تفسير قوله تعالى: {وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ..} (1)

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان: حدثنا حماد، عن سماك، عن أنس بن مالك : أنَّ رسول الله ﷺ بعثه ببراءة مع أبي بكر، فلمَّا بلغ ذا الحُليفة قال: لا يُبلِّغها إلا أنا أو رجلٌ من أهل بيتي، فبعث بها مع علي بن أبي طالب .

ورواه الترمذي في "التفسير" عن بندار، عن عفان وعبدالصّمد –كلاهما- عن حماد بن سلمة، به، ثم قال: حسنٌ غريبٌ من حديث أنسٍ .

وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: حدثنا محمد بن سليمان –لوين.

الشيخ: انظر "التقريب".

الطالب: محمد بن سليمان، الأسدي، أبو جعفر، العلاف، الكوفي، ثم المصيصي، المعروف بلوين، عن سليمان بن بلال، وإبراهيم بن سعد، ومالك، وشريك، وطائفة، وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، والبغوي، وابن صاعد، وخلق، وثَّقه النَّسائي، وقال أبو حاتم: صدوق. وقال لوين: حدّثت ولي خمسون سنة، فرأيتُ النبي في النوم، فقال: "يا محمد، ما آن لك أن تُحدّث". فأمسكتُ حتى بلغتُ سبعين سنةً، فرأيتُ النبي فقال: "حدِّث فقد آن لك". توفي سنة خمسٍ وأربعين ومئتين. وقيل: سنة ستٍّ.

الشيخ: "التقريب".

الطالب: محمد بن سليمان بن حبيب، الأسدي، أبو جعفر، العلاف، الكوفي، ثم المصيصي، لقبه لوين –بالتَّصغير-، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسٍ أو ستٍّ وأربعين، وقد جاز المئة. (د، س).

حدثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن عليٍّ قال: لما نزلت عشرُ آيات من براءة على النبي ﷺ دعا النبي ﷺ أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة، ثم دعاني فقال: أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتابَ منه، فاذهب إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجُحفة، فأخذتُ الكتابَ منه، ورجع أبو بكر إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، نزل فيَّ شيء؟ فقال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يُؤدّي عنك إلا أنت أو رجلٌ منك. هذا إسنادٌ فيه ضعف.

وليس المراد أنَّ أبا بكر رجع من فوره، بل بعد قضائه للمناسك التي أمَّره عليها رسولُ الله ﷺ كما جاء مُبينًا في الرِّواية الأخرى.

وقال عبدالله أيضًا: حدَّثني أبو بكر: حدثنا عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن سماك، عن حنش، عن عليٍّ : أنَّ رسول الله ﷺ حين بعثه ببراءة قال: يا نبي الله، إني لستُ باللّسن، ولا بالخطيب. قال: لا بدَّ لي أن أذهب بها أنا، أو تذهب بها أنت، قال: فإن كان ولا بدَّ فسأذهب أنا. قال: انطلق، فإنَّ الله يُثبّت لسانك، ويهدي قلبك، قال: ثم وضع يدَه على فيه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع -رجل من همدان-: سألنا عليًّا: بأي شيءٍ بُعثتَ؟ يعني: يوم بعثه النبي ﷺ مع أبي بكر في الحجّة، قال: "بُعثتُ بأربعٍ: لا يدخل الجنةَ إلا نفس مُؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومَن كان بينه وبين النبي ﷺ عهدٌ فعهده إلى مُدّته، ولا يحجّ المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا".

ورواه الترمذي عن قلابة.

مداخلة: عن أبي قلابة.

الشيخ: حطّ عليه إشارة، يُراجع الترمذي. وحطّ: نسخة "أبي قلابة".

س: مَن هو الذي وضع يدَه على فيه؟

ج: النبي ﷺ، المقصود أنَّ هذه الرِّواية التي فيها أنَّ أبا بكر رجع هذه غلط من بعض الرواة؛ لأنَّ أبا بكر لم يرجع، واستمرّ في الإمارة حتى كمل الحجّ ، وصار عليٌّ معه من المنادين، عليٌّ يُنادي بالآيات من براءة مثل أبي هريرة، ومثل غيره من المنادين، يُنادون به كما أمرهم النبي ﷺ: "لا يحجّ بعد العام مُشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريان، ومَن كان له عهدٌ عند رسول الله فهو إلى مُدّته، ومَن لم يكن له عهدٌ فمدّته أربعة أشهرٍ، ولا يدخل الجنةَ إلا نفس مؤمنة"، نعم.

