تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا..} (2)

قال ابنُ أبي حاتم: حدثنا جعفر بن علي فيما كتب إليَّ: حدثنا إسماعيل ابن أبي أويس: حدثني أبو عبدالله عبدالقدوس بن إبراهيم ابن أبي عبيدالله بن مرداس العبدري -مولى بني عبدالدار-، عن إبراهيم بن عمر، عن وهب بن منبه، عن أبي عثمان النَّهدي، عن سلمان الخير أنَّه قال: لما سأل الحواريون عيسى ابن مريم المائدة كره ذلك جدًّا، فقال: "اقنعوا بما رزقكم الله في الأرض، ولا تسألوا المائدة من السَّماء، فإنَّها إن نزلت عليكم كانت آيةً من ربكم، وإنما هلكت ثمود حين سألوا نبيَّهم آيةً، فابتُلوا بها، حتى كان بوارهم فيها". فأبوا إلا أن يأتيهم بها؛ فلذلك قالوا: نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا الآية [المائدة:113]، فلما رأى عيسى أن قد أبوا إلا أن يدعو لهم بها، قام فألقى عنه الصوف، ولبس الشعر الأسود، وجبة من شعرٍ، وعباءة من شعرٍ، ثم توضأ واغتسل، ودخل مصلَّاه، فصلَّى ما شاء الله، فلمَّا قضى صلاته قام قائمًا مُستقبل القبلة، وصفَّ قدميه حتى استويا، فألصق الكعب بالكعب، وحاذى الأصابع، ووضع يدَه اليمنى على اليسرى فوق صدره، وغضَّ بصره، وطأطأ رأسه خشوعًا، ثم أرسل عينيه بالبكاء، فما زالت دموعه تسيل على خديه، وتقطر من أطراف لحيته حتى ابتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه، فلمَّا رأى ذلك دعا الله فقال: اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ [المائدة:114].

فأنزل الله عليهم سفرةً حمراء بين غمامتين: غمامة فوقها، وغمامة تحتها، وهم ينظرون إليها في الهواء مُنقضة من فلك السَّماء تهوي إليهم.

وعيسى يبكي خوفًا من أجل الشُّروط التي أخذها اللهُ عليهم فيها: أنَّه يُعذِّب مَن يكفر بها منهم بعد نزولها عذابًا لم يُعذّبه أحدًا من العالمين، وهو يدعو الله في مكانه ويقول: "اللهم اجعلها رحمةً لهم، ولا تجعلها عذابًا، إلهي، كم من عجيبةٍ سألتُك فأعطيتني، إلهي، اجعلنا لك شاكرين، اللهم إني أعوذ بك أن تكون أنزلتها غضبًا ورجزًا، إلهي، اجعلها سلامةً وعافيةً، ولا تجعلها فتنةً ومثلةً". فما زال يدعو حتى استقرت السفرةُ بين يدي عيسى والحواريين، وأصحابه حوله يجدون رائحةً طيبةً لم يجدوا فيما مضى رائحةً مثلها قطّ.

وخرَّ عيسى والحواريون لله سجدًا؛ شكرًا له لما رزقهم من حيث لم يحتسبوا، وأراهم فيه آيةً عظيمةً ذات عجبٍ وعبرةٍ.

وأقبلت اليهود ينظرون، فرأوا أمرًا عجيبًا أورثهم كمدًا وغمًّا، ثم انصرفوا بغيظٍ شديدٍ.

وأقبل عيسى والحواريون وأصحابه حتى جلسوا حول السّفرة، فإذا عليها منديل مُغطّى، فقال عيسى: "مَن أجرأنا على كشف المنديل عن هذه السّفرة، وأوثقنا بنفسه، وأحسننا بلاءً عند ربه، فليكشف عن هذه الآية حتى نراها، ونحمد ربنا، ونذكر باسمه، ونأكل من رزقه الذي رزقنا؟" فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته، أنت أولانا بذلك، وأحقنا بالكشف عنها.

فقام عيسى واستأنف وضوءًا جديدًا، ثم دخل مُصلاه، فصلَّى كذلك ركعات، ثم بكى بكاءً طويلًا، ودعا الله أن يأذن له في الكشف عنها، ويجعل له ولقومه فيها بركةً ورزقًا، ثم انصرف وجلس إلى السّفرة وتناول المنديل، وقال: "بسم الله خير الرازقين"، وكشف عن السّفرة، فإذا هو عليها بسمكةٍ ضخمةٍ مشويةٍ، ليس عليها بواسير، ليس في جوفها شوكٌ، يسيل السمنُ منها سيلًا، قد نضد بها بقول من كل صنفٍ غير الكرَّاث، وعند رأسها خلّ، وعند ذنبها ملح، وحول البقول خمسة أرغفة، على واحدٍ منها زيتون، وعلى الآخر تمرات، وعلى الآخر خمس رمانات.

