تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}

وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ۝ وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ۝ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ۝ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ۝ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الأنعام:7-11].

يقول تعالى مُخبرًا عن المشركين وعنادهم ومُكابرتهم للحقِّ ومُباهتتهم ومُنازعتهم فيه: وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ أي: عاينوه ورأوا نزوله، وباشروا ذلك، لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ، وهذا كما قال تعالى مُخبرًا عن مُكابرتهم للمحسوسات: وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ۝ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ [الحجر:14-15]، وكقوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ [الطور:44].

وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ أي: ليكون معه نذيرًا، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ أي: لو نزلت الملائكةُ على ما هم عليه لجاءهم من الله العذاب، كما قال الله تعالى: مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ [الحجر:8]، وقوله: يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ [الفرقان:22] الآية.

وقوله تعالى: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ أي: ولو أنزلنا مع الرسول البشري ملكًا، أي: لو بعثنا إلى البشر رسولًا ملكيًّا لكان على هيئة الرجل؛ ليُمكنهم مُخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه، ولو كان كذلك لالتبس عليهم الأمر، كما هم يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة البشري، كقوله تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا [الإسراء:95].

فمن رحمته تعالى بخلقه أنَّه يُرسل إلى كلِّ صنفٍ من الخلائق رسلًا منهم؛ ليدعو بعضُهم بعضًا، وليمكن بعضُهم أن ينتفع ببعضٍ في المخاطبة والسؤال، كما قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ [آل عمران:164] الآية.

قال الضَّحاك: عن ابن عباسٍ في الآية يقول: لو أتاهم ملكٌ ما أتاهم إلا في صورة رجلٍ؛ لأنَّهم لا يستطيعون النَّظر إلى الملائكة من النور، وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ أي: ولخلطنا عليهم ما يخلطون.

وقال الوالبي عنه: ولشبهنا عليهم.

وقوله: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ هذه تسليةٌ للنبي ﷺ في تكذيب مَن كذَّبه من قومه، ووعدٌ له وللمؤمنين به بالنُّصرة والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.

ثم قال تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ أي: فكّروا في أنفسكم، وانظروا ما أحلّ الله بالقرون الماضية الذين كذَّبوا رسله وعاندوهم من العذاب والنَّكال والعقوبة في الدنيا، مع ما ادَّخر لهم من العذاب الأليم في الآخرة، وكيف نجَّى رسله وعباده المؤمنين؟

الشيخ: وهذه الآيات الكريمة فيها العِظة لنا والتَّذكير لهذه الأمّة، وأنَّ الواجب على ذي العقل المبادرة إلى الحقِّ، وعدم العناد والمراوغة، فإنَّ هؤلاء المجرمين كلما جاءتهم الرسل غووا عن الإجابة، وعن التَّصديق، وتعلَّقوا بأشياء باطلة.

فالواجب على المؤمن، والواجب على ذي العقل السَّليم أن يقبل الحقَّ إذا جاءه، وأن يثبت عليه، وأن يستقيم عليه، وألا يسلك مسالك المجرمين الذين حادوا عن الصواب، وتعلَّقوا بالشُّبَه الباطلة، فالحقُّ عليه نورٌ، متى جاء الحقُّ وجب الأخذ به، والتَّمسك به، والاستقامة عليه، والدَّعوة إليه، والرِّضا به، والحذر من مُشابهة الغافلين المعاندين: وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ مُكابرةً للحقِّ وعنادًا، وتأسٍّ بمَن قبلهم من المجرمين، وقد بيّن الله حال المجرمين السَّابقين وما أصابهم بسبب العناد، فانظر ما جرى لقوم نوح من الغرق العظيم، ولم ينجُ إلا مَن كان مع نوح في السَّفينة، كذلك ما جرى لقوم هود من الريح العقيم والعذاب الأليم، وما جرى لقوم صالح، وما جرى لقوم شعيب، وقوم لوط، وغيرهم، وما جرى لفرعون وقومه من النَّكال والعقوبات العامَّة التي نزلت بهم بسبب العناد والمكابرة والاستكبار عن الحقِّ.