س: أحسن الله إليك، ما صحّة السند السابق: رجع أبو بكر؟

ج: حدثنا؟

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان: حدثنا حماد، عن سماك، عن أنس بن مالك : أنَّ رسول الله ﷺ بعثه ببراءة مع أبي بكر، فلمَّا بلغ ذا الحُليفة قال: لا يُبَلِّغها إلا أنا، أو رجلٌ من أهل بيتي، فبعث بها مع علي بن أبي طالب .

ورواه الترمذي في "التفسير" عن بندار، عن عفان وعبدالصمد –كلاهما- عن حماد بن سلمة، به. ثم قال: حسنٌ غريبٌ من حديث أنسٍ .

وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: حدَّثنا محمد بن سليمان -لوين-: حدثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن عليٍّ .

الشيخ: لعلَّ العِلّة: محمد بن جابر هذا، انظر: محمد بن جابر، لعل العِلّة أنَّه هو الذي وهم، وسماك قد يكون هو الذي وهم، محتمل؛ لأنَّ سماكًا له أيضًا أوهام.

المقصود أنَّ هذه الزيادة: "أنه رجع" هذه غلط، سواء من سماك، أو من محمد بن جابر.

الطالب: محمد بن جابر السّحيمي –بمُهملتين- اليمامي، عن حبيب ابن أبي ثابت، وعون ابن أبي جُحيفة، وسماك بن حرب، وطائفة، وعنه: أيوب مع تقدّمه، والسُّفيانان، ووكيع، وخلق، وضعّفه ابنُ معين، قال الفلاس: صدوق، متروك الحديث. وفي الحاشية: كثير الوهم.

الشيخ: إذًا العِلّة من هذا، العِلّة من محمد بن جابر هذا.

الطالب: أحسن الله إليك، في "التقريب": أبو قلابة مُتأخّر، عبدالملك الرّقاشي، لكن رمز له ابن ماجه.

الشيخ: أيش قال فيه؟

الطالب: عبدالملك بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالملك، الرقاشي -بفتح الراء وتخفيف القاف ومُعجمة- أبو قلابة، البصري، يُكنى: أبا محمد، وأبو قلابة لقب، صدوق يُخطئ، تغيّر حفظه لما سكن بغداد، من الحادية عشرة، مات سنة ستٍّ وتسعين ومئتين، وله ستّ وثمانون سنة. (ابن ماجه).

الشيخ: يمكن هو هذا، لكن سقطت علامةُ التاء: الترمذي.

الطالب: هناك آخر: أبو قلابة، عبدالله بن زيد بن عمرو بن عامر، الجرمي.

الشيخ: هذا مُتقدّم، هذا تابعي، لكن هذا هو، لكن يمكن أن تكون علامةُ التاء سقطت من بعض الطبعات، صلّحها عندك: أبي قلابة.

الطالب: عبدالملك بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله، الرقاشي، أبو قلابة، البصري، الضرير، الحافظ، نزيل بغداد، عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعنه ابن ماجه. قال ابن خزيمة: حدثنا أبو قلابة قبل أن يختلط. وقال أبو داود: مأمون. قال ابن المنادي: مات سنة ستٍّ وسبعين ومئتين.

في الحاشية: وقال الدَّارقطني: صدوق، كثير الخطأ في الأسانيد.

الشيخ: ...........

عن سفيان بن عيينة، وقال: حسنٌ صحيحٌ. كذا قال.

ورواه شعبة عن أبي إسحاق، فقال: زيد بن يثيع وهم فيه.

ورواه الثوري عن أبي إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عليٍّ .

