تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ}

وقوله: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ [الأنعام:39] أي: مثلهم في جهلهم وقِلّة علمهم وعدم فهمهم كمثل أصمّ -وهو الذي لا يسمع- أبكم -وهو الذي لا يتكلم-، وهو مع هذا في ظُلمات لا يُبصر، فكيف يهتدي مثل هذا إلى الطَّريق، أو يخرج مما هو فيه؟! كقوله: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ [البقرة:17].

الشيخ: هذه حال المنافقين، هذه حال المعرض عن طاعة الله، وعن .....، وعن كتابه العظيم: صمٌّ بُكْمٌ في الظُّلمات، وقال الله في حقِّهم في موضعٍ آخر: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان:44]، وقال جلَّ وعلا: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179]، هذه حال المعرضين المستكبرين الذين لم يتلفتوا إلى ما جاءت به الرسل، ولم ينقادوا لشرع الله، بل اتَّبعوا أهواءهم وشهواتهم، فصاروا بمنزلة الأصم الأبكم الذي يسير في الظُّلمة كالأعمى، نسأل الله العافية.

والمقصود من هذا الحثّ على الإقبال على الكتاب والسُّنة، والاستماع لآيات الله وعِظاته، وعدم الإعراض عن ذلك، بل يُسلّم بقلبه وسمعه، وينظر ببصره إلى آيات الله، لا يغفل، لا يتشبّه بأعداء الله الصمّ البكم، بل الواجب على مَن أعطاه الله العقل، وأعطاه السَّمع والبصر أن يستعملها في طاعة الله، وليستعن بسمعه وبصره وعقله على فهم كتاب الله، وعلى فهم مُراد الله، وعلى أداء حقِّ الله أينما كان.

هكذا المؤمن يستعمل بصره وسمعه وعقله وجوارحه لطاعة ربِّه واتِّباع شريعته، وينظر في القرآن، وينظر في السنة، وينظر في الآيات ..... لكلام الله، ويعقل، ويتدبر، ويفهم، ويعمل، هكذا المؤمن، هكذا مَن يُريد النَّجاة، هكذا مَن يرغب في أسباب السَّعادة يستعمل هذه الجوارح، وهذه الأدوات يستعملها، نعم.

صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ [البقرة:18]، وكما قال تعالى: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور:40].

الشيخ: وهذا النور له أسباب: الضَّراعة إلى الله وطلب النور: أن يفتح على قلبك، وأن يُنوّر قلبك، وأن يُبصّرك، هذه أسباب هذا النور، الله جعل كتابه نورًا، وجعل سنةَ نبيه نورًا، وأعطاك أسباب النور، فاستعملها، سَلْ ربَّك أن يُنوّر قلبك، ويُنوّر بصيرتك، وراجع الكتاب والسُّنة، وراجع الآيات، اصحب الأخيار، وابتعد عن الأشرار، خُذْ بالأسباب، جاهد نفسَك بالأسباب حتى يأتي هذا النور، وحتى يحصل لك هذا النور.

الذي عنده سراجٌ ولا يرى بالسراج ما أراد النور، الذي يريد النور ينظر بالسراج ويرى بالضوء وينظر، أمَّا إنسانٌ يقول: أنا أريد النور، ولكن ما أنا براءٍ بالسراج، لا أرى بالضوء، ولا أناظر، فهذا ما أراد النور، فالذي يريد النور يأخذ بأسباب النور.

ولهذا قال: مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الأنعام:39] أي: هو المتصرف في خلقه بما يشاء.

قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ۝ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ۝ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ۝ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:40-45].

يُخبر تعالى أنَّه الفعَّال لما يُريد، المتصرف في خلقه بما يشاء، وأنَّه لا مُعقّبَ لحكمه، ولا يقدر أحدٌ على صرف حكمه عن خلقه، بل هو وحده لا شريكَ له، الذي إذا سُئل يُجيب لمن يشاء؛ ولهذا قال: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أي: أتاكم هذا أو هذا، أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أي: لا تدعون غيره لعلمكم أنَّه لا يقدر أحدٌ على رفع ذلك سواه؛ ولهذا قال: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أي: في اتِّخاذكم آلهةً معه، بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ أي: في وقت الضَّرورة لا تدعون أحدًا سواه، وتذهب عنكم أصنامكم وأندادكم، كقوله: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ الآية [الإسراء:67].

