلف: سياقات تُوافق هذه الأحاديث، اكتفينا بإيرادها عن التَّطويل بتلك الآثار كلّها، وبالله المستعان.

فهذه الأحاديث دالّة على أنَّ الله استخرج ذريةَ آدم من صلبه، وميّز بين أهل الجنة وأهل النار، وأمَّا الإشهاد عليهم هناك بأنَّه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسٍ، وفي حديث عبدالله بن عمرو، وقد بينا أنَّهما موقوفان، لا مرفوعان، كما تقدّم.

ومن ثم قال قائلون من السلف والخلف: إنَّ المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد كما تقدّم في حديث أبي هريرة، وعياض بن حمار المجاشعي، ومن رواية الحسن البصري عن الأسود بن سريع.

الشيخ: يعني: ما من مولودٍ إلا يُولد على الفطرة، فأبواه ..، حديث عياض بن حمار: إني خلقتُ عبادي حُنفاء، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، نعم.

وقد فسر الحسن الآية بذلك، قالوا: ولهذا قال: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ، ولم يقل: من آدم، مِن ظُهُورِهِمْ، ولم يقل: من ظهره، ذُرِّيَّتَهُمْ أي: جعل نسلهم جيلًا بعد جيلٍ، وقرنًا بعد قرنٍ، كقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ [الأنعام:165]، وقال: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ [النمل:62]، وقال: كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ [الأنعام:133].

ثم قال: وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى أي: أوجدهم شاهدين بذلك، قائلين له حالًا وقالًا، والشَّهادة تارةً تكون بالقول كقوله: قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا الآية [الأنعام:130]، وتارةً تكون حالًا كقوله تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ [التوبة:17] أي: حالهم شاهد عليهم بذلك، لا أنهم قائلون ذلك، وكذا قوله تعالى: وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ [العاديات:7]، كما أنَّ السؤال تارةً يكون بالقال، وتارةً يكون بالحال، كقوله: وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ [إبراهيم:34].

قالوا: ومما يدلّ على أنَّ المراد بهذا هذا أن جعل هذا الإشهاد حُجّة عليهم في الإشراك، فلو كان قد وقع هذا -كما قال مَن قال- لكان كل أحدٍ يذكره ليكون حُجّةً عليه.

فإن قيل: إخبار الرسول ﷺ به كافٍ في وجوده.

فالجواب: أنَّ المكذّبين من المشركين يُكذّبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره، وهذا جعل حُجّة مُستقلّة عليهم، فدلّ على أنه الفطرة التي فُطروا عليها من الإقرار بالتوحيد؛ ولهذا قال: أَنْ تَقُولُوا أي: لئلا تقولوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا أي: التوحيد غَافِلِينَ ۝ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا الآية [الأعراف:172-173].

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ۝ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ۝ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ [الأعراف:175-177].

قال عبدالرزاق: عن سفيان الثوري، عن الأعمش ومنصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبدالله بن مسعود في قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا الآية قال: هو رجلٌ من بني إسرائيل يُقال له: بلعام بن باعوراء. وكذا رواه شعبة وغير واحدٍ عن منصورٍ، به.

وقال سعيد ابن أبي عروبة: عن قتادة، عن ابن عباسٍ: هو صيفي بن الراهب.

قال قتادة وقال كعب: كان رجلًا من أهل البلقاء، وكان يعلم الاسم الأكبر، وكان مُقيمًا ببيت المقدس مع الجبارين.

وقال العوفي: عن ابن عباسٍ : هو رجلٌ من أهل اليمن يُقال له: بلعام، آتاه الله آياته فتركها.

وقال مالك بن دينار: كان من عُلماء بني إسرائيل، وكان مُجاب الدَّعوة، يُقدِّمونه في الشَّدائد، بعثه نبيُّ الله موسى إلى ملك مدين يدعوه إلى الله، فأقطعه وأعطاه، فتبع دينه، وترك دين موسى .

وقال سفيان بن عيينة: عن حصين، عن عمران بن الحارث، عن ابن عباسٍ: هو بلعام بن باعوراء.

وكذا قال مجاهد وعكرمة.

وقال ابن جرير: حدّثني الحارث: حدثنا عبدالعزيز: حدثنا إسرائيل، عن مغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباسٍ قال: هو بلعام.

وقالت ثقيف: هو أمية ابن أبي الصّلت.

وقال شعبة: عن يعلى بن عطاء، عن نافع بن عاصم.

الشيخ: انظر في "التقريب": نافع بن عاصم، المقصود أنَّ قصّة هذا الرجل فيها دلالات على وجوب الحذر، على أهل العلم ألَّا ينسلخوا مما أعطاهم الله، وألَّا يُؤثروا الدنيا على الآخرة كما فعل هذا المبتلى، نسأل الله العافية، هذا من الله -جلَّ وعلا- تحذيرٌ لأهل العلم، وبيان لعظم الخطر، وأنَّ الواجب على مَن رزقه الله العلم أن يعمل به، وأن يتَّقي الله فيه، وأن يحذر أن يُخالفه لأي هوى، ولأي غرضٍ من الأغراض، بل يجب أن يكون هذا العلم دليلًا له إلى الآخرة، وسائقًا له إلى الآخرة، يعمل بطاعة الله، ويحذر معصية الله، ويقف عند حدود الله، ولا يُقدّم هواه وحظَّه العاجل على ما أعطاه الله من العلم، نسأل الله السلامة والعافية.