الشيخ: وهذا خبر التَّبليغ عن الرسول ﷺ براءة، استغلّه الرَّافضة من إيران، وصاروا يأمرون بعض حجاجهم بإعلان البراءة -كما يقولون- على وجه المظاهرة، يصفون مظاهرة في أيام الحجّ، وهذا غلطٌ قبيحٌ ومُنكرٌ، الرسول ما فعل هذا، الرسول أمرهم أن يُنادوا في الأربع، هؤلاء جماعة يُنادون في الناس من غير مظاهرات، ثم هذا ما فعله النبيُّ إلا سنة تسعٍ، ثم لم يفعله سنة عشرٍ، ولم يفعله الخلفاء، إنما فعله سنة تسعٍ حتى يعلم الكفّار أنَّه لا يحجّ بعد العام مُشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولم يفعله في حجّة الوداع، ولا الخلفاء بعده، فهذه المظاهرات التي يفعلها الرَّافضة من إيران من المنكرات، من البدع، نعم.

س: رافضة إيران كفَّار؟

ج: كل الرافضة الذين يعبدون عليًّا من إيران وغيرها، مَن عبد عليًّا وأهل البيت فهو كافر، نسأل الله العافية، يعبدونه ويُنادونه من دون الله، ويسبّون الصَّحابة، نسأل الله العافية، ويُنادون الحسين والحسن وفاطمة، يعبدونهم من دون الله عبادةً واضحةً، نسأل الله العافية.

وقال ابنُ جرير: حدثنا ابن وكيع: حدثنا أبو أسامة، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن عليٍّ قال: "بعثني رسولُ الله ﷺ حين أُنزلت براءة بأربعٍ: ألَّا يطوف بالبيت عُريان، ولا يقرب المسجد الحرام مُشركٌ بعد عامهم هذا، ومَن كان بينه وبين رسول الله ﷺ عهدٌ فهو إلى مُدّته، ولا يدخل الجنةَ إلا نفس مُؤمنة".

ثم رواه ابنُ جرير عن محمد بن عبدالأعلى، عن ابن ثور، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ قال: أُمرتُ بأربعٍ. فذكره.

وقال إسرائيلُ: عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة، فبعث رسولُ الله ﷺ أبا بكر، ثم أرسل عليًّا فأخذها، فلمَّا رجع أبو بكر قال: نزل فيَّ شيءٌ؟ قال: لا، ولكن أُمرتُ أن أُبلّغها أنا أو رجلٌ من أهل بيتي، فانطلق إلى أهل مكّة، فقام فيهم بأربعٍ: لا يدخل مكّة مُشركٌ بعد عامه هذا، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنةَ إلا نفس مسلمة، ومَن كان بينه وبين رسول الله ﷺ عهدٌ فعهده إلى مُدّته.

وقال محمد بن إسحاق: عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي، قال: لما نزلت براءة على رسول الله ﷺ، وقد كان بعث أبا بكر ليُقيم الحجَّ للناس، فقيل: يا رسول الله، لو بعثت إلى أبي بكر؟ فقال: لا يُؤدي عني إلا رجلٌ من أهل بيتي، ثم دعا عليًّا فقال: اذهب بهذه القصّة من سورة براءة، وأذّن في الناس يوم النَّحر إذا اجتمعوا بمنى: أنَّه لا يدخل الجنةَ كافرٌ، ولا يحجّ بعد العام مُشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريان، ومَن كان له عهدٌ عند رسول الله ﷺ فهو له إلى مُدّته.

فخرج عليٌّ على ناقة رسول الله ﷺ العضباء حتى أدرك أبا بكر في الطريق، فلمَّا رآه أبو بكر قال: أميرٌ أو مأمورٌ؟ فقال: بل مأمورٌ. ثم مضيا، فأقام أبو بكر للناس الحجّ، والعرب إذ ذاك في تلك السّنة على منازلهم من الحجِّ التي كانوا عليها في الجاهلية، حتى إذا كان يوم النَّحر قام علي بن أبي طالب فأذّن في الناس بالذي أمره رسولُ الله ﷺ، فقال: "يا أيّها الناس، إنَّه لا يدخل الجنةَ كافرٌ، ولا يحجّ بعد العام مُشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريان، ومَن كان له عهدٌ عند رسول الله ﷺ فهو إلى مُدّته"، فلم يحجّ بعد ذلك العام مُشركٌ، ولم يطف بالبيت عريان.

ثم قدما على رسول الله ﷺ، فكان هذا من براءة فيمَن كان من أهل الشِّرك من أهل العهد العام وأهل المدّة إلى الأجل المسمّى.

وقال ابنُ جرير: حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم: أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد.

الطالب: وهب الله بن راشد، أبو زرعة، البصري، غمزه سعيد ابن أبي مريم وغيره، يروي عن يونس بن يزيد الأيلي وغيره، قال أبو حاتم: محلّه الصّدق. وفضل ابن وارة عليه: عنبسة بن خالد. انتهى. وقال ابنُ حبان في "الثقات": روى عنه الربيع بن سليمان وإبراهيم ابن أبي داود وأهل مصر، يُخطئ. وقال أبو سعيد ابن يونس: لم يكن أحمد بن شعيب النَّسائي يرضى وهب الله بن راشد. وقول الذَّهبي أنَّ ابن أبي مريم غمزه.

...........

أخبرنا حيوة بن شُريح: أخبرنا أبو صخر: أنَّه سمع أبا معاوية البجلي -من أهل الكوفة- يقول: سمعتُ أبا الصّهباء البكري وهو يقول: سألتُ عليًّا عن يوم الحجّ الأكبر، فقال: إنَّ رسول الله ﷺ بعث أبا بكر ابن أبي قُحافة يُقيم للناس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة، فخطب الناس يوم عرفة، فلمَّا قضى خُطبته التفت إليَّ فقال: "قم يا علي فأدِّ رسالةَ رسول الله ﷺ"، فقمتُ، فقرأتُ عليهم أربعين آية من براءة، ثم صدرنا، فأتينا منى، فرميتُ الجمرة، ونحرتُ البدنة، ثم حلقتُ رأسي، وعلمتُ أنَّ أهل الجمع لم يكونوا كلّهم حضروا خطبةَ أبي بكر يوم عرفة، فطفتُ أتتبّع بها الفساطيط أقرأها عليهم، فمن ثمَّ إخال حسبتم أنَّه يوم النَّحر، ألا وهو يوم عرفة.

وقال عبدُالرزاق: عن معمر، عن أبي إسحاق: سألتُ أبا جُحيفة عن يوم الحجِّ الأكبر، قال: يوم عرفة. فقلتُ: أمن عندك أم من أصحاب محمدٍ ﷺ؟ قال: كلّ في ذلك.

وقال عبدُالرزاق أيضًا: عن ابن جُريج، عن عطاء، قال: يوم الحجّ الأكبر يوم عرفة.

وقال عمر بن الوليد الشّني.

الشيخ: انظر "التَّقريب".

الطالب: في "الخلاصة": عمرو بن الوليد بن عبدة –بفتحات-، السّهمي، المصري، عن مولاه عبدالله بن عمرو، وعنه يزيد ابن أبي حبيب، وثَّقه ابن حبان، قيل: توفي سنة ثلاثٍ ومئة. (ابن ماجه).

الشيخ: "التقريب".

الطالب: عمرو بن الوليد بن عبدة –بفتحتين-، السّهمي، مولى عمرو بن العاص، مصري، صدوق، من الثالثة، مات سنة ثلاثٍ ومئة. (ق).

طالب آخر: "تعجيل المنفعة": عمر بن الوليد، الشّني، أبو سلمة، العبدي، بصري، عن عبدالله بن بُريدة وعكرمة وجماعة، وعنه: أبو نُعيم ووكيع وآخرون، وثَّقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بَأْسًا. وضعَّفه النَّسائي، قلتُ: وليّنه يحيى القَطَّان، قال البخاري: كُنيته: أبو سليمان، البصري، من عبدالقيس. وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد: حدثنا علي بن المديني: سمعتُ يحيى بن سعيد ذكر عمر بن الوليد فقال بيده يُحرّكها، كأنَّه لا يُقوّيه. قال علي: فاسترجعتُ وقلتُ: إذا حرّكتَ يدك فقد أهلكتَه؟ قال: لستُ أعتمد عليه، ولكنَّه لا بأسَ به.

...........

الشيخ: الشّني، نعم.

حدثنا شهاب بن عبَّاد البصري.

الشيخ: انظر "التقريب".

الطالب: في "الخلاصة": شهاب بن عبَّاد، العبدي، البصري، عن ابن عباسٍ، وعنه ابنه هود، وثَّقه ابنُ حبان. قال في الحاشية: في التهذيب العصري.

الشيخ: في غيره؟

الطالب: هناك شهاب بن عباد العبدي، أبو عمر، الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربعٍ وعشرين. (خ، م، ت، ق).

الشيخ: غيره.

الطالب: شهاب بن عبّاد العبدي، البصري، مقبول، من الرابعة. (بخ).

...........

عن أبيه قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: هذا يوم عرفة، هذا يوم الحجّ الأكبر، فلا يصومنّه أحدٌ. قال: فحججتُ بعد أبي، فأتيتُ المدينة، فسألتُ عن أفضل أهلها، فقالوا: سعيد بن المسيب، فأتيتُه، فقلتُ: إني سألتُ عن أفضل أهل المدينة، فقالوا: سعيد بن المسيب، فأخبرني عن صوم يوم عرفة. فقال: أُخبرك عمَّن هو أفضل مني مئة ضعفٍ: عمر أو ابن عمر كان ينهى عن صومه ويقول: هو يوم الحجّ الأكبر. رواه ابنُ جرير، وابنُ أبي حاتم.

وهكذا رُوي عن ابن عباسٍ، وعبدالله بن الزبير، ومجاهد، وعكرمة، وطاوس: أنَّهم قالوا: يوم عرفة هو يوم الحجّ الأكبر.

وقد ورد فيه حديثٌ مرسلٌ رواه ابنُ جريج: أخبرت عن محمد بن قيس بن مخرمة: أنَّ رسول الله ﷺ خطب يوم عرفة، فقال: هذا يوم الحجّ الأكبر.

ورُوي من وجهٍ آخر: عن ابن جريج، عن محمد بن قيس، عن المسور بن مخرمة، عن رسول الله ﷺ أنَّه خطبهم بعرفات، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنَّ هذا يوم الحجّ الأكبر.

والقول الثاني: أنَّه يوم النَّحر.

قال هشيم: عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن الشَّعبي، عن عليٍّ قال: يوم الحجّ الأكبر يوم النَّحر.

وقال إسحاق السّبيعي: عن الحارث الأعور: سألتُ عليًّا عن يوم الحجّ الأكبر، فقال: هو يوم النَّحر.

وقال شُعبة: عن الحكم: سمعتُ يحيى بن الجزار يُحدّث عن عليٍّ أنَّه خرج يوم النَّحر على بغلةٍ بيضاء يريد الجبانة، فجاء رجلٌ فأخذ بلجام دابّته، فسأله عن يوم الحجّ الأكبر، فقال: هو يومك هذا، خلِّ سبيلها.

وقال عبدُالرزاق: عن سفيان، عن شعبة، عن عبدالملك بن عُمير، عن عبدالله ابن أبي أوفى أنَّه قال: يوم الحجّ الأكبر يوم النَّحر.

وروى شُعبة وغيره عن عبدالملك بن عمير، به نحوه.

وهكذا رواه هُشيم وغيره عن الشّيباني، عن عبدالله ابن أبي أوفى.

وقال الأعمش: عن عبدالله بن سنان، قال: خطبنا المغيرةُ بن شُعبة يوم الأضحى على بعيرٍ، فقال: هذا يوم الأضحى، وهذا يوم النَّحر، وهذا يوم الحجّ الأكبر.

وقال حماد بن سلمة: عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ: أنَّه قال: الحجّ الأكبر يوم النَّحر.

وكذا رُوي عن أبي جُحيفة، وسعيد بن جبير، وعبدالله بن شداد بن الهاد، ونافع بن جبير بن مطعم، والشعبي، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وعكرمة، وأبي جعفر الباقر، والزهري، وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم: أنَّهم قالوا: يوم الحجّ الأكبر هو يوم النّحر.

واختاره ابنُ جرير، وقد تقدّم الحديث عن أبي هريرة في "صحيح البخاري": أنَّ أبا بكر بعثهم يوم النَّحر يُؤذّنون بمنى.

وقد ورد في ذلك أحاديث أُخَر، كما قال الإمام أبو جعفر ابن جرير.

الشيخ: قف على: وقد ورد في ذلك أحاديث أُخَر.

رحمه الله، نعم، هو المشهور والمعروف: يوم الحجّ الأكبر يوم النَّحر، يوم عرفة يوم حجّ .....، لكن يوم الحجّ الأكبر يوم النَّحر؛ لأنَّ فيه أعمال الحجّ: الطّواف والسّعي والرّمي والذّبح والنّحر والحلق، نعم، والله المستعان.