فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه، فقال «انزعوه» فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم

من بيادر التمر فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه، فقال: انزعوه، فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم.

الشيخ: الله أكبر! قبل الله دعوته وبارك فيه، وفي الرواية الأخرى أنه قال لهم: خذوا، فأبوا، خذوا .....، فأبوا، فذهب إليه حتى أنزل الله البركة، وأخذوا حقَّهم، وبقي لآل جابر ما فيه الخير، نعم.

3581- حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا معتمر، عن أبيه: حدثنا أبو عثمان: أنه حدَّثه عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما: أن أصحاب الصُّفَّة كانوا أناسًا فقراء، وأن النبي ﷺ قال مرةً: مَن كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالثٍ، ومَن كان عنده طعام أربعةٍ فليذهب بخامسٍ أو سادسٍ، أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثةٍ، وانطلق النبي ﷺ بعشرةٍ، وأبو بكر ثلاثة، قال: فهو أنا وأبي وأمي. ولا أدري هل قال: امرأتي وخادمي؟ بين بيتنا وبين بيت أبي بكر، وأن أبا بكر تعشَّى عند النبي ﷺ، ثم لبث حتى صلَّى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله ﷺ، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك، أو ضيفك؟ قال: أوعشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا عليهم فغلبوهم، فذهبت فاختبأت. فقال: يا غنثر! فجدع وسبَّ، وقال: كلوا. وقال: لا أطعمه أبدًا. قال: وايم الله، ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل، فنظر أبو بكر فإذا شيءٌ أو أكثر، قال لامرأته: يا أخت بني فراس. قالت: لا وقرة عيني، لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مراتٍ. فأكل منها أبو بكر، وقال: إنما كان الشيطان. يعني: يمينه، ثم أكل منها لقمةً، ثم حملها إلى النبي ﷺ فأصبحت عنده.

وكان بيننا وبين قومٍ عهدٌ، فمضى الأجل فتفرقنا: اثنا عشر رجلًا، مع كل رجلٍ منهم أناسٌ، الله أعلم كم مع كل رجلٍ، غير أنه بعث معهم، قال: أكلوا منها أجمعون. أو كما قال، وغيره يقول: فعرفنا من العرافة.

الشيخ: وهذه البركة العظيمة في بيت أبي بكر الصديق ؛ ليُري الله عباده العِبَر، نعم.

س: فعرفنا، أو فعرفنا من العرافة؟

ج: قبله بسطرٍ.

القارئ: غير أنه بعث معهم، قال: أكلوا منها أجمعون. أو كما قال، وغيره يقول: فعرفنا من العرافة.

الشيخ: بعده.

3582- حدثنا مسدد: حدثنا حماد، عن عبدالعزيز، عن أنسٍ. وعن يونس، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: أصاب أهلَ المدينة قحطٌ على عهد رسول الله ﷺ، فبينا هو يخطب يوم جمعةٍ إذ قام رجلٌ فقال: يا رسول الله، هلكت الكُرَاع، هلكت الشَّاء، فادعُ الله يسقينا. فمدَّ يديه ودعا، قال أنسٌ: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريحٌ أنشأت سحابًا، ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عَزَالِيها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نُمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادعُ الله يحبسه. فتبسم، ثم قال: حوالينا، ولا علينا، فنظرتُ إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليلٌ.

الشيخ: ضعف ابن آدم، حاجته، ضعيفٌ، عند الشدة ضعيفٌ، وعند الخطر ضعيفٌ، لكن في هذا معجزةٌ وآيةٌ، دعا فاجتمع السحاب وجاء المطر، وخرجوا يمشون في المطر في السَّيل، وفي الجمعة الأخرى دعا: حوالينا، ولا علينا؛ فتفرق السحاب وارتفع عن المدينة، هذه آيات الله وحججه على عباده، نعم.

س: ..... حوالينا، ولا علينا؟

ج: بلى، يقال، إذا كثر المطر وخِيف منه يُقال هذا.

س: .............؟

ج: لا، إذا خِيف منه، نعم.

