تفسير قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}

وقال السدي: يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ [الأنفال:6] أي: بعدما تبين لهم أنَّك لا تفعل إلا ما أمرك الله به.

قال ابنُ جرير: وقال آخرون: عنى بذلك المشركين. حدثنا يونس: أنبأنا ابن وهب قال: قال ابنُ زيد في قوله تعالى: يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ [الأنفال:6] قال: هؤلاء المشركون جادلوه في الحقِّ كأنما يُساقون إلى الموت حين يُدعون إلى الإسلام وهم ينظرون. قال: وليس هذا من صفة الآخرين، هذه صفة مُبتدأة لأهل الكفر.

ثم قال ابنُ جرير: ولا معنى لما قاله؛ لأنَّ الذي قبل قوله: يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ خبر عن أهل الإيمان، والذي يتلوه خبرٌ عنهم.

والصواب قول ابن عباس وابن إسحاق: أنَّه خبرٌ عن المؤمنين، وهذا الذي نصره ابنُ جرير هو الحقّ، وهو الذي يدلّ عليه سياقُ الكلام، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: حدَّثنا يحيى بن بُكير.

مُداخلة: يحيى ابن أبي بُكير.

الشيخ: يُنسب إلى جدِّه، يُقال إلى: أبي بكير، ويقال: بكير، وهو يحيى بن عبدالله بن بكير، لا بأس.

وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: حدَّثنا يحيى بن بُكير وعبدالرزاق قالا: حدَّثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ قال: قيل لرسول الله ﷺ حين فرغ من بدرٍ: عليك بالعير، ليس دونها شيء. فناداه العباسُ بن عبدالمطلب -قال عبدُالرزاق: وهو أسيرٌ في وثاقه-: إنَّه لا يصلح لك. قال: ولم؟ قال: لأنَّ الله إنما وعدك إحدى الطَّائفتين، وقد أعطاك اللهُ ما وعدك. إسناد جيد، ولم يُخرجه.

الشيخ: ولم يُخرجه أيش؟

قارئ المتن: قال في الحاشية: يقول في نسخة (الأزهر): ولم يُخرجوه. يعني: الشيخين وأصحاب السُّنن.

الشيخ: نعم، عندكم: "يُخرجوه" في النُّسخ الأخرى؟

الطالب: في نسخة (الشعب): ولم يُخرجه.

الشيخ: نعم، ماشٍ، تكفي الحاشية.

س: بالإفراد: "ولم يُخرجه" يعود الضَّمير إلى مَن؟

ج: لا، الظاهر أنَّها تصحيف: "ولم يُخرجوه"، يعني: الكتب السّتة، الظاهر أنها غلطٌ من بعض النُّساخ.

س: ما يكون: ولم يُخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب السّتة؟

ج: محتمل.

س: الإسناد؟

ج: جيد، حدَّثنا، أعد سنده.

حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ.

الشيخ: لا بأسَ به، سماك فيه بعض الكلام عن عكرمة، نعم.

ومعنى قوله تعالى: وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ أي: يُحبّون أنَّ الطائفة التي لا حدَّ لها ولا منعةَ ولا قتالَ تكون لهم، وهي العِير، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ [الأنفال:7] أي: هو يُريد أن يجمع بينكم وبين الطَّائفة التي لها الشَّوكة والقتال؛ ليظفركم بهم، وينصركم عليهم، ويُظهر دينَه، ويرفع كلمةَ الإسلام، ويجعله غالبًا على الأديان، وهو أعلم بعواقب الأمور، وهو الذي يُدبّركم بحُسن تدبيره، وإن كان العبادُ يُحبّون خلاف ذلك فيما يظهر لهم، كقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ [البقرة:216].

وقال محمد بن إسحاق -رحمه الله-: حدَّثني محمد بن مسلم الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبدالله ابن أبي بكر، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير وغيرهم من عُلمائنا، عن عبدالله بن عباس. كلٌّ قد حدَّثني بعض هذا الحديث، فاجتمع حديثُهم فيما سُقت من حديث بدرٍ، قالوا: لما سمع رسولُ الله ﷺ بأبي سفيان مُقبلًا من الشام ندب المسلمين إليهم، وقال: هذه عِير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعلَّ الله أن يُنفِّلكموها، فانتدب الناسُ، فخفَّ بعضُهم، وثقل بعضُهم، وذلك أنَّهم لم يظنوا أنَّ رسول الله ﷺ يلقى حربًا.

وكان أبو سفيان قد استنفر حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار، ويسأل مَن لقي من الرُّكبان؛ تخوفًا على أمر الناس، حتى أصاب خبرًا من بعض الرُّكبان: أنَّ محمدًا قد استنفر أصحابَه لك ولعيرك. فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى أهل مكة، وأمره أن يأتي قريشًا فيستنفرهم إلى أموالهم، ويُخبرهم أنَّ محمدًا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعًا إلى مكة.