فاحذر يا عبدالله، واحذروا أيّها الأمّة المحمدية أن يُصيبكم ما أصاب أولئك بسبب العناد والمكابرة، يعني: بادروا بالامتثال والتَّصديق والعمل؛ حتى لا يُصيبكم ما أصاب مَن قبلكم، ومَن لم يُصبه في الدنيا العذاب بسبب المكابرة والعناد، فسوف يُصيبه في الآخرة، فالعذاب لا بدَّ منه لمن كذَّب وأبى، فإن لم يُعجّل أصابه في الآخرة، قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم:42]، نسأل الله العافية، نعم.

قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ۝ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۝ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ۝ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الأنعام:12-16].

يُخبر تعالى أنَّه مالك السَّماوات والأرض ومَن فيهما، وأنَّه قد كتب على نفسه المقدسة الرَّحمة، كما ثبت في "الصحيحين" من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: إنَّ الله لما خلق الخلق كتب كتابًا عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي.

وقوله: لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ هذه اللام هي الموطئة للقسم، فأقسم بنفسه الكريمة ليجمعنَّ عبادَه إلى ميقات يومٍ معلومٍ، وهو يوم القيامة الذي لا ريبَ فيه، أي: لا شكَّ فيه عند عباده المؤمنين، فأمَّا الجاحدون المكذِّبون فهم في ريبهم يترددون.

وقال ابنُ مردويه عند تفسير هذه الآية: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن عقبة: حدثنا عباس بن محمد: حدثنا حسين بن محمد: حدثنا محصن بن عتبة اليماني، عن الزبير بن شبيب، عن عثمان بن حاضر، عن ابن عباسٍ قال: سُئل رسول الله ﷺ عن الوقوف بين يدي ربِّ العالمين: هل فيه ماء؟ قال: والذي نفسي بيده، إنَّ فيه لماء، إنَّ أولياء الله ليردون حياض الأنبياء، ويبعث الله تعالى سبعين ألف ملكٍ، في أيديهم عصي من نارٍ، يذودون الكفَّار عن حِياض الأنبياء. هذا حديثٌ غريبٌ.

وفي الترمذي: إنَّ لكل نبيٍّ حوضًا، وإنَّهم يتباهون: أيّهم أكثر واردًا؟ وأرجو أن أكون أكثرهم واردًا.

وقوله: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أي: يوم القيامة فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ أي: لا يُصدِّقون بالمعاد، ولا يخافون شرَّ ذلك اليوم.

ثم قال تعالى: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أي: كلّ دابَّةٍ في السَّماوات والأرض الجميع عباده وخلقه، وتحت قهره وتصرّفه وتدبيره، لا إله إلا هو، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أي: السَّميع لأقوال عباده، العليم بحركاتهم وضمائرهم وسرائرهم.

ثم قال تعالى لعبده ورسوله محمدٍ ﷺ، الذي بعثه بالتوحيد العظيم، وبالشَّرع القويم، وأمره أن يدعو الناسَ إلى صراط الله المستقيم: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كقوله: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر:64]، والمعنى: لا أتَّخذ وليًّا إلا الله وحده لا شريكَ له، فإنَّه فاطر السَّماوات والأرض، أي: خالقهما ومُبدعهما على غير مثالٍ سبق: وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ أي: وهو الرزاق لخلقه من غير احتياجٍ إليهم، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الآية [الذاريات:56]، وقرأ بعضُهم هاهنا: وهو يُطْعِم ولا يَطْعَم أي: لا يأكل.

وفي حديث سهيل بن صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: دعا رجلٌ من الأنصار من أهل قباء النبيَّ ﷺ على طعامٍ، فانطلقنا معه، فلمَّا طعم النبي ﷺ وغسل يديه، قال: الحمد لله الذي يُطعم ولا يطعم، ومَنَّ علينا فهدانا وأطعمنا، وسقانا من الشَّراب، وكسانا من العُري، وكل بلاءٍ حسنٍ أبلانا، الحمد لله غير مودعٍ ربي، ولا مُكافئ، ولا مكفور، ولا مُستغنًى عنه، الحمد لله الذي أطعمنا من الطَّعام، وسقانا من الشَّراب، وكسانا من العُري، وهدانا من الضَّلال، وبصّرنا من العمى، وفضَّلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا، الحمد لله ربِّ العالمين.

قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ أي: من هذه الأمّة، وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ يعني: يوم القيامة، مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ أي: العذاب يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ يعني: رحمه الله، وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ، كقوله: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185]، والفوز: حصول الرِّبح، ونفي الخسارة.