س: في قصة أبي بكر ..... تعشى بعد المغرب عند الرسول عليه الصلاة والسلام؟

ج: كانوا في المدينة، عشَّاهم قبيل المغرب وبعد المغرب، مثل: أهل نجد من أول، كان عشانا من أول هكذا، بعد العصر، حول الغروب، أو بعد المغرب، وتغيرت الأحوال الآن بعدما صارت المدارس، وتنظمت المدارس؛ صار الناس يأكلون فطورًا في الصبح، ويأكلون غداءً في الظهر، ويأكلون عشاءً، تغيرت أحوال الناس، وإلا كان الناس هكذا: غداء وعشاء، غداء الضحى، وعشاء بعد العصر .....، أو بعد المغرب، كانت هذه العادة هنا في نجد، وهذه عادة أهل المدينة؛ ولهذا قال: إذا حضر العَشاء فابدؤوا به قبل أن تُصلوا المغرب، وفي اللفظ الآخر: إذا حضر العَشاء والعِشاء فابدؤوا بالعَشاء، فكانوا تارةً قبل الغروب، وتارةً بعده، بعد ذلك.

س: ظاهره قال: ثم لبث حتى صلَّى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشَّى رسول الله ﷺ؟

ج: هذا يدل على أنه في بعض الأحيان قد يكون بعد العشاء؛ ولهذا ما أخذ شيئًا، قال: لقمة، من العشاء الذي عنده في البيت أخذ اللقمة فقط .....، ثم ذهب إلى النبي ﷺ.

س: قول أم رومان: لا وقرة عيني؟

ج: كان اليمين بذلك جائزًا، ثم نُسخ، كان الحلف بالآباء والأمهات وقُرة عيني، ثم نُسخ، أمر الله بالحلف بالله وحده: لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، كان هذا وقت الجواز، نعم، لا وأبيك، أفلح وأبيه.

س: أبو بكر تعشى وحده، والنبي ﷺ تعشى وحده، في هذه القصة أن أبا بكر تعشى بعد المغرب، والنبي ﷺ تعشى بعد العشاء وحده .....؟

ج: يمكن؛ ناسٌ تعشوا بعد المغرب، والنبي ﷺ تعشى بعد العشاء، ممكنٌ، المقصود: هذه عادتهم ..... قبل المغرب، أو بعد المغرب، وقد يتأخر بعد العشاء، نعم.

س: أحسن الله إليك، مَن منع الاستنجاء بالمياه المباركة: كزمزم؟

ج: ما الذي يمنع منه؟! الذي يمنع منه قوله خطأٌ، لا يمنع منه مثلما قال صاحب "المنتقى"، الماء الذي نبع من بين أصابعه ماءٌ شريفٌ، ومع هذا توضؤوا به، واغتسلوا به، لا بأس، لا بأس أن يتوضأ من زمزم، ويستنجي منه، ولا بأس أن يتروش منه، وإن كان ماءً مباركًا، الحمد لله، الله قال: وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا [الفرقان:48]، وسمَّاه: ماءً مباركًا، ومع هذا الناس يتوضؤون منه ويغتسلون.

س: شبهة مَن منع الاستنجاء بماء زمزم؟

ج: لأنها مباركةٌ، سمَّاها النبي ﷺ: مباركةً، فكونها مباركةً، فماء السماء مباركٌ، الذي أنزل الله علينا ماءً مباركًا نتوضأ منه، ونستنجي منه، أنزله لنا لمنفعتنا.

س: يقول عليه الصلاة والسلام: البركة من الله؟

ج: يُبين ﷺ أنها ما هي منه، يبين أن بركة الطعام ما هي مني أنا، هذه كلها من الله جلَّ وعلا، هو الذي بارك الطعام، يُبين للناس حتى ينتبهوا أنها ليست منه ﷺ، بل من الله .

س: مَن يُغالي في قربة ماءٍ، ثم يأخذها خارج هذه البلاد؟

ج: ما له أصلٌ، هذا غلطٌ، ما يجوز هذا، هذا لا يجوز.