فقال شمعون -رأس الحواريين- لعيسى: يا روح الله وكلمته، أمن طعام الدنيا هذا، أم من طعام الجنة؟ فقال عيسى: "أما آن لكم أن تعتبروا بما ترون من الآيات، وتنتهوا عن تنقير المسائل؟ ما أخوفني عليكم أن تُعاقبوا في سبب نزول هذه الآية!" فقال له شمعون: لا وإله إسرائيل، ما أردت بها سؤالًا يا ابن الصّديقة. فقال عيسى : "ليس شيء مما ترون من طعام الدنيا، ولا من طعام الجنة، إنما هو شيءٌ ابتدعه الله في الهواء بالقدرة الغالبة القاهرة، فقال له: كن، فكان أسرع من طرفة عينٍ، فكلوا مما سألتم باسم الله، واحمدوا عليه ربّكم؛ يمدّكم منه ويزدكم، فإنَّه بديع، قادر، شاكر"، فقالوا: يا روح الله وكلمته، إنا نُحبّ أن يُرينا الله آيةً في هذه الآية. فقال عيسى: "سبحان الله! أما اكتفيتم بما رأيتم من هذه الآية حتى تسألوا فيها آيةً أخرى؟!" ثم أقبل عيسى على السمكة، فقال: "يا سمكة، عودي بإذن الله حيَّةً كما كنتِ"، فأحياها الله بقُدرته، فاضطربت وعادت بإذن الله حيةً طريةً، تلمظ كما يتلمظ الأسد، تدور عيناها، لها بصيصٌ، وعادت عليها بواسيرها، ففزع القومُ منها وانحازوا، فلمَّا رأى عيسى منهم ذلك قال: "ما لكم تسألون الآية فإذا أراكموها ربُّكم كرهتُموها؟! ما أخوفني عليكم أن تُعاقبوا بما تصنعون! يا سمكة، عودي بإذن الله كما كنتِ"، فعادت بإذن الله مشويةً كما كانت في خلقها الأول.

فقالوا: يا عيسى، كن أنت يا روح الله الذي تبدأ بالأكل منها، ثم نحن بعد. فقال عيسى: "معاذ الله من ذلك، يبدأ بالأكل مَن طلبها"، فلمَّا رأى الحواريون وأصحابه امتناع نبيّهم منها خافوا أن يكون نزولها سخطةً، وفي أكلها مثلةً، فتحاموا، فلمَّا رأى ذلك عيسى منهم دعا لها الفُقراء والزمنى، وقال: "كلوا من رزق ربكم ودعوة نبيكم، واحمدوا الله الذي أنزلها لكم، فيكون مهنؤها لكم، وعقوبتها على غيركم، وافتتحوا أكلكم باسم الله، واختتموه بحمد الله"، ففعلوا، فأكل منها ألف وثلاثمئة إنسان بين رجلٍ وامرأةٍ، يصدرون عنها كلّ واحدٍ منهم شبعان يتجشأ.

ونظر عيسى والحواريون فإذا ما عليها كهيئته إذ نزلت من السَّماء، لم ينقص منها شيء، ثم إنها رُفعت إلى السَّماء وهم ينظرون، فاستغنى كل فقيرٍ أكل منها، وبرئ كل زمنٍ أكل منها، فلم يزالوا أغنياء أصحاء حتى خرجوا من الدنيا.

وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبوا أن يأكلوا منها ندامةً سالت منها أشفارهم، وبقيت حسرتها في قلوبهم إلى يوم الممات.

قال: وكانت المائدةُ إذا نزلت بعد ذلك أقبل بنو إسرائيل إليها يسعون من كل مكانٍ، يُزاحم بعضُهم بعضًا: الأغنياء والفُقراء، والصِّغار والكبار، والأصحاء والمرضى، يركب بعضُهم بعضًا، فلمَّا رأى ذلك جعلها نوبًا بينهم: تنزل يومًا، ولا تنزل يومًا، فلبثوا على ذلك أربعين يومًا تنزل عليهم غبًّا عند ارتفاع الضُّحى، فلا تزال موضوعةً يُؤكل منها حتى إذا قاموا ارتفعت عنهم إلى جو السَّماء بإذن الله، وهم ينظرون إلى ظلِّها في الأرض حتى تتوارى عنهم.