عن عبدالله بن عمرو في قوله: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا الآية، قال: هو صاحبكم أمية ابن أبي الصّلت.

الشيخ: يعني: هو من جنسهم؛ لأنَّه عرف وأصرّ على الباطل، أمية ابن أبي الصّلت آمن شعره، وكفر قلبه -نسأل الله العافية-، وهكذا كثيرٌ من أعيان المشركين عرفوا، ولكن أصرّوا على الباطل؛ إيثارًا للعاجلة، واتِّباعًا للهوى، كما فعل اليهود، نسأل الله العافية: يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146]، نعم.

وقد رُوِيَ من غير وجهٍ عنه، وهو صحيحٌ إليه، وكأنَّه إنما أراد أنَّ أمية ابن أبي الصّلت يُشبهه؛ فإنَّه كان قد اتّصل إليه علم كثير من علم الشَّرائع المتقدمة، ولكنَّه لم ينتفع بعلمه، فإنَّه أدرك زمان رسول الله ﷺ وبلغته أعلامه وآياته ومُعجزاته، وظهرت لكل مَن له بصيرة، ومع هذا اجتمع به، ولم يتبعه، وصار إلى مُوالاة المشركين ومُناصرتهم وامتداحهم، ورثى أهل بدر من المشركين بمرثاة بليغة -قبَّحه الله.

وقد جاء في بعض الأحاديث أنَّه ممن آمن لسانه، ولم يؤمن قلبه، فإنَّ له أشعارًا ربانيةً وحكمًا وفصاحةً، ولكنه لم يشرح الله صدره للإسلام.

وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا ابنُ أبي نمر.

الشيخ: كذا عندكم؟

طالب: أحسن الله إليك: حدثنا أبي: حدثنا ابن أبي عمر.

الشيخ: نعم: حدثنا أبي: حدثنا ابن أبي عمر، محمد ابن أبي عمر، بدل: "نمر"، "عمر"، المكي، نعم.

مداخلة: ترجمة نافع بن عاصم، يقول: نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود، الثقفي، عن عبدالله بن عمرو، وعنه يعلى بن عطاء، وثَّقه ابن حبان، خرّج له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي.

الشيخ: طيب، بارك الله فيك.

مداخلة: في "التقريب" يقول: نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود، الثقفي، المكي، صدوق، من الرابعة. (البخاري في "الأدب"، والنسائي).

الشيخ: بارك الله فيك، نعم.

وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا ابن أبي عمر: حدثنا سفيان، عن أبي سعيدٍ الأعور، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ في قوله: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا قال: هو رجلٌ أُعطي ثلاث دعوات يُستجاب له فيهنَّ، وكانت له امرأة له منها ولد، فقالت: اجعل لي منها واحدة. قال: فلك واحدة، فما الذي تُريدين؟ قالت: ادعُ الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فدعا الله، فجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل، فلمَّا علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه، وأرادت شيئًا آخر، فدعا الله أن يجعلها كلبةً، فصارت كلبةً، فذهبت دعوتان، فجاء بنوها فقالوا: ليس بنا على هذا قرار، قد صارت أمُّنا كلبةً يُعيرنا الناس بها، فادعُ الله أن يردّها إلى الحال التي كانت عليها. فدعا الله فعادت كما كانت، وذهبت الدَّعوات الثلاث، وتُسمّى: البسوس. غريب.

وأمَّا المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة فإنما هو رجلٌ من المتقدمين في زمن بني إسرائيل.

الشيخ: قف على هذا.

س: ما صحّة هذا الخبر؟

ج: أيش؟

س: هو رجلٌ أُوتي ثلاث دعوات؟

ج: الله أعلم، أعد السَّند.

حدثنا ابنُ أبي عمر: حدثنا سفيان، عن أبي سعيدٍ الأعور، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ.

الشيخ: هذا من أخبار ابن عباس، هذا مما تلقَّاه عن بني إسرائيل إن صحَّ عنه، انظر: أبا سعيدٍ الأعور هذا في "التقريب"، أبو سعد، أو أبو سعيد، أو في "الخلاصة"، إن صحَّ فمن الإسرائيليات، نعم.

.............

مداخلة: أحسن الله عملك، أبو سعيد ما وجدته، وجدت أبا سعد.

الشيخ: إيه.

الطالب: سعيد بن المرزبان، العبسي مولاهم، أبو سعد، البقال، الكوفي، الأعور، ضعيف، مدلس، مات بعد الأربعين، من الخامسة. (بخ، ت، ق).

الشيخ: صلحها: أبو سعد، المقصود أنَّ السند ضعيف أيضًا، ضعيف عن أبي سعد، ولو صحَّ فهو مما تلقَّاه عن بني إسرائيل، نعم، نسأل الله العافية، ثلاث دعوات ذهبت في امرأةٍ.