وخرج رسولُ الله ﷺ في أصحابه حتى بلغ واديًا يُقال له: ذفران، فخرج منه حتى إذا كان ببعضه نزل، وأتاه الخبرُ عن قريشٍ بمسيرهم ليمنعوا عِيرهم، فاستشار رسولُ الله ﷺ الناس، وأخبرهم عن قريشٍ.

فقام أبو بكر فقال، فأحسن. ثم قام عمرُ فقال، فأحسن. ثم قام المقدادُ بن عمرو فقال: يا رسول الله، امضِ لما أمرك اللهُ به، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24]، ولكن اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنَّا معكما مُقاتلون، فوالذي بعثك بالحقِّ، لو سرتَ بنا إلى برك الغماد –يعني: مدينة الحبشة- لجالدنا معك مَن دونه حتى تبلغه. فقال له رسولُ الله ﷺ خيرًا، ودعا له بخيرٍ.

ثم قال رسولُ الله ﷺ: أشيروا عليَّ أيّها الناس، وإنما يُريد الأنصار، وذلك أنَّهم كانوا عدد الناس، وذلك أنَّهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول الله، إنا بُرآء من زمامك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلتَ إلينا فأنت في زمامنا، نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا. وكان رسولُ الله ﷺ يتخوّف أن لا تكون الأنصارُ ترى عليها نُصرته إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدوٍّ من بلادهم، فلمَّا قال رسولُ الله ﷺ ذلك قال له سعدُ بن معاذ: والله لكأنَّك تُريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، فقال: فقد آمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أنَّ ما جئتَ به هو الحقّ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السَّمع والطَّاعة، فامضِ يا رسول الله لما أمرك الله، فوالذي بعثك بالحقِّ، إن استعرضتَ بنا هذا البحر فخضتَه لخُضناه معك، ما يتخلّف منا رجلٌ واحدٌ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبرٌ عند الحرب، صدقٌ عند اللِّقاء.

الشيخ: اللهم ارضَ عنهم، اللهم ارضَ عنهم.

ولعلَّ الله يُريك منا ما تقرّ به عينُك، فسِرْ بنا على بركة الله.

فسُرّ رسولُ الله ﷺ بقول سعدٍ، ونشطه ذلك، ثم قال: سِيروا على بركة الله، وأبشروا، فإنَّ الله قد وعدني إحدى الطَّائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم.

وروى العوفي عن ابن عباسٍ نحو هذا، وكذلك قال السّدي وقتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحدٍ من علماء السَّلف والخلف، اختصرنا أقوالهم اكتفاءً بسياق محمد بن إسحاق.

الشيخ: وهذا مما أيّد اللهُ به رسوله، وأظهر به دينه، هذه القضية: كون العِير سلمت، وقريش خرجت لنصرها وحمايتها، حتى جمع اللهُ بينهم وبين نبيِّه على غير ميعادٍ، ثم نصر اللهُ نبيَّه نصرًا مُؤزَّرًا على قِلّة مَن معه، وكثرة مَن مع قريش؛ كان في هذا إظهارٌ لدين الله، ونصرٌ لدين الله، وبيانٌ لبُطلان الباطل، وما عليه أهله، وهذا من رحمته سبحانه، ومن توطئته لدينه، وتهيئته أسباب النَّجاح والنَّصر، وظهور الحقِّ، والله المستعان، نعم.

إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ۝ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:9-10].

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو نوح قراد: حدثنا عكرمة بن عمار: حدثنا سماك الحنفي أبو زميل: حدثني ابن عباس: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر النبيُّ ﷺ إلى أصحابه وهم ثلاثمئة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي ﷺ القبلةَ، وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تُعبد في الأرض أبدًا، قال: فما زال يستغيث ربَّه ويدعوه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه.

الشيخ: فرداه يعني: جعله على كتفيه.

ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله، كفاك مُناشدتك ربّك، فإنَّه سيُنجز لك ما وعدك. فأنزل الله : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ.

فلمَّا كان يومئذٍ التقوا، فهزم اللهُ المشركين، فقُتل منهم سبعون رجلًا، وأُسِرَ منهم سبعون رجلًا، واستشار رسولُ الله ﷺ أبا بكر وعمر وعليًّا، فقال أبو بكر: يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه منهم قوةً لنا على الكفَّار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا. فقال رسولُ الله ﷺ: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلتُ: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تُمكّني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقَه، وتُمكّن عليًّا من عقيل فيضرب عُنقه، وتُمكّن حمزة من فلان أخيه فيضرب عُنقه؛ حتى يعلم اللهُ أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمّتهم وقادتهم.

فهوى رسولُ الله ﷺ ما قال أبو بكر، ولم يهوِ ما قلتُ، وأخذ منهم الفداء.

الشيخ: قال عمر مثلما قال نوح: لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [نوح:26]، وقال أبو بكر مثلما قال عيسى -عليه الصلاة والسلام-: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]، وكذلك قول إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [إبراهيم:36].

