الشيخ: وهذا سند أحمد جيد، ولا بأس به، وهذا يدلّ على أنَّه ينبغي للمؤمن أن ينصح لله ولعباده، وألا يحقر نفسه من بيان الحقِّ وإظهاره، وألا يكون عنده خجل وضعف وخوف من الناس، بل ينبغي له أن يصدع بالحقِّ، ويقول الحقَّ فيما قد يخفى على الناس، وهذا ..... لقوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ [التوبة:71]، وفي قوله -جلَّ وعلا-: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108]، وفي قوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وفي قوله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33]، نعم.
مداخلة: في تعليق يا شيخ على هذا الحديث يقول: ضعيفٌ من هذا الوجه؛ لانقطاعه أيضًا: أبو البختري سعيد بن ..... لم يسمع من أبي سعيدٍ، والحديث في "المسند"، وفي "سنن ابن ماجه"، وعند البيهقي.
الشيخ: الأقرب أنَّه سمع منه؛ لأنَّه أدركه، الظاهر أنَّه سمع من أبي سعيدٍ، وإنما الشَّك في سماعه من علي .....
س: يقول البوصيري عن إسناده: صحيح؟
ج: نعم، هذا هو الأظهر؛ لأنَّ سعيد بن ..... أدرك أبا سعيدٍ.
الشيخ: انظر "التقريب".
الطالب: عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر بن حزم، الأنصاري، أبو طوالة -بضم المهملة-، المدني، قاضي المدينة لعمر بن عبدالعزيز، ثقة، من الخامسة، مات سنة أربعٍ وثلاثين، ويُقال بعد ذلك. (ع).
الشيخ: الذي عنده (ابن أبي طوالة) يمحو (ابن).
عن نهار بن عبدالله العبدي المدني، عن أبي سعيدٍ الخدري، عن النبي ﷺ قال: إنَّ الله ليسأل العبد يوم القيامة، حتى إنَّه ليسأله يقول له: أي عبدي، أرأيت منكرًا فلم تُنكره؟ فإذا لقّن اللهُ عبدًا حُجَّته قال: أي ربّ، وثقتُ بك، وخفتُ الناس.
وثبت في الصحيح: ما ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه، قالوا: وكيف يذلّ نفسه يا رسول الله؟ قال: يتحمّل من البلاء ما لا يُطيق.
مداخلة: في تعليق يسير على الذي قبل الأخير يقول: نهار بن عبدالله العبدي مجهول الحال، ويصلح حديثه في الشَّواهد والمتابعات، والحديث في "المسند"، وعند ابن ماجه والبيهقي.
الشيخ: نعم.
الطالب: نهار بن عبدالله، العبدي، المدني، صدوق، من الرابعة.
الشيخ: والذي عندك، أيش عندك؟
الطالب: نهار بن عبدالله العبدي مجهول الحال.
الشيخ: لا، غلط، في "التقريب": صدوق. والذي عنده (بهار) يحطها (نهار)، الذي عنده بالباء يحطها نون.
س: ما صحّة الحديث؟
ج: لا بأس به، جيد، هذه شواهد في المتابعات، متابعات لسعيد بن .....، نعم.
الشيخ: يُفسّر هذا قوله ﷺ: مَن رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، هذا تفسير ما تقدّم: لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول في حقٍّ هذا داخلٌ في العموم، إن استطاع أنكر، وإلا أنكر بلسانه، فإن عجز فبقلبه، نعم.
س: لكن الإنكار بالقلب يقتضي مُفارقة المنكر، أو إذا أجلس لا بأس، لا يأثم؟
ج: الإنكار بالقلب معناه: مُفارقة المنكر، وعدم الجلوس معهم عند المنكر، لا يحضر معهم عند المنكر، هذا معناه.
س: أقارب أو أصهار عندهم في بيوتهم تماثيل؟
ج: يُنصحون، القلوب بيد الله، عليه النَّصيحة.
س: هل ..... مثلًا زوجته عند أهلها؟
ج: ..... عليه النَّصيحة والتَّوجيه إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، فإن قبلوا فالحمد لله، أمَّا الهجر فله شأنٌ آخر، إن رأى الهجر هجرهم، وإن رأى المصلحة في مُواصلة النَّصيحة وأنها أنفع واصل النَّصيحة.
س: ..............؟
ج: يعمل بالأصلح، إن رأى الأصلح أنها .....، وأنَّ الشَّر يقلّ فلا بأس، وإن رأى أنَّ الشَّر يزيد ولا يقلّ منعها.