س: ..... المعجزات، فيقول: من بركات رسول الله ﷺ؟

ج: جعلها الله من بركته هو، لكن ما تطلب منه البركة، البركة من الله، لكن الله جعله مباركًا عليه الصلاة والسلام، وجعل الأنبياء مُباركين، وجعل المؤمن مباركًا، ولكن لا تُطلب منه البركة، البركة تُطلب من الله جلَّ وعلا، إلا أنه يجوز أن يتمسح بعرقه وثيابه، جعل الله فيها بركةً عليه الصلاة والسلام.

س: إذا قيل: هذا من بركات رسول الله ﷺ، يعني: التي جعلها الله .....؟

ج: كلها من الله، كلها من الله، نعم.

س: يعني: لا بأس أن نقول: هذه من بركات رسول الله ﷺ؟

ج: الذي جعل الله فيه، لكن ما هو الذي جعل البركة في الطعام، الله الذي جعلها، هذا المقصود، والبركة التي جعلها الله في نبيه هي من الله .

س: إذا وقع مطرٌ يوم جمعةٍ هل لهم أن يُقدموا العصر مع الجمعة؟

ج: لا، يُصلون في بيوتهم، إذا كانت هناك مشقةٌ يصلون في بيوتهم، مثلما قال ابن عباسٍ: "صلوا في بيوتكم"، حتى الجمعة نفسها، (لأ)، يُصلِّي في بيته، إذا كانت هناك مشقةٌ يصلي في بيته، نعم.

3583- حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان: حدثنا أبو حفص، واسمه: عمر بن العلاء، أخو أبي عمرو بن العلاء.

الشيخ: القارئ، أحد القراء، نعم، هذا أبو حفص، وهذا أبو عمرو، نعم.

س: الأول: عمر، والثاني: عمرو؟

ج: هذا أبو عمرو صاحب القراءة، وأخوه أبو حفص اسمه: عمر.

قال: سمعت نافعًا، عن ابن عمر رضي الله عنهما: كان النبي ﷺ يخطب إلى جذعٍ، فلما اتَّخذ المنبر تحول إليه، فحنَّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه.

وقال عبدالحميد: أخبرنا عثمان بن عمر: أخبرنا معاذ بن العلاء، عن نافعٍ بهذا.

ورواه أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ.

الشيخ: لما فقد النبيَّ ﷺ، فجعل النبيُّ ﷺ يُهدئه حتى جعل يَئِنّ كأنين الطفل حتى هدأ، الله أكبر!

3584- حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبدالواحد بن أيمن، قال: سمعت أبي، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالت امرأةٌ من الأنصار أو رجلٌ: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: إن شئتم، فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي ﷺ فضمَّه إليه، تَئِنّ أنين الصبي الذي يسكن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.

الشيخ: كان يتكئ عليها النبي ﷺ ويخطب عندها، فلما فقدت ذلك أنطقها الله، الله المستعان، ويقال عن الحسن أنه قال: جذعٌ يحنُّ إلى رسول الله ﷺ، نحن أولى بأن نحنّ إليه باتِّباع سنته وما جاء به.

س: الإمام ينزل من المنبر عند الحاجة؟

ج: فعله النبي ﷺ، إذا دعت الحاجة لا بأس.

س: قاله الحسن البصري؟

ج: البصري، نعم، قال: جذعٌ يحنُّ إلى الرسول ﷺ، فنحن أولى بأن نحنّ إليه باتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه، نعم.

3585- حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني حفص بن عبيدالله بن أنس بن مالك: أنه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول: كان المسجد مسقوفًا على جذوعٍ من نخلٍ، فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إلى جذعٍ منها، فلما صُنع له المنبر وكان عليه، فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار، حتى جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها فسكنت.

3586- حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. ح، حدثني بشر بن خالد: حدثنا محمد، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا وائل يُحدِّث عن حذيفة: أن عمر بن الخطاب قال: أيكم يحفظ قول رسول الله ﷺ في الفتنة؟