قال: فأوحى الله إلى نبيِّه عيسى : "أن اجعل رزقي في المائدة للفُقراء واليتامى والزّمنى، دون الأغنياء من الناس، فلمَّا فعل ذلك ارتاب بها الأغنياء من الناس، وغمطوا ذلك حتى شكّوا فيها في أنفسهم، وشككوا فيها الناس، وأذاعوا في أمرها القبيح والمنكر، وأدرك الشيطانُ منهم حاجته، وقذف وسواسه في قلوب المرتابين حتى قالوا لعيسى: أخبرنا عن المائدة ونزولها من السَّماء: أحقٌّ؟ فإنَّه قد ارتاب بها منا بشرٌ كثيرٌ. فقال عيسى : "هلكتم وإله المسيح، طلبتم المائدة إلى نبيكم أن يطلبها لكم إلى ربكم، فلمَّا أن فعل وأنزلها عليكم رحمةً لكم ورزقًا، وأراكم فيها الآيات والعِبر، كذّبتم بها، وشككتم فيها، فأبشروا بالعذاب فإنَّه نازلٌ بكم، إلا أن يرحمكم الله"، فأوحى الله إلى عيسى: "إني آخذ المكذّبين بشرطي، فإني مُعذّب منهم مَن كفر بالمائدة بعد نزولها عذابًا لا أُعذّبه أحدًا من العالمين".

قال: فلمَّا أمسى المرتابون بها وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورةٍ مع نسائهم آمنين، فلمَّا كان في آخر الليل مسخهم اللهُ خنازير، فأصبحوا يتَّبعون الأقذار في الكناسات.

هذا أثرٌ غريبٌ جدًّا، قطعه ابنُ أبي حاتم في مواضع من هذه القصّة، وقد جمعتُه أنا ليكون سياقه أتمّ وأكمل، والله أعلم.

الشيخ: هذا من أخبار بني إسرائيل، فسلمان يُخبر عن بني إسرائيل، وأخبارهم مثلما قال ﷺ: لا تُصدِّقوهم، ولا تُكذِّبوهم.

الحقّ أنها نزلت المائدةُ كما بيّنه الله في كتابه العظيم، وأما تفصيل ما فعلوا فهذا يرجع إلى النبي ﷺ.

أما أخبار بني إسرائيل فتمرّ كما جاءت، لا تُصدّق، ولا تُكذّب، الله أعلم، نعم.

وكل هذه الآثار دالّة على أنَّ المائدة نزلت على بني إسرائيل أيام عيسى ابن مريم؛ إجابةً من الله لدعوته، كما دلّ على ذلك ظاهر هذا السياق من القرآن العظيم: قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ الآية [المائدة:115].

وقد قال قائلون: إنها لم تنزل. فروى ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد في قوله: أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ [المائدة:114]، قال: هو مثلٌ ضربه الله، ولم ينزل شيء. رواه ابنُ أبي حاتم وابن جرير.

ثم قال ابنُ جرير: حدثنا الحارث: حدثنا القاسم -هو ابن سلام-: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قال: مائدة عليها طعام أبوها حين عُرض عليهم العذاب إن كفروا، فأبوا أن تنزل عليهم.

وقال أيضًا: حدثنا ابنُ المثنى: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن أنَّه قال في المائدة: إنها لم تنزل.

وحدثنا بشر: حدثنا يزيد: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسنُ يقول: لما قيل لهم: فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:115]، قالوا: لا حاجةَ لنا فيها. فلم تنزل.

وهذه أسانيد صحيحة إلى مجاهد والحسن، وقد يتقوى ذلك بأنَّ خبر المائدة لا يعرفه النَّصارى، وليس هو في كتابهم، ولو كانت قد نزلت لكان ذلك مما تتوفر الدَّواعي على نقله، وكان يكون موجودًا في كتابهم مُتواترًا، ولا أقلّ من الآحاد، والله أعلم.

ولكن الذي عليه الجمهور أنها نزلت، وهو الذي اختاره ابنُ جرير، قال: لأنَّ الله تعالى أخبر بنزولها في قوله تعالى: إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:115]. قال: ووعد الله ووعيده حقٌّ وصدقٌ.

وهذا القول هو -والله أعلم- الصواب، كما دلّت عليه الأخبار والآثار عن السَّلف وغيرهم.