الشيخ: يُذكّرهم سبحانه بما يعرفون: كما أنَّكم تعلمون أنَّه لا يُنجي في الشَّدائد إلا هو، فهكذا في الرَّخاء فادعوه، واضرعوا إليه، واعملوا بطاعته: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65].

كما تعلمون أنَّه هو مُجيب الدُّعاء، وهو القادر على كل شيءٍ في الشَّدائد، فهكذا في الرَّخاء استقيموا على توحيده وطاعته والعمل بشرعه حتى تحصل لكم النَّجاة، أما أن تُخلصوا في حال الشَّدائد ثم ترجعوا إلى الباطل في حال الرَّخاء فهذا هو الهلاك، وهذا هو الجفاء والإعراض والغفلة والتَّكبر، نسأل الله العافية.

وقوله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ يعني: الفقر والضّيق في العيش، وَالضَّرَّاءِ وهي الأمراض والأسقام والآلام، لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ أي: يدعون الله، ويتضرعون إليه، ويخشعون.

قال الله تعالى: فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا أي: فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرَّعوا إلينا وتمسكنوا لدينا، وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ أي: ما رقّت ولا خشعت، وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أي: من الشِّرك والمعاندة والمعاصي، فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أي: أعرضوا عنه وتناسوه، وجعلوه وراء ظهورهم، فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ أي: فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارون، وهذا استدراجٌ منه تعالى وإملاءٌ لهم، عياذًا بالله من مكره؛ ولهذا قال: حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أي: من الأموال والأولاد والأرزاق، أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً أي: على غفلةٍ، فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ أي: آيسون من كل خيرٍ.

قال الوالبي: عن ابن عباسٍ: المبلِس: الآيس.

وقال الحسنُ البصري: مَن وسّع الله عليه فلم يرَ أنَّه يمكر به فلا رأيَ له، ومَن قتر عليه فلم يرَ أنَّه ينظر له فلا رأي له.

الشيخ: والمعنى: أنَّ المؤمن عندما يُوسّع الله عليه يخشع ويحذر أن يكون استدراجًا: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ من أنواع الأرزاق والخيرات، فاستمرّوا في الطُّغيان، ولم ينتبهوا، ولم يستعينوا بنِعم الله على طاعته.

فالواجب على العبد إذا وسّع الله عليه أن يستعين بنِعم الله، وأن يخشى الخطر، وإذا ضيّق عليه أن يتصبر ويتحمّل ويصبر على طاعة ربِّه، فهو في الشّدة صابر، وفي الرَّخاء شاكر، هكذا المؤمن، يقول النبي ﷺ: عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كلَّه له خير، إن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له.

أما المعرض الغافل فهو ليس شكورًا في الرَّخاء، ولا صبورًا في البلاء: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ، نسأل الله العافية.

ثم قرأ: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ قال: مكر بالقوم وربّ الكعبة، أُعطوا حاجتهم ثم أُخذوا. رواه ابنُ أبي حاتم.

وقال قتادة: بغت القوم أمر الله، وما أخذ الله قومًا قطّ إلا عند سكرتهم وغرّتهم ونعمتهم، فلا تغترّوا بالله، فإنَّه لا يغترّ بالله إلا القوم الفاسقون. رواه ابنُ أبي حاتم أيضًا.

وقال مالك: عن الزهري: فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ قال: رخاء الدنيا ويُسرها.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن غيلان: حدثنا رشدين –يعني: ابن سعد أبا الحجاج المهري-، عن حرملة بن عمران التَّجيبي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر، عن النبي ﷺ قال: إذا رأيت الله يُعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يُحبّ فإنما هو استدراجٌ، ثم تلا رسولُ الله ﷺ: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ.

الشيخ: الآية واضحة في أنَّه استدراج، والحديث ضعيف؛ لأنَّ رشدين ليس ممن يُحتجّ به، نعم.