الشيخ: لا شكّ أنَّ مَن رُزق الفوز بالجنة والسَّعادة فهذا هو الفوز المبين، وهو الفوز العظيم، وهو السَّعادة الأبدية، وأسبابها هنا: طاعة الله، والاستقامة على دينه، والثَّبات على ذلك، هذه أسباب السَّعادة، مَن استقام على أسباب السَّعادة هنا فاز بالنَّعيم المقيم، والسَّعادة الأبدية، وذلك بتقوى الله، والقيام بحقِّه، والاستقامة على طاعته، وترك معصيته، والتواصي بذلك، والتَّعاون في ذلك، هذا هو طريق النَّجاة، هذا هو سبيل السَّعادة، أمَّا الغفلة والإعراض والاستكبار فهذا طريق النار، نعوذ بالله، نسأل الله العافية.

س: حديث أبي هريرة .....؟

ج: يحتاج إلى تأمّل، لكن بعض .....: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا، غير مكفيٍّ، ولا مكفورٍ، ولا مُودّعٍ، ولا مُستغنًى عنه ربنا، هذا جاء في الصحيح: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مُؤوي، الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوّة.

س: أحاديث: إنَّ لكل نبيٍّ حوضًا هل هي ثابتة؟

ج: تحتاج إلى تأمل، الثَّابت حوض نبينا عليه الصلاة والسلام، وجاء أنَّ لكل نبيٍّ حوضًا، تحتاج أن تجمع أدلتها وما ورد فيها، نعم.

مُداخلة: في تعليق على الحديث يقول: حديث الحوض ..... الأنبياء، يقول: ضعيف من هذا الوجه من أجل سعيد بن بشير الشَّامي.

وأمَّا حديث أبي هريرة يقول: رواه النَّسائي في "عمل اليوم والليلة"، وابن السّني كذلك، والحاكم في "المستدرك"، وابن حبان، كلّهم من طريق بشر بن منصور، وهو بصري، قال ابنُ مهدي: ما رأيتُ أحدًا أخوف لله منه. وكان يُصلي في كل يومٍ خمسمئة ركعة، وكان ورده ثلث القرآن، وقال أبو زرعة: ثقة مقبول ..... قال البخاري: ما روى عنه أهل الشَّام فإنَّه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنَّه صحيح. وفي روايةٍ عن أحمد نحو ذلك. قلت: وهذا الذي بين أيدينا من رواية أهل البصرة عنه، عن سهيل، به. فيكون حسنًا من أجل سهيل، والله أعلم.

الشيخ: هذا مقبل؟

الطالب: هذا من تلاميذ مُقبل.

الشيخ: يحتاج إلى جمعه، لعلَّ بعضكم يجمعه؛ يجمع أسانيده في أحواض الأنبياء.

مُداخلة: في تعليق سابق لكم يقول: الأحاديث عن أحواض الأنبياء كلّها ضعيفة أو مُرسلة، وهي من باب الحسن لغيره، والثابت حوض النبي ﷺ.

الشيخ: هذا ما يمنع من جمعها، إذا تيسر لأحدكم يجمعها، مَن يلتزم؟

الطالب: إن شاء الله ألتزم بجمعها.

الشيخ: مَن الأخ؟

الطالب: أمجد غانم.

الشيخ: إن شاء الله تحرص عليها، إن شاء الله، بارك الله فيك، وإن ..... أحد غيرك أنت ومَن يُحبّ ذلك أيضًا من الباقين، نعم.

س: تخصيص قول الله : وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ على بعض الآلام الموجعة ..... هل ورد هذا؟

ج: كونه مما سكن ما يمنع في غيرها، لله الجميع، لله ملك السَّماوات والأرض .

س: يُشرع أن تقرأ على وجع الضّرس آية: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؟

ج: كل القرآن يقرأ كما أنزل الله، أما كونه في أوقات مُعينة لا بدَّ من الدليل، لا يُقال: هذه الآية تُقرأ في كذا، ولا هذه السورة تُقرأ في كذا إلا بدليلٍ، والقرآن كلّه يُقرأ للقربى إلى الله وطلب الرِّضا، كل حرفٍ بحسنةٍ، والحسنة بعشر أمثالها.

س: إذا جربت آية في ألمٍ أو مرضٍ فقال: هذه للصّداع؟

ج: لا، ما يصلح إلا بدليلٍ.