وقد ذكر أهلُ التاريخ أنَّ موسى بن نصير نائب بني أمية في فتوح بلاد المغرب وجد المائدة هنالك مرصعةً باللآلئ وأنواع الجواهر، فبعث بها إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبدالملك باني جامع دمشق، فمات وهي في الطَّريق، فحُملت إلى أخيه سليمان بن عبدالملك الخليفة بعده، فرآها الناسُ، فتعجبوا منها كثيرًا؛ لما فيها من اليواقيت النَّفيسة، والجواهر اليتيمة، ويُقال: إنَّ هذه المائدة كانت لسليمان بن داود عليهما السلام. فالله أعلم.

الشيخ: المقصود أنَّ الله قال: إِنِّي مُنَزِّلُهَا، وهو الصَّادق في خبره جلَّ وعلا، وهي نزلت، والتَّفصيل الله أعلم به، نعم.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبدالرحمن: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباسٍ قال: قالت قريش للنبي ﷺ: ادعُ لنا ربّك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا ونُؤمن بك. قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. قال: فدعا، فأتاه جبريلُ فقال: إنَّ ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئتَ أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمَن كفر منهم بعد ذلك عذّبتُه عذابًا لا أُعذّبه أحدًا من العالمين، وإن شئتَ فتحتُ لهم باب التوبة والرحمة، قال: بل باب التوبة والرحمة.

ثم رواه أحمدُ وابنُ مردويه، والحاكم في "مستدركه" من حديث سفيان الثوري، به.

الشيخ: انظر: عمران بن الحكم في "التقريب"، الراوي عن ابن عباسٍ.

الطالب: لعلّ في الاسم خطأ، بارك الله فيك، ترجمته في "التعجيل": عمران بن الحكم السّلمي، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما. كذا وقع، والصواب: عمران بن الحارث، أبو الحكم، كما في "صحيح مسلم" وغيره.

وبالنسبة "للخلاصة": عمران بن الحارث، السلمي، أبو الحكم، الكوفي، عن ابن عباسٍ وابن عمر، وعنه قتادة وسلمة بن سعيد، قال أبو حاتم: صالح الحديث. والنَّسائي.

الشيخ: و"التقريب": عمران بن الحكم؟

الطالب: غير موجودٍ في "التقريب"، بارك الله فيك.

الشيخ: عندك: عمران بن الحارث؟

الطالب: عمران بن الحارث، عمران بن الحكم السلمي، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما. كذا وقع، والصواب: عمران بن الحارث، أبو الحكم، كما في "صحيح مسلم" وغيره.

الشيخ: انظر: عمران بن الحارث في "التقريب".

الطالب: عمران بن الحارث، السلمي، أبو الحكم، الكوفي، ثقة، من الرابعة. (مسلم، والنَّسائي).

الشيخ: وليس هناك: عمران بن الحكم؟

الطالب: لا، ما في.

الشيخ: أعد.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبدالرحمن: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباسٍ قال: قالت قريش للنبي ﷺ: ادعُ لنا ربَّك أن يجعل لنا الصَّفا ذهبًا ونُؤمن بك. قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. قال: فدعا، فأتاه جبريلُ فقال: إنَّ ربَّك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئتَ أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمَن كفر منهم بعد ذلك عذَّبته عذابًا لا أُعذِّبه أحدًا من العالمين، وإن شئتَ فتحتُ لهم باب التوبة والرحمة، قال: بل باب التوبة والرحمة.

ثم رواه أحمد وابنُ مردويه، والحاكم في "مستدركه" من حديث سفيان الثوري، به.

مُداخلة: في حاشيةٍ لطلبة الوادعي.

الشيخ: إيه؟

الطالب: ..... المسند والحاكم، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم ولم يُخرجاه. وهو كما قال رحمه الله، لكن لا يلزم البخاري ومسلم أن يُخرجا جميع ما صحَّ من الحديث، ولم يلتزما، إنما فتحا الباب لغيرهما .....

الشيخ: خفي على مقبل التَّصحيح، نعم.

مُداخلة: في حاشية على .....

الشيخ: نعم.

الطالب: عمران بن الحارث، قال أبو حاتم: صالح الحديث. ذكره ابنُ حبان في "الثقات"، قال العجلي: كوفي، تابعي، ثقة.

الشيخ: نعم، نعم، سم.

س: صواب الاسم: عمران بن الحارث؟

ج: نعم، مثلما قال صاحب "الخلاصة" و"التقريب".

س: وسنده؟

ج: سنده جيد، صحيح، الله المستعان.

س: هل ترى في هذا الزمان من العلماء مَن يضعفوا الأحاديث، أو يُصححوا الأحاديث؟

ج: فيه خيرٌ كثيرٌ، في الشيخ ناصر والشيخ مُقبل خيرٌ كثيرٌ: لا تزال طائفةٌ من أُمَّتي على الحقِّ منصورة، نعم.