ورواه ابنُ جرير وابنُ أبي حاتم من حديث حرملة وابن لهيعة، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر، به.

وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا عراك بن خالد بن يزيد: حدثني أبي، عن إبراهيم ابن أبي عبلة، عن عُبادة بن الصامت: أنَّ رسول الله ﷺ كان يقول: إذا أراد اللهُ بقومٍ بقاءً أو نماءً رزقهم القصد والعفاف، وإذا أراد الله بقومٍ اقتطاعًا فتح لهم -أو فتح عليهم- باب خيانةٍ: حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ، كما قال: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

س: ما صحّة السند؟

ج: السند الأخير.

وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا عراك بن خالد بن يزيد: حدثني أبي، عن إبراهيم ابن أبي عبلة، عن عبادة بن الصَّامت.

الشيخ: محلّ نظرٍ في عراك وأبيه، وهل سمع إبراهيمُ ابن أبي عبلة من عبادة بن الصَّامت؟ لأنَّ موت عبادة قديم، مات سنة 34، نعم.

الطالب: عراك بن خالد بن يزيد، الدّمشقي، المزي، معروف، حسن الحديث، وقال أبو حاتم: مُضطرب الحديث، ليس بالقوي، روى عن عثمان ..... وغيره.

الشيخ: وأبوه؟

الطالب: خالد بن يزيد بن صالح، المزي -بضم الميم بعدها الزاي-، ثقة.

الشيخ: إبراهيم ابن أبي عبلة في "التقريب".

س: أحسن الله إليك، إذا قيل: مُضطرب الحديث، فهل يُنظر لحديثه، أم يُترك حديثه؟

ج: يعني: ضعيف، مُضطرب الحديث، ضعيف، ما هو بضابط الرِّوايات.

الطالب: إبراهيم ابن أبي عبلة -بسكون الموحدة-، واسمه: شمر -بكسر المعجمة-، ابن يقظان، الشامي، يُكنى: أبا إسماعيل، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وخمسين. (خ، م، د، س، ق).

الشيخ: تاريخ وفاته فيه نظر، معناه: أنَّه ما لقي عبادة، ما أدرك عبادة.

الطالب: إبراهيم ابن أبي عبلة -بسكون الموحدة-، شمر ابن أبي يقظان، العُقيلي –بالضم-، أبو إسماعيل، أو أبو العباس، المقدسي، أو الرملي، عن أبي أمامة وأنس وعقبة بن وساج وخلق، وعنه الأوزاعي ومالك والليث وابن المبارك ومحمد بن حمير ويحيى بن حمزة وخلق، وثَّقه ابنُ معين والذّهلي وأبو حاتم والنَّسائي، قال ضمرة بن ربيعة: تُوفي سنة اثنتين وخمسين ومئة.

الشيخ: اثنتين وخمسين ومئة؟

الطالب: اثنتين وخمسين ومئة.

الشيخ: طيب، ما دام فيها مئة طيب.

الطالب: من الخامسة.

الشيخ: الخامسة يعني: صغار التابعين .....

أعد الحديثَ يا شيخ عمر.

وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا عراك بن خالد بن يزيد: حدثني أبي، عن إبراهيم ابن أبي عبلة، عن عبادة بن الصامت: أنَّ رسول الله ﷺ كان يقول: إذا أراد الله بقومٍ بقاءً أو نماءً رزقهم القصد والعفاف، وإذا أراد الله بقومٍ اقتطاعًا فتح لهم -أو فتح عليهم- باب خيانةٍ.

الشيخ: المعنى صحيح، والحديث ضعيف؛ لأنَّ إبراهيم لم يُدرك عبادة، بينهم انقطاعٌ.

س: حديث: إنَّ الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته ما يشهد لهذا؟

ج: صحيح، الآيات كلّها تشهد لهذا المعنى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ، نصّ الآية الكريمة.

س: حديث: الظالم سيفُ الله ينتقم به، ثم ينتقم منه هل له أصلٌ؟

ج: هذا معناه .....، لكن حديث: إنَّ الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته، نسأل الله العافية: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ۝ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:182-183]، نسأل الله العافية.

س: العِلّة تكون في عراك؟

ج: العِلّة في انقطاعه.