فالمقصود أنَّ الصّديق غلبت عليه الرحمة، ورجا أنَّ الله يهديهم ويُسلمون، وأشار بأخذ الفداء، لعلَّ الله يهديهم بعد هذا، والفداء يكون عونًا للمسلمين، وكان هو الرأي الصَّائب والرأي المفيد الذي هويه النبيُّ ﷺ ورضيه، وقدَّره اللهُ للمسلمين.

فلمَّا كان من الغد قال عمر: فغدوتُ إلى النبي ﷺ وأبي بكر وهما يبكيان، فقلتُ: ما يُبكيك أنت وصاحبك؟! فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ، وإن لم أجد بكاءً تباكيتُ لبكائكما. قال النبي ﷺ: للذي عرض عليَّ أصحابُك من أخذهم الفداء، لقد عُرض عليَّ عذابكم أدنى من هذه الشَّجرة، لشجرةٍ قريبةٍ من النبي ﷺ، وأنزل الله : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ إلى قوله: فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا [الأنفال:67-69]، فأحلّ لهم الغنائم.

فلمَّا كان يوم أحد من العام المقبل عُوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقُتل منهم سبعون، وفرَّ أصحابُ النبي ﷺ عن النبي ﷺ، وكُسرت رباعيته، وهُشّمت البيضةُ على رأسه، وسال الدمُ على وجهه، فأنزل الله: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:165] بأخذكم الفداء.

ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طرقٍ، عن عكرمة بن عمار، به. وصححه علي بن المديني والترمذي، وقالا: لا يُعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليماني.

وهكذا روى علي ابن أبي طلحة والعوفي، عن ابن عباسٍ: أنَّ هذه الآية الكريمة قوله: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ في دعاء النبي ﷺ. وكذا قال يزيد بن نفيع.

مداخلة: يثيع.

الشيخ: يزيد بن يثيع، ويقال: ابن أثيع أيضًا بالهمزة، صلّحه، انظر: "التقريب"، المعروف أنَّه يزيد بن يثيع، ويقال: ابن أثيع بالهمزة أيضًا.

وكذا قال يزيد بن أثيع والسّدي وابنُ جُريج.

وقال أبو بكر ابن عياش: عن أبي حصين، عن أبي صالح قال: لما كان يوم بدر جعل النبي ﷺ يُناشد ربَّه أشدّ المناشدة، يدعو، فأتاه عمرُ بن الخطاب فقال: يا رسول الله، بعض مُناشدتك، فوالله ليفينَّ اللهُ لك بما وعدك.

س: مَن قال بأنَّ الآية نزلت مُؤيدةً لرأي عمر بن الخطاب؟

ج: نعم، الله كتب هذا، قدَّره لنبيِّه ﷺ، واختاره لنبيِّه -عليه الصلاة والسلام-، وأبان لهم ما بين عمر ، فالله أقرّ ما رآه الصّديق، نعم.

س: ويكون الرأي الصَّائب قول أبي بكر؟

ج: لأنَّ الله أقرّه بعد ذلك، نعم.

والهزيمة يوم أحد بأسباب ما جرى من المسلمين، نعم.

مُداخلة: ما وجدنا: يزيد، وجدنا: زيد.

الشيخ: أيش عندك؟

الطالب: زيد بن يثيع -بضم التَّحتانية، وقد تُبدل همزة، بعدها مُثلثة، ثم تحتانية ساكنة، ثم مهملة- الهمداني، الكوفي، ثقة، مخضرم، من الثانية. (الترمذي والنَّسائي).

الشيخ: وأنتم عندكم كلّكم: يزيد؟

أحد الطلبة مُجيبًا: نعم يا شيخ.

الشيخ: يمكن، محتمل، هل في غير "التقريب" شيء؟

الطالب: ما في إلا "التقريب".

الشيخ: ما هو ببعيدٍ أن يكون تصحيفًا، السَّند أيش هو؟ الذي فيه يزيد بن أثيع أيّ سندٍ؟ قال مَن؟

ورواه مسلم وأبو داود والتّرمذي وابنُ جرير وابنُ مردويه من طرقٍ، عن عكرمة بن عمار، به.

وصححه علي بن المديني والترمذي، وقالا: لا يُعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليماني.

وهكذا روى علي ابن أبي طلحة والعوفي، عن ابن عباسٍ: أنَّ هذه الآية الكريمة قوله: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ في دعاء النبي ﷺ. وكذا قال يزيد بن أثيع والسّدي وابن جُريج.

الشيخ: كلكم عندكم: يزيد بن أثيع؟

الطلاب: نعم، إيه، نعم.

مُداخلة: أحسن الله إليك، ما يحتمل أنَّه يزيد بن زريع؟

الشيخ: لا، يزيد بن زريع مُتأخّر، هو زيد بن أثيع، يمكن الياء هذه غلط، لكن يُراجع، حطّ عليه إشارة، ويُراجع "التهذيب"، نعم، "التهذيب" و"الخلاصة".