س: قوله: "وثقت بك، وخفت الناس"؟
ج: نعم، عند العجز، نعم.
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ [المائدة:54] أي: مَن اتَّصف بهذه الصِّفات فإنما هو من فضل الله عليه وتوفيقه له.
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة:54] أي: واسع الفضل، عليمٌ بمَن يستحقّ ذلك ممن يحرمه إياه.
وقوله تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [المائدة:55] أي: ليس اليهود بأوليائكم، بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله والمؤمنين.
وقوله: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [المائدة:55] أي: المؤمنون المتَّصفون بهذه الصِّفات من إقام الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام، وهي له وحده لا شريكَ له.
الشيخ: كذا عندكم؟
طالب: وهي عبادته وحده لا شريكَ له.
الشيخ: تعبير المؤلف بقوله: "وهي أكبر أركان الإسلام" فيه نظر، ليس بجيدٍ؛ لأنَّ أكبر أركان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، الشَّهادتان هما أكبر أركان الإسلام، وأعظم أركان الإسلام، وهما الأصل، والصلاة هي الركن الثاني، الصواب أن يُقال: هي أعظم أركان الإسلام بعد الشَّهادتين، فالمؤلف أطلق، وهذا الإطلاق فيه نظر.
الشيخ: المعنى صحيح، لكن عندكم: وهي عبادته؟
الطالب: ...........
الشيخ: يأتيها إيضاحها .....، لكن لو قال المؤلف: "بعد الشَّهادتين" لكان أصوب، علِّق عليه: الصواب بعد الشَّهادتين.
وإيتاء الزكاة التي هي حقّ المخلوقين، ومُساعدة للمُحتاجين والمساكين.
وأما قوله: وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة:55] فقد توهم بعضُ الناس أنَّ هذه الجملة في موضع الحال من قوله: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [المائدة:55] أي: في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنَّه ممدوحٌ، وليس الأمر كذلك عند أحدٍ من العلماء ممن نعلمه من أئمّة الفتوى.
وحتى إنَّ بعضهم ذكر في هذا أثرًا عن علي بن أبي طالب: أنَّ هذه الآية نزلت فيه، وذلك أنَّه مرَّ به سائلٌ في حال ركوعه فأعطاه خاتمه.
وقال ابنُ أبي حاتم: حدَّثنا الربيع بن سليمان المرادي: حدثنا أيوب بن سويد، عن عتبة ابن أبي حكيم في قوله: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [المائدة:55] قال: هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب.
الشيخ: علي بن أبي طالب من جُملتهم، المقصود وَهُمْ رَاكِعُونَ يعني: خاضعون لله، يُؤدّون الصلاة، ويُقيمون الصلاة وهم خاضعون لله، والخضوع يعني: يُؤدّون حقوق الله عن خضوعٍ وذلٍّ وانكسارٍ وتواضعٍ، ما هو معناه: يُؤدّون الزكاةَ وهم راكعون، مُنحنون، لا، هذا وهمٌ باطلٌ، فقول مَن قال أنَّ أول مَن فعله علي هذا قولٌ باطلٌ أيضًا، هذا من أوضاع الشِّيعة، من عمل الشِّيعة الرافضة.
فالمراد وَهُمْ رَاكِعُونَ يعني: خاضعون لله، ذليلون بين يديه -جلَّ وعلا-، يُؤدّون الصلاة عن خضوعٍ، ويُؤدّون الزكاةَ عن خضوعٍ، وهكذا بقية العبادات يُؤدّونها عن خضوعٍ لله وذلٍّ وانكسارٍ ورغبةٍ فيما عند الله، لا عن تكبّرٍ، ولا عن غفلةٍ، نعم.
مداخلة: في تعليق يقول: الأثر من طريق ..... ابن أبي الحكيم، وهو صدوق، يُخطئ كثيرًا، والحديث الذي رُوي في هذا الأثر ..... الحافظ المفسّر ابن كثير -رحمه الله- في تاريخ "البداية والنهاية" من طريقين، ثم قال: وهذا لا يصحّ بوجهٍ من الوجوه؛ لضعف أسانيده، ولم ينزل في عليٍّ شيءٌ من القرآن بخصوصيَّته، وكلّ ما يُوردونه في قوله تعالى: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [الرعد:7]، وقوله: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا [الإنسان:8]، وقوله: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة:19]، وغير ذلك من الآيات والأحاديث الواردة بأنها نزلت في عليٍّ لا يصحّ شيءٌ منها.
وأما قوله تعالى: هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ [الحج:19] فثبت في "الصحيح" أنها نزلت في عليٍّ وحمزة وعبيدة من المؤمنين، وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة من الكافرين.
الشيخ: نعم، كلّ هذا من وضع الرَّافضة -قبَّحهم الله-، نعم.
الشيخ: وهذا مُعضل، مرسل، فسلمة تابعي، نعم، ولم يُدرك عليّ فيما يظهر، المقصود أنَّ هذا كلّه من دسائس الرَّافضة، نعم.
وقال ابنُ جرير: حدثني الحارث: حدثنا عبدالعزيز: حدثنا غالب بن عبيدالله: سمعتُ مجاهدًا يقول في قوله: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الآية: نزلت في علي بن أبي طالب، تصدّق وهو راكع.
وقال عبدالرزاق: حدَّثنا عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباسٍ في قوله: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الآية: نزلت في علي بن أبي طالب. عبدالوهاب بن مجاهد لا يُحتجّ به.
وروى ابنُ مردويه من طريق سفيان الثوري، عن أبي سنان، عن الضَّحاك، عن ابن عباسٍ قال: كان علي بن أبي طالب قائمًا يُصلي، فمرَّ سائلٌ وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الآية. الضَّحاك لم يلقَ ابن عباس.
وروى ابنُ مردويه أيضًا من طريق محمد بن السَّائب الكلبي -وهو متروك-، عن أبي صالح، عن ابن عباسٍ قال: خرج رسولُ الله ﷺ إلى المسجد والناس يُصلون بين راكعٍ وساجدٍ وقائمٍ وقاعدٍ، وإذا مسكينٌ يسأل، فدخل رسولُ الله ﷺ فقال: أعطاك أحدٌ شيئًا؟ قال: نعم. قال مَن؟ قال: ذلك الرجل القائم. قال: على أي حالٍ أعطاكه؟ قال: وهو راكع. قال: وذلك علي بن أبي طالب. قال: فكبّر رسول الله ﷺ عند ذلك وهو يقول: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة:56]. وهذا إسنادٌ لا يُفرح به.
ثم رواه ابنُ مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه، وعمار بن ياسر، وأبي رافع، وليس يصحّ شيء منها بالكلية؛ لضعف أسانيدها، وجهالة رجالها.
ثم روى بإسناده عن ميمون بن مهران، عن ابن عباسٍ في قوله: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ نزلت في المؤمنين، وعلي بن أبي طالب أوّلهم.
وقال ابنُ جرير: حدثنا هناد: حدثنا عبدة، عن عبدالملك، عن أبي جعفر قال: سألته عن هذه الآية: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، قلنا: مَن الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا. قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب؟ قال: علي من الذين آمنوا.
الشيخ: نعم، هذا الصواب، هو منهم ، والمقصود المؤمنون عمومًا الذين هذا وصفهم، وهو منهم .
س: مَن قال أنَّ هذه الأسانيد يشدّ بعضُها بعضًا؟
ج: ليس بشيءٍ، نعم.
وقال أسباط: عن السّدي: نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مرَّ به سائلٌ وهو راكعٌ في المسجد، فأعطاه خاتمه.
وقال علي ابن أبي طلحة الوالبي: عن ابن عباسٍ: مَن أسلم فقد تولّى الله ورسوله والذين آمنوا. رواه ابنُ جرير.
وقد تقدّم في الأحاديث التي أوردناها أنَّ هذه الآيات كلّها نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من حلف اليهود، ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين؛ ولهذا قال تعالى بعد هذا كلّه: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة:56]، كما قال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:21-22].
فكلّ مَن رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلحٌ في الدنيا والآخرة، ومنصورٌ في الدنيا والآخرة؛ ولهذا قال تعالى في هذه الآية الكريمة: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ.
الشيخ: وهذا هو الواجب، على كل مؤمنٍ أن يتولّى الله ورسوله والمؤمنين، وأن يكون من أنصار الحقِّ، دُعاة الهدى، قال تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:171-173]، المقصود تولي الله، والاستقامة على دين الله، والمحافظة على حقِّ الله، والموالاة لله، والمعاداة لله، هؤلاء حزب الله، وهم جند الله، منهم الصحابة، وهم أفضلهم، وعلى رأسهم، والرسل قبلهم، فجند الله وحزب الله هم الرسل وأتباعهم، وأفضل الأتباع هم الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم.