باب رفع اليدين وبيان صفته

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغُر المحجلين نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا ومرحبًا بحضراتكم إلى درسٍ مباركٍ من دروس "المنتقى".

ضيفكم في هذا اللِّقاء هو سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

مع مطلع هذا اللِّقاء نُرحب بسماحة الشيخ، فأهلًا ومرحبًا يا سماحة الشيخ.

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

المقدم: بقيت أسئلة في باب رفع اليدين وبيان صفته:

س: سماحة الشيخ، هل لرفع اليدين أكثر من صفةٍ؟

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.

أما بعد: فرفع اليدين إذا كان للطلب تكون بطونهما إلى القبلة إلى السماء، يرفعها حيال منكبيه، أو حيال أذنيه، وبطونها إلى السماء. أما إذا كان حال تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه فهذا تكون وجوهها إلى الكعبة، إلى القبلة عند الرفع: حين يُكبر للإحرام، وحين يُكبر للركوع، وحين يرفع ويقول: "سمع الله لمن حمده"، يرفع يديه ووجوهها إلى القبلة، وهكذا عند قيامه من التَّشهد الأول إلى الثالثة يرفع يديه، ووجوهها إلى القبلة.

س: الملاحظ أنَّ بعض المصلين يُكبر ويرفع يديه حال أن يهوي إلى السُّجود، كذلك إذا قاموا من الركعة الأولى إلى الثانية، وفي الركعة الثالثة إلى الرابعة يرفعون الأيدي، هل قال أحدٌ من العلماء بهذه الصِّفات؟

الشيخ: نعم، ورد فيها بعضُ الأحاديث، لكن في أسانيدها كلام، حديث ابن عمر يدل على أنَّ الرسول لا يرفع في السجود، وهو في "الصحيحين"، يقول : أنه كان ما يفعل هذا في السجود، إنما كان رفعه في أربعة مواضع: عند الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام للتشهد الأول. هذه مواضع الرفع الثابتة في "الصحيحين" من حديث ابن عمر، وله شواهد.

بَابُ مَا جَاءَ فِي وَضْعِ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ

- عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ ﷺ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَكَبَّرَ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَهُمَا وَكَبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى كَفِّهِ الْيُسْرَى وَالرُّسْغ وَالسَّاعِد.

- وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ.

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَلَا أَعْلَمُهُ إلَّا يَنْمِي ذَلِكَ إلَى النَّبِيِّ ﷺ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، فَرَآهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.

- وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إنَّ مِنَ السُّنَّةِ فِي الصَّلَاةِ وَضْعَ الْأَكُفِّ عَلَى الْأَكُفِّ تَحْتَ السُّرَّةِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

الشيخ: هذه الأحاديث تدل على شرعية وضع اليمين على اليسار حال الوقوف في الصلاة، ثبت عنه ﷺ أنه كان يضع يده اليمنى على كفِّه اليسرى والرسغ والساعد حال وقوفه في الصلاة، هذا هو السنة، كما في الأحاديث المذكورة.

وفي حديث قبيصة بن أهيب، عن أبيه: أن النبي ﷺ كان يضعهما على صدره حال قيامه، وهكذا في حديث وائل بن حجر.

فهذا يدل على أنَّ السنة للمُصلي في الفرض والنَّفل أن يضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره، وتكون أطرافها على السَّاعد، على الذِّراع، الكفّ وأطراف الأصابع على الساعد، كما في الحديث المذكور عن أبي حازم، وفي حديث قبيصة بن أهيب التَّصريح بأنه يضعهما على صدره، هذا هو السنة: يضعهما حال الوقوف على صدره، وحال الركوع على ركبتيه، وفي الأرض حال السجود، يضعهما على الأرض ويسجد بينهما، هذا هو السنة للمُصلي كما بيَّنته الأحاديث عن النبيِّ ﷺ.

أما حديث عليٍّ: "تحت السرة" فهو حديث ضعيف، والصواب أنهما يُوضعان على الصَّدر، هذا هو الوارد في الأحاديث الصحيحة: أنه يضعهما حين قيامه على صدره قبل الركوع وبعده، على الصدر، اليمنى على اليسرى، أما حين الركوع فيضعهما على ركبتيه، وأما حين السجود فعلى الأرض، يسجد بينهما، وإن وضعهما حيال منكبيه على الأرض وسجد على الأرض فكل ذلك ورد، أما حديث وضعهما تحت السرة فهو حديث ضعيف.

س: ما معنى: التحف بثوبه؟

الشيخ: جعله على عاتقيه، وضع الرداء على عاتقيه مع الإزار.

س: وما معنى: سجد بين كفَّيه؟

الشيخ: يعني: وضع رأسه بين كفَّيه، كون يديه حيال أذنيه، هذا وجه من وجوه السنة، والوجه الآخر: أنهما حيال منكبيه حين السُّجود، وكلاهما سنة.

س: الأحاديث التي مرَّت فيها أن يضع الكفَّ على الكفِّ، وأخرى تدل على أنه يضع اليمنى على ساعده اليسرى، ما الجمع بينهما؟

الشيخ: الجمع بينهما أن يضع يده اليمنى على كفِّه اليسرى، وأطرافها على الساعد.

س: المسائل الفرعية كهذه المسألة أثارت جدلًا كبيرًا عند بعض الطلاب، لعل لسماحتكم توجيهًا؟

الشيخ: نوصي الجميع بعدم الجدل، وما تيسر فعله المؤمن والحمد لله، لا ينبغي الجدل، ينبغي التَّعليم والتَّوجيه بالنصح والكلام الطيب والأسلوب الحسن؛ لأنها سنة، لا ينبغي الجدل، لو أرخا يديه وصلَّى ولم يضعهما على صدره، ولا على سرته، لا حرج، إنما هو سنة، فلا ينبغي الجدال والخصومات والنزاع والتَّقاطع والوحشة، كل هذا لا ينبغي، بل ينبغي لطلبة العلم التَّوجيه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، من غير عنفٍ ولا شدةٍ.

بَابُ نَظَرِ الْمُصَلِّي إلَى موضع سُجُودِهِ

وَالنَّهْيِ عَنْ رَفْعِ الْبَصَرِ فِي الصَّلَاةِ

677- عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي السَّمَاءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2]، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ "النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ"، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي "سُنَنِهِ" بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلرَّجُلِ أَنْ لَا يُجَاوِزَ بَصَرُهُ مُصَلَّاهُ. وَهُوَ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.

- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.

- وَعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ؟! فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: لَيَنْتَهُنَّ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا مُسْلِمًا وَالتِّرْمِذِيَّ.

- وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذَا جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ، وَلَمْ يُجَاوِزْ بَصَرُهُ إشَارَتَهُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد.

الشيخ: هذا هو السنة، السنة للمُصلي حال وقوفه أن يطرح بصره إلى موضع سجوده، كما قال ابن سيرين، وحكاه عن السلف: طرح أبصارهم إلى موضع السجود، والنبي ﷺ حذَّر من رفع الأبصار إلى السَّماء في الصلاة، قال: لينتهن عن ذلك أو لتُخطفنَّ أبصارهم، فدلَّ هذا على أنه لا يجوز رفعها إلى السَّماء وهو يُصلي، بل السنة طرح البصر إلى موضع السجود، وهذا من الخشوع المذكور في قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1- 2]، إلا في حال الجلسة للتَّشهد؛ فإنه لا يُجاوز بصره شهادته، كما قال ابنُ الزبير، يعني: ينظر إلى يده، محل يديه على ركبتيه، أو على فخذيه، كما أخبر ابنُ الزبير أنه كان يضع يديه على فخذيه في التشهد، ويُشير بالسبابة، ولا يُجاوز بصره سبابته، هذا هو الأفضل عند الجلوس في التَّشهد، وقد وردت في هذا روايات منها: وضع اليدين على الفخذين، ومنها: وضعها على الركبتين، ومنها: وضعها على الفخذين، وأطرافها على الركبتين، وكلٌّ سنة، والأمر واسع.

س: بالنسبة لمعنى خطف الأبصار ما معناه؟

الشيخ: على ظاهره، يعني: يذهب بصره، يعمى، يعني: يُصاب بالعمى.

س: الرفع اليسير للبصر هل هو محرم؟

الشيخ: ظاهر الأحاديث المنع والتَّحريم، الرسول نهى عن هذا وتوعد عليه.

س: الإشارة بالسبابة ما موضعها؟ حيث لاحظنا اختلاف الناس في ذلك: فمنهم مَن يرفع السبابة ولا يُحركها، ومنهم مَن يُحركها، ومنهم مَن لا يقوم بتحريكها عند الشَّهادتين؟

الشيخ: السنة رفعها في التَّشهد جميعه، من أوله إلى آخره وهي مرفوعة، إشارة إلى التوحيد، وعند الدعاء يُحركها، كما جاء في الحديث: تكون مرفوعةً من حين جلس للتَّشهد حتى يُسلم، وفي التَّشهد الأول كذلك، أما التَّحريك فيكون عند الدُّعاء: اللهم صلِّ على محمدٍ، اللهم أجرنا من عذاب جهنم، عند الدعاء يُشير ويُحركها قليلًا عند الدعاء.

س: النظر حال التَّشهد هل يكون لموضع السجود أم السبابة؟

الشيخ: موضع السبابة، ينظر إلى موضع يديه.

بَابُ ذِكْرِ الِاسْتِفْتَاحِ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَك بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ.

- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُك، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْك، وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك، أَنَا بِكَ وَإِلَيْك، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك.

وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَك رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَك أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَك سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي.

وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَك الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ.

وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَك سَجَدْتُ، وَبِك آمَنْتُ، وَلَك أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ.

ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّر، لَا إلَه إلَّا أَنْتَ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

- وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلَا إلَهَ غَيْرُك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالدَّارَقُطْنِيُّ مِثْلُهُ مِنْ رِوَايَةِ أَنَسٍ، وَلِلْخَمْسَةِ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ": أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، يَقُولُ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلَا إلَهَ غَيْرُك.

وَرَوَى سَعِيد فِي "سُنَنِهِ" عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِذَلِكَ.

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَابْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَقَالَ الْأَسْوَدُ: كَانَ عُمَرُ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلَا إلَهَ غَيْرُك. يُسْمِعُنَا ذَلِكَ وَيُعَلِّمُنَا. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.

الشيخ: هذه الأحاديث تدل على شرعية الاستفتاح، وأن الإنسان أول ما يُكبر في الصلاة يستفتحها بنوعٍ من هذه الاستفتاحات، وأصحّ ما ورد في هذا حديث أبي هريرة المتقدم: أنه رأى النبيَّ ﷺ يسكت بين التكبير والقراءة، فقال له : يا رسول الله، أرأيتَ سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد.

هذا استفتاح ثابت، وهو في "الصحيحين"، وهو أصحّ حديثٍ ورد في هذا الباب، فيُستحب أن يُؤتى بهذا الدعاء في أول الصلاة: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، والنَّوافل: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد، يُسمَّى: الاستفتاح، ثم بعد هذا يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويُسمِّي ويقرأ.

وهكذا حديث عائشة: كان يستفتح به أيضًا، وحديث عمر : سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. جاء عن عائشة، وعن عمر رضي الله عنهما، هذا نوع ثالث: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.

س: إذًا بعض الناس يقرأ: سبحانك اللهم وبحمدك دائمًا، ويترك الغير؟

الشيخ: لا حرج؛ لأنه أخصر ما ورد.

س: طيب، يعمد بعضُ الإخوان إلى قراءة أكثر من دعاءٍ للاستفتاح في الصلاة؟

الشيخ: لا، واحد يكفي، تارة هذا، وتارة هذا، هذا هو السنة، يُنوع كما نوَّع النبيُّ ﷺ، النبي تارة يأتي بهذا، وتارة يأتي بهذا، فالمؤمن يتأسَّى بالنبي ﷺ: تارة يستفتح بما في حديث أبي هريرة، وتارة بما في حديث عليٍّ، وتارة بما في حديث عائشة.

س: يتساءل البعض ويقول: إذا وُجد عندنا حديثان مختلفان، فهل نعمل بهما جميعًا، أم نقول: إنَّ أحدهما ناسخ للآخر؟

الشيخ: يُعمل بها جميعًا، هذا هو الأصل، إذا ورد عن النبي أنواع يُعمل بها: تارة بهذا، وتارة بهذا، كأنواع الاستفتاحات، وأنواع التَّعوذ، كل هذا يُستعمل: هذا تارة، وهذا تارة، صلاة الضحى وغير ذلك، وصلاة الليل.

س: إذًا ما طرق الجمع بين الأحاديث المختلفة؟

الشيخ: الجمع بينها أنَّ النبي كان يفعل هذا تارة، وهذا تارة للتخيير، تارة يفعل هذا، وتارة يفعل هذا؛ تخييرًا لأمته، وتوسعةً للأمة.

س: كتاب "مشكل الآثار" للطحاوي، ما رأيكم فيه؟

الشيخ: كتاب جيد ومفيد.

بَابُ التَّعَوُّذِ بِالْقِرَاءَةِ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل:98].

- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اسْتَفْتَحَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ.

وقال ابنُ المنذر: جاء عن النبي ﷺ أنه كان يقول قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وقال الأسود: رأيتُ عمر حين يفتتح الصلاةَ يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. ثم يتعوذ. رواه الدَّارقطنيُّ.

الشيخ: هذا هو الأفضل: بعد الاستفتاح يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، جاء عن النبي ﷺ أنه كان يتعوذ: تارةً يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ويقرأ الفاتحة، وتارةً يقول: أعوذ بالله السَّميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه، ثم يُسمي، ثم يقرأ، وهذه تُسمى: اختلاف التنوع، بأي نوعٍ أتى به حصل المطلوب مما ثبت عن النبي ﷺ، سواء قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه. أو أتى بنوعٍ آخر.

س: الاستعاذة واجبة أم مُستحبة؟

الشيخ: كلها مستحبة، الاستعاذة والتَّسمية كلها مستحبة، الاستفتاح والتَّعوذ والتَّسمية كلها سنة، ما هي بواجبةٍ.

س: الاستعاذة عند القراءة في غير الصلاة ما حكمها؟

الشيخ: مستحبة، قال الله جلَّ وعلا: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل:98].

س: في الركعة الثانية والثالثة في الصلاة هل يتعوذ؟

الشيخ: الأمر واسع: إن تعوَّذ فلا بأس، وإن ترك فلا بأس.

س: إذا قرأ في وسط السورة يتعوذ ولا يُسمِّي؟

الشيخ: يتعوذ فقط من وسط السورة، يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنَّ التسمية في أولها.

بَابُ مَا جَاءَ فِي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

وَفِي لَفْظٍ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا لَا يَجْهَرُونَ بِـ"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ.

وَلِأَحْمَدَ وَمُسْلِمٍ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِـ"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، لَا يَذْكُرُونَ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ، وَلَا فِي آخِرِهَا.

وَلِعَبْدِاللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ فِي "مُسْنَدِ أَبِيهِ": عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".

قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: أَنْتَ سَمِعْتَه مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَحْنُ سَأَلْنَاهُ عَنْهُ.

وَلِلنَّسَائِيِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمْ يُسْمِعْنَا قِرَاءَةَ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وَصَلَّى بِنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَمْ نَسْمَعْهَا مِنْهُمَا.

الشيخ: وهذه الأحاديث كلها تدل على أنَّ السنة السر بالتسمية والاستعاذة، كان الرسول ﷺ يُسر بهما، هذا هو الأفضل، كما قال أنس: كان النبيُّ ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان كلهم كانوا يُسرون بالتعوذ والتسمية، يبدؤون بـ"الحمد لله" يجهرون بها، فالأفضل للإمام وللمُنفرد وللمأموم كلهم ألا يجهروا: لا بالتعوذ، ولا بالتسمية، بل هذا بينه وبين الله سرًّا في الجهرية كالسرية، إنما يجهر بقوله: "الحمد لله" في المغرب والعشاء والفجر والجمعة، يرفع صوته بقول: "الحمد لله رب العالمين"، أما التسمية والتعوذ فتكون سرًّا، وهي سنة، لا واجبة، هذا هو الأفضل.

- وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إيَّاكَ وَالْحَدَثَ، قَالَ: وَلَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلًا كَانَ أَبْغَضَ إلَيْهِ حَدَثًا فِي الْإِسْلَامِ مِنْهُ، فَإِنِّي صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا، فَلَا تَقُلْهَا، إذَا أَنْتَ قَرَأْتَ فَقُل: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد.

- وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: كَيْفَ كَانَت قِرَاءَةُ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقَالَ: كَانَتْ مَدًّا. ثُمَّ قَرَأَ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، يَمُدُّ بِبِسْمِ اللَّهِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

- وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَتْ: كَانَ يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ: آيَةً، آيَةً، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:1- 4]. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

الشيخ: وهذا يدل على ترتيل القراءة، وأن السنة الوقوف على رؤوس الآي، كما فعل النبيُّ ﷺ، وأن السنة إخفاء التَّسمية وعدم الجهر بها، فيُسمي بينه وبين ربِّه، ثم يجهر بقوله: "الحمد لله ربِّ العالمين"، من دون ذكر التَّسمية، هذا هو الأفضل.

وقد ثبت من حديث أبي هريرة أنه جهر بالتَّسمية في صلاته، وأخبر أنه صلَّى كما صلَّى النبيُّ ﷺ. فيُحمل هذا على أنه فعله بعض الأحيان؛ أنَّ الرسول ﷺ فعل هذا بعض الأحيان؛ لإعلامهم أنَّ التسمية تُقرأ، وإلا فالسنة والأفضل الإخفاء، لكن إذا جهر بها بعض الأحيان لإعلام الناس وتفهيم الناس أنها تُقرأ فلا بأس، وإلا فالأفضل السرية.

ثم يدل حديث أم سلمة وما ذُكر في معناه على التَّقطيع في القراءة وعدم الحدر، كونه يقف على رؤوس الآي: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2- 4]، لا يصلها، هذا هو الأفضل، والوصل معناه: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، الأفضل القطع، يقف على رؤوس الآي، كما كان النبيُّ يقرأ عليه الصلاة والسلام، هذا هو الأفضل والأنفع للمأمومين.

المقدم: شكر الله